أخبار السودان

هل فشلت الأنظمة السياسية فى إدارة التنوع وتوظيفه لصالح البلاد والعباد؟

حول أزمة السودان

هل فشلت الأنظمة السياسية فى إدارة التنوع وتوظيفه لصالح البلاد والعباد

د. أحمد عثمان خالد:

ظل السودان منذ الاستقلال فى العام 1956م حقلاً للتجارب السياسية المختلفة مدنية كانت ام عسكرية ولم تصل هذه الحكومات المتعددة والمتنوعة بالبلد الى بر الامان لا من الناحية السياسية ولا الامنية ، فظل السودان يعانى من أزمة الدستور منذ الاستقلال الى اليوم فمازال الناس يبحثون عن دستور يجمع شمل البلاد والعباد على كلمة سواء هذا من الناحية السياسية والدستورية ، اما من الناحية الامنية فقد ظل السودان كذلك يعانى من ويلات الحروب منذ العام 1955م عندما بدأ التمرد الاول فى الجنوب وازداد الامر سوءاً فى الآونة الاخيرة وبعد نهاية فترة اتفاقية السلام المعروفة اختصاراً ( بنيفاشا ) التى وقعت فى العام 2005م مع الجنوبيين وظن الناس حينها انهم ودعوا الحرب الى الابد وبدون رجعة الى الوراء لكن للاسف كان تحت الرماد وميض نار فما ان انتهت فترة نيفاشا حتى كاد السودان ان يتمزق جراء الحرب والانقسامات ، فانفصل جنوب السودان برمته بعد كل المجاهدات السياسية من اجل ابقائه جزءاً من الوطن الكبير لكن ارادة الشعب الجنوبى ومكر وخبث المجتمع الدولى الذى سعى جاهداً لتفكيك السودان كان اكبر واقوى من تخطيط الحكومة ورؤيتها القاصره لوحدة السودان حيث ظنت ان المجتمع الدولى كان صادقاً فى نواياه عندما وضع مبدأ حق تقرير المصير للجنوبيين فى اضابير الاتفاقية فما كان هذا التخطيط الا طعم لم تنتبه اليه القيادة السياسية وفى النهاية وصل بنا الى هذا الحال المزرى والخصام الذى لا مبرر له مع اخواننا الذين اكلنا معهم الملح والملاح طيلة الفترة الماضية من تاريخ السودان ، وتصاهرنا بل وغنينا وطربنا باسم الوطن الواحد فقد كنا نرقص طرباً عندما نسمع النور الجيلانى يشدو برائعته ( جوبا ) جنوبيون وشماليون ويزداد شوقنا للوطن اكثر ونحن نسمع للراحل عثمان الشفيع وهو يغنى ( وطن الجدود ) حتى تكاد حبال صوته تتقطع من شدة الانفعال والتفاعل مع معانى النشيد الوطنى .

هكذا كان حالنا قبل ان نصل الى ما وصلنا اليه من انشقاقات وخصام وحروب لا ندرى متى تنتهى ، فما الذى اوصلنا الى هذا الحال ؟ وكيف الخروج من هذا الوضع المأزوم ؟ وهل فقدنا المنطق والحوار فى ادارة ندواتنا حتى نلجأ الى القتال ؟ ولماذا لم نستطع توظيف التنوع الثقافى والفكرى والاثنى الذى يتمتع به السودان لصالح الوحدة والانسجام فى الوطن الواحد ؟ هذه اسئلة منطقية لاى باحث يريد توصيف الحال السودانى الراهن واى حل لاى مشكلة سياسية او اجتماعية لا بد من طرح جملة من الافتراضات على ضوئها يتم تحديد المشكلة وبالتالى يتم الوصف العلاجى لهذه المشكلة .

من خلال هذا المقال نريد ان ندندن حول هذه الافتراضات والاسئلة عسى ولعل ان نصل الى اثر فالاثر يدل على المسير كما تدل البعرة على البعير كما جاء فى الاثر ، ولنسل هذا السؤال اولاً : هل التنوع بشكل عام نعمة ام نقمة ؟ الذى لا شك فيه ان التنوع ايا كان اثنى او ثقافى او فكرى هو رحمة ونعمة للبشر وهو من السنن الالهية فى هذا الكون جعله الله – ولاشك فى ذلك- ليكون العامل الاساسى فى اعمار الارض كما قال تعالى ( واختلاف السنتكم والوانكم ان فى ذلك لآيات للعالمين ) ، هذا نص آية كريمة تشير الى هذا الموضوع الهام فى الحياة البشرية وهو اختلاف الالسن والالوان ، ولعل قضية الالسن والالوان فى الفكر الانسانى المعاصر اخذت حيزا كبيرا من التفكير البشرى ، فتحدث المفكرون عن الرجل الابيض والرجل الاسود وتحدثوا كذلك عن اللغات من حيث الاقدمية والاهمية والصدارة وكل ذلك بوازع الاستعلاء والافضلية وليس من باب آخر ، ولعل الآية الكريمة حدثت فى عجزها عن مقصد هذا التنوع باعتبار انه ( علامة ) والعلامة اشارة للمعرفة وبالمعرفة يصل الانسان الى الكمال البشرى هذا من ناحية منطقية وعلمية .

نحن دون شك فى السودان نختلف فى الالسن اختلافاً بيناً كبيراً لغات ولهجات وهلم جرا ، اما فى الالوان فلا يكاد الاختلاف يذكر الا من باب الفخر والاعتزاز وسد النواقص فى التكوين ونعتبر جميعا ( سود ) حسب معايير الالوان البشرية فى العالم ، اذن هنالك تنوع ثقافى وفكرى واثنى فى المجتمع السودانى ظل قرين حركة المجتمع السياسية طيلة السنين الماضية وكان هامداً غير متحرك حتى دخلت عليه عوامل الحركة والشد والجذب مع بداية تكوين الاحزاب السياسية فى السودان ولعله من نافلة القول عندما نتحدث عن الاحزاب فى الاربعينيات والخمسينيات على وجه التحديد يتبادر مباشرة الى الاذهان الحزبان الكبيران ملك السيدين ( الأمة – الاتحادى ) هذان الحزبان صالا وجالا فى الساحة السياسية السودانية التى لاتقبل القسمة الا على اثنين فتقاسما السودان ، الغرب للانصار والشرق وجزء من الشمال والوسط للختمية وظل الحال هكذا الى ان ظهرت بعض الاحزاب السياسية السودانية مثل الاخوان المسلمين ،والحزب الشيوعى السودانى، وحزب البعث العربى الاشتراكى ، هذه الاحزاب كانت خصماً على حزبى السيدين خاصة فى مواقع التنوير المعرفى كالجامعات والوسط النقابى ، والمدن الكبرى ، فلاشك ان هذه الاحزاب استفادت من الواقع السياسى الكئيب ومن تخبط الاحزاب الطائفية وعدم وضوح رؤيتها الفكرية التى كانت عبارة عن موروثات عن الآباء والاجداد ولم تخضع للنقد البناء من الداخل ليكون سببا فى تطورها الفكرى والسياسى بل ظلت هكذا موروثاً لآل البيت فقط .

ظلت هذه الاحزاب تتبارى فى حكم السودان منذ الاستقلال ويكاد ينحصر هدفها فى الحكم فقط أما رؤية استراتيجية لادارة السودان بهذا التنوع الثقافى والفكرى والاثنى فلم يكن فى الحسبان لا فى حكم الاحزاب ولا النظم العسكرية ، حتى نظام الانقاذ الحالى فشل فى ادارة التنوع بشكل يساعد على استقرار وتنمية السودان والا فلماذا انفصل الجنوب ولماذا الحرب فى دارفور ، وجنوب كردفان والنيل الازرق ، ولماذا اصبح صوت القبيلة والعشيرة هو الاقوى والاعلى فى كل شئ حتى فلسفة الحكم المحلى طغى عليها الجانب القبيلى فاصبحت الولايات والمحليات تقسم على هذا الاساس ونخشى ان نسمع عما قريب قيام ولاية جبال النوبة وولاية المسيرية وهلمجرا. ما يحمد لحزب المؤتمر الوطنى انه مجتهد سياسياً وان اخطأ فمؤتمرات الحوار الوطنى فى بداية التسعينيات واللجان الشعبية والمحافظات ، ثم المعتمديات كلها اجتهادات سياسية ، لكن فى المقابل مايؤخذ على المؤتمر الوطنى عدم الوقوف عند هذه التجارب وتقييمها تقييماً علمياً يساعد على معرفة مدى نجاحها من عدمه ، وهل يمكن الاستمرار بهذا النهج ام ان الافضل تغييره ؟ الغريب فى الامر ان الانقاذ بدلت وغيرت فى المناهج التعليمية قدر ما تقدر ، ومعلوم ان المناهج التعليمية من اخطر الموضوعات فى السياسة الكلية للدولة ، فاذا كانت هى بهذه الشجاعة والجراءة فى تغيير المناهج التعليمية فلماذا لا يطال التغيير المنهج السياسى ؟ ان اى مراقب ومتابع للحكم فى السودان يكاد يجزم انه لا يبشر بالخير مع هذه الصراعات السياسية والعسكرية ، وهناك شبه اجماع على سوء الاحوال والعامل الاساسى فى هذا التدهور هو النزعات القبلية والجهوية التى سادت المجتمع السودانى بصورة غير مسبوقة فى تاريخه .

فى تقديرى ان الازمة السودانية الحالية هى ليست ازمة سياسية محضة بقدر ماهى ازمة فى كيفية ادارة التنوع الذى يتمتع به السودان ، وكل الاحزاب السياسية السودانية عبر تاريخها لم تفكر لحظة واحدة فى ادارة التنوع بشكل صحيح واعطاء كل ذى حقٍ حقه ، بل كان هم الاحزاب حصد الاصوات والعبور بها الى مقاعد الحكم فقط .

اليس هذا عيب ومأخذ على احزابنا التى اصبحت تتساقط يوماً بعد يوم كاوراق الخريف كل ما هب عليها نسيم حكومة عريضة او طويلة من المؤتمر الوطنى فى اطار الترقيع والتلفيق بعدما فقدت نسيجها الاجتماعى بسبب الحروب والصراعات التى لا طائلة من ورائها الا الخراب والدمار .

هناك قاعدة علمية تقول ليس العيب ان تقع فى الخطأ ولكن العيب ان تستمر فى الخطأ بعد معرفته وكشفه ، الآن نحن اكتشفنا اخطاءنا فى مسار العمل السياسى ولذلك ينبغى التوقف برهة من اجل المراجعة والتقييم ثم الانطلاق من جديد ، لابد من مؤتمر دائرة مستديرة يجمع كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى لتلافى الخطر الذى يحيط بنا وتغذية الدوائر العالمية تارة باسم التهميش وتارة باسم الاقليات المضطهدة واحياناً باسم حقوق الانسان وغير ذلك من المسميات ، لا اشك ابداً ان ازمة السودان التى يعيشها هى ازمة اجتماعية خلقتها الاحزاب السياسية كل على قدر تقصيره ،زادت حدتها فى الفترة الاخيرة بشكل واضح وجلى ، عليه وحتى نتجاوز هذه الازمة فلابد من دراسة اسبابها ومسبباتها فربما تكون غير هذه التى ذكرتها ، واقرب جهة يمكن ان تقوم بهذا العمل هى مراكز البحث العلمى والاجتماعى بالجامعات خاصة تلك الجامعات التى تقع فى دوائر النزاع المسلح مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، فالبحوث العلمية لا تعرف المجاملة والمداهنة – كما هو الحال – فى العمل السياسى فهى تقوم بوصف الحالة كما هى وعلى جهات الاختصاص المعالجة ، نحن اذا القينا نظرة سريعة على بعض بلدان العالم كالولايات المتحدة الامريكية وماليزيا نرى كيف استطاعت هذه البلدان توظيف التنوع الثقافى والاجتماعى والفكرى لصالح الوحدة الوطنية والامن القومى ، فنحن كنا لعهد قريب لحمة واحدة تفرقت بنا السبل بعد ظهور الاحزاب التى تعمل بسياسة الغاية تبرر الوسيلة فطالما ان الفوز بالمنصب هو الغاية عند الاحزاب فلا يهمها تمزيق وحدة البلاد وزرع الفتن والضغائن التى ظللنا نعانى منها وفاحت رائحتها حتى ازكمت الانوف فى بلدٍ كان يسمى بلد القرآن لما يتمتع به من خلاوى وحفظة للقرآن الكريم .
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا

الصحافة

تعليق واحد

  1. هل فشلت الأنظمة السياسية فى إدارة التنوع وتوظيفه لصالح البلاد والعباد؟

    ده سؤال ليك يا أخي ولا موضوع إنت تكتب فيهو ؟؟ الصاح تكتب في مواضيع مثل كيفية علاج الفشل القائم والثابت حالياًفي إدارة التنوع وليس في بحث الإجابات عن وجود الفشل من عدمه ..

  2. والله مقالك جميل وحكيم – ولكن من يسمعك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ البشير حالف طلاق إلآّ يقتل كل الشعب السوداني ويدمر الإقتصاد ويهلك الرحث والنسل والعباد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  3. مقال فطير وتحليل سطحي ألقى اللائمة على شئ اسمه (أحزاب) هكذا دون أن يحدد مقدار جرائم كل حزب ولم يمض بالتحليل ليقول الحقيقة حول سبب إنبعاث القبلية والجهوية والعنصرية أكثر قوة بعد أن كادت تتلاشى حتى أيام الاستعمار. ثم بعد كل الخراب الذي يراه ماثلاً أمامه لم يذكر الحزب الذي حكم لأطول فترة في تاريخ السودان وتسبب في أكبر وأبشع الجرائم في الحق الوطن ومواطنيه لم يذكره الا بقوله: (ما يحمد لحزب المؤتمر الوطنى انه مجتهد سياسياً وان اخطأ) !!

  4. مقال في غاية الاهمية وفي الحقيقة يادكتور ان التنوع والتعدد تعتبر من عوامل الثراء والغني والتطور ولكن للاسف عندنا هنا في السودان وخاصة السياسيييييين ساعدوا في زرع الفتن والعنصرية النتنة التي ادت لانفصال الجنوب الحبيب وادت الي اشعال الحرب في اتر مناطق السودان حفظا وقراءة للفران من من ناس المشروع الاسلامي ولذلك نجد انتشار العنصرية في هذة الفترة كانتشار النار في الهشيم ولم يكن يوما الدين يفرق بين الناس في اللون والثقافة والعرق .؟

  5. بدون لف او دوران الازمة نتجت لعدم التوزيع العادل للسلطة و الثروة علي مناطق السودان المختلفة باعتبار ان الاطراف ناقصة الاهلية و ان من تتركز السلطة في ايديهم منذ الاستقلال هم فقط اهل البلد. ردوا الحقوق الي اهلها ينصلح حال السودان.

  6. المقال موضوعي ومنطقي،في تحليل المشكل، فقط اختلف معك في القاء اللوم على الاخرين .؟؟ من مجتمع دولي وخلافه .
    رب الاسرة اذا تصرف بحكمة وحنكة، وقام بحل كل ما يعتري اسرته الصغيرة من مشكلات،كبيرة كانت ان صغيرة ، بالتي هي احسن.. فلن يتدخل حتى الجيران واقرب الاقربين..!!.. وربما لن يسمعوا بها اصلا .؟؟!!..ولكن اذا تعالت الاصوات عبر الجدران..؟!!.. فالفضول يستدعي معرفة ما يجري بحسن نية او غيرها..!!.. ثم محاولة المساهمة في حلها..؟!.. ثم الجودية.؟؟.. ثم الشرطة ان دعت الضرورة .؟؟.. فالقضاء، وربما الطلاق وهو ابغض الحلال .!!..في هذه الحال على من يقع اللوم .؟؟…أليس على رب البيت.؟؟.. بل كان يمكن ايقاع حتى الطلاق، بالتي هي احسن، دون المرور بتلك المنعرجات .
    هل ناتي بعدها لنلوم الجيران والجودية والشرطة والقاضي .؟؟ ام نلوم انفسنا .؟؟

  7. دعنا الان من البكاء والعويل ، ولندخل مباشرة فى صلب الموضوع ،، ولنقف على الاسباب والاخطاء التاريخية القاتلة
    ولنأخذ قاعدتك العلمية التى ذكرتها والتى تقول ( ليس العيب ان تقع فى الخطأ ولكن العيب ان تستمر فى الخطأ بعد معرفته وكشفه)
    أولا : الاسلامويون الاوائل اسسوا لقاعدة سيئة جدا ، بان اباحو استمرار العبودية فى ظل الاسلام ، فاتبعوهم اللاحقون واستمرت هذه العادة ، مهنة وتجارة وممارسة ولم ينقضها الاسلامويون اللاحقون ، ومنهم من استخدمها شعيرة الى جانب الاغارة والنهب والسبى وأسسو لها فتاوى تويدها … هذا هو الشرخ الاول.
    ثانيا : بناءا على القاعدة الاولى ، فلم يلتزم الاسلامويون بمبدا انتم سواسية كأسنان المشط ولم يطبقوها حتى يعفوا انفسهم بالتزاماتها الاخلاقية .. وهذا هو الشرخ الثانى.
    ثالثا : أسس الشماليين للاستعلاء العرقى بناءا على الالوان والبشرات والاعراق ، والذنب ليس ذنبهم بالكامل فقد بنوا ذلك على افكار تجار الدين الاقدمين ، فانقسم الناس الى عبيد واحرار ،، اشرار واخيار ، غرباء واولاد بلد ، وهذا هو الشرخ الثالث.
    رابعا : وتكملة لنفس السلسلة ، تأتى المواقف السلبية والتماهى مع الاستعمار للقضاء على ثورات باقى الاثنيات ، واستفاد المستعمرين من هذه التناقضات خير استفادة ، فضرب تحالف الجعليين بواسطة الغزاة المصحوبون بالدللة الشايقية ، وأجهضت ثورة اللواء الابيض وايدتها مذكرة كرام القوم ، وقد وقع عليها ضمن من وقعوا الشيخ العتبانى ، جد غازى صلاح الدين وآخرين ،، وهذه كلها شروخ غائرة.
    خامسا : تضامن القبائل العربية فى كردفات مع الانجليز من اجل القضاء على ثورات جبال النوبة المبكرة ، وهذا جرح تاريخى مفتوح ونازف باستمرار.
    سادسا : عشية الاستقلال (ومكائدها كبيرة ) خطط الشماليين على الاستيلاء على كل الوظائف الحكومية فى الشمال والجنوب معا ، مثلا حتى محافظى المحافظات الجنوبية كلهم كانوا شماليين ، والنتيجة احتجاجات على الموقف ،،، ثم تمرد على الحالة ،، وذاك لعمرى لهى اكبر الاخفاقات التى لم تبن الا على الاخفاقات السابقة ، دون ان يتعلم أحد.
    سابعا: أستمرار نخبة الخرطوم فى نفس السياسات السابقة
    ثامنا : اندلاع الحرب عشية اكتشاف البترول ، واصرار النخب الشمالية على نزع مربعات النفط من ارض الجنوب وتبعيتها الى الشمال ، وانشاء ولاية اسمها الوحدة واظهارها كأنها شمالية ، ومنع بناء مصفاة النفط فى ابوجابرة والاصرار على نقلها الى كوستى ، ومن ثم الى الجيلى بنهر النيل ، تؤكد استمرار نفس السياسات.
    تاسعا: وصول الجبهة الاسلامية الى السلطة ، مستصحبا معه كل الاخفاقات التاريخية للاسلاميين الاوائل ، والاصرار على تطبيق الشريعة الاسلامية فى بلد لا ينفع فيها الا العلمانية ، والاستثمار فى الدين لمصلحة السلطة ، والتوسع فى ممارسة التمييش بعد تعالى احتجاجاتها ، ادى الى تمزيق ما تبقى من النسيج الاجتماعى ، وقضى نهائيا على امكانية اى وحدة بين السودانيين الشماليين انفسهم ، فضلا عن الجنوبيين.
    عاشرا: انشاء التشكيلات القائمة على الاسس العنصرية الاستعلائية الشمالية ، كانشاء التجمع العربى القريشى التى تحولت فيما بعد الى الجنجويد ، فحرس الحدود ، وابوطيرة ، واستيراد مرتزقة اجانب لها ، وانشاء منبر سياسى يعبر عن عنصرية اصحابها من الشماليين ، بمباركة رئيس الجمهورية ، وقيام الرئيس بنفسه بانتهاك هويات المجموعات السودانية ، فقد أسس بذلك طريقا معبدا تنتهى الى الهاوية والهلاك .
    ولو لاحظتم فى النقاط العشرة هذه ، اننا ، ومن قديم الزمان نرى درب المهالك ونسلكه ، اما عنوان المقال هذا الذى يشير الى (إدارة التنوع وتوظيفه لصالح البلاد والعباد) فهو مجرد كلام مترف مقارنة بسلوكيات الواقع.

  8. انا اعتقد ان عدم استمرار النظام الديمقراطى الليبرالى هو سبب الكارثة التى نعيشها الآن ومع احترامى للمقال وآراء المعلقين فان استمرار الديمقراطية كانت ح تناقش اى شىء بدأ من الاستعلاء العرقى وعدم العدل فى التنمية وخلافه الخ الخ الخ حتى نصل لاستقامة امر الحكم وسيادة القانون وحترام الآخر والعيش فى سلام واحترام لثقافة وعادات وديانات بعضنا البعض ولا يتحقق هذا فى ظل الانظمة الشمولية!!السودانيين ما عندهم صبر على الديمقراطية حتى ولو تعثرت فى بداياتها وبدل ما يصبروا عليها ويصححوا اخطائها بكل صبر وعزيمة يتهموها بالفشل ويقولوا هى ما بتنفع بل احسن منها الانظمة العسكرية و الشمولية عشان بتبنى ليهم شوية طرق وكبارى ومصانع مع بروبغاندا تقيلة وبدون عائد اجتماعى او اقتصادى ملموس!! الاوطان تبنى بحل مشكلة الحكم والاستقرار السياسى والدستورى و وضع هيكل النظام السياسى المستدام وبعد داك التنمية البشرية والمادية بتنطلق بكل قوة!!!والله الحكومات الشمولية هى المسؤولة عن نشر الجهل والامية السياسية حتى فى اوساط الجامعيين والقلم ما بيزيل بلم!!!!يجى واحد طول بعرض وخريج جامعة ويقول ليك طرق وكبارى ومافى صف رغيف او بنزين وهو لا يعرف اى شىء اسمه وضع هيكل ثابت للحكم(بنية اساسية سياسية) وعقد بين الشعب والحكومة وبالتالى استقرار سياسى ودستورى وبالتالى تنمية بشرية ومادية مستدامتان!!! ما الجهل مصيبة كبيرة خلاص!!مااكثر من 45 سنة من حكومات الطرق والكبارى والمصانع والبلد ماشه للخلف!!!!(الحكومات الشمولية)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..