حلفا أولى بتقلد ولاية كسلا

وكأني أمام قصة بني إسرائيل وطالوت.
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوٓاْ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ ٱلْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِٱلْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ ٱلْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُۥ بَسْطَةً فِى ٱلْعِلْمِ وَٱلْجِسْمِ ۖ وَٱللَّهُ يُؤْتِى مُلْكَهُۥ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ)
فحين طلبوا من نبيهم أن يعين لهم ملكاً منهم فعين لهم طالوت وكان رجلاً من أجنادهم ولم يكن من بيت الملك فيهم لأن الملك كان في سبط يهوذا ولم يكن هذا من ذلك السبط فلهذا قالوا: { أنى يكون له الملك علينا} ؟ أي كيف يكون ملكاً علينا { ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال} أي هو مع هذا فقير لا مال له يقوم بالملك، وقد ذكر بعضهم أنه كان سقاء، وقيل: دباغاً وكان هذا اعتراض منهم على نبيهم وتعنت،
وبالتأكيد لن يكون صالح عمار نبيا ولكنها الإشارة للحدث فقط والعناد.
وهكذا هي احداث كسلا الخطيرة تجري رفضا لوالي من قبيلة أخرى.
وقد أفرزت إشكالات كبيرة احرجت الحكومة المركزية كثيرا واصبحت السيطرة على الموقف غاية في الصعوبة .
فهناك مطالبات رافضة من قبيلة الهدندوة للسيد صالح عمار الوالي المدني الجديد لكسلا والمنتمي لقبيلة البنى عامر.
ومن البديهي جدا أن يرفض البنى عامر هم كذلك تعيين اي والي هدندوي أو بجاوي ما دام مرشحهم قد رفض.
لذا لزم تعين والي جديد ومحايد ترضى به كل الأطراف المتنازعة وكل جماهير شرقنا الحبيب.
وان كان الترشيح كله ينصب بالإجماع علي أبناء حلفا الأوفياء حلا للاشكال.
فابناء حلفا أيها الإخوة هم الأكثر قبولا بين كل القبائل بما يتصفون به من نقاء في السريرة و نزاهة وسعة في العلم وطيبة في الخلق وصدق وأمانة في التعامل وصلح وسلام مع الجميع وبعدهم عن التعصّب والتشدد والتعامل مع الاجنبي.
وقد شهد لهم السودان كله حين كانت اعتداءات الزغاوة .
فلقد حافظ الحلفاويون على هدوءهم وحكمتهم و سلميتهم المعهودة.
ولم يتبادلوا اعتداءا مع الزغاوة ولا حرقا الممتلكات.
لذا فالترشيحات كلها ستنصب نحو أحفاد ترهاقا ليقَودوا شرقنا الحبيب باقتدار كبير.
وكم كنت اتمني ان يتم ترشيح كنداكة نوبيه وما أكثرهن في بلادنا ثقافة وسعة في العلم.
ولم لا وقد ظلم أهل حلفا كثيرا في عهود الانقاذ تهميشا وقد أصابت الدهشة من قبل الجنوبي ريك مشار حين كانت زيارته للشمال فوجد أن حلفا وابو حمد أكثر تهميشا من كل مدن السودان.
لقد حان الوقت اخوتي لانصاف أهل حلفا بترشيح والي يمثلهم.
وليرشح الناس من يرونه الأنسب .
فإما الاستاذ احمد ميرغني سليمان المحامي أو الاستاذ فتحي نوري المناضل أو غيرهم كثيرون يرفعون الرأس عاليا.
ولكن لن يستوي الأمر قبولا ما لم تسبقه تحركات قوية على أعلى مستوى.
لذا لابد من رفع الصوت مطالبين اهل الحرية والتغيير ومجلس السيادة ووجدي صالح العضو النشط بهذا المنصب الرفيع.
فالحلفاويين اخوتي لم يكن لهم نصيب في كعكة الحكم بعد ثورة الشعب.
فمن باب أولى أن يكون لهم نصيب في ولاية كسلا.
كذلك نأمل أن تكون لحلفا أغلبية في المجلس التشريعي الذي لم يولد بعد.
لقد ظلمت حلفا كثيرا في عهد الانقاذ ولا نريد أن يطول ظلمها فانصفوها.
……………………………..
*محمد حسن شوربجي*