مسرح العبث في ليبيا(2) ما أعظم النهاية العظمى.. ولكن..!ا

مسرح العبث في ليبيا(2) ما أعظم النهاية العظمى.. ولكن!
رباح الصادق
مساء السبت 15 أكتوبر الجاري تحلقنا في جمع عائلي لمشاهدة فيلم (مملكة السماء) الشهير الذي صدر عام 2005م، يحكي عن ملابسات ضياع القدس من الفرنجة، ويمثل فيه ابن خالنا الخواجة (صديق الطاهر الفاضل) دور الأمير ناصر صلاح الدين كيد يمنى للقائد العظيم صلاح الدين الأيوبي، ويحكي من منظور الفرنجة ملابسات الضياع، وبمنظورنا تحرير القدس بيدي الأيوبي وجنده في يوم الجمعة ليلة الإسراء والمعراج ?(583? هـ?) (2? أكتوبر?1187)?. والفيلم يستحق المشاهدة وقد أثار جدلا كثيفا فلم يرض عنه الناس في الغرب لأنه فضح ادعاءات الحملة الصليبية، ولا في عالمنا لأنه إذ ركز على القضية الدينية أغفل القومية لكأن القدس بلا مواطنين أصليين، تجتاحها الجيوش من كل فج وصوب ديني وليس لواحد منهم تاريخ أو حق في امتلاكها. ولكن الأبلغ في الفيلم هو إنصافه لمواقف ذلك القائد المسلم الشجاع وأنه لم يرد على الصليبيين بمثل ما فعلوا، فقد شهد (من أهلها) كيف كان الصليبيون يعاملون المسلمين بوحشية ويجزرونهم، ولكن صلاح الدين وجنده لم يجزروا الصليبيين كما فعلوا بالمسلمين والمسيحيين العرب عندما احتلوها، ومضى الفيلم في إظهار سماحة صلاح الدين حتى إنه حينما وجد صليبا ذهبيا ملقى على الأرض أعاد نصبه ومضى في طريقه ليسجد لله شكرا!
كثير من أفعال وأقوال الثورة الليبية كانت تجعل آمالنا ترقى إلى أيام صلاح الدين. ففي بداية الثورة علقوا لافتة كبيرة في ميدان بنغازي الكبير وكتبوا عليها (لا للتدخل الأجنبي.. الليبيون يستطيعون إنجاز المهمة وحدهم). والحقيقة أنهم ما كانوا يستطيعون وحدهم، بدون قصف «فجر الأوديسة» وما أعقبه، وها هم بلسان السيد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي يطالبون بتمديد مهمة الناتو في وطنهم حتى نهاية العام (على الأقل). كذلك تكررت إشارات قادة المجلس الانتقالي للثوار ألا يقتلوا القذافي إذا أسروه ولا يجزروا جزاريهم. والحقيقة فإن تلك الآمال ليست مثالية – ممن أملها- بلهاء. لأنه لو ارتكب الثوار أفاعيل الفرعون إذن ما الفرق؟ وما الجدوى في أن تستبدل شعوبنا عبثا بعبث؟
كنا ندرك منذ البداية أن القذافي سوف يكلف الثورة الشطط الأكبر. وقلنا في فبراير الماضي بعنوان (النهاية الليبية العظمى لمنحنى الثورات): إن مسيرة الثورات العربية تشبه حتى الآن منحنى صاعدا، فقد كانت كلفة الثورة في أول الثورات أقل وعماء الحاكم أقل، وكانت في مصر أكبر وكنكشة الحكام أكبر، وفي الثورة الثالثة فإن التكلفة قفزت قفزا بالزانة وكذلك جنون الحاكم وغطرسته قفزا بالزانة.. ونتمنى بعد نجاح الثورة في ليبيا فستكون تلك النهاية العظمى في ذلك المنحنى وبعدها سينحدر، إذ نتمنى أن يتعظ الطغاة ويعلمون أنه لم يتبق لهم شيء بعد القذافي لم يجربوه وبالفعل، كان عدد القتلى في ثورة تونس بالعشرات وفي ثورة مصر بالمئات، ولكنهم في ثورة ليبيا بالآلاف، وأعلى التقديرات التي اطلعنا عليها أن القتلى نحو 50 ألفا والمفقودين مثلهم وهنالك جرحى يقدرون بنحو 30 ألفا. أما الدمار فلم يسبق له مثيل في تونس ومصر بسبب تبادل القصف بين قوات القذافي وقوات الناتو مما دك مناطق واسعة من ليبيا دكا. كل هذا توقعناه وقبلناه باعتباره ثمنا مستحقا للثورة. وحتى تدخل الناتو مع ما فيه من إعطاء فرص للأجنبي ليحصد مصالحه من وراء صراعاتنا ابتلعناه طالما جاء وفق الشرعية الدولية التي نحن جزء منها بل وبتأييد الجامعة العربية التي نظن أنها بالغت قليلا فيما فعلت وكان صمتها أو معارضتها بابا لحفظ حقنا حينما تأتي (المجابدات)، وبمشاركة دول عربية أبرزها قطر. أقول، تجرعنا تدخل الناتو باعتبار: أن الظلم أحق بالقتال من الكفر بحسب مقولة ابن تيمية الملهمة في أن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، مما يعني أن السياسة الشرعية تقوم على العدل قبل العقيدة.
كل تلك الخسائر البشرية والمادية والسياسية والدبلوماسية كنا مستعدين لقبولها لقاء سقوط العقيد، ومن طلب حسناء الانعتاق فليغلها المهر دماء ودمارا. ولكن أصدقك القول يا قارئي إننا لم نستعد بتاتا لقبول أثمان كالتي دفعت يوم مقتل العقيد وما بعده، ثم اتضح أنها جزء لا يتجزأ من (بيعة) الثورة الليبية! صحيح كما تفيد حكمة السيد المسيح ليس الذي ينجسك الداخل إليك ولكن الخارج منك! أن يبشّع بالقذافي على ذلك النحو وتبث مقاطع الفيديو المريضة، أو بالأحرى مرضى أصحابها، انتشاء من ذلك الانتقام الهابط، كان صادما.
قال محاوري: ألم يستخدم العقيد وجنوده سلاح الأعراض؟ ألم يقتلوا الناس ويسحلوهم بالآلاف كما في مجزرة سجن بو سليم عام 1996م أو مجزرة بنغازي في 17 فبراير 2006م وغيرها من المجازر بل أثناء الثورة نفسها ألم يسقط الآلاف وتغتصب المئات؟ قلت: لا يبرر. كل إناء بما فيه ينضح.
والآن، ها هم قد مدوا يدهم للحكم في السودان باعتباره إسلاميا، وأعلنوا أول شيء تمسكهم بالشريعة، وأول تطبيق لها برأيهم هو إعادة تعدد الزوجات! فهل تكون التجربة الليبية خلطة طالبانية أفغانية، شبابية صومالية، غارقة في سطحية الفهم وظلامية الفكر تسد فراغا في بلاد الفوضى والقهر؟ أم خلطة وهابية سعودية إنقاذية سودانية تحدث تناغما نشازا بين خطاب رسمي متدين وأفعال تنحر الدين في قبضة شمولية قابضة؟ أم تكون أقرب للحالة النيجيرية الزمفارية (زمفارا كانت الأولى في إعلان الشريعة) بحيث أعلنت الشريعة لحصد أصوات الناخبين في ظل الديمقراطية ولكن كمحض انتهازية وفهم خاطئ للدين وبدون اجتهاد ملم بالواقع ولا يجهد للتنزيل! أم هل يا ترى يذهب الليبيون في اتجاه إقامة حكم ديمقراطي حقيقي والتأصيل المدرك لأحوال العصر فيجعلون إنصاف النساء وحقوقهن مقدم على إنصاف شهوات الذكور. هل تنضج ليبيا مع التجربة؟
إن الأمل لا زال به عرق ينبض، فقد فتح المجلس الانتقالي باب التحقيق في التجاوزات، وربما أنضج في مستقبل أيامه فكرته عن الدولة وعن معنى الالتزام بالشريعة لمؤمنين معاصرين على غرار أحاديث الشيخ راشد الغنوشي في تونس القريبة، لا لمتأسلمين (داقسين) على غرار أحاديث حركة الشباب في الصومال!
ومهما كانت حسرتنا. فإننا لا ننسى أن ليبيا كانت في سبات أهل الكهف وظلام النجوم السوداء، وإذ بها تنهض فإما أحاطتها العناية وتخلصت من صراخ الولادة المزعج هذا ثم من آلام التسنين حتى النضج، أو كان طول ليالي الظلام سببا في مقتل أي آمال بالتطور. فظلام ليبيا اليوم هو جزء من أثمان ظلامات الأمس! والآن نحن ندرك أن النهاية الليبية العظمى لمنحنى الثورات يحمل سفحا ودكا وعيونا خضرا وعبثا جاهلا بالدين ومع أننا نتحسبل ونتحوقل إلا أننا نقول: سوف يهبط الثمن بإذن الله كما توقعنا وسوف لن تدفع ثورة أخرى كل تلك الأثمان، وحتى لو كانت ستدفعها فعلى الشعوب أن تكون مستعدة لتسديد الأثمان! ولكل من وضعت الثورة الليبية في جيبه عقربا وجعلته يتردد في دفع الثمن نقول: كل ما تتهوّل منه من دمار صحب الثورة مع الأمل، لا يعادل الدمار وانعدام الأمل الذي صاحب عهد الفرعون!
وليبق ما بيننا
الراي العام
هذه ليست ثورات , وانما تحريك للخلايا النائمة ( أخوان مسلمون وتنظيم القاعدة ) لتدمير الوطن العربي …..وما تصدقوا قناة الجزيرة التافهة ….
هل هى نهاية الطواغى وبداية السواهى..!!
سيف الحق حسن
[email protected]
عزيزى القارئ، ألا توافقنى اننا يجب أن لا نعتمد كثيرا على الأخبار المتناقلة فحسب بل لابد أن نقف ونفكر فيما مضى وما يحدث حولنا الآن عسى ولعلنا نفهم شيئا من الكثير الذى صار غير معلوم، وذلك لنستشف به شيئا من بصيص الفهم فى مجريات الأمور والإستدلال على الطريق الذى يمكن ان نجد فيه نور الحفاظ على أوطاننا وشعوبنا وأجيالنا القادمة.
خيار وفقوس فى الربيع العربى المنقوص
قبيل سقوط طرابلس ب 4 أيام أى يوم 16-08-2011 كتبت موضوعا بإسم خيار وفقوس فى الربيع العربى المنقوص حيث كنت محبطا من عدم قيام ثورة فى السودان لإقتلاع الطغمة الحاكمة ومراوحة ثورات ليبيا واليمن وسوريا مكانهما. وأبديت وجهة نظر فى ان هنالك إلتفاف حدث على الربيع العربى من قبل أمريكا والغرب. بينت كيف كان رد فعل أمريكا والغرب متذبذبا وضعيفا حين اندلعت ثورتى تونس ومصر حيث لم يقفوا بجانب الشعبين إلا بعد تأكد أن قطارفراعنتهم قد صفر. أمريكا والغرب عرفا أن هنالك لحظة تحول فى العالم العربى سيؤدى الى نهاية الطغاة الذين كانوا يساندونهم ويقهقهون معهم ويرتشفون معهم عصائرعرق شعوبهم فى موائدهم اللئيمة ويرفعون نخب عدم وعى شعوبهم. فكان لابد من احتواء تلك الثورات حيث نجد انهم لم يتخذوا ضغوط حقيقية مع على صالح لإسقاطه بل قووا ظهره على شعبه، لماذا؟. وأيضا عدم اتخاذ خطوات عاجلة فى سوريا على غرار أن القمع فى سوريا أشد منه فى ليبيا. وختمت بأننا هنا فى السودان نحتاج لربيع ثورة خاص لأن حالنا أسؤأ من تلك الدول التى ثارت فى أوجه طغاتها. الرابط للموضوع أدناه.
http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-11245.htm
ثالثة الأثافى فى مسرحيتى مقتل بن لادن والقذافى
كتبت الأستاذة رباح الصادق بلأمس مسرح العبث في ليبيا . تأملات حول «فجر الأوديسا»…(1). حيث أوضحت سر تاريخ 19-3. فهل كان تاريخ 20 من كل شهر مصادفة فى ليبيا حيث كان 20-فبرايرإعلان تحرير بنى غازى، 20-يوليو فك حصار و تحرير مصراته، 20-أغسطس سقوط طرابلس، 20-أكتوبر مقتل القذافى. ممكن أن تكون هذه مصادفة ولكن ليس الآتى.
هل تعتقدون أن أمريكا وحلف الناتو كانوا لا يعلمون أين مكان القذافى! جوهر دوداييف القائد الشيشانى قتل عام 1996 بصاروخ سوخوى بعد لحظات قليلة من مكالمة هاتفية أجراها بتلفونه الثريا الذى يعمل بالأقمار الصناعية. هل تعلم عزيزى القارئ انه من السهل جدا معرفة الإحداثيات (خط الطول وخط العرض) التى أنت متواجد فيها فى هذه الكرة الأرضية بواسطة شريحة الجوال الممغنطة (الموبايل) الذى داخل جيبك. القذافى كان يستخدم هذا التلفون دائما، كات يتصل بقناة الرأى السورية، حتى حين مقتله رد الثوار على ابنته عائشة.
هل شاهدتم فيلم ويل سميث "عدو الجمهورية" – THE ENEMY OF THE STATE- حيث كان هناك قمر صناعى متخصص أُفرد لتعقب ذلك الرجل العدو، حيث بإستطاعته تقريب الصور الى كذا ميغا بكسل ويمكن أن يعرف مكان وجود أى انسان إذا تحدث بالهاتف من خلال معرفة بصمة أو ذبذبات صوته. سيقول البعض هذا خيال علمى، ولكن حسب إعتقادى الشخصى انه هذه حقيقة بل هناك أقمار متخصصة لتتبع رؤوساء العالم.
ولذلك أعتقد ان أمريكا كانت تعرف تماما أين مكان القذافى وكيف كانت تحركاته واين كان يختيئ، ولكن لضمان بعض التعهدات والتوقيعات من المجلس الوطنى الإنتقالى و لمزيد من الابتزاز كانت أمريكا تماطل. قامت بيل كلينتون بزيارة الى طرابلس قبل 3 أيام من مقتل القذافى لذلك الغرض، ورجعت وأبلغت أوباما حيث أصدر الأوامر لإقتناص القذافى.
حلف التاتو أنكر انه لم يقم بقصف رتل السيارات التى كان من ضمنها القذافى. قامت بهذه العملية طائرة أمريكية من غير طيار تعمل مباشرة مع الأقمار الصناعية (قمر مراقب للقذافى). على الأرض هناك أفراد من المخابرات الأمريكية مندسون مع الثوار أبلغوا بإحاثيات موقع القصف. ولأن إحداثيات القذافى لديها، قصفت الطائرة السيارة الأمامية والخلفية فقط وذلك لأنها لا تريد أن تتهم بمقتله مباشرة. أُسر القذافى وإبنه ومن كان معه. النية كانت أسرهم ومحاكمتهم وليس قتلهم مباشرة والدليل ظهور المعتصم وهو يدخن ويشرب الماء بإسترخاء. على العموم جاءت أوامر بتصفيتهم واختلاط تلك الاوامر بغضب الثوار. لماذا لم نشاهد كيف قتل المعتصم؟. تذبذت تصريحات المجلس الإنتقالى فى تشريح الجثة وقيل أنه سيكون هناك تحقيق فى كيفية مقتله. وهنا نسأل ما هى دواعى ونتيحة تحقيق مقتل عبد الفتاح يونس وهو الذى كان قائدا الثوار؟ وصفى قبل أيام من سقوط طرابلس.
كلينتون قالت انها تلقت صورة للقذافى مقتولا على جوالها. اليست هى نفس الطريقة التى قتل بها أسامة بن لادن حيث امر الرئيس الامريكى اوباما باقتناصه. كانت العملية سرية حيث نُومت أجهزة الرادارات الباكستانية وأوباما وبعض موظفيه فى البيت الأبيض يشاهدون هذا الفيلم على الهواء مباشرة "لايف" وهم يشربون النسكافى او القهوة. ألم يكن ممكن ان يعتقل بن لادن بقذف غازمخدر ويتم القبض عليه ويحاكم. هل هى إستراتيجية أمريكية الجديدة أمسك لى وأقطع ليك، او سكه وصفيه عشان نشوف ال بعده. لا أستبعد انهم شاهدوا مقتل القذافى مباشرة كما شاهدوا مقتل بن لادن بقوقل إيرث 3د.
و ياما فوق الدواهى سواهى …
فى نظرى الذى يميز أمريكا والغرب عنا أنهم ينظرون الى الأمام دائما أى أبعد من نظرنا حيث يحللون الواقع بواقية ومصداقية وشفافية ويواجهونه بالمنطق ودون عاطفة وذلك لمصلحة شعوبهم وضمان مستقبل أجيالهم ورفعة أوطانهم. فكذا يرسمون إسترتيجاتهم ذات المحاور الرئيسة وهى الأمن والاستقرار السياسى والاقتصاد حسب نتائج تحليلهم وبها يبنون مصالحهم مع دول العالم .
بعد نجاح ثورتى مصر وتونس بدا غزل أمريكا الصريح مع الحركات الاسلامية (مفاوضات مع طالبان فى أفانستان) و (جماعة الأخوان فى مصر). يدرك الغرب وأمريكا أن الإسلاميين سيكون لهم نصيب فى الحكم فى الفترة القادمة فى كل من تونس ومصر وليبيا. فى ليبيا قامت بوضع شروطها مباشرة مع المجلس الاتتقالى والسيطرة عليه من الآن. اما فى مصر وتونس سيأتوا طائعين. انهم يريدون شراء حقوق نشر الحرية والديمقراطية فى جميع العالم ليكونوا الراعى الرسمى لها للسيطرة على تلك الدول حديثة العهد بالحرية والديمقراطية.
امريكا لم تعد تتخوف من تلك الحركات الاسلامية للوصول للسلطة لأنهم عاشوا تجربة حية، وحققوا بطريقة غير مباشرة مالم يمكن ان يحققوه مع حكومات ديقراطية وطنية أخرى، فخطتهم لفصل الجنوب وتغلغل اسرائيل فى العالم الاسلامى والعربى نجحت عبر (قريعتى راحت) إخون اسلاميى السودان. فصارت لديهم خبرة فى التعامل مع الذين يجعجعون بإسم الاسلام بهتافات من شاكلة "أمريكا قد دنا عذابها" الى الإنبطاح الشديد وتوثيق كل ذلك فى ويكيليكس وإخراجه عند الضرورة. أسألكم لماذا قررموقع ويكيليكس تخفيف العيار ووقف النشر عن وثائق السودان الآن؟. لأنهم يروا أن هذا النظام المنخنق الفاسد المفسد متهالك وآيل للسقوط فى اى لحظة ولكن مازال فى جعبته بعض لحم الميتة والدم ليستفيدوا منه ومن ثم يرموه عظما الى مزبلة التاريخ ليس مأسوفا عليه ولا عزاء لشعبه.
الكاتب الكبير والمحلل السيا سى هيكل قال ان مايحدث الآن ليس بربيع عربى وانما هو سايكس بيكو جديد. أتفق فى بعض ما جاء به، ففى وجهة نظرى المتواضعة هو التفاف على ثورات الربيع العربى وإحتوائها بواسطة الغرب وأمريكا بعدما إتحرقت مراكب حكم الطواغيت أمام بحور الشعوب التى تتوق للحرية، حيث كانوا عبيد ونعاما للغرب وعلى شعوبهم أسود وحديد. الصراع الذى يريدون به احتواء الوضع سيكون دينى-دينى (مسلم-مسيحى) أو مذهبى عقائدى (سنى-شيعى) او (صوفى-سلفى) و بين جكومات و حكومات او مجتمعات ضد مجتمعات وهذا لضمان التفرقة ودوام السؤدد لهم. لا أستبعد أن امريكا أوعزت لنظام السودان ومورتانيا الوقوف بجانب ايران لتكون خناجر جاهزة تحت خاصرة الهلال المولود فى شمال أفريقيا (مصر، ليبيا، تونس) وربما الجزائر وهو هلال اسلامى سنى عكس الهلال الخصيب الشيعى الذى يضم ايران والعراق وسوريا ولبنان.
لا يغرنا غضب أمريكا من توجه السودان للتحالف مع ايران. أنا شخصيا لا أقتنع بما يجرى فى الأخبار لأنى على يقين ان ما يمرر تحت طاولتها بلاوى. وهذا يفند ما قالته السفيرة الامريكية (عزيزة) الجديدة فى الجنوب عندما قالت لابد للجنوب ان يقتسم نفط الشمال بالرغم من زيارة نجاد للسودان.
الغرب وأمريكا يريدون رؤوساء أمثال عمر البشير وشاكلته، رؤوساء لا يستحون ولا يعترفون بالفشل ويقرون به. رؤوساء يجربون ألف طريق للفشل ولا يبحثون عن طريق النجاح الوحيد. رؤوساء يقرون ان بلادهم تتعرض لمخطط تقسيم وقد بدأ بالفعل ولايملكون قيد أنملة فكر لمواجهة تلك الأوضاع وحماية بلادهم ولايملكون الشجاعة للتنحى وإعطاء فرصة لغيرهم لتولى القيادة والمحافظة على الوطن. رؤوساء لا يشعرون ولايعقلون ولا يقرأؤون ان الصراع القادم سيكون فتنة يجب أن يخمدونها بل بالعكس يسمحون للكلاب الصفراء الضالة لتأجيجها ولإعلان لها بإنتباهه. رؤوساء ظالمين لشعوبهم، لا يأبهون بتقسيم بلادهم، منبطحون وينفذون أجندتهم واستراتيجتهم بسهولة ويسر ودون عكننة. أما كان يجب أن يستحى ويتنحى البشير بعد فشله فى وحدة تراب الوطن، ولكن هيهات، سيظل ورقة يتمسكون به، وان احترق كصالح، الى حين لحظة اشعالهم له بأنفسهم والتخلص منها.
لقد جاء سقوط الطغاة حيث لم ينفعهم الإرتماء فى أحضان القوى الخارجية والإنحناء والتقرب لهم لضمان السلطة المطلقة، ولتحقيق مصالحهم أومصالحهم الحزبية. وايضا لم يكونوا عادلين وقادة ورؤوساء وقدوة و اذكياء فى التعامل بإستراتيجيات مختلفة لتحقيق مصلحة الوطن وشعوبهم والتى يجب أن تكون فى المقام الأول ونصب أعينهم أصلا والاستعداد لتقديم التضحيات والتنازلات بأنفسهم ويكونوا كتب مفتوحة لشعوبهم، فالشعوب هى القوة الصامتة التى دائما تضحك أخيرا. تلك يجب أن تكون مواصفات الرؤوساء الذين سيأتون بعد الحرية والديمقراطية.
لم أورد ذكر الصين وروسيا لانهم رافعين ايديهم من لعبة التقاسيم طالما ان حقهم ونصيبهم الإقتصادى معروف من كل كعكات تلك النتائج. فهم المعازيم فقط.
قد انتهى عهد الاستعمار وسينتهى عهد الطغاة (الاستعمار عن بعد) وأأمل ان يتم التخلص منهم جميعا، وعلى رأسهم طاغيتنا الذى يجيد وضع طاقية ده فوق راس ده، و لابد أن نفطن اننا قد حُكمنا بالطاغية والآن بعد معرفتنا لدرب الحرية والديمقراطية يريدون الالتفاف عليها وحكمنا بالساهية، فهل نظل نقول و ما أدرانا ما هى …
نشر بتاريخ 27-10