مقالات سياسية

يوم النكسة ؟!

* لا اجد اليوم إلا ان اكرر القول بأن اليوم هو يوم حزين من أيام ثورة ديسمبر المجيدة، يوم أغبر في تاريخ النضال السوداني، بل في تاريخ السودان الحديث والقديم!
* يوم اسود حالك السواد للشهداء الذين ينظرون إلينا من عليائهم، وكانوا ينتظرون النصر فأهدينا لهم الهزيمة والبؤس والغدر والخيانة، يوم اسود لكل الذين ناضلوا وثاروا ورفعوا شعارات الحرية والسلام والعدالة، فلم يجدوا من الذين سرقوا السلطة غير الظلم والتجني والانانية والمحاصصة والجري وراء المكاسب والمصالح الشخصية!
* يوم أسود للذين يقيمون في معسكرات النزوح بدارفور ومعسكرات اللجوء خارج الوطن منذ اكثر من 17 عاما، وهم يحلمون بالاقتصاص للضحايا وتحقيق السلام والعودة الى قراهم ومزارعهم وأمنهم واستقرارهم، فانتهى بهم الحلم الى كابوس مرير لا يحمل سوى استمرار التشرد والحياة البائسة والاحزان وضياع العدالة !
* يوم حزين لكل السودانيين بتوقيع اتفاق مهزلة، اتفاق سلام مزيف لتقاسم الغنائم مع المتلهفين للمناصب، المتآمرين مع قوى العسكر لإحكام سيطرتهم على السلطة!
* أي سلام سيتحقق باتفاق محاصصة وقسمة مناصب مع مجموعة ليس لها وجود على الأرض وليس لها قواعد شعبية، وليس لها كلمة على مواطني المناطق التي يزعمون تمثيلها ويتحدثون باسمها ولم يفوضهم أحد بذلك سواء في دارفور أو النيل الازرق والمناطق الأخرى، أو التهريج الذي يطلقون عليه اسم مسار الوسط ومسار الشمال ودولة قوش ؟!
* لا أريد أن أعيد وأكرر ما قلته من قبل عن المؤامرة التي خطط لها العسكر للتفاوض باسم السلام المزعوم مع قلة تطلق على نفسها (إثم) الجبهة الثورية بغرض إشراكها في السلطة وتقوية قبضتهم على السلطة من خلال وجودها في مؤسسات الفترة الانتقالية والاستقواء بها على المدنيين، لينتهي بشكل عملي أي بصيص أمل في تأسيس دولة مدنية تقود السودان خلال الفترة الانتقالية، تنهي الحرب وتحقق السلام الحقيقي وتعاقب مجرمي الحروب وتقتص للضحايا وترفع رايات العدالة في كل ربوع الوطن، وتجتث النظام البائد من جذوره، وتعيد أموال الشعب المغتصبة بواسطة عملاء وفلول وسماسرة النظام البائد، والمكتنزة في خزائن العسكر، وتبسط الامن والامان وتخفف وطأة الحياة عن الشعب، وتعين الشعب على استكمال ثورته وتطوير بلاده والسير في طريق الحرية والسلام والعدالة والنماء والرخاء !
* الاتفاق مع (الجبهة الصورية) كارثة أمنية وسياسية واستمرار للحرب واجهاض للمدنية والديمقراطية ونكسة للثورة، وهذه هي الأسباب :
* استيعاب فلول الجبهة الثورية في القوات المسلحة وتحولها الى مؤسسة مليشيات بمشاركة قوات الدفاع الشعبي وكتائب الظلام ووجود قوات الدعم السريع.
* منح الجبهة الثورية غالبية في المجلس التشريعي (25 % من المقاعد) وهي أكبر نسبة مشاركة للسيطرة على المجلس، مع تشرذم قوى الحرية والتغيير وتحولها إلى كتل وأحزاب متنافرة.
* زيادة نفوذ العسكر واحكام قبضتهم على السلطة بمشاركة حلفائهم في الجبهة الثورية في الحكومة ومؤسسات الفترة الانتقالية وتحقيق غالبية مطلقة على القوى المدنية خاصة في المجلسين السيادي والتشريعي!
* استمرار الحرب وسيطرة القوى العسكرية على مقاليد الأمور في البلاد بالحيلولة دون الاتفاق مع الحركات المسلحة التي لها قواعد شعبية حقيقية ونفوذ حقيقي على مناطقها!
* وضع العقبات امام شعارات الثورة ومدنية الحكم بسيطرة المليشيات المسلحة والدعم السريع والقوى العسكرية على سلطة اتخاذ القرار !
* بالله عليكم أين هو السلام الذي سيتحقق بتوقيع اتفاق باهت هزيل مع هذه الطغمة الهزيلة بينما أصحاب الحق الأصيل غائبون، وأين هي الدولة المدنية الديمقراطية مع سيطرة الفصائل المسلحة والدفاع الشعبي الذي أطلق عليه اسم قوات الاحتياط لخداع الناس، والكتائب الجهادية داخل اجهزة الامن التي لم يطالها التغيير، والقوات النظامية التي لم تتم عمليات اصلاحها المنصوص عليها في الاتفاقية والوثيقة الدستورية، وقوات الدعم السريع التي تخضع لإمرة شخص واحد وتتمتع بالاستقلالية الكاملة التي حصلت عليها بموجب قانون قوات الدعم السريع الذي سنه النظام البائد ولا يزال سائدا حتى اليوم، والمجلس العسكري المحلول الذي لا يزال يتحكم في كل مفاصل الدولة ويتعمد إفشال وتغييب واظهار الحكومة المدنية بمظهر العاجز بوضع العقبات والعوائق في طريقها .. ورغم ذلك يذهب رئيسها للاحتفال بتوقيع الاتفاق المهزلة في جوبا، بينما يرسل وفدا وزاريا هزيلا الى كسلا التي تسيل فيها الدماء كالأنهار !
* أي سلام وأي مدنية وأي ديمقراطية وأي حرية وأي عدالة ستتحقق من هذه المهزلة، وأين الثورة العظيمة التي قدم فيها الشعب أغلى التضحيات وأروع الدروس في الصمود والصبر ومواجهة النيران بالصدور العارية والسلمية .. وعندما نجح في مهمته النبيلة بإزاحة من كان جاثما على صدره طيلة ثلاثين عاما يذيقه الكبت والظلم والقهر والغبن، كانت مكافئته المعاناة والعذاب والانشقاقات والصراعات الحزبية واللجنة الامنية والدعم السريع وكتائب الظلام والحكومة العاجزة والجبهة الثورية وحميدتى والكباشى والبرهان !
الجريدة

‫5 تعليقات

  1. يا أستاذ زهير أنت كاتب كبير يجب أن تقول كلاماً موثقاً …وأسألك هل قرأت الاتفاقيات أم أنك تقول كلاماً بلا سند.. أرجوك لا تحبطنا بدون دليل.. سنأمل خيراً في هذا السلام، و لو كان الموضوع محاصصة كان التفاوض تم في أسبوعين.. و المحاصصة بالمناسبة شيئ طبيعي، يعني مالك عقار مثلاً كيف ينفذ برنامجه لو لم يكن في منصب يجعله يؤثر في قرارات الحكومة…. وكيف يضمن تنفيذ الإتفاقية و هو خارج الحكومة؟؟

  2. يا زهير يا اخوي شعبنا غلب معاكم!! بالله عليكم الشعب السودانى يلقاها منكم انتو الكتاب ولا من الصادق المهدى ولا من الجماعه الحردانه عبدالواحد النور ولا الحلو؟ انتو حكايتكم مع الشعب شنو؟ كلنا عارفينكم إكمنكم كتاب اعمده فى الصحف بتطلعوا للمناصب وكنتو متخيلين الثوره دى نجحت عشان اى معارض يلقى فرقه فى منصب!! طيب العبد لله ظل معارض فى الموقع ده مع ناس كثر منذ إنشائه وخرجت مع الشباب ومعاي آفراد اسرتي صغار وكبار وتعرضنا لما تعرضنا ليهو اسوه بشبابنا الثوار وسعادتكم انت وهي وهو ما عفرتوا اقدامكم معانا ولا شميتوا ريحة البمبان وعايزنها باارده!!
    يا اخى الحصل فى جوبا فرح الشعب وماعايز مزايده من احد والواثق فى نفسو يؤسس حزب وينزل بيهو الشارع عشان يشوف وزنو حتى الحركات الاشرة ليها الما عاجبنك حدها قيام إنتخابات بعد الفتره الإنتقاليه ويوما البحر يكضب الغطاس ورجاءاً بلاش شوشره وإذا عايزين تعملوا خير ادعموا السلام ولا تكونوا ظهيراً للكيزان واذنابهم يرحمكم الله،،

  3. # الاخ السراج…تفاءل بالخير.. ودعك من خزعبلات اليسار المتشنج.. لان اي خطوة نحو ايقاف الحرب تصب في صالح السلام…اتمني ان تكون نظرتك أشمل.. وللوطن ..وليس للحزب!!!
    # وعلي الكاتب أن يبشر الناس بالخير..لان ان يدعوهم للتشاؤم..مهما اختلفت وجهة نظره عنهم!!!
    # لقد سقطت في نظر الكثيرين لضيق افقك..وقصر نظرك لعملية السلام التي بدأت ..والتي تحتاج للدعم والمساندة.. بدلا من التشكيك والتخوين..والحكم علي النوايا!!!
    # تحليك فطير وفيه غرض…لانك تحاكم النوايا…لا الافعال ..وتفترض الأحداث.. .لا الوقائع علي الأرض.. يجب عليك ان ترتفع لمستوي الثورة…التي تعتبر السلام من أهم أهدافها.. .والسلام بمعناه الأوسع…مع كل من يحمل السلام …فالسلام لا يقاس بالاوزان ولا بالكميات…لانه كل لا يتجزأ!!!
    # لعلمك ايقاف طلقة واحدة…يعتبر خطوة نحو السلام…ناهيك من ايقاف ملايين الطلقات لثلاث حركات مسلحة..وصل بعضها حتي عاصمة البلاد!!!
    # علي الجميع خلع نظراتهم السوداء عند الحديث عن السلام..لان الله هو السلام ..ومنه السلام…وعلي الأرض السلام…وبالناس المحبة!!!
    # فعلا.. الحالمون في بلاد الفرنجة الرغيدة.. لا يشعرون بالحرمان واليتم..والفقر…لانه لا يعرف معني السلام الا من اكتوي بنار الحرب..وذاق ويلاتها!!!

  4. يا أستاذ زهير ولولتك دي سببها أن هذا الإتفاق تجاوز جماعتك ناس الحلو الحردانين ولو حدث العكس لكنت محتفياً به عبر الأسافير ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أذكرك ببيت الشعر المشهور
    وعين الرضا عن كل عيب كليلة … وعين السخط تبدئ المساويا
    ما ضرك من شيئ يا ابن السراج لو كنت وطنياً وتحدثت بإيجابية عما تحقق وداعيا بالخير ليلتف الجميع حول ما تحقق وللسعي بجدية لتحقيق المزيد من الإتفاقيات مع الذين لم ينضموا إلى ركب السلام حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..