مقالات سياسية

هذه الصورة القاتمة تعبر عن خيبة أملنا

الطيب محمد جاده

كان من المنتظر أن تحقق الحكومة الانتقالية طموحات الشعب السوداني في تحقيق الامن والامان، والعدل والمساواة بين كافة اطياف الشعب، هذا ما يطمح إليه كل مواطن سوداني، وأقل ما كان منتظراً أن تنقل هذه الحكومة المجتمع السوداني إلى مجتمع ديمقراطي حقيقي متحرر من سلطة الشليليات لتقوم هذه الديمقراطية بنقل السودان من التخلف إلى التقدم وتحقيق درجات عالية اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ، لكن هذا المطلب لم يتحقق بعد، و يبدو أن أمر تحقيقه صار بعيد المنال.

لقد تراجعت طموحات المواطن السوداني وتقلصت الى حد كبير وتحول هرم الأمنيات السعيدة التي تفننت أبواق الإعلام الرخيص في رسمها وترسيخها في ذهنه إلى إهرامات من الكوابيس تنغص على السودانيين حياتهم، وبشكل سريع جداً انقلبت حياة السودانيين الذين يؤمنون بالتغيير وهذا ما جعل بعض منهم يكفرون بهذه الحكومة الضعيفة.

هذه الصورة القاتمة تعبر عن خيبة أملنا كمواطنين حلموا بتغيير حقيقي لم يتحقق من أهدافه شيء، صورة قاتمة تعكس ما آلت اليه الحالة في السودان، صورة يجب ألاّ نملّ من التمعن فيها ووصفها بدقة ونقدها وتفسيرها، كما يجب علينا جميعا كمواطنين يهمنا الوطن ألاّ نكابر في الاعتراف بهذه الحقيقة المرة وأن نسعى جميعا وبكل مكوناتنا وأطيافنا وتوجهاتنا المختلفة لتصحيح مسار الحكومة الانتقالية التي فشلت في تحقيق هدفنا وتحول بعضهم إلي مطبليين للقتلة!

لابد أن نستدرك أمرنا ونتصالح ونتسامح ونتفق قبل فوات الأوان على طريق واحد نسلكه جميعاً من أجل إعادة وطن تتقطع أوصاله الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وطن يعيش عدد من أبنائه في الشتات . مازال الوقت متاحاً لتصحيح هذا الوضع رغم أننا فقدنا كلمة سر مناسبة كان من الممكن جداً أن تجمعنا كلنا لنتفق عليها ونطبق مضمونها بشكل صحيح في الوقت الحاضر على أقل تقدير، فبلادنا غارقة لحد الاختناق في القبلية والمحسوبية.

إلى متى سنظل نحس بمرارة الألم والحزن لما يجري في سوداننا الحبيب ، في ظل هذا الحكم الانتقالي لم تتوقف الدماء ، جميعنا نريد ان يتوقف سفك الدماء، أين اصحاب النوايا الصادقة في عملية تغيير هذا الوضع؟ إن ما يحدث خلال هذه الفترة الحرجة دمار شامل وتصفية حسابات سياسية الغرض منها تقسيم السودان، فهناك اشخاص يعملون للحيلولة دون تغيير هذا الوضع أمثال الصادق المهدي وغيره، لذا لابد من ضرورة أنتفاض الشعب لإنقاذ السودان من خطر التقسيم ورفضه جملتاً وتفصيلاً.

في إطار ما سبق يمكنني القول إن الوطن ملك للجميع يجب أن نحافظ عليه كما نحافظ على حدقات عيوننا، هذا بلدنا جميعاً يجب أن نتفق بأننا سودانيين فقط لكن اللجوء إلى القبيلة لن يحقق للوطن أمناً وإستقراراً ولن يحقق إلا الشتات والتمزق والضياع.

وأخيراً أختم مقالي بالسؤال التالي، هل يتفق السودانييون من أجل السودان ومستقبله ووحدة ترابه ؟

✍الطيب محمد جاده
[email protected]

 

تعليق واحد

  1. هذه الصورة القاتمة تعبر عن خيبة أملنا ،،، أنت يازول بتزرع اليأس في الناس مالك هي الصورة القاتمة دي تمثل حمدوك وحكومتة ولا تمثل كل الشعب والبلد وظروفها وحالتها المدمرة الوصلونا ليها الكيزان في ناس نائمين 30 سنة وبعد ما خلصت (بح) وجاعو خرجو ضد الكيزان ودحين عايزين البلد تتصلح خلال سنة، ياخي حمدوك برغم كل الضغوط وخيبات امله في العسكر وقحت وكل من حوله لا زال متفائل ويقاتل وأنت ايدك في الموية البارده وتشتكي من خيبات الامل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..