فرقة حسب الله

فرقة حسب الله

فيصل محمد صالح

يعمل اللواء حسب الله عمر أمينا عاما لمستشارية الأمن القومي التي أوكلت إليها رئاسة الجمهورية إدارة الحوار الوطني مع الأحزاب والقوى السياسية ومراكز البحوث والدراسات والمفكرين، كما أفادنا اللواء حسب الله في إفادات منشورة بالصحف.
وقد رفضت بعض الأحزاب والقوى السياسية المشاركة في الحوار، ومنها الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي، بحجة أن المستشارية ليست هي الجهة المناسبة لإدارة مثل هذا الحوار، وأن من الأفضل أن يتم الحوار السياسي عبر مؤسسة سياسية.
هذا الرأي أغضب اللواء حسب الله عمر، فانبرى عبر برنامج مؤتمر إذاعي، الذي أذيع الجمعة الماضية مهاجما أحزاب المعارضة قائلا أنها أحزاب ضعيفة وليست لديها شعبية، وان الجماهير قد انصرفت عنها، كما حدث في أبو جنزير. وهو بالمناسبة ليس الوحيد من قادة المؤتمر الوطني الذي قال ويقول هذا الكلام، فهناك فرقة موسيقية كبيرة تعزف هذا اللحن وتردد نفس الأغنية، وكلماتها تقول أن المؤتمر الوطني فاز في الانتخابات الماضية بكل مقاعد المجلس الوطني ومجالس الولايات وكل مناصب الولاة، باستثناء ولاية النيل الأزرق، ولم تنل المعارضة، سواء تلك التي شاركت أو التي قاطعت، شيئا سوى حفنة مقاعد للشعبي. هذه النتيجة، كما يقولون تعكس الأوزان الحقيقية للأحزاب جميعها، وتؤكد أن كل الشعب السوداني مع المؤتمر الوطني، هكذا يقول لسان حال اللواء حسب الله، وهكذا يقول لنا الدكتور نافع صباح مساء، بل هكذا يقول الرئيس البِشير أيضا.
فإذا كان ذلك كذلك، فلم الحوار إذن؟ لماذا تهدر رئاسة الجمهورية ومستشارية الأمن القومي وقت وجهد ومال الشعب السوداني في أمر لا طائل منه ولا جدوى فيه. لماذا يتم تخصيص هذا الوقت والجهد والإمكانيات من أجل شريحة لا تمثل 1% من الشعب السوداني؟. هذا الحوار عبث لا طائل منه ولا جدوى فيه، وربما يقصد منه توفير أدوار سياسية ووظائف.
للحوار الوطني مقدمات وأسباب وآليات ووسائل، هذا بعد أن تثبت الحجة حول جدواه، بدون ذلك لا يستقيم ولا ينفع. أولى أسبابه اعتراف صريح بالحاجة له، أن البلد ونظام الحكم في أزمة، ومستقبل ومصير بلادنا على المحك، وأن لا أحد، حزبا كان أو مؤسسة أو مستشارية أو فرد، قادر على أن يحل هذه المعضلة لوحده.
ثانيا، ثبت من خلال ما حدث في مصر وتونس، وما يحدث الآن في اليمن وليبيا، ثم مظاهرات البحرين والسعودية والعراق وعمان والأردن، أن رياح التغيير تلف المنطقة كلها، وأن إرادة التغيير ستحدث رغم أنف الجميع. والمؤتمر الوطني لم يكن يوما، أفضل من رصفائه في مصر وتونس، لكنه يستطيع أن يكون أفضل منهم، الآن وفي المستقبل، ويمكن أن يستمر مثلهم أو يكون أسوأ منهم.
ثالث المداخل بعد الوعي والمعرفة هو توفر الإرادة السياسية، وهي شيء غير التعالي والتعامل باعتبار الحوار منحة ومكرمة من المؤتمر الوطني، وإن كان هذا شعوره الحقيقي فليلم حواره عليه. الإرادة السياسية إن وجدت، تنعكس فورا في قرارات وسياسات ومواقف جادة تمهد للحوار بتحديد الجهات المناسبة لإدارته والمنبر المناسب له، وإشراك الجميع في وضع محاوره وأجنداته.
الحوار الوطني فريضة غائبة، لكنها واجبة، إن لم يكن اليوم، فغد، ويومها آت لا ريب فيه، لكن الأفضل أن يأتي بأقل كلفة ممكنة، ففي ذلك مصلحة للمواطن وللوطن، وحتى ذلك الوقت، فلتعزف موسيقى فرقة حسب الله ما شاء لها الهوى.

الاخبار

تعليق واحد

  1. (مهاجما أحزاب المعارضة قائلا أنها أحزاب ضعيفة وليست لديها شعبية، وان الجماهير قد انصرفت عنها، كما حدث في أبو جنزير. وهو بالمناسبة ليس الوحيد من قادة المؤتمر الوطني الذي قال ويقول هذا الكلام، فهناك فرقة موسيقية كبيرة تعزف هذا اللحن وتردد نفس الأغنية، وكلماتها تقول أن المؤتمر الوطني فاز في الانتخابات الماضية بكل مقاعد المجلس الوطني ومجالس الولايات وكل مناصب الولاة، باستثناء ولاية النيل الأزرق، ولم تنل المعارضة)
    هل نسي هوؤلاء المغرورون النسبة التسعينية التي فاز بها الحزب الوطني في مصروها هو الان قد اصبح منبوذا فهل اغنت عنة تسعينية شيئا.ولو سايرناهم في ما يقولون من ان مصر ليست السودان لان تسعينيتهم مبرأة من كل عيب فما الذي يخيفهم من خروج هذه الفئة القليلة
    الى الشارع .

  2. الطغاة ملة واحد القذافي وصف الثوار بالجرزان والبشير سبقه في وصفنا بالنمل … ويبرز سؤال لماذا تسعي مستشارية الامن في ادارة الحوار السياسي ؟ هل تسعي المستشارية للعب دور بارز يخرجها الي الضوء والاعلام لتلميعها خاصة بعد ان صار علي عثمان برجل السلام بعد نيفاشا ، وسعي لهذا الدور الدكتور نافع في مفاوضات دارفور بعد الراحل مجذوب الخليفة اذن هو صراع اقطاب داخل الموتمر الوطني خاصة وان المهندس صلاح عبدالله قوش ظل بعيدا عن الاعلام سنينا عدد (في دائرة الظلام )كمدير لجهاز الامن . لابد للامين السياسي في الموتمر الوطني ان يقدم استقالته فهذا هو تهميش له بابعاده عن صميم عمله وهو الذي كان يفاوض الاحزاب من فترة ليست قصيرة

  3. الاستاذ/ فيصل لك التحية ، أنا في راى هذا النظام لا ينفع معه اى حوار هذا نظام منافق ومتخازل ويروج للفتنة منذ مجيئه علي ظهر دبابة وعمل علي تقسيم الاحزاب
    ولم يسلم حزبهم من الانقسام وختمها بانقسام السودان ، لذلك ندعو كل الثوار الاحرار
    الي انتفاضة شعبية لتحرير السودان من هذه الفئة الضالة ، والله الواحد كل لحظة بذكر
    مقولة الاستاذ/ المقيم الراحل الطيب صالح ( من اين اتي هولاء ) والله هولاء المجرمين
    لهم يوم عذاب عسير في الدنيا قبل الاخرة انشاءالله 0

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..