أسماء المناطق والأحياء القديمة.. السودانيون يتمسكون بالماضي

التغيير: عبدالله برير

وبقيت الأسماء الجديدة التي أطلقتها الحكومات بسلطاتها المختلفة حبيسة الدفاتر والأوراق، في وقت يتداول فيه الناس على المستوى الشعبي المصطلحات التي تعارفوا عليها منذ القدم.

وبمجيء نظام الإنقاذ المخلوع في العام 1989، أطلق أنصار الإخوان المسلمين حملة لأسلمة السودان شملت أسماء المناطق والأحياء والمدارس واستبدلت بمسميات إسلامية.

ولم تلق التسميات الجديدة رواجاً من قبل السودانيين ليتمسكوا بما تعارفوا عليه حتى بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على استيلاء نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، على السلطة.

في العاصمة الخرطوم وفي مدينة الخرطوم بحري تعارف سكان العاصمة على إطلاق تسمية (كوبر) على الحي غير أن السلطات فرضت اسم (عمر المختار).

التسمية الجديدة لم تؤثر علىة الاعتقاد القديم وما زال السودانيون اليوم يعرفون المنطقة بكوبر، في وقت كتبت فيه التسمية الجديدة على حافلات المواصلات.

مدني

وفي مدينة ود مدني وسط السودان، تمترس السكان المحليون، على كلاسيكيتهم لا سيما كبار السن الذين وقفوا سداً منيعاً أمام حملات أسلمة السودان في إطار التسميات الجديدة.

في عاصمة ولاية الجزيرة أطلقت السلطات الرسمية اسم (النصر) على حي مايو الذي يرمز لنظام مايو، غير أن الاسم الجديد لم يجد ترحيباً ولم يلق حظا من الانتشار وسط إصرار السكان الذين سموا منطقتهم باسمها القديم مصرين على تقسيمها حسب الاتجاهات ( مايو جنوب ومايو نصف ومايو 40).

وبعيداً عن المسميات السياسية، تمسك سكان ود مدني بأسماء ترمز إلى معالم اندثرت من خارطة الحياة في السودان او اندثر المصطلح نفسه.

بعد توقف السينمات ودور العرض ما زال سكان مدني يصفون المناطق بالمعالم القديمة مثل سينما رودي بحي الدباغة، وسينما الزمالك وسينما أمير وسينما الخواجة.

وساهم الاستعمار التركي في السودان في إطلاق مصطلحات مثل الشفخانة (المستشفى)، والأجزخانة (الصيدلية)، غير أن هذه الأسماء تلاشت رويدا رويدا وبقي منها ( الطابونة ) التي تعني المخبز والتي ما زالت تسمى بها محطة في منطقة السوق الصغير في ود مدني.

التغيير