بريئة……

**فرك الجميع اعينهم جيدا ،بعد مشاهدتهم للصور المتداولة على المواقع الاسفيرية ، والتي حكت عن ضبط متفجرات بحي ااركويت ،سرعان ما انتشرت اخبارها حتى بلغت اقاصي الدنيا ،وسقط منها البيان التفصيلي للشرطة الذي جاء متاخرا،بعد ان تم (حبك) اكثر من قصة تناثرت كلماتها في المجتمع ،اذ اهدتهم الشرطة ثقل خطواتها تجاه الحدث ……

** تزامنت الحادثة التي وقعت في الخرطوم ،مع اخرى قي ولاية النيل الابيض ، تشابه في المضبوطات ،مع اختلاف طفيف ،لكنها في الختام شروع وتلاق في دمار الانسانية والابرياء …

**هبت علينا رياح الولاية الحبيبة، بيد انها هذه المرة ،حملت اخبارا ساخنة ،رغم برودة الطقس ،شدت انظارنا طوال امس الاول ،صوب الولاية الهادئة الناعمة ، والتي لايمكن ان تذكرها ،الا وتقفز الى لسانك مدينة الكوة الوادعة ، التي تغزل فيها الشعراء ،واطربنا بالغناء فيها المرحوم مبارك حسن بركات ،امتزج فيها شعربنيها شابو وعمر عبد الماجد ،بوجودها البهي وطلتها الوضيئة ،فخرجت من الحناجر هتافات الفرح الملائكي …

**ارتبط الخبر الساخن والاليم باسم مدينه ..الكوة….سيدة المدن وقائدة التعليم ،عندما كان بحرا واسعا يرتوي منه الجميع ، تابط في ذاك الزمن الجميل المرحوم الممثل فريد شوقي ،حقيبته المدرسية ،وجلس في الصفوف الامامية مع ابناء المدينه ،يكتب الدرس ،ويقدم الواجبات تباعا …

** تواردت الحقب الزمنية ،وتسلسل التاريخ ،وجاء من قلب المدينة البروف خضر ادم عيسى ، عالم الاثار المعروف ،ليحكي عن مدينة الكوة ،انها حبلى بالاثار والجمال ،انها أليس التي حملت تاريخ المدينة بأكملها ،وظلت تنجب حواؤها نخبا في الفن والادب والطب والعلوم والهندسة ، وتكر في كل يوم مسبحتها بالعطاء ،فيسرع التاريخ لتسجيله على شفاف الورق اناء الليل واطراف النهار ..

** بلغنا المكتوب الحزين في الخرطوم ،اطبق بحزنه الصمت والدهشة ، فجاء رنين الهواتف مزعجا هذه المرة ،لم يكن صوت الراحل مصطفى سيداحمد ،يلامس شغاف القلوب طربا ،عندما تضج كلماته فتخرج من قلب الهواتف الذكية مترعة بالصفاء،، حملت التفاصيل في متن الخبر وجود اسلحة وذخائر في قلب مدينة الكوة ، بحوزة السيد (ع،ح،ع،م)الذي اتى للمدينة قبل اعوام عديدة من احدى القرى المجاورة ، راعيا لابقار احد الضبط الاداريين ، الذين تعاقبوا على مجلس المدينة ، كافأه الاداري عند مغادرته مكتب الادارة ،بتعيينه عاملا بالدرجة 15 بمحليةالكوة ، ولكن سرعان ماغادر تلك الوظيفة ،ليصبح متحصلا في الوحدة الادارية للمحلية والتي تتبع لوزارة المالية ، وظل بالوظيفة حتى كتابةهذه السطور ، ولان الكوة دائما ،تمد حبال الود وعدا وبشارة ،فقد تنوعت في حبها له ،وتجملت في عطائها ،فتمنت له طيب المقام في فيلته العالية ،في حضن المدينة الدافيء ،لكنه ردالجميل لها ،بغرس نصل سكينة في قلبها ، فنزف دمها… شلالات حمراء قانية ..

**وزر الاتهام سيفتح الدوائر لاستقبال التكهنات ،ولن يكن المتهم وحده على رأس القائمة ،فمثل هذه الحيازة لهذا الكم من السلاح لها حبال ممتدة ومخابئا متسعة ومكاتبات منثورة عبر اوراق سرية ،وفوق ذلك حماية لاتبلغها اعين المتطفلين الباحثين عن خبر يقين …

**نصر لشعبة الاستخبارات بولاية النيل الابيض ،وخطوة على طريق جديد ، لكن لحماية المفسدين والمخطئين ركائز قوية في بلدي فياوجعي !!!!!

همسة

في ليل مزهربالحزن …

رأته يغادر المدينة …

يحمل اشلائه البائسة ….

وخلفه العاصفة ….التراب…

صحيفة الجريدة
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..