
١-
كل الرؤساء العرب ادلوا بتصريحات رسمية فور اعلان دولة الامارات العربية قرارها التطبيع الشامل بينها واسرائيل، ولست هنا بصدد رصد التصريحات التي صدرت من الملوك الورؤساء العرب، ولكن استغرب سكوت الرئيس البرهان عن التعليق، وكانما الامر لا يهمه، وهو الذي فاجأ العالم عندما قام بزيارة منتجع ” عنتبي” اليوغندية في فبراير الماضي ٢٠٢٠، وهناك التقي برئيس وزراء اسرائيل بنامين نتنياهو، وعاد البرهان للخرطوم ومعه خطط كيفية ستكون العلاقات السودانية ـ الاسرائيلية في المستقبل، وكانت اولي هذه الخطط فتح المجال الجوي السوداني امام الطائرات الاسرائيلية ايآ كان نوعها مدنية او حربية.
٢-
كنت اتوقع ان يسبق البرهان كل الرؤساء العرب في الترحيب بالخطوة التي اتخذتها الامارات، وان يدلي بتصريح رسمي حول رأيه (الذي هو رأي مجلس السيادة!!)، وان تنشر الصحف المحلية والاجنبية بالخطوط العريضة علي صفحاتها الاولي خبر التآييد السوداني، ومما يستغرب له ان لزم الصمت وهو يعرف مسبقآ، انه سياتي الوقت الذي سيدلي فيه برأيه مرغمآ شاء ام ابي، فلن تتركه الصحف وباقي وسائل الاعلام الاخري المحلية والاجنبية، واذا غادر السودان في مهمة رسمية الي دولة ما، فانه سيواجه اول ما يواجه حشود الصحفيين والمراسلين الاجانب، الذين لن يتركوه الا ويعرفوا رأيه في التطبيع الاماراتي- الاسرائيلي!!
٣-
في زيارة سريعة مفاجئة جاءت متزامنة مع قرار الامارات بالتطبيع الكامل مع اسرائيل ، زار الخرطوم الدكتور/ مصطفى مدبولي، رئيس مجلس وزراء جمهورية مصر العربية، والمعروف ان الرئيس المصري/ عبدالفتاح السيسي قد بادر بتاييد الخطوة الاماراتية، من جانبه أعرب محمد بن زايد عن خالص امتنان دولة الإمارات حكومة وشعبا لهذه اللفتة من السيسي، فهل زيارة رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي العاجلة للخرطوم كانت من اجل دفع السودان لتآييد الامارات، وطمآنة البرهان ان السعودية لن تغضب منه ان بارك الخطوة الاماراتية؟!!
٤-
كم هو غريب امر الرؤساء الجنرالات الذين حكموا السودان – النميري، البشير، البرهان!!
(أ)-
الرئيس السابق/ جعفر النميري لم يؤيد التطبيع مع اسرائيل، لكنه التقي مع وزير الدفاع الإسرائيلي أرييل شارون، في ثمانينيات القرن الماضي وذلك لنقاش جسر جوي يمرعبر السودان لنقل يهود إثيوبيا (الفلاشا) إلى إسرائيل!!
(ب)-
الرئيس المخلوع/ عمر البشير، لم يكن يتوقع ان يجد في حزب المؤتمرالوطني اعضاء قياديين يؤيدون تطبيع علاقة بين السودان واسرائيل ، علي اعتبار ان مشاكل البلاد المزمنة مع امريكا ومحكمة العدل الدولية لن تحل الا بالتطبيع الكامل مع اسرائيل، لذلك لم يكن غريبآ، ان بادر مبارك الفاضل المهدي الذي شغل وقتها منصب وزير الاستثمار بتاييد التطبيع، وجد تاييده قبول في اسرائيل، واشادت حكومة تل ابيب بالمبادرة!!
(ج)-
الرئيس البرهان مع فكرة التطبيع الكامل بين السودان واسرائيل لانها – حسب وجهة نظره- ستخرج البلاد من مشكلة وجود اسم السودان في قائمة “الدول الراعية للارهاب”، ولكنه في نفس الوقت متردد للغاية في تاييد الخطوة التي قامت بها دولة الامارات!!، ولكن وحتمآ (بسبب الكاش يبطل النقاش)، سيقوم البرهان عاجلآ او اجلآ بتهنئة الامارات “شعب وحكومة” علي القرار الكبير بالتطبيع مع تل ابيب…تمامآ كما وافق من قبل عن وجود قوات سودانية في اليمن، والاستمرار في مقاطعة دولة قطر ترضية للسعودية والامارات!!
٥-
الباقي علي حكم البرهان للبلاد فقط خمسة ايام – ( تنتهي في يوم ٢٠ اغسطس الحالي)- ، وبعدها يسلم الرئاسة لعضو مدني في مجلس السيادة ، تمامآ كما نص الاتفاق بين المكون العسكري والمدني في العام الماضي،..فهل يا تري يغادر البرهان المجلس دون تهنئة الامارات؟!!، ام ستكون التهنئة اخر عمل له قبل المغادرة؟!!
بكري الصائغ
الباقي علي حكم البرهان للبلاد فقط خمسة ايام – ( تنتهي في يوم ٢٠ اغسطس الحالي)- ، وبعدها يسلم الرئاسة لعضو مدني في مجلس السيادة
البرهان يا حبة عامل حساب للمحكمة الجنائية والانبطاح دة كلو قايلو بنفع بعدين.
والنائب برضو بتحول مدني…
الكلام دا كيف، يا بكري ؟؟؟!!!!
حسب علمي المتواضع، فإن مدة الفترة الإنتقالية، هي 39 شهراً تسري من تاريخ التوقيع علي الوثيقة الدستورية، علي أن يترأس عسكري المجلس السيادي لمدة أل 21 شهراً الأولي، ثم تؤول الرئاسة للمدنيين لمدة أل 18 شهراً المتبقية !!!!!!!!
لقد تم إعتماد الوثيقة الدستورية في 2019/8/17، فعليه فإن رئاسة البرهان للمجلس السيادي، ستنتهي في 16 مايو 2021 !!!!! صاح ولّا ما غلط ؟؟؟!!!
ما أعرفه أيضاً، أنه قد تم الإتفاق مع وفد مفاوضات جوبا الذي زار الخرطوم مؤخراً، علي أن يبدأ سريان الفترة الإنتقالية من تاريخ التوقيع علي إتفاق السلام !!!! وطبعاً، لا أحد يعلم متي سيتم التوقيع علي السلام، وعليه، لا أحد يعلم متي ستنتهي الفترة الإنتقالية، ودا “الجنن عبد القادر”، عفواً، ديناصور أم كتيتي الضلالي، حيث سيُصبح خياره الوحيد، هو الإنقراض، بحول اللّه !!!!!!!!!!!!!!!!