325 جنيهاً ?.للمعاشى اين العدل ؟

عبدالقادر الرفاعي

تطرقنا في المقال الاخير لقضية التنمية والتي من بين اهدافها الارتقاء بحياة الفرد وتحقيق المساواة والثقافة.. الخ ومن هذه الزاوية يحكم التاريخ علي عدالة وفاعلية اي نظام يتولي سدة الحكم. هنا يثور سؤال مهم: هل كان اجراء الاحالة علي الصالح العام منطلقاً من نوايا اقامة امبراطورية الانقاذ مما حتم علي قادتها التخلص من كوادر ائتمنها شعبنا وانفق علي تأهيلها وتدريبها ما لايقدر بثمن والاجابة نعم. فالثابت ان اؤلئك المحالين علي المعاش لم يكونوا اعداء للديمقراطية ولم يكونوا جميعاً من القادة النقابيين ولم ترتبط اسماؤهم بالفساد المالي او الاداري او غير ذلك، وما عرف عنهم عدم الكفاءة والخبرة وقله الحيلة.. بل انه لم ترتبط باشخاصهم صفة من تلك الصفات المرزولة، فلماذا استخدم هذا السلاح ضدهم ان لم يكن الهدف من ذلك هو القتل البطئ عن طريق القائهم علي قارعة الطريق وهم في قمة العطاء واكتمال النضج وعنفوان المسئولية. ولنفترض جدلاً ان شئ من ذلك قد انطبق علي بعضهم او عليهم جميعاً فلماذا جاء قرار ابعادهم تحت عنوان: ?قرارات السيد رئيس مجلس الوزراء ? بهذا قد تقرر احالتكم علي الصالح العام مع منحكم كل حقوقم المنصوص عنها وفقاً لما جاء في بنود فوائد مابعد الخدمة! الم يكم من العدل هنا بان يصدر القرار ? اذا كان ذلك ضرورياً من محكمة القضاء الاداري في مواجهة المبعدين من الخدمة وفقاً لقانون المخدم والشخص المستخدم، بدلاً عن ابلاغهم القرار بهذه الطريقة الظالمة؟ علينا ان نتذكر ان كل ما حققه مجتمعنا بعد سته عقود من الاستقلال من تقدم في كل جوانب الحياة، كان القضاء قد ارسي فيها بتقاليده الراسخة ما يعمده الحارس الاساسي للعدالة والفصل الدائم بين الخصوم. وهو بهذه الصفة خير جهاز يوكل اليه اقامة العدل في الفصل بين من ابعدوا من الخدمة بتلك الطريقة الجائرة والميول الفردية او ما الي ذلك مما كان شائعاً اثناء حقبة تولي الانقاذ للحكم بعد يونيو 1989م اود هنا ان اتقدم باقتراح يقضي بمراجعة النهاية التي انتهي اليها المبعدون من الخدمة بتعديل معاشاتاهم لتصبح ثلاثة الف جنية سوداني (3000) جنيها وفقاً لما اقره الاتحاد العام للنقابات باعتبار ذلك الحد الادني لتكاليف المعيشة وازيد اقتراحاً اخر بتعديل الاجراء بتسكين المبعدين بعد 25 عاماً لمستوي الدرجة التي بلغها مرؤوسوهم الذين ملأوا مقاعد هؤلاء المبعدين ولم يكونوا اكثر كفاءة او ستحقاقاً سوي انهم حازوا علي رضا النظام الجديد.

الميدان