مقالات سياسية

نهب ثروات السودان بالاستعمار ثم بالاستغفال

أسامة ضي النعيم محمد

تجييش الحملات وإرسال الغزوات من مصر الفرعونية أو الخديوية الي ارض السودان كانت لجلب الرجال الاشداء للجندية و استخراج الذهب من جبال بني شنقول ، يضاف اليها الحصول علي  منتجات أخري من ريش النعام وسن الفيل . غلبة السلاح مكنت من تحقيق تلك الاهداف.

الاستعمار البريطاني في القرن العشرين واصل نهب ثروات السودان ، القطن السوداني أو الذهب الابيض لتحريك مصانع يوركشيروالصمغ العربي والسمسم وغيرها من محصولات مثلت أهم اهتمامات المستعمر لدعم الاقتصاد البريطاني بالمواد الخام لترسيخ صناعاته.

الحملات العسكرية التي سيرها فراعنة مصر في قرون سابقة وتمديد الاستعمار البريطاني نفوذه للسودان في  القرن العشرين ، كانت مبررات لنهب ثروات السودان بالغلبة الحربية وقوة السلاح. لم تتوقف عمليات استغلال السودان بعد تلك الفترات ، واصلت مصر في حكمها الوطني من استغفال حكام السودان وحصلت علي أراض سودانية قيمتها الاثرية لا تقدر بثمن في العام 1959م ، أقامت مصر السد العالي بوعد لإمداد السودان بالكهرباء ودفع تعويض عادل للمهجرين من مناطقهم ، لأكثر من ستين عاما لم يستفيد السودان من السد العالي .

تعود حكام مصر علي استثمار الخلافات بين مكونات الحكم في السودان لعقد الاتفاقات ، تنشط المخابرات المصرية وتدفع بكوادرها العليا لتوسيع الشق وتعميق الهوة حال رصدها لخلافات في الساحة السياسية ، في العام 1959م حصلت نتيجة لذلك  علي اتفاقية مجحفة في حق السودان لقسمة مياه النيل واستبعدت في الاتفاقية  اثيوبيا  الدولة التي تضم بحيرة تانا من حيث يأتي نهر النيل الازرق .

يذهب الاستغفال المصري مستغلا خفة العقل عند حكام السودان ويرسل الوعد بإقامة مستشفيات ومشروعات تنمية في جنوب السودان قي ثمانينات القرن العشرين ، المقابل هو موافقة السودان والسماح للجانب المصري بحفر قناة جونقلي لزيادة كميات المياه الواصلة لمصر عبر النيل الابيض ، لم تف مصر بالوعد ورد جون قرنق وجيشه بالهجوم علي اليات الشركة الفرنسية وتعطيل العمل ، خيرا فعل الجيش الشعبي فالوعد المصري مكذوب .

ثورة ديسمبر ومكوناتها غير المتجانسة ، مثلت بيئة خصبة للمخابرات المصرية لنشر شباكها وتحديد نقاط الضعف في جدار الخصم ، هكذا عكفت مصر علي عقد الاتفاقات مع شركات سودانية لتملك اراض سودانية بمساحات كبيرة لزراعة محصولات والري طبعا من حصة السودان من مياه النيل ، استغفال يضاف لما سبق لنهب مياه النيل والمناخ السوداني الجيد والحصول علي منتجات زراعية سقياها من مياه نظيفة.

الملام علي تمادي نهب ثروات السودان هو مؤسسات الحكم في السودان حيث تسمح لخلافاتها تطغي لتضيع معها مصلحة البلاد العليا.الساحة السياسية اليوم حبلي ببوادر خلافات بسبب شركات القوات المسلحة وشركات الامن الاخري ، وهنا تنشط الجهات النافذة في مصر وفي زيارات مكوكية تقدم بعض المساعدات الطبية والوعد بعودة جامعة القاهرة الي الخرطوم ، المقابل أراض تتملكها مصر وهجرات مزارعين مصريين للاستيطان لاحقا في السودان ، وضع العيون لمراقبة سد النهضة لأهداف معلنة وأخري لا تخفي علي عاقل.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..