التدين الشكلي كسلوك تعويضي 1/2

ان اخطر ما وقع علي السودانيين من تغُير لم يكن علي المستوي السياسي او الاقتصادي بالرغم أن ما لحق بهذه المستويات عظيم ولكن التغيًر الاجتماعي الذي تردي فترة نظام الانقاذ ما تبعه من من تغيرات اخلاقية ونفسية لامست حتي المحتوي الديني يعتبر خطراً عظيماً .
كنا قد تناولنا في مقال سابق بعنوان ( التردي الاخلاقي فكر الاسلامي السياسي ) ما وصل اليه الوطن من انهيار، نحاول هنا ان نتطرق الي ظاهرة التدين الشكلي كسلوك تعويضي اصبحت ملازمة للمجتمع السوداني وواحدة من الأسافي التي ظهرت نتيجه لافرازات الواقع السياسي ، نحن هنا لانقلل من مفهوم الدين لاسمح الله في الحياة العامة لعلمنا التام بان هنالك التزام تاريخي بين الانسان والدين بغض النظر عن نوعية الدين ومفهومه ، فالاديان بمختلف مسمياتها تعتبر من اقدم المؤسسات الفكرية .
ولكن نجد في المجتمع السوداني الان حالة انفصام حاد ما بين الدين كقيمة روحية تُهذب السلوك الانساني وتعمل علي الارتقاء الفكري و العقلي ومابين الدين السائد الان كنوع من المظاهر يتنافي مع الحقيقة الربانية للايمان فحقيقة الايمان ما وقر في القلب وصدقه العمل تبصر اخي الكريم للمعني الحقيقي للدين الاسلامي في المقولة السابقة لرسول الاسلام حالة الانفصام هذه احدثت فجوة كبيرة ما بين الدين والسلوك مما ولد حالة من القلق كانت نتيجتها اما ابتعاد تام وردة عنيفة اتجاه الاسلام وصلت الي مرحلة الالحاد والتبشير بالفكر الالحادي ، والغريب ان مبشرين الالحاد هؤلا لديهم عداء قوي ضد الدين الاسلامي دون سائر الاديان .
والحالة الثانية من القلق المتوالد امتزجت بحالة الوضع الاقتصادي المتردي فكان تشبث سطحي للدين ونفاق اجتماعي واضح تكون اكثر مناطق اضمحلالة في شكل حملات الاستغفار تلك علي مواقع التواصل الاجتماعي او في شكل فيديوهات ذات محتوي عاطفي يخاطب عاطفة المؤمن ويتناسي العقل فيرتفع مؤشر الايمان في شجن مع المؤثر وينخفض المؤشر تدريجيا حتي نهاية المقطع .
وحتي نكون علي علم ودراية بمفهوم التدين وانواع التدين عزيزي القاري فان للتدين مفاهيم تُحدد من خلال العمل الظاهر والسلوك الواضح للعيان وبالتالي يعكس المعني الحقيقي لايمانك.
هنالك تدين معرفي وفكري وهنالك تدين عاطفي وحماسي والاخير هذا متوفر جدا في السلوك الجمعي السوداني في ظل المشروع الحضاري فالشخص يبدي عاطفة قويه اتجاة الدين تتخلل هذه العواطف شجن وجداني اتجاة كل ماهو قديم علي منهج السلف الصالح والغريب ان نوعية هذا التدين غالبا او دائماً ما تكون بالتلقين والمشافهه لتعاليم الدين ونصوصة فيعتمد في ذلك علي شخص او اشخاص يتلقي منهم المفهوم الديني علي حسب فهم الملقن وتكون الطامة الكبري في ماهية الشيخ الدعوي ومايريد ان يقوم بتوصيله .
استفاد النظام الحالي اكبر فائدة في توطين وتمكين مشروعة في السودان من تلك العواطف الجياشة اتجاة وعي جمعي يكاد لا يفقه شئ في الدين فالدين عبارة عن طقوس تمارس كما هي و ليس للعقل دخل في تفسيرها ، فكان ابان الهرج السياسي والديني لحكم الانقاذ في العشرية الاولي ان تم شحن الشعب شحناً وتمت اخذه كقطيع اتجاة المكون الوطني الاخر جنوب السودان لحرب ادت الي بتر السودان .
والشاهد في الامر وبعد سيطرة قوي الظلام المتمثلة في المشروع الحضاري علي مقاليد وزمام الوطن ادي ذلك الي ظهور ما يسمي بالتدين الشكلي وهو نوع من انواع النفاق الاجتماعي المبتكرة في عهد الانقاذ فكان الفرد يحشر التدين في دائرة ضيقة وتكون كل انواع العبادات والطقوس الدينية ممارسة دون معرفة كافية واكبر دليل علي ذلك ما كان من مفهوم الجهاد في جنوب السودان .
ويتواصل مسلسل النظام في شرخ بنية الوعي للمجتمع السوداني وظهر اشد انواع النفاق الاجتماعي والتي وصل مرحلة النفاق مع الدين نفسه في شكل تدين نفعي وهو ان يلتزم الشخص بمظاهر الدين للوصول الي مصلحة دنيوية انظر رعاك الله الي وزراء ومنتفعي النظام واثر الدين في الشكل الظاهري المنافي للسلوك .
وبالتالي كانت كل انواع التدين التي وجدت في السودان ابان حقبة الانقاذ تاخذ منحي التدين الشكلي كسلوك تعويضي لممارسات القهر التي اسقطها المتسلط علي الشعب .
يمكننا تعريف التدين الشكلي بصورة عامة بانة سلوك يعتمد صاحبة علي اظهار مظاهر التدين بدون روح او الغوص في تعاليم الدين السمحة ويكون هذا النمط من الدين واضحاً في من هم علي سدة الحكم او من يريد ان يصل الي مبتغاه الدنيوي في وطن يقول من هو علي سدة حكمه بانه ظل الله في الارض .
وفي نفس الوقت الذي يتمسك فية مسؤلي الوطن بالدين ( من صيام وقيام والتعاطف مع قضايا من هم خارج نطاق ولايتهم والتنديد بقوة الاستكبار ) نري في سلوكهم العجب العجاب من ظلم لوطنهم وبطش لشعبهم وسوء اخلاق وكذب وفجور في الخصومه لمناهضيهم .
انعكس كل هذا العك الفوقي علي المواطن فكان التمسك بقشر الدين ومحاولة ارضاء النفس بسلوكيات غريبة وانحصر الدين كل الدين في شكل نص رسائل صباحية ومسائية ورسائل جمعه مباركة ولان الدين منظومة متكاملة بين اليقين والعمل كان نثل هذا السلوك الجمعي من رسائل تحوي محتوي ديني في الغالب يكون المرسل غير مطلع علي محتواها .
ونواصل
اكرم ابراهيم البكري
[email][email protected][/email]
مظبوط أستاذ أكرم.هذا عين الحقيقة.تسلم.
مظبوط أستاذ أكرم.هذا عين الحقيقة.تسلم.