
يختبئ راءها البعض فى معاركه التى يخوضها او يفتعلها .. و بعيدا عن كل تلك الاراء السياسية و ان حاول البعض استغلال الدين الاسلامى الحنيف و ركوب صهوته من اجل الوصول لاهدافه فقط .. لا بد من الانحياز الى صوت الوطن (ضمير الناس ) فى نوع الدولة التى يريد و يسعى من اجل العمل على تحقيقها لتكون واقعا فى حياته بل و الاستعداد للعمل و التضحية و خوض المعارك لاجلها و تقديم الانفس و كل غال لاجل ان تكون فى واقع حياته .. فماهى تلك الدولة التى نريد .. ؟؟
الدولة التى نريد : هى دولة سودانية وطنية عربية افريقية انسانية بعيدة عن التعصب .. بعيدة عن الاصطفافات الجهوية و الاقليمية و الطائفية .. دولة تكون لكل مواطنيها على قدم المساواة .. دولة يقام فيها العدل و الانصاف و حكم الدستور و القانون الذى يختاره الشعب السودانى بارادته الحرة و لا يوجد فيها احد فوق الدستور و القانون .. دولة لا تكون فيها المسؤلية مغنما و لا المال و الثروة دولا بين فئة من الناس محدودة .. دولة يامن فيها الناس على اموالهم و اعراضهم و دينهم و نسلهم و عقولهم من ان تكون عرضة للتسلط و للاستلاب الثقافى و الانحراف الفكرى .. ؟؟
نريد دولة تكون فيها العلاقة بين الحاكم و المحكوم علاقة محبة و ثقة متبادلة يتعاون فيها الجميع لتحقيق اهدافها و غاياتها و يتنافسون فى ذلك بما لا يقطع حبال الود و الاخوة و الثقة و الاحترام بين المواطنين فيها و تكون مقاييس الانتماء و الولاء بمقدار ما ينتمى الافراد للوطن ( الوطن الفكرة و المبدا ) لا الاشخاص و المصالح الحزبية الضيقة و المنافع القريبة .. ؟؟
نريد دولة لا يسمح فيها لاحد ان يتجاوز على قيمها و مبادئها كائنا من كان فردا او جماعة او قبيلة او حزبا توضع فيها لائحة تحدد فيها المحرمات التى لا يجوز لاحد ان يتطاول عليها لاى سبب او مبرر و يعمل الجميع لحماية ذلك و الدفاع عنه ..؟؟
الدولة التى نريد هى دولة ينصف فيها المظلوم و يحكم للضعيف على القوى بحقه .. دولة يتراحم فيها الناس و لا يتخاصمون على الدنيا لاتفه الاسباب .. دولة يكون فيها المسؤل قدوة لغيره و لا يتميز عليهم و لا يستاثر بشئ دونهم .. دولة تتصف بالنزاهة و الشفافية و الصدق .. ؟؟ نريد دولة قوية متماسكة البنيان الاجتماعى لها مرجعية فكرية واحدة تعترف بالتعدد فى اطار وحدة المجتمع خلف اهدافه الكبرى و ثوابته و احترام تنوعه و تعدديته التى تثرى عطاءه و لا تشكل تهديدا لبنيانه و تضعف قوته و تدخله فى نزاعات توهن قوته .. ؟؟
الدولة التى نريد هى دولة الشعب الذى تتكرس فيه سلطته و يحكم فيها بارادته و اختياره و لا مجال فيها لتسلط فرد او مجموعة او جهة الا بمقدار ما تسمح به القوانين المنظمة لحياة المجتمع و المستمدة من دستوره الذى يوضع باتفاقه و ارادته .. ؟؟
نريد دولة الحريات المسؤلة لا المنفلته التى لا يحكمها سوى الهوى و الرغبات .. دولة قوية متماسكة نامية متجددة متطورة لها رسالة و دور على المستوى الداخلى و الاقليمى و العالمى لا تسمح لاحد ان ينال من كرامتها او سيادتها او سمعتها .. يشعر فيها الفرد باعتزاز كبير و هو يحمل فكرتها و رسالتها و يفاخر بها و لا يقبل فيها من يحط من شانها او ينال من موقعها او يشوه صورتها .. ؟؟
الدولة التى نريد هى الدولة التى تنسجم مع عقيدتنا الدينية و مبادئنا و ثقافتنا و تحمل همومنا و تسهر على راحتنا و تحقق لنا الامن و الطمانينة و الرخاء و نسعى بها و معها للمساهمة فلى بناء شرعية دولية تنتصر للحق و العدل بغض النظر عم موازين القوى السائدة فيها .. تنتصر للمظلوم ايا كانت عقيدته و جنسيته و مذهبه و ثقافته و تحمل رسالة السلام بين الامم و الشعوب على اسس الحق و العدل .. دولة لها لون و طعم و رائحة زكية و قوية .. دولة تقدم للناس النماذج الفذة من المبدعين و المدافعين عن الحق و الساعين للدفاع عن قيمهم و مبادئهم و مصالح امتهم فى غير عدوان على احد او انتقاص من حق احد .. ؟؟
الدولة التى نريد هى الدولة التى يتمنى كل من سمع بها ان يكون من رعاياها و مواطنيها او ان يسعى على الاقل ان يحذو حذوها و يسلك طريق اهلها .. فهل هذا كثير على الشعب السودانى .. هل هذا كثير على المواطن السودانى ان يتمناه او ان يسعى له فى زمن تقاربت المسافات بين انحائه و تمازجت ثقافاته و كثرت دعواته .. ؟؟
هل كثير علي ذلك المواطن السودانى ان يقف وسط الدنيا كل الدنيا و يتساءل و يتفاخر : اقول للدنيا : انا افريقى انا سودانى .. اقول للدنيا كل الدنيا ديل اهلى .. عرب و بى دم الزنوج الحار ديل اهلى .. تصور كيف الحال لو ما كنت سودانى و اهل الحارة ديل ما اهلى ..؟؟
تصور .. تصور كيف يكون .. ؟؟
حمد مدني