تصنع من الصفيح والألمنيوم ولكن الفخار يحافظ على اللون والطعم والنكهة..

أم درمان ? سارة المنا
للقهوة في المجتمع السوداني مكانة رفيعة وطقس خاص يمارسه أصحاب الكيف، وفي شرق السودان لها مذاق ومزاج مختلف عن ما هو في باقي البلاد، يقال إذا أرادوا إكرام الضيف قدموا له قهوة وهي توازي الذبائح في مكانتها عندهم، كذلك الحال بالنسبة للوسط والشمال والجنوب ولكل منطقة نكهتها وأسلوبها في إعداد القهوة وتجهيز أدوات صناعتها، عن مناطق أخرى من البلاد.
معروف أن جلسة الجبنة تتكون من الكانون والفحم والبن والقلاية والشرقرق والجبنة والفناجين والوقاية والماشة، ولكن مع إيقاع الحياة السريع تبدلت الجلسة، وأصبح الناس يستخدمون البوتجاز والسخان والسرامس بدلاً عن الجبنات، ماذا حدث في سوق الجبنة، وهل لا تزال تلاقي رواجاً أم نجمها أفل بعد التطور في عالم الأواني المنزلية؟ جولة (اليوم التالي) بسوق أم درمان ستكشف ما يحدث.
قهوة الكيف
امتهن محمد سعيد بسوق أم درمان عدداً من المهن أثناء مدة بقائه التي تجاوزت الثلاثة عقود بدأها ببيع الملابس والأحذية ثم العديل والزين، وانتهى به المطاف بأدوات القهوة، التي قال عنها: ?أدوات القهوة التي تصنع من الفخار، يعد طين البحر خامها الأساسي بعد ترحيله من النيل إلى منطقة أبوقوته بولاية الجزيرة حيث يصنع?. وأضاف: ?يعد الفخار الأكثر إقبالاً لمميزاته الكثيرة، فهو يحافظ على اللون والطعم والنكهة?.
وعدَّ محمد الجبنة التي تصنع بنار الفحم الأفضل على الإطلاق. وقال: ?هي قهوة الكيف بعد تحضير كافة الطقوس الخاصة بها من (فحم وكانون الجبنة والقلاية الوقاية أم سكسك والشرقرق)، لكن دوام الحال من المحال سيما في ظل التغيرات التي تحدث في المجتمع، وزيادة وتيرة إيقاع الحياة الذي بات متسارع بشكل مخيف، فقد أصبح الكثيرون يعتمدون على البوتجاز والسخان الكهربائي الأكثر انتشاراً?، وأشار إلى تراجع الفناجين أمام الأكواب التي شاع استخدامها في احتساء القهوة.
وبالرغم من التراجع العام إلا أن تجارة الجبنة لم تخب بعد، ولا تزال لديها رواد، في ذلك يقول محمد أن تجارة الجبنة أوجدت له علاقات متميزة بالمجتمع، فمن بين زبائنه وجهاء المجتمع مثل الشاعر أبو قطاطي وغيره من الشعراء والفنانين والتجار، بجانب زبائن من الخواجات والسياح، وأكد أنهم يشترونها بكميات كبيرة، وأشار إلى تعدد أنواع الفناجين. وقال: ?هناك الحبشي والفنجان أبو نجمة والكسلاوي، أما الوقاية منها المشكل بالسكسك وأخرى ملونة وسادة?.
استيل والمونيوم
ورحمة الله عبدالله الذي يبيع الماشة وقلاية البن يقول إن الإقبال على بضاعته يزداد في رمضان، ولأنه متخصص في المنتجات التي تصنع من الاستيل والألمنيوم يؤكد أنها تنشط حركتها طول العام، لافتاً إلى أن الألمنيوم لا يصدأ ولا يغير طعم القهوة. وأشار إلى أن التصنيع في الماضي كان يتم بطريقة يدوية، ومع دخول الآلات تحول التصنيع من يدوي إلى آلي بواسطة الماكينات. ونبه إلى أن الأدروبات يفضلون استخدام أنواع المختلفة والجبنة من وقاية أو قعر.
الصفيح غير مرغوب
من جهته، أشار العامل حسين محمد حسن الذي يعمل مع العم عبدالله خمسة وثلاثين عاماً ونيف في بيع الجبنة والشرقرق. قال: ?تصنع الجبنة من الصفيح والألمنيوم وتشتهر منطقتي الحاج يوسف والجزيرة أبا بتصنيعها?. وأشار إلى أن المستقبل لجبنة الفخار والألمنيوم، وأصبح الصفيح غير مرغوب فيه، ولفت إلى أن أسعارها تتراوح بين (5 ? 40) جنيهاً، ويعد سوق أم درمان المصدر الرئيس لولايات (كسلا والقضارف وكردفان وجبال النوبة)، مشيراً إلى أن البضاعة المستوردة من الخارج أضعفت سوق البضاعة المحلية، لافتاً إلى أن الباعة الجائلين هم الذين يقومون يتوزيع الجبنة بمختلف أحجامها على بائعات الشاي.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..