
طالعتنا بالأمس الزميلة (المواكب) وعلى صفحتها الأولى بخبر مؤسف فيه كثير من مواجعنا (القديمة) وأزماتنا (المرحلة) من نظام إلى نظام آخر ومن حكومة سابقة إلى أخرى لاحقة، ويؤكد (الخبر) كذلك أن دولتنا (اليافعة) هذه لازالت أمامها (سنوات ضوئية) حتى تلحق برصيفاتها التي تحترم ذاتها وتحترم قانونها ويحترمها كذلك قادتها ورموزها وحكامها ..!!
ولأن حكومتنا (الرشيدة) هذه ربما (يهوى) أو يحترف وزراؤها ومنسوبوها (السفر والترحال) عبر المطارات والموانئ، بهدف أو ربما من غير هدف يعود بفائدة أو مصلحة للدولة أو يجني ثماره المواطن (الممكون) ..!!
هكذا هم يستنزفون الخزينة العامة في هوايتهم (المحببة) لا يبالون بما يهدرونه ويبددونه من وقت وجهد وأموال ومن (دولارات) نحن في أشد الحاجة إليها ..!!
ومبعث الأسف والأسى .. إن ثلاثة من وزراء حكومة حمدوك وهم تحديداً وزراء (المالية/ النفط / الاستثمار) ..كانوا بالأمس في رحلة إلى المملكة العربية السعودية ..ولكننا لاندري هل أخذوا (الإذن) من السيد رئيس مجلس السيادة أم لا؟ خصوصاً أن السيد رئيس مجلس السيادة كان قد ربط أو اشترط سفر أي مسؤول حكومي بالحصول على (إذن مسبق) من سعادته، ربما كان هؤلاء يعتقدون أن هذا (المنصب الحكومي) سيمنحهم (تصريحاً) مفتوحاً لعبور كل المطارات والموانئ وحتى الصحارى والبحار والمحيطات البعيدة، كالطيور (المهاجرة) التي ليس في أيدها جواز سفر..!!
تجاوز الوزراء المعنيون كل إجراءات المطار ..وأثناء ما هم في طريقهم إلى سلم الطائرة وكإجراء روتيني وطبيعي واحترازي لكل المسافرين، شرعت السلطات الأمنية بعملية (التفتيش)، إلا أن هؤلاء الوزراء كما قالت (الزميلة المواكب) رفضوا هذا الإجراء واعتبروه إهانة لهم باعتبارهم شخصيات دستورية محصنة من التفتيش أو (فوق القانون)..وأنه يجب ألا تقترب إليهم أية جهة تعترض سكتهم أو هكذا يعتقدون ..!!
رفض الوزراء هذا الإجراء (الاحترازي) فارتدوا عائدين وقرروا إلغاء رحلتهم والعودة إلى مكاتبهم (مغاضبين) ..!!
لكن يبدو أن السلطات السعودية وجدت نفسها محرجة فحرصت على توفير طائرة خاصة لهؤلاء (الوزراء) تحاشياً من هذا الحرج ..فماذا كان يضير هؤلاء الوزراء (المحترمين) لو أنهم استجابوا لهذه الإجراءات فهي لا تخصم من ذاتهم (السلطانية) شيئاً، فالعكس هو أن هؤلاء المسؤولين سيكبرون في نظر شعبهم وستحترمهم كل الجهات والمؤسسات التي ستتعامل معهم ..ولكننا دائماً نكابر ونهدر الفرص ..نمارس أساليب العناد حتى لو كنا نحن المخطئين ..لا نعتذر ولا نتراجع ولا نتنازل ..إن كنا على حق أو حتى على باطل