مقالات وآراء

سلام على زينب في عليائها

خرجت زينب من عرق الكادحين، وصرخات المعذبين في بيوت اشباح الكيزان، ودماء جرحى الثوار لتحلّق في السماء مع أرواح شهداء الثورة.
قدمت فلذات أكبادها هدية للوطن لينهض ويتحرر من قبضة الاسلام السياسي متكئاً على شجاعتهم في مواجهة نظامه الدموي، وجسارتهم في قول الحق، وصمودهم أمام أدوات التعذيب الوحشية في بيوت الأشباح.
وقفت وحدها وحيدة في الساحات تطالب نظام الانقاذ الفاشي أن يرد لها إبنها وأن يطلق سراح زملائه من المعتقلين. لم تفعل ذلك خانعةً، ولا طالبةً الرحمة، ولا مستعطغةً نظامه الفميئ، بل وقفت بقوة وعنفوان وعزة وشموخ وإباء لا ينكسر.
لم تك دماء الثورة والشرف في عروقها محلول صدفة جينية تسلل إليها حين غفلة من الزمن، وانما كان رحلة مهيبة مع دماء من خاضوا دروب النضال الوعرةً من أهلها وأسرتها التي قدمت المرحومة فاطمة احمد ابراهيم والمرحوم الشاعر الفذ صلاح احمد ابراهيم والمناضل الصديق العزيز هاشم بدر الدين.
ولم تك صدفة ان تلتقي هذه الجسورة بصديقي وزميل دراستي المناضل الشرس رغم هدوئه الشديد، الاستاذ صلاح محمد عبد الرحمن. فكان عطاء اللقيا سنابل من كفاح يضمد جرح الوطن، وعزيمة لا تلين تحت سياط الجلادين، و صرخات في وجه الظلم تفقأ عين الطغاة.
تعازينا الحارة لزوجها وانجالها وأهلها والشعب السوداني على هذا الفقد الكبير. ونسأل الله العلي القدير أن يرحمها ويطيب ثراها ويجعلها من أهل الفردوس الأعلى وإنا لله وإنا إليه راجعون.

معتصم القاضي
21 أغسطس 2020
[email protected]

 

تعليق واحد

  1. زينب مناضلة محترمة أحبها الناس على اختلاف مشاربهم تجلى ذلك فى نعيها لها الرحمة والمغفرة.
    أخوها هاشم بدر الدين الذى ذكرته فعلا (البطن بطرانة) فهو رجل قليل ادب ومتعجرف يشهد بذلك سجله فى العنف ضد كل من يخالفه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..