الانتظار إلى متى؟؟!ا

صدي
الانتظار إلى متى؟؟!!
أمال عباس
٭ ماذا فعلنا نحن أهل السودان.. حتى لا ترحمنا أُمنا الشمس.. أُمنا الشمس تأتينا كل صباح على أمل ان نهش في وجهها أو نحسن استقبالها.. ولكن ليس باليد حيلة.. فنحن مغلوبون على أمرنا فهي عندما تطل تجد أغلبنا ان لم نكن كلنا.. قد سبقها الى ماسورة الماء علها تجود بقطرات.. ومن هنا يأتي الاستقبال فاتراً.. تطمسه صرخات الاطفال وبكاؤهم من أجل الشاى المحلى بالسكر والمخلوط باللبن.. وحق الفطور والمواصلات.. وهذا اصبح في حكم الحلم المستحيل لدى غالبية الاسر المسحوقة.
٭ والشمس عندما تتوسط السماء تقف في كبرياء وشموخ وتنظر الينا شذراً.. بل و(تحدر) لنا في غضب دفين.
٭ عفواً على هذا التداعي الغاتم ولكنه الحقيقة.. رجعت ذات يوم من الصحيفة لاحتمي من نظرات الشمس وموقفها المتعنت.. لاجد الكهرباء والماء متواريان من المنزل امعاناً في التعذيب.
٭ ماذا اعمل.. ليس هناك سوى القراءة او الاستماع الى الراديو.. وجدت حجار الراديو ضعيفة.. بقيت القراءة وحدها.. القراءة التي بدورها اصبحت تكلف كثيراً.. المعرفة اصبحت متعثرة ومستحيلة في بعض الاحيان.. كنت قبل هذا الزمان الردي اشتري كل المجلات والدوريات والجرائد التي تصلنا من الخارج بالاضافة الى الجديد من الكتب.. ولكن اليوم أمام الاختيار الصعب.. وفي النهاية ينتصر الواقع تنتصر الجنيهات القليلات.
٭ فضلت عدم تناول الغداء وهو عندي وجبة رئيسية فضلت عدم تناوله في هذا الجو.. وقلت جميل فلتكن القراءة هى الغداء.. اخترت من ارشيف مجلة صباح الخير عدداً قديماً وبصورة عشوائية.. فقد انقطعت عن قراءتها هذه الايام.. وفي صفحة حكاية رحت اقرأ:
٭ كانت قصة رجل يقف في صف الرغيف.. هناك كان صف رغيف لكنه بلا بوتاسيوم.. ومدعوماً.. ويقرأ الجرائد أي الرجل فهى اقل سعراً عندهم.. ويوم ان استلقى على ظهره ومات كانت جرائده التي يحملها منذ لحظات كافية لتغطية جثته تماماً.
٭ كان يقف في طابور الخبز اليومي قرأ الجريدة واقفاً وحل كلماتها المتقاطعة.. حتى صفحة الوفيات قرأها بالكامل هى وصفحة الوظائف الخالية.. وقبل ان يصل الى نافذة التوزيع لم تقدر قدماه على حمله اكثر من ذلك فقرر ان يسقط على الارض فسقط واستلقى على ظهره ومات.
٭ وفي صباح اليوم التالي نشرت صحيفة معارضة ان صادق افندي لقى مصرعه في ظروف غامضة على ايدي جماعة ارهابية تسمى (الموساد) وكتبت جريدة اخرى تفاصيل واقعة انتحار صادق افندي.. وفي العدد الاسبوعي من جريدة عريقة جاء على لسان كبير الأطباء الشرعيين ان الرجل مات من طول الانتظار.
٭ وضعت المجلة جانباً وقد تبلل جسدي بالعرق وكادت روحي ان تطلع.. فقد احسست بقوة الحصار حصار الاحباط المضروب حولنا حتى عندما حاولت الهروب وجدت حكاية صادق أفندي.
٭ قلت في نفسي كلنا يموت من طول الانتظار.. نحن ننتظر.. وننتظر والشمس تشرق كل يوم على أمل ان نتجاوب معها ان نلاقيها مبتسمين.. حول موائد الافطار والشاى أو في طريقنا فرحين الى مصانعنا ومزارعنا ومكاتبنا.. ولكنها تجدنا دائماً مع دوامة الانتظار ودوامة المعاناة والاحباط ودوامة التصريحات والمصطلحات الجديدة في قاموس السياسة من فقع المرارة ولحس الكوع وهرد الفشفاش.. إلى متى؟ إلى متى؟؟!
هذا مع تحياتي وشكري
الصحافة
سلامات يا استاذة
لك التحية وانت تكتبين عن هذا الحصار الذي نبداء به اليوم وينتهي علي انغام الناموس وتكون محصلتة الملاريا والموت لعدم توفر ابسط مقومات الرعاية الصحية في هذا الوطن حيث اصبحت فيه المستشفيات لمن استطاع اليها سبيلا.
لن يطول الانتظار وسوف تبتسم الشمس وتتواري عنا في عز الهجيرويظللنا السحاب ولن نعرق يومها وسوف نهرع الي العمل فرحين وكلنا امل في بناء هذا الوطن
وطن من غير كيزان وطن حر ديمقراطي نبنية بسواعد ابنائة الشرفاء اللذين لم تلثوت اياديهم بالفساد او دما ابناء هذا الشعب
لن يطول الانتظار فالمواطن السوداني وصل الي مراحل لن تنفعة معه الالة الاعلامية الكيزانية والزييف والمتاجرة باسم الدين
لقد اصبح يعي انه يتم استغلالة حتي ينعم البعض بالرفاهية وتفرض علي الضرائب من قبل المحليات حتي يلمها المنتفعون ويبنون بها القصور في ماليزيا ودول العالم الاخري
الى حين.
فقط تجرعى الصبر وغنى مع وردى اصبح الصبح.. ولا السجان باق
السيدة أمال كان كنتي دخلتي مع ناس المؤتمر الوطني زي ماعملوه جماعتك وعلي راسهم أبو القاسم محمد إبراهيم وغيره من بقايا مايو 69 ده ماكان حالك بس الدنيا دوارة يوم ليك ويوم عليك المهم ربنا إن شاء الله يجبر بخاترك؟