مقالات سياسية

قضية العرب الرحل السودانيين منتصرة وقضية قوات الدعم السريع خاسرة

المرضي أبوالقاسم مختار

قضية العرب الرحل السودانيين منتصرة وقضية قوات الدعم السريع خاسرة

 

في عام ٢٠١٣، أنشأت حكومة البشير، قوات الدعم السريع بغرض حمايتها من السقوط علي أيدي حركات الكفاح المسلح السودانية، وفي يناير ٢٠١٧ تم إنشاء قانون لها، وتم تحديد الفترة الزمنية لها (فترة الطوارئ والحرب). علما بأن قانون قوات الدعم السريع يتكون من ٢٥ مادة، ٢٢ مادة منها تم أخذها من قانون القوات المسلحة السودانية وفقا لحديث وزير الدفاع الأسبق الجنرال عوض بن عوف، الذي نشرته صحيفة الجريدة وموقع النيلين في يوم ١٧/١/٢٠١٧

 

في يناير ٢٠١٧، صادق برلمان البشير علي قانون قوات الدعم السريع، مما أثار جدلا واسعا في الساحة السياسية السودانية، إلا أن وزير العدل الأسبق الأستاذ عبد الباسط سبدرات، قال تم إنشاء قوات الدعم السريع لفترة إنتقالية “وفقاً لنص المادة (5) من القانون : الدعم السريع في مرحلة معينة (الطوارئ والحرب) يكون جزءاً من الجيش، ثم يجوز للرئيس دمجها في وزارة الدفاع وبذا يسقط القانون”

المصدر: البرلمان السوداني: سارة تاج السر

صحيفة الجريدة ١٧/١/٢٠١٧

 

بعد إنتصار ثورة ديسمبر المجيدة لم تقاتل الحركات المسلحة الحكومة الإنتقالية وبالتالي لا حوجة لقوات الدعم السريع وفق قانونها. لذلك تمردت قوات الدعم السريع علي الدولة بعد إنتصار ثورة ديسمبر المجيدة في عام ٢٠١٩، حيث إستفادت من هشاشة مؤسسات الدولة آنذاك و من قلة خبرة قيادات الحرية والتغيير المجلس المركزي في إدارة الدولة. فعين حميدتي، يوسف عزت مستشارا سياسيا له، وهذا خطأ كبيرا، لأن في قانون الجيش لا يوجد مستشارا سياسيا لقائد الجيش، إلا في حالة القائد هو رئيس الدولة.

لقد أوضح هذا التعيين، بأن قوات الدعم السريع ليست قوات تابعة للدولة السودانية بل هي قوات مسلحة تابعة لدولة آل دقلو و رئيسها الفريق أول حميدتي ووزير دفاعها الفريق عبدالرحيم دقلو، و مستشارها السياسي الأستاذ يوسف عزت.

نذكر القليل من الدلائل التي تؤكد إلي أي مدي كان  حميدتي جاهزا لإقامة دولة آل دقلو أو إمارة دقلو في السودان:

١. مشروع التجنيد المكثف لقوات الدعم السريع.

٢. إنشاء قطاعات لها في كل ولايات السودان بديلا للجيش السوداني.

٣. الإستحواز علي المشاريع الاقتصادية( ذهب، محاصيل زراعية، ثروة حيوانية، عقارات (مفوضية اراضي الدعم السريع) ، استثمارات خارجية…….)

٤. تحالفات سياسية ((الحرية والتغيير المجلس المركزي)، شبابية، إدارات أهلية، ورجال أعمال محلية ودولية…….)

٥. تحالفات دولية ( إمارات، إسرائيل، سعودية، أثيوبيا، كينيا، تشاد، ليبيا، نيجر، أفريقيا الوسطي، روسيا،……)

٦. شراء عددا كبيرا من القيادات العليا في الدولة السودانية من المدنيين والعسكريين.

٧. إمتلاك إعلام محلي ودولي.

٨. إمتلاك أجهزة إتصال حديثة

٩. إمتلاك ماكينات طباعة العملة

١٠. إستقطاب خريجي الجامعات من أبناء القبائل العربية، وعددا كبيرا من معاشي الجيش والشرطة والأمن وقوات الدفاع الشعبي وضمهم إلي صفوفها.

١١. إستقطاب بعض قيادات الحركات المسلحة وبعض كوادر المؤتمر الوطنى وضمهم إلي صفوفها.

هذه الدلائل أعلاه تؤكد بأن قوات الدعم السريع عندها مشروع خاص بها وليس للشعب السودانى مصلحة فيه. لذلك هي كانت مستعدة لخوض هذه الحرب اللعينة التي دمرت الأخضر واليابس في السودان، بغرض تأسيس دولتها المزعومة علي أنقاض الدولة السودانية.

لذا حشدت قيادات الدعم السريع عددا كبيرا من أهلنا العرب في دارفور وكردفان للقتال ضد قواتهم المسلحة السودانية بحجة أن الجيش السوداني تابع للفلول و لدولة ٥٦ وأن الدعم السريع تقاتل من أجل تحقيق الديمقراطية.  لكن الحقيقة هي أن عبدالرحيم دقلو يستغلهم كوقود حرب من أجل تأسيس دولة آل دقلو.

هل تحقيق الديمقراطية يتم عبر القتل والاغتصاب والنهب والسلب وإحتلال المنازل والمؤسسات العامة والخاصة وتدميرها و تهجير السكان من بيوتهم ووطنهم أم عن طريق صون الحريات العامة والخاصة وإحترام الرأي والرأي الآخر والمحافظة علي سلامة المواطنين وممتلكاتهم العامة والخاصة و الإحتكام إلي صناديق الإنتخابات.

 

الدعم السريع إرتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ووثقتها بنفسها والعالم كله يشهد عليها، حيث أصدرت عددا من الدول وعلي رأسها أمريكا

بيانات، أدانت فيها قوات الدعم السريع والمليشيات العربية التابعة لها عن إنتهاكاتها ضد المدنيين الأبرياء،  وكذلك أدانتها عددا من المنظمات المحلية و الدولية.

 

قوات الدعم السريع أساءت لنفسها  و إلي أهلنا العرب في كردفان ودارفور. أنا أعلم بأن أهلنا العرب أبرياء من هذه الجرائم، ولقد تحدث عددا منهم، خاصة أهل الدين ووجهاء دارفور و كردفان بأن ما تقوم بها الدعم السريع غير مقبول والأموال التي نهبت من الخرطوم ومن أي مكان في السودان فهي حرام.

 

أنا أقر بأن لأهلنا العرب الرحل في دارفور وكردفان بل وفي كل السودان قضية عادلة، لأنهم يعانون من التهميش ونحن عالجنا هذه المشكلة في إتفاق جوبا لسلام السودان، حيث خصصنا برتكولا خاصا للرعاة والمزارعين وكذلك إتفقنا علي عقد مؤتمر للأقاليم السودانية، بغرض مناقشة كل القضايا السودانية وإيجاد الحلول السلمية المناسبة لها وفق إرادة سودانية خالصة وليس عن طريق الحرب.

 

نؤكد للجميع بأن قانون قوات الدعم السريع  لم يمنحها ممارسة العمل السياسي وبالتالي ما تقوم بها من أعمال الآن هي مخالفة لقانونها. لذلك أنا أدعو قيادات الدعم السريع بأن لا تستغل قضية أهلنا العرب الرحل في السودان وتوظفها لأجندة خاصة.

وكما أدعو أهلنا العرب بأن يسحبوا أبنائهم من الدعم السريع وأن لا يقبلوا ولا يسمحوا لأحد أن تدمر دولتهم السودان تحت أي مسمي أو غرض، وأدعو الشعب السوداني كله إلي الإهتمام بقضية أهلنا العرب الرحل وفصلها تماما عن قضية الدعم السريع الخاسرة، لأن قضية الدعم السريع قضية عسكرية و قضية أهلنا العرب الرحل قضية سياسية ومنتصرة، لذلك لابد من إجراء حوار سوداني سوداني حول هذه القضية المحورية و بأعجل ما يكون.

 

المرضي ابوالقاسم مختار

نائب أمين التفاوض والسلام

حركة العدل والمساواة السودانية

ملبورن- أستراليا

٢٥/١١/٢٠٢٣

0061470360067

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..