مقالات وآراء سياسية

حرب روسيا  على أوكرانيا  وموقف السودان

أنفاس الفجر
عوض الباري محمد طه

العالم  بأجمعه مشغول بالحرب الروسية  الأوكرانية أو بعبارة  اصح  الحرب التي شنتها روسيا  على أوكرانيا ، وهل الهدف بعد الاعتراف باستقلال “جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك” عن أوكرانيا . هو أوكرانيا فقط أم أن المشروع الروسي اكبر من ذلك ؟ .
في أوائل التسعينات عندما إنهار الاتحاد  السوفيتي وتفكك الى دويلات وسقط تمثال لينين كرمزية لسقوط الدولة الشيوعية التي كانت توزن كفة العالم ،  وحينها كان النظام العالمي يقوم على (قطبين) في ذلك الحين كتب (فوكاياما) كتابه الشهير  والذي سماه (نهاية التاريخ) ، وبعدها سادت العالم قطبية واحدة وهو التنبؤ الذي تنبأه (هنري كيسنجر) من قبل ، وفوكوياما يقصد أن تطور  تاريخ البشرية وقف عند  هذا الحد وسادت القيم  الغربية والفكر الليبرالي الرأسمالي  بقيمه ،  واندثرت الأفكار الاشتراكية لصالح قيم  الحرية والديمقراطية  وحقوق الإنسان  والحضارة الغربية   خصوصا وان (بوريس يلسن) الذي حكم روسيا  في أوائل التسعينات بعد تفكك الاتحاد السوفيتي  قهر الشيوعيين رغم ما كان يعانيه من أمراض وأسقام وصحة معتلة..  فهل يريد (فلاديمير بوتن)  الان الذي لا  يواجه أوكرانيا وحدها وإنما يواجه الولايات المتحدة  وأوروبا وحلف الناتو هل يريد إعادة أمجاد بلاده الآفلة التي إنبنت على الفكر الشيوعي بعد الثورة البلشفية وانهيار  إمبراطورية (آل رومانوف) خصوصا وان روسيا ظلت ولمدة عشر سنوات تعمل سرا في تطوير أسلحة الردع والصواريخ ذات  القدرات التدميرية الفائقة.
أن العالم  بأجمعه وقف ضد روسيا وضد حربها  على أوكرانيا باستثناء الصين تقريبا ، فهل الصين   التي تحولت إلى دولة رأسمالية ـ في نهجها الاقتصادي على الأقل –   تحلم  بعودة  الأفكار الاشتراكية أم أن  الأمر  ينطلق من معاداة الولايات المتحدة بفهم إن عدو عدوي صديقي ؟؟؟ .
أما على مستوى موقف السودان الرسمي  – حيث لا دولة في السودان الان –  فإنه موقف أقل ما يوصف به إنه أشتر ولا احد يمكن  أن يحدد من أين ينطلق ؟؟ وعلى ماذا  ينبنى ؟؟ !! . اللهم إلا إذا  كان العسكر الذين سيطروا على السلطة في السودان فى إنقلاب 25/ أكتوبر أن إعلان هذا الموقف الغريب الذين  أعلنه حميدتي وأربك به حسابات وزارة  الخارجية – أن  كانت هنالك وزارة  للخارجية   أصلا في هذا  الوضع – يمكن به  مساومة أمريكا  والغرب ، أو تهديدها بمنح روسيا قاعدة بالبحر الأحمر ، وعلى العموم   فإن هذا الموقف ذكرني  بتهديد حميدتي للاتحاد الأوروبي بدعم السودان  لوقف تجارة البشر  والسلاح وهو ما علق عليه  الاتحاد الأوروبي حينها  بأنه ابتزاز !!!!! فهل هذه محاولة إبتزاز جديدة غير مدروسة وبلا معطيات ..!!؟؟ .
وما هو حديث حميدتي الذي قاله وقالت وزارة  الخارجية انه “اُخرج عن سياقه) ؟؟ فحديث حميدتي المتداول فى الميديا  (سياقه أصلا غير مفهوم حتى يخرج  منه !!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..