كل العالم خطأ .. ونحن دائما صاح !

كل العالم خطأ .. ونحن دائما صاح !
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]
لست محللا نفسيا ولا حتى باحثا اجتماعيا ، ولكن تجاربي المتواضعة في الحياة والتعاطي مع الآخرين ،علمتني أن الشخص الذي لا يرى نفسه الا بعيونه هو ، ولا يسمع صوته الا بأذنه ، او من يطلق عليه بالانسان النرجسي الذي يعبد ذاته رغم أنه لا يملك من العلم ولا العقل الا مقدار ما يغذي تلك الروح المريضة بالمزيد من الوهم ، وليس فيه من الجمال الخارجي ولا المضمون الداخلي ، الا ما يصوره له الغباء الذي يسيطر عليه ، وفي النهاية تجده يحترق في نار انانيته التي تبلغ حالة الجنون !
وهكذا نجد الانظمة الشمولية على شاكلة نظام الانقاذ الذي بدأ الان يدفع ثمن ذلك الوهم وقد عاش فيه طويلا ، متصورا أنه أجمل الحكومات التي طافت على السودان ، رغم ما سببه من أذي لانسان هذا البلد الطيب وأرضه وتاريخه و سماحته ، وهكذا مثله ينحو النظام السوري الفاشي وقبلهما ، انظمة سادت طغيانا وقال سادتها ، أنا ومن بعدي يغلق كتاب تاريح العظماء والخالدين !
وكانوا في حقيقتهم نمورا من ورق صنعوا لانفسهم بالمال والجبروت طلاءات والوانا خارجية توحي للناظر من بعيد بانهم أقوياء ، ويزيد من ذلك الوهم ، الاعلام الببغائي والبطانات السيئة والانتهازيون المنتفعون الذين ارتبط مصيرهم ببقاء النظام او زعيمه وهلاكهما !
ولكن حينما هبت النفخة الأولي من صدور الجماهير المحتقنة لهبا وغضبا ، ما لبث نمر الورق وكل ثيران وأبقار حظيرة نظامه أن ترنحوا ، ورغم مقاومتهم كانوا يرتطمون بجدار الحقيقة المرة ولم يحمهم ، السور الكاذب من التلاعب بالمبادي والقيم والغقائد، ولا السلاح الذي ارتد الى نحرهم جميعا !
فكان السقوط الذي اذهبهم الى جحيم اللعنه التاريخية !
الان نظامنا يا شعبنا الغافل ، يمسك في هلع على ازاره المهتريء لسترة عوراته القبيحة، ويتلفت خائفا من ظلال القادم التي بدات تلوح في أفق عمره المتبقي القصير ، فالازمات الداخلية تخنقه والعزلة الخارجية تضيق عليه ، وهاهي الدول الافريقية ، تقول له كفي عيشا في الوهم ، فمصالح شعوبنا ، أهم من حماية رئيس لم يحرص على حياة شعبه ، وهو لايزال يتوهم أنه هو ونظامه ( صاح ) وكل العالم خطأ..!
ويبقي السؤال وقد أدرك العالم كله تلك الحقيقة ، بل وقاربت مرارتها حلوق الكثيرين ممن كانوا يلعقون أحذية النظام ذاته ، فمتى يزول الخدر الذي تعيشه أنت يا شعبنا!
وقد جاوز الظالمون المدى ، وبلغ سيلك الزبا ..!
يا هداك الله من شعب طيب ، ما عهناك مصعرا خدك يوما لمن أذّل كرامتك وباع وطنك ، ولا زال يعتقد أنه هو الأجمل في تاريح حياتك ..وهو الصواب وكل العالمين غلط !
أعانك الله على ظلمه ..
انه المستعان ..
وهو من وراء القصد..
استاذي محمد عبد الله .. وكأن هذا الشعب منوم مغنطيسيا وليس مخدرا .. صدقني ينقص هذا الشعب ان تصله مقالاتكم هذه .. وينقص هذا الشعب ان يستمع الى قناة اخرى غير قنوات النظام.. قناة تكشف له الحقائق التي انكشفت وبانت عن فساد هذا النظام .. الشعب محاصر من النظام بقمع الحريات ومصادرة الصحف الحرة التي تناضل لكشف زيف هذا النظام .. التحية للقائمين على اصدار صحيفة الميدان وكل الشرفاء والمناضلين لكشف وتعرية هذا النظام الفاسد ..
تقولى شنو وتقولى منو .
الله عليك يابرقاوى راائع جدا كفيت ووفيت نرجسية صارخة وغباء بائن وصمت شعبى مريب الله يصلح ويلهمنا الصواب يارب , لاعدمناك الرائع محمد البرقاوى صاحب القلم الجميل
الشعب كان مأخوذ مجذوب بساحات الفداء قبل نيفاشة وعندما جاءت نفاشا اخذته بالامل ست سنين عاشعها في الاحلام الوردية وقد صحى على هول الصدمة يوم تقطع البلد على رأسه فأصبح زاهداً في الحياة ولا يرى اي فائدة من تحرك لا يعيد السودان الى سيرته الاولى وانا واحد منهم….