مقالات وآراء

المجازر المؤجلة..عجلت بالمخاوف المؤجلة

بسم الله الرحمن الرحيم

أعود اليوم بعد انقطاع قسري لما يقارب الشهرين..هو عمر القرار الذي يشبه متخذيه بحرماننا من حرية الانترنت . ومن ثم لصوصية شركات الاتصالات التي لم تعط لما دفعناه سابقاً ولم نستهلكه بعد وزناً .ولا بد من الدخول عبر ما أدى على اتخاذ القرار من مجزر ة القيادة العامة. وتوصيفها لا بد ان يلاحظ أنها مجزرة مؤجلة منذ السادس من أبريل.فمن كان يتصور في وجود كل أجهزة نظام المخلوع بجرائمها واسترخاصها للدم السوداني ألا ترتكب المجازر وقتها ؟ فما الفرق بين التوجه للقصر أو القيادة بالنسبة لإسقاط النظام ؟ فقط تدخل المخابرات الأجنبية والإقليمية للالتفاف على الثورة عبر ادعاء سلمية حميدتي وقواته.
ورغم المأساة الوطنية والفجيعة فيمن فقدنا من شهداء ، فإن المجزرة قد عجلت في تبيان صدقية التوجسات والمخاوف التي كانت تعتمل في نفوس كل الثوار . وأثبتت ألا مكان لحسن النية في تفسير الأحداث عندما يتعلق الأمر بصراع سلطة خاصة بين شموليين قمعيين ، وثوار ديمقراطيين. وما زلت آسى على دمعات المناضل فيصل محمد صالح على الهواء مباشرة في قناة الحدث عند بيان بن عوف للتنازل المدعى ، فقد كانت من قبيل حسن الظن الذي لا مكان له في مثل هذه الأحداث.طوال فترة ما بعد المجزرة والتلاوم الساذج بين بعض من لم تتضح الرؤية لديهم . كان إصراري على أن الأمر الأساسي هو موقعك من سؤال المدنية والعسكرية. وكل ما عدا ذلك تفصيل ثانوي. حتى كان لنا كشعب ، شرف أن نجيب على السؤال بوضوح أفحم من ظن فينا غير ذلك. ولكن لم ترض خفافيش الظلام بذلك.
بنفس القدر فإن كل الجدل الذي يدور بعد سيل الضغوط الدولية والاقليمية التي انتجت الاعلان السياسي ومن ثم الدستوري والملاحظات التي تقدم من كل التيارات عليهما ، لا تخرج من سؤال مدى مطابقة النتائج مع تطلعات الثورة وشعار شعبنا العظيم وتوقه للحرية والسلام والعدالة ومحاسبة المجرمين والمفسدين . وكل ما عدا ذلك تفاصيل جانبية. حسناً فعل تجمع المهنيين عندما أوضح ان التوقيع على الوثيقة ليس مطروحاً بشكلها الحالي. وأحسن الحزب الشيوعي في موقفه المبدئي وقراءته للأمور وفق سياقها العام. إإلى درجة رفضه المشاركة في أي مستوى من مستويات السلطة التي تنتج عن هكذا اتفاق ، دون الالتفات إلى نفس المشككين السابقين والقائلين بعدم تفويت فرصة تسلم السلطة. في عز الهجمة الشرسة على الحزب الشيوعي والتقليل من قيمته ومقدرته على تحريك الشارع ومدى جماهيريته التي تجعله مع قوى الإجماع الوطني يصر على محاربة الهبوط الناعم والعمل على إسقاط النظام. كانت إجابة سكرتيرة السياسي محمد مختار الخطيب ناصعة وواثقة عندما قال بأن الشارع يتبنى شعارتهم..حتى اثبتت الأحداث صحة القراءة بالثورة المجيدة ،حد أن أحد الكيزان قد قالها كما يبتلع قطعة من الثلج ، أن الشيوعيين قد هزمونا هزيمة نكراء.لست هنا للترويج أو المنافحة عن حزب له عضويته القادرة على الحديث عنه. لكن في لفت الأنظار إلى قراءة الأمور وفقاً لمنظور استراتيجي صحيح ، وقراءة صحيحة لسياقات الأحداث. فقد تغيرت لوحة التحكم التي تحكم الأحداث رغماً عن انف كل القمعيين. وانطلق قطار الثورة منذ ديسمبر في خط قضبانه. فلا يتخاذلن أو ينخدعن احد بغير ذلك. فلا وجود لنصف ثورة. وستحقق الثورة أهدافها طال الزمن أم قصر.والمجد للثوار..والرحمة للشهداء.ولا نامت أعين الجبناء.

معمر حسن محمد نور

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..