البحث العلمي.. الكثير من الإنجازات والقليل من الميزانيات في المركز القومي للبحوث

الخرطوم – تنزيل عبد المنعم
عبر البوابة الغربية تجد نفسك أمام لافتة كتب عليها (وزارة العلوم والتقانة)، ولكن لا بوابة واضحة المعالم.. سألت أحد الموجودين فأشار بيده إلى سور حديدي قابع في آخر مطعم، يجلس داخله عشرات الباحثين، أو (موظفي وزارة العلوم والتقانة). أخيرا اجتزت السور الحديدي أو ما تعارفوا عليه بالبوابة الغربية، عابرة لداخل (المركز القومي للبحوث).
من داخل المركز القومي للبحوث قالت الأستاذة آمنة من قسم الأبحاث الهندسية في حديثها لـ(اليوم التالي) إن المركز حاليا وبعد تطويره أصبح يتكون من سبعة معاهد للبحث العلمي هي (معهد الأبحاث الهندسية ومعهد أبحاث النباتات العطرية والطبية ومعهد التوثيق والمعلومات والإعلام العلمي ومعهد البيئة والموارد الطبيعية والتصحر ومعهد التقانة الحيوية والهندسة الوراثية ومعهد الاستشعار عن بعد بالزلازل ومعهد علوم الفضاء والطيران ومعهد طب المناطق الحارة والأمراض المستوطنة)، ويتم التمويل عن طريق الميزانية المخصصة للبحث العلمي بوساطة وزارة المالية، والباحثون من حملة الدكتوراة والماجستير أما حامل البكالريوس على أقل تقدير فيجب أن يكون حاصلا على مرتبة الشرف الدرجة الثانية القسم الأول ليكون الطالب مؤهل للبحث العلمي، ويتم التعامل مع طلاب الجامعات بحيث يقومون باستخدام المعامل وذلك لتوافر الأجهزة بالمركز دون غيره من دور البحث العلمي.
من جهته يقول الدكتور صلاح الدين دفع الله أستاذ باحث بالمركز القومي للبحوث لـ(اليوم التالي) إن المركز تم إنشاؤه في العام 1970 تحت مسمى المجلس القومي للبحوث والذي يتكون من عدة مجالس وكانت التغطيات البحثية غير كاملة في ذلك الوقت، وفي العام 1991 تحول اسم المجلس للمركز القومي للبحوث وأصبح من صميم عملة إجراء البحوث العلمية ويحتوي المركز على سبعة معاهد توجد في أماكن متفرقة كلها تتبع للمركز القومي للبحوث الذي يتم تمويله من وزارة المالية وتخصص له ميزانية خاصة تصرف على البحوث وتتلخص الميزانية في ثلاث مراحل ابتداء بمرحلة رفع التصور المتوقع لإتمام البحث مرورا بإجازة المبلغ المطلوب من الوزارة انتهاء بمرحلة تسليم المبلغ والذي عادة يكون 50% من إجمالي المبلغ المستخدم في البحث العلمي، وكما هو معروف عن البحوث العلمية والتي تتطلب الدقة وسرعة الإنجاز حتى لا يتجاوزها الزمن وعادة ما تتسبب الميزانية الضيقة في تأخر إنجاز البحث مع استمرار الباحث في إنجازه لكنه ينتهى من البحث في وقت أطول من المطلوب، وهذا الخلل تتسبب فيه الميزانيات المؤجلة للبحوث.
هناك الكثير من الإنجازات التي تعد تابعة للمركز القومي للبحوث في أبحاث الهندسة الوراثية وأبحاث الفضاء والاستشعار عن بعد والأقمار الصناعية وطائرات المسح الجوي وكذلك تمت أبحاث في البعوض للقضاء على الملاريا عبر أحدث الوسائل المستخدمة لدحر الملاريا. كذلك الدراسات والأبحاث الصغيرة التي تمت بواسطة باحثي المركز كمقاومة الآفات بالوسائل السليمة والأبحاث التي قام بها معهد النباتات العطرية في استخدام نباتات بغرض الصياغة الدوائية وحاليا يوزع المركز علاجا مجانيا لليرقان وهو نتيجة لمجهود بحثي قام به المركز، والآن المركز بصدد إجراء بحوث لتقليل تكلفة البناء وإنشاء مصنع لإنتاج الخمائر عن طريق الهندسة الوراثية، ويبلغ عدد الباحثين بوزارة العلوم والتقانة 570 والتقنيين والفنين 518 باحثا، يمثلون أكثر من 50 % من جملة العاملين بالوزارة، أما عن الدرجات العلمية فيبلغ عدد حملة الدكتوراة بالوزارة 496 وحملة الماجستير 451 بينما يبلغ عدد حملة البكالريوس 323.
وتتلخص المعوقات التي تواجه المركز القومي للبحوث كما ذكر الدكتور صلاح الدين دفع الله في الميزانية المتاحة للمركز والتي “غالبا ما تأتينا ناقصة”، والمشكلة الكبرى تتلخص في معاناة المركز في الوظائف، فلا يوجد متقدمون لشغل الوظائف بالمركز وذلك بسبب الشروط غير الجاذبة للخدمة وكذلك النقص في الأجهزة والمعدات وعدم وجود سياسة للعلوم والتكنولوجيا واضحة المعالم والآن هذه السياسة في حكم الصياغة أي أنها لم تتم بالكامل وعادة ما يكون طلاب الجامعات غير مؤهلين للبحث العلمي وذلك لعدة أسباب من أهمها عدم تفرغ الأستاذ الجامعي للبحث العلمي وهجرة الكوادر المؤهلة وكذلك ضعف إمكانيات الجامعات والتي تخصص نسبة ضئيلة من ميزانياتها للبحث العلمي، كل هذا أفرز تكرارا في البحوث مما أدى إلى جعل الطالب الجامعي غير مكترث لمسألة البحث العلمي وأساتذة الجامعات غير مهتمين بأمر الطالب الباحث وغير متعاونين مع المركز فكل ما على الأستاذ الجامعي فعله إرفاق خطاب مكتوب سلفا -ربما يرجع لعام أو عامين سابقين- مع الطالب ممهور بإمضاء الأستاذ وختم القسم ولا يكلف نفسه متابعة البحث الأمر، الذي يولد في نفس الطالب شعورا بعد أهمية البحث وهذه المشكلة يعاني منها أستاذة المركز.
أما في مركز أبحاث التربة والتقاوي التابع لوزارة الزراعة فهناك عدد من الباحثات في معمل التقاوي. جلسنا للأستاذ محمد سليمان من مركز أبحاث التربة والتقاوي والذي ذكر لـ(اليوم التالي) أن المعمل يتم تمويله من وزارة المالية وذلك عن طريق مخصصات وزارة الزراعة التي يتبع لها المركز، وأحيانا يتم التمويل عن طريق إجراء الأبحاث التجارية والتي عادة ما تكون تابعة لأفراد ويتم فرض رسوم معينة مقابل إجراء البحث نحقق من خلالها أرباحا تساعدنا على إنجاز البحوث، ولدينا في المعمل 35 باحثا وباحثة منهم 13 من حملة الماجستير والبقية من حملة البكالريوس مع مرتبة الشرف تم تعيينهم وتأهيلهم من قبل الوزارة، لدينا توأمة مع بعض الجامعات مثل السودان، الخرطوم، والنيلين، ولكن معظم الجامعات لديها معامل خاصة بالبحوث لذا لا توجد بحوث لطلبة البكالريوس أو الماجستير تتم داخل معامل المركز، كما لا توجد جهات حكومية تقوم بعمل بحوث في المركز، لذا يعتمد مركز أبحاث التقاوى والتربة كليا على البحوث المطلوبة بوساطة القطاع الخاص والتي عادة ما تخص أصحاب المزارع الذين يطلبون آخر التقنيات المستخدمة في التربة للحصول على إنتاج أفضل
اليوم التالي
يابتى القروش لو بحث علمى كانت البلد وصلت الى هذا الدرك السحيق
القروش بنوها فلل بره السودان وهربو الفضل منها والباقى شغالين بيهو
رشاوى ل احزاب الفكه ومعدومى الضمير والاخلاق من يسمون بساسين ………..