الرأسمالية الطفيلية بجلباب الاسلام (2-2)

لايختلف معى اثنان بان هناك من يستثمر فى الاموال العامة ويستغلها ويظهر ذلك فى ابهى صوره و يتجسد فى استشراء ظاهرة الشرائح الراسمالية المغلفة بثوب المنظمات الاسلامية ،قد ﺗﺘﻤﻴﺰ عن غيرها من انماط التشوهات الراسمالية الطفيلية بكونها ﺗﻨﺘﺞ اعداد من ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﻭﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ وتتستر عليهم و تستمر فى التلاعب بمكتسبات المسلمين نهاراُ جهاراُ دون حسيب او رقيب ،وهذه الحفنة من الراسمالية الطفيلية الاسلامية الغير مؤهلة اكاديميا و علميا لا تؤمن بالشوري ﻭﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﺎﻧﻬﻢ ﺍﻟﻤﺆﻫﻠﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ وفوق المحاسبة لا من القانون ولا من المجتمع المسلم ولا حتى من المؤسساتا الاسلامية المعروفة ، ﻻﻥ ﻗﻮﺍﻡ ﺣﺮﻛﺘﻬﻢ تنبع من الاستفادة من استثمارات المسلمين ﻭﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﺒﺎﻫﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ، وتلمسناهم وهم يحتكرون المواقع حتى ظلوا كشوكة الحوت التى لا بتنبلع ولا بتفوت وهم اليوم اصبحوا كالخنجر فى عنق الوسط المسلم بالبلاد و يمتصون الاوقاف وكل منابع المال .
وما لا يخفى على احد بان هناك تحول كبير نحو الاستثمار في أصول المؤسسات الخدمية وساهم ذلك التحول الى انحراف شبه كامل عن الرسالة والاهداف التى من اجلها اسست هذه المؤسسات الخيرية ،حيث اصبح التحصيل المالي هو الأصل والدور الرسالي وضع فى سلة المهملات ، واصبح هناك تستر لجني الأموال باسم وظيفة المؤسسة التي تم تأسيسها من اجل خدمات التعليم والإغاثة وغيره ،هذه الأموال تتدفق بلا رقيب ولا حسيب فهي خالية من الدوائر الرقابية والداخلية والخارجية خاصة المراجعة المالية لحسابات هذه المؤسسات وغاب فيها قانون من اين لك هذا .
وللاسف هذه المؤسسات التي تدر المليارات خلال العام لم تشهد تطور في بنيتها الاساسية بقدر ايراداتها وكان يجب ان تتوسع في مجالها الي مناطق اخري بصورة راسية وأفقية الا ان عامل ( الكنكشة) و ديكتاتورية الادارة و بروز مؤسسة (الرجل الواحد )الذى اصبح (الامر والناهى) ساهمت فى ان لا تشهد المؤسسات الاسلامية الخدمية اى تجديد في ادارتها (الديناصورية ) او حتي مجرد تغيير في وجوه مديريها، فقد ظلت حبيسة أشخاص مما جعلهم يظنون انها أصبحت ضيعة او إقطاع خاص يتم ادارتها تحت شعار : ( الزارعنا غير الله اليجي و يقلعنا )
مايدعو الي الاسف العميق هو انه بالرغم وجود استثمارات تخص المجتمع المسلم الا ان هناك من يتسولون للتجار لتوفير الدعم للمناسبات السنوية كالاحتفالات اعياد المولد النبوي الشريف ،ورمضان والاسراء والمعراج ،وغزوة بدر وليلة القدر …الخ .ومصدر تاسفنا هو كيف يعاني مسلمو جنوب السودان وعلى الرغم من وجود عقارات ومؤسسات و اوقاف تدر الاموال للصرف على احتياجات المجتمع المسلم الا انها اصبحت تصرف على بنود خاصة بالافراد او المجموعات لسنوات و سنوات و ما يحدث اليوم حول سور المعهد العلمي وفى داخله هو خير دليل على نمو وزحف الراسمالية الطفلية المتسربلة بجلباب الاسلام ، ومن هنا يحدونا كبير امل بان يتحرك المجلس الاسلامي القومى و يرد الحقوق لاهلها ويعمل على ضبط الاموال السائبة و يوقف ظاهرة الاستنفاع الفردي لاناس ظنوا انها تركة خاصة بهم فقط ، و انه المتصرف المطلق دون ان يحاسب فمتى نرى ذلك حتى يستنفع الضعفاء و الفقراء و المساكين و اصحاب الحاجات من اموالهم التى يمصها اخرون غير مبالين بما جاء فى كتابهم يوم لا ينفع مال ولا بنون . و نتمنى ان نشهد تحرك من المجلس الاسلامي ليعيد الحقوق لاهلها و إنا لمنتظرون ان نرى مجلسكم تحمل امانة التكليف .
اقولي قولي هذا والله علي ما اقوله شهيد .
وكل عام وجميع المسلمين بالف خير
يوم باكر احلي