إغتصاب

إغتصاب

الصادق المهدي الشريف
[email protected]

? جريمة الزنا جريمة إختيارية، يقوم بها إثنان بطوعهما وإختيارهما، وفي العقوبة، لا يمكن إثبات هذه الجريمة إلا بأحد ثلاث طرق:
? الأولي : رؤية اربعة شهود (عدول) رؤية مانعة للشك واللبس، ويجب ان يكون الأربعة (عدولاً) أي لم يجرَّب على أحدهم الكذب أو خيانة الامانة، وإذا تردد أحدهم فقط في وصف الجريمة، يُجدل الاربعة حداً ( حد القذف 80 جلدة).
? الثانية : هي ظهور الحمل على فتاة (أيِّم) اي غير متزوجه.
? الثالثة هي الإعتراف، فيأتي من وقع في هذه الجريمة الى القاضي يريدُ أن يتطهر فيعترف بجريمته، ويقرُّ بفعلته.
? هذه الشروط من الصعب توفرها،فلا يمكن الرؤية بمثل هذه الصرامة والدق،وبعد توافر موانع الحمل صعب الشرط الثاني، أمّ الشرط الثالث فهو الابعد عن الطبيعة الإنسانية، ولهذا قال بعض العلماء في هذه الشروط (أنّها شروط قُصد منها التعطيل) أي تعطيل الحد، وهو تعطيلٌ مُسبب لعظمة هذه الجريمة في خلخلة المجتمعات الاسلامية.
? هذا عن الفعل الإختياري… فما بالنا بالفعل القسري… وهو الإغتصاب.
? الآن على المواقع الإسفيرية، فتاة (تدعى صفية) تعترف بأنّها قد وقعت ضحية إغتصاب ثلاث من منسوبي الجهات الأمنية.
? في البدء كان إعتراف تلك الفتاة من وراء (ثوبها أو طرحتها) التي ترتديها، وهي في سرير أحد المستشفيات.
? كانت الإدانة غير كافية، لأنّ عدم ظهور وجه الفتاة، يجعل الإدعاء أقلّ قوة… لكن ظهرت الفتاة (صفية) مرة أخرى في تسجيلٍ أخر، وهي واضحة الملامح، وتتحدث بالتفصيل عن الجريمة التي حدثت لها.
? وقوة هذا التسجيل، تأتي من الإعتراف ومن أنّ كلّ المعلومات المتعلقة بالفتاة موجوده ومعلومة، فهي خريجة حديثة من كلية الفنون، وقد شاركت في تظاهرات 30 يناير، وهذا ما يدعم عناصر الإدعاء.
? ولعدم تحديد من قام بتلك الجريمة، فإنّها بهذا قد طالت كلَّ المؤسسة الأمنية، وهي مؤسسة تحتاج الى سمعتها في أداء دورها، ولا يجب أن يكون من بين عناصرها من يغتصب الفتيات.
? والخبر ? كما في الصحافة – هو الذي يمكن أن تقول لصاحبه أنّك صادق أو كاذب، وهذا التسجيل هو خبر… وخبر سوء.
? لهذا لا بُدَّ من إجراء تحقيق فوري حول هذا التسجيل المؤلم… تحقيقاً يقف على قدمي العدالة والقيم السودانية والإسلامية.
? والأمر مرفوع لقيادة الجهاز، ولقيادة الدولة، لكي تسرع بتوضيح الحقائق.
? فالرسول الكريمُ صلى الله عليه وسلَّم قال وهو يوَّدِعُ اصحابه في حجة الوداع (أيها الناس، اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا.. إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا).
? وفي الحديث أنّه صلى الله عليه وسلم قال:( أتعجبون من غيرة ِسعدِ؟؟؟! والله لأنا أغيرُ منه، واللهُ أغيرُ مني، ومن أجل غيرة الله حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن).
? وفي حديثٍ آخر، قال الصادق الغيور صلى الله عليه وسلَّم (يا أمّة محمد و الله لا أحد أغير من الله من أن يزني عبده أو أن تزني أمته)…
? والأمرُ مرفوعٌ الى الله العادل من قبل ومن بعد.

صحيفة التيار