مقالات وآراء

عزيزي دكتور زهير السرّاج…(لقد جئت شيئاً إمرا)

زهير بن أبي سلمى شاعر فخم، حكيم، بليغ… فِطَحْل… و فحل.
أكثر صفات المدح لشاعر أن تقول أنه من فطاحلة الشعراء.. أو من فحول الشعراء.
تعلمنا هذين الوصفين قبل أن نفهم معنى للفحولة كما يعرفها الناس اليوم.. الناس الذين فقدوا فحولتهم في هذا الزمان… كما قالت إحدى نساء السودان.
لهذا الشاعر بيت شعر يساوي وزنه ذهباً، كلكم تعرفونه:
لسان الفتى نصفٌ و نصفٌ فؤاده…. فلم يبق إلا صورة اللحم و الدم.
نحن السودانيين عندما يأتيك مولود و تسميه تأتيك الأمنية الشهيرة: (إن شا الله شايل إسمه).
هذه بلاغة عجيبة.. إن سميته محمداً يتمنون أن يكون جديراً بإسمه، و تلتصق به صفة الحمد، قوله محمود ، فعله محمود وأخلاقه محمودة.
إن سميته علياً، يتمنون أن يكون عالي الهمة عالي الأخلاق، عالي الفضيلة.
إن سميته الطاهر أن يكون طاهراً، عبد الكريم أن يكون كريماً، جابر أن يكون جابراً للكسور، عفاف أن تكون عفيفة، شذى أن تكون حلوةً كعطر.. و بخيتة و سعيدة و ميمونة وهكذا.
لدينا كاتب صحفي كبير و محترم إسمه زهير السراج.. كان يجب أن يشيل إسمه خاصةً في هذه الأيام، أن يكون حديقةً لزهور الحكمة و الكياسة و الأمل، مثل سميِّه زهير بن أبي سلمى ولكنه مع الأسف لم يفعل.
خرج علينا زهير بعد ساعات من توقيع إتفاق السلام بمقال عنوانه: هذا يومٌ أسودٌ في تاريخ السودان…. (أعوذ بالله كما يقول الفتى الذهبي عثمان شبونة).
عندما كتب زهير كلامه لم يكن أحدٌ قد إطّلع على تفاصيل الإتفاق، و وصف الحركات المسلحة الموقعة عليه أنها لا وزن لها على الأرض.
كم هو غريب هذا الكلام.. النيل الأزرق كانت الحكومة غير قادرة على دخولها لقوة جيش مالك عقّار ( البعض يخطئ و يقول عقَار)، عقّار إسم مخيف يصلح لمقاتل شرس …جسداً و روحاً مثل القائد مالك.. كيف لا يكون هنالك وزن لمالك عقّار على الأرض يا دكتور؟
كم هو غريب هذا الكلام و جيش خليل إبراهيم الذي ورثه شقيقه جبريل دخل أم درمان في عز النهار…. كيف لا يكون لهم وزن على الأرض يا دكتور؟
تابعت كل المحطات الفضائية السودانية و الأجنبية و لم أجد إلا تقديراً للإتفاق وبشرى بنتائجه.. بدأً من (قوتيرش)، الأمين العام للأمم المتحدة، مروراً برئيس وزراء بريطانيا مروراً بمصر، السعودية، إثيوبيا، جامعة الدول العربية، الاتحاد الأفريقي، الإيقاد.. كلهم، لم يقل أي واحد من هؤلاء أن هذا يومٌ أسودٌ في تاريخ السودان…. و لا واحد يا دكتور.
قرأت كل الكتابات الصحفية و لم أجد صحافياً واحداً قال أن ذلك يومٌ أسود.
إستمعت لكل المسئولين.. وزراء، ولاة، وكلاء… ولم أسمع واحداً قال ما قاله دكتور زهير.
إستمعت لغمار الناس الذين إستطلعتهم القنوات الفضائية و لم أسمع واحداً منهم يقول هذا يومٌ أسود.. كانت الفرحة في كل الوجوه.. كانت المهرجانات العفوية تعم البلاد من أقصاها إلى أدناها.. غناء و رقص و فرح …إلا دكتور زهير السراج… وجهه الجميل ذاك تحول عبوساً قمطريراً…. أسوداً ..مثلما وصف يوم الإتفاق.
هل يعني هذا يا دكتور أن كل العالم غبي .. إلا زهير السراج؟؟
هل معقول يا دكتور زهير أن يتحاور الناس لعشرة شهور من أجل يومٍ أسود؟؟
كان كلامك سيكون مقبولاً لو قلت إن الإتفاق سهل و لكن التنفيذ صعب.
كان كلامك سيكون مقبولاً لو قلت أن هذا سلام ناقص لأن هنالك حركات لم توقع عليه، وسيكون أجمل لو وجّهت رسالة لتلك الحركات لتنضم للسلام.
لن يكون يا دكتور زهير هذا يوماً أسوداً حتى لو أنقذ رجلاً واحداً من القتل، أو إمرأةً واحدة من الإغتصاب أو طفلاً واحداً من الذبح من الوريد للوريد.. كما كان يحدث على مدار الساعة في مناطق النزاع.
أيها الصحفيون الكباررجاءاً، السفينة سائرة وسط أعتى العواصف، فرجاءاً.. (لا تخرقوها لتغرقوا أهلها)..لكي لا تأتون (شيئاً إمرا).. الوضع هش و لا يحتمل نشر اليأس بين الناس، دعوهم يحلمون و لا تكونوا قساة لتسرقوا تلك الأحلام من هذه النفوس المرهقة.
يجب أن تراعوا أيها الصحفيون مآسي الناس و هم غرقى، جوعى، حفاة، عراة.. إغرسوا فيهم الأمل، بل أن الأمل راسخٌ في نفوسهم رغم مآسيهم.. فارحموهم و لا تقتلوه… أتركوهم يصدقون حلمهم أن غداً أفضل… دعوا من يموت يموت وهو مرتاح البال لمستقبل أبنائه و أحفاده.
النقد أيها الصحفيون الكبار لا يكون بالهدم.. و أخطر الهدم هو هدم النفوس، و الأشد خطورة هو سرقة الاحلام الصغيرة، خاصة في هذه الفترة الصعبة… دعوا تلك الأحلام تكبر.. رجاءاً.
علي العبـيد.
[email protected]

‫7 تعليقات

  1. ليت لى مثل يراعك يا العبيد،، هما اثنان قل ان تجد لهما ثالثاً وهما (سهير وزهير!!) واقصد زهير السراج وسهير عبد الرحيم) فهذان مشغولان بإيجبت آكثر من إنشغال المعارضه المصريه بنظامها وواقعين بشتائمهم الاشبه ببول الآبل فى الشعب المصرى وحكومته وحجتهم الرئيس ان مصر تحتل حلايب وشلاتين!! ولا ادري ماذا هما فاعلون إذا ردت مصر المنطقتان غدا لحضن السودان وهل فى إستطاعة زهير وسهير توفير رغيف العيش لسكان تلك المناطق؟!!
    فى اوائل التسعينان حاول النظام فى ذلك الوقت فرد عضلاته وطالب بإعادتهما فكان لاحد اقربائي ملاحظه طريفه فقال (سكان حلايب ديل مجانين مصر بتوفر لسكان حلايب وشلاتين السكر والرز والعدس بقرش صاغ فإيه الجابرهم يشتروا الحاجات دي بالجنيه؟!!) سؤال وجيه لاشك ولا إدري لو كانا سهير وزهير واى شخص آخر من الذين يطالبون بإسترداد المنطفيتين من سكانها هل كانوا سيطالبون او بالأحرى كانوا سيلطمون ويشقون الجيوب طالبين اعادة مناطقهم لحضن الوطن الام؟!! وبعدين ياسهير وزهير لا تكونا كاولاد ابزهانه الذين يتعشون فى الفنادق ثم يلجاؤن إلى المساجد للمبيت وخلوكم واقعيين وإذا جينا للدكتور زهير الماعاجبو حكم السيسى يبدو إنك تخلط الكيمان فليس اى حاكم عسكرى سئ ونحن الكبار سمعنا كلام الشيوعيون والكيزان واسقطنا نظام 17نوفمبر المعروف إعلامياً بحكومة عبود ولما شفنا حكم المدنيين ندمنا ندم الكسحي ثم كان إنقلاب مايو وخرجنا مؤيدين رغم الفارق الزمني بين نوفمبر ومايو الذى لم يتجاوز الثلاث سنوات وعاش السودان عصره الذهبي لمدة ست سنوات إلى أن أتت المصالحه البغيضه،، فيازهير السيسي ليس كالبرهان َيبدو انك مؤيد للبرادعي وحمدين صباحى وجوقتهم وغاضب من ذهاب الإخوان فى مصر والكيزان فى السودان!!.

    1. والله زهير وسهير اكثر الاقلام شجاعة وحبا لهذا السودان وتابعنا
      كيف وقفت كالسيف مواجهة ذلك
      المسمي ابراهيم محمود وهو نائب
      رئيس الجمهورية كانت شجاعتها
      وثقتها يفوق الوصف وكذلك وهي
      تكيل للمصريين وتوقفهم فيحدهم
      اما السراج فهو ربما اخلص كاتب
      يكتب لعيون هذا الوطن ولو سلم
      هذا الوطن لامثال سهير وزهير
      لاطمنينا كامل الاطمئنان
      اللهم احفظهم وسدد رميهم

  2. سلام جنرالات الحرب الذين يبحثون عن مصالحهم…جبريل ابراهيم : مجاهد الحركة الاسلاموية الذي جاهد اخوته في جنوب الوطن و ساعد على انفصالهم . مني اركو مناوي : مساعد البشير ..حميدتي : قائد الجنجويد الذي قتل و شرد اهل جبريل و مناوي …اي سلام مع هؤلاء الانتهازيين …صدق زهير السراج فيما قاله و لو كره الانتهازيين.

  3. يا عبد الواحد ما كتبه زهير وسهير والعبيد لم يذكروا فيه بلدك مصر …
    يا عبد الواحد نحن نعلم انك مدافع شرس عن بلدك مصر وهذا من حقك.. لكننا نحن اهل السودان لن نقف عاجزين امام المصريين امثالك الذين يحاولون تبخيس كل ما هو سوداني وتفخيم كل ما هو مصري..
    ستعود حلايب للسودان رغما عن انفك وسيقتات اهل حلايب بالفول والعدس والخبز الناشف كغيرهم من اهل السودان معززين مكرمين في بلدهم السودان وليسوا مواطنين من الدرجة الثانية كما هو حالهم اليوم في. بلدك مصر. يا عب واحد…

  4. الأخ خالد السنابي أويدك في كلامك “نعم ستعود حلايب رغماً عن أنف عبد الواحد المستغرب وأمثاله ولكن ود السراج ما بتشكر لقولته أن يوم توقيع السلام يوم أسود لأنه لم يمهر بقلم حبيبه عبد العزيز الغير حلو الذي ظل يماطل ويتنصل كلما جلس مع الوفد المفاوض يتهرب من التوصل لإتفاق في آخر لحظة حسبما يشير عليه أحبائه من الشيوعيين.

  5. زهير السراج زول نصيحة وقال الحقيقة المجردة وكل ما قاله صحيح هؤلاء اصبحوا باهتين عقار من انفصال الجنوب اصبح بلا قوة تذكر ولم يجد السند الاقليمى و لا الدولى رغم ان عرمان والحلو ومن خلفه حزبهما العجوز من خلفه ولكن كيف ترد الروح لمن مات وعقار كان فى عداد الاموات سريريا فلاقوة له وستعرف هذا عما قريب ، اما جبريل فقد انتهى من معركة قوز دنقو ولم يعد له مخالب فقد كانت معركة برغم مافيها من خسائر اشبه بمعركة شيكان الذى ابيد فيها جيش هكس باشا عن بكرة ابيه ، اما بقية الحركات الدارفورية فهى باهتة وليس له وجود حقيقى وهى عبارة عن تنظيمات محدودة قليلة العدد وقليلة التأثير.
    الذى يزعم ان ما تم عليه الإتفاق هو سلام واهم و لا يعرف شئ عن السلام وعن دارفور واهلها ولا النيل الازرق بل هو الذين يعبأ ويشحن لأداء مهمة حماسية هتافية ثم يجد نفسه مفرغ من كل شئ ويسمى عن الشيوعيين والكيزان بالمغفل النافع….
    اى سلام هذا الذى يقسم السلطة هكذا وهو عطا لا يملك لمن لا يستحق ، وهو شبيه باتفاقات سابقة وكلها فشلت بل ارهقت السودان وخزينته العامة ، بالله ما ذنب الشعب السودانى ان يقتطع من قوته وعلاجه وتعليمه لتعطى لهولاء العطالى تجار الحرب والان هم تجار السلام ، لو راجعت بنود الاتفاقية وقرأتها جيدا سترى ان الطمع والتكالب يفوح منه برائحة كريهة ومن غير خجل يريدون قسمة الموارد ووصلت حتى اربعين بالمائة و عشرين فى المائة من الوظائف العامة ومواقع ثلاثة فى السيادى وخمسة وزراء اتحاديين و وخمسة وسبعون عضو برلمانى من اصل ثلاثمائة او أقل يعنى ربع المجلس فما تركوا للبقية ، والأمر والادهى من ذلك هو الإقرار بالحكم الذاتى للمنطقتين والعمل بدستور 1973 وياليتهم توقفوا عند هذا بل جعلوا هناك مسار للوسط اول شئ فيه هى تخطيط الكنابى التى هى اراضى ملك حر اب عن جد لاهل الجزيرة لا تستطيع الحكومة ان تأخذه منهم فهذا حقهم المتوارث قبل ان تكون هناك دولة تعرف بإسم السودانى الحالى فهى ملك حر والظلم ظلمات ، الكنابى هم عمال مؤقتون مفترض ان لا تكون إقامتهم دائمة ومن اراد الاستقرار وطاب له المقام فعليه الشراء فى القرى والمدن وبناء مسكنه مثله مثل البقية ، اما مسار الشمال وما ادراك مسار الشمال وليسأل عنه النوبيين .
    إتفاق السلام هذا إتفاق قنبلة يحمل في طياته فناء الدولة السودانية الحالية ما دام جاء بالمحاصصة والغنائم باسم تقاسم السلطة والثروة وهو شئ غريب لم نسمع به فى كل دول العالم ولم نسمع من ينادى به إلا فى ودلة المنكوبة هذه ، السلطة والثروة هى حقت الشعب وليس لفلان وعلان حتى يتم تقاسمها والاموال والموارد هى للشعب السودانى لرفاهيته وحياته وعيشه العيش الكريم وليس لتفاسمها اما السلطة فمن يمنح السلطة ومن يسمح بقسمتها لا أحد الشعب يختار من يحكمه ويختار للسلطة من يشاء وقتما يشاء وليس لحمدوك ولا البرهان ولحميدتى حق التصرف فى السلطة الثروة لانها ليس ملك لهم فهى ملك الشعب السودانى كله ، وكلهم بما فيهم تلك الحركات الميتة لا يملكون اخذ شئ وان السلطة ليس مغنما وإنما خدمة للشعب السودانى .
    نعم يوم اسود ان توزع مقدرات وممتلكات وحقوق الشعب السودانى هكذا قسمة طيزى بين السياسيين ومجرمى الحروب ومجرمى السلام الان ، يجب كلهم ان يحاكموا ويحاسبوا كما يحاسب الكيزان الأن بل ويجب ان يحاسب كل الساسة السابقين واللاحقين بجريمة التعدى على حقوق الوطن والشعب….
    هل تصريحات الامم المتحدة واراء السذج والسطحيين وانصاف المتعلمين واصحاب المصالح والمؤدلجين تمنح حقوق لغير اهلها وتعطى فئات من الشعب ثروات السودان وهل تلك التعبئة والبرامج والتصريحات ستغطى وجه الحقيقة الأسود ، نعم يوم اسود ان يعتلى المشهد العملاء وسارقى الثورة وممتهنى الحروب المشهد ويقودون البلد ، هذا الوضع يجب تصحيحه وسلام بالمال وتوزيع السلطة لا نريده وخلونا فى حروبنا هذه افضل مائة مرة من هذه الولد المشوه المشلول العاجز عن الكلام حتى ، هذه اتفاقية هزيلة تكرس فقط لمن له مصلحة فيه ولا مصلحة للوطن.

  6. يوم اسود فعلًا و د زهير زول واقعي لا سلام مع ارزقية همهم الاول و الاخير المال و السلطة ،،، هؤلاء اتوا بتعريف جديد للنضال لم يسمع به احد في العالمين نضال من اجل الثروة و السلطة ،،،، المعروف في كل دول العالم الذي يخرج عن سلطان الدولة سواء كان مناضلا حقيقيًا او متمرد لا يعطي سلطة حتي مماته بامكانه ان ياتي بشخص اخر ينوب عنه في الحكومة لكن هو شخصيًا لا يعين حتي لو كان بدرجة غاندي في الاخلاق و العلم في السياسة ،،،، لانو دا بيعتبروه تشجيع علي التمرد علي سلطة الدولة يعني فتحت الطريق لكل خمسة انفار يشيلو سلاح و يقولو دايرين وزارات و قروش ،،،، الحصل في جوبا غباء سياسي وكيف لا يكون غباء و المفاوض الاول حميدتي و عشان تعرف الحكاية كلها انتهازية و ارتزاق كيف تسالم حركات العمالة الدارفورية قاتل و مغتصب اهلهم حميدتي ،،،، يجب انجاز السلام مع اهل المصلحة الحقيقية المتضررين من اهل دارفور المناطق الاخري و ممثلوهم الحقيقين الحلو و محمد نور ،،،،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..