اتفاقية اوسلو سبتمبر١٩٩٣… واعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل

١-
قامت قيامة الدنيا في بعض البلاد العربية علي الاتفاق الذي تم في يوم ١٣ اغسطس الماضي ٢٠٢٠، بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لتطبيع العلاقات بينهما برعاية أمريكية، وتعرف باسم معاهدة السلام -(بالإنجليزية: Peace treaty)-، وحسب القانون الدولي بأنه معاهدةٌ أو(اتفاقٌ) بين طرفين أو أكثر من الأطراف المُتعادية (عادةً ما تكون دولًا أو حكوماتٍ) بحيث تُنهي رسميًا حالة الحرب بين الأطراف، وكان أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية قد اعلن في يوم ١٣/ أغسطس٢٠٢٠، عن موافقة الإمارات على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قائلًا إنَّ بلاده تريد التعامل مع التهديدات التي تواجه حل الدولتين، وتحديدًا ضم الأراضي الفلسطينية، كما حثَّ الفلسطينيين والإسرائيليين على العودة إلى طاولة المفاوضات، وأشار إلى أنه لا يعتقد أنه ستكون هناك أية سفارة في القدس إلا بعد الاتفاق النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
٢-
وبعيدآ عن اللغط العربي والاسلامي الذي يدور بشدة هذه الايام حول هذا الاتفاق الاماراتي ـ الاسرائيلي، وما بين فريق يؤيد واخر يشجب، اكتب اليوم عن الذكري السابعة والعشرين علي “اتفاقية أوسلو”، التي وقعت في مدينة واشنطن الأمريكية بين دولة اسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية في يوم ١٣/ سبتمبر١٩٩٣، بحضور شيمعون بيريز رئيس وزراء اسرائيل، وياسرعرفات رئيس السلطة الفلسطينية، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.
٣-
سمي الاتفاق(اتفاقية اوسلو) نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي تمت في عام ١٩٩١، أفرزت هذا الاتفاق في ما عرف بمؤتمر مدريد، تعتبر اتفاقية أوسلو، التي تم توقيعها في ١٣سبتمبر/ أيلول ١٩٩٣، وتعتبرهذه الاتفاقية بعد التوقيع عليها أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس.
٤-
وشكل إعلان المبادئ والرسائل المتبادلة نقطة فارقة في شكل العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، التزم بموجبها الأطراف بالآتي (بالترتيب):
(أ)-
التزمت منظمة التحرير الفلسطينية على لسان رئيسيها ياسر عرفات بحق دولة إسرائيل في العيش في سلام وأمن.
(ب)-
والوصول إلى حل لكل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة من خلال المفاوضات.
(ج)-
وأن إعلان المبادئ هذا يبدأ حقبة خالية من العنف، وطبقا لذلك فإن منظمة التحرير تدين استخدام الإرهاب وأعمال العنف الأخرى، وستقوم بتعديل بنود الميثاق الوطني للتماشى مع هذا التغيير، كما وسوف تأخذ على عاتقها إلزام كل عناصر أفراد منظمة التحرير بها ومنع انتهاك هذه الحالة وضبط المنتهكين.
(د)-
قررت حكومة إسرائيل على لسان رئيس وزرائها اسحق رابين أنه في ضوء التزامات منظمة التحرير الفلسطينية، الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل للشعب الفلسطيني، وبدء المفاوضات معها.
٥-
كما وجه ياسر عرفات رسالة إلى رئيس الخارجية النرويجي آنذاك يوهان يورغن هولست يؤكد فيها أنه سيضمن بياناته العلنية موقفا لمنظمة التحرير تدعو فيه الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الاشتراك في الخطوات المؤدية إلى تطبيع الحياة ورفض العنف والإرهاب والمساهمة في السلام والإستقرار والمشاركة بفاعلية في إعادة البناء والتنمية الاقتصادية والتعاون.
٦-
من أهم ما تنص عليه الاتفاقية:
(أ)-
تنبذ منظمة التحرير الفلسطينية الإرهاب والعنف (تمنع المقاومة المسلحة ضد إسرائيل) وتحذف البنود التي تتعلق بها في ميثاقها كالعمل المسلح وتدمير إسرائيل (الرسائل المتبادلة – الخطاب الأول).
(ب)-
تعترف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية على أنها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.(الرسائل المتبادلة – الخطاب الثاني).
(ج)-
تعترف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل (على ٧٨% من أراضي فلسطين – أي كل فلسطين ما عدا الضفةالغربية وغزة).
(د)-
خلال خمس سنين تنسحب إسرائيل من أراض في الضفة الغربية وقطاع غزة على مراحل أولها أريحا وغزة اللتين تشكلان (١،٥%) من أرض فلسطين.
(هـ)-
تقر إسرائيل بحق الفلسطينين في إقامة حكم ذاتي (أصبح يعرف فيما بعد السلطة الوطنية الفلسطينية) على الأراضي التي تنسحب منها في الضفة الغربية وغزة (حكم ذاتي للفلسطينيين وليس دولة مستقلة ذات سيادة).
٧-
كملة بنود الاتفاقية:
(أ)-
قامة مجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية.
(ب)-
إنشاء قوة شرطة من أجل حفظ الأمن في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية.
(ج)-
إسرائيل هي المسؤولة عن حفظ أمن منطقة الحكم الذاتي من أية عدوان خارجي (لا يوجد جيش فلسطيني للسلطة الفلسطينية).
(د)-
بعد ثلاثة سنين تبدأ “مفاوضات الوضع الدائم” يتم خلالها مفاوضات بين الجانبين بهدف التوصل لتسوية دائمة. وتشمل هذه المفاوضات القضايا المتبقية بما فيها:
*- القدس (من يتحكم بالقدس الشرقية والغربية والأماكن المقدسة وساكنيها…الخ).
*- اللاجئون (حق العودة وحق التعويض ..الخ).
*- المستوطنات في الضفة الغربية والقطاع (هل تفكك أم تبقى أو تزيد زيادة طبيعة ومن يحميها السلطة أم الجيش الإسرائيلي؟!!
*- الترتيبات الأمنية (كمية القوات والأسلحة المسموحة بها داخل أراض الحكم الذاتي ، والتعاون والتنسيق بين شرطة السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي).
٨-
في هذا الشهر الجاري سبتمبر٢٠٢٠، تجي الذكري السابعة والعشرين علي توقيع “اتفاقية اوسلو ١٩٩٣”، وهي اتفاقية مازالت سارية بين الطرفين رغم وجود خلافات عميقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كلفت الطرفين سقوط قتلي باعداد كبيرة فاقت ال(٤٠) الف قتيل ـ حسب احصائية غير رسمية نشرتها صحيفة لبنانية عام ٢٠١٧.
٩-
نشب صراع بين الفلسطينيين انفسهم بعد توقيع اتفاقية اوسلو، فحركة “حماس” اعتبرت اتفاق أسلوا اتفاقاً باطلاً وصفته بـ “المشؤوم”، كونه أعطى الاحتلال الحق في “اغتصاب (٧٨%)من أرض فلسطين التاريخية”، وقالت الحركة “إن ما بني علي باطل فهو باطل، وشعبنا الفلسطيني لن يلتزم بما التزمت به المنظمة، ولن يعترف بأي نتائج تنتقص ذرة واحدة من تراب فلسطين أو مقدساتها”.
(١٠)-
إدوارد وديع سعيد، وهو مُنظر أدبي فلسطيني -أمريكي ويعد أحد أهم المثقفين الفلسطينيين ، قال في تصريح خطير”«منظمة التحرير الفلسطينية حولت نفسها من حركة تحرر وطني إلى ما يشبه حكومة بلدية صغيرة، مع بقاء ذات الحفنة من الأشخاص في القيادة»”.
(١١)-
اما منظمة التحرير الفلسطينية التي وقعت علي الاتفاقية، فقد دافعت عن موقفها، واكدت انها اتفاقية تنهي صراع دموي ممتد مذ عام ١٩٤٨.
١٢-
مرفقات لها علاقة بالمقال:
(أ)-
صورة شمعون بيريز وياسر عرفات
https://arabic.sputniknews.com/arab_world/201809141035296219-%D8%A7%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%88/
(ب)-
شاهد بالفيديو والصورة..
عباس يصافح نتنياهو ويحتضن زوجة بيريز!
https://www.alalamtv.net/news/1867361/%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9–%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D9%8A%D8%B5%D8%A7%D9%81%D8%AD-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%88%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D8%B6%D9%86-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%B2
(ج)-
عباس وحفيدة رابين.. “أحضان جديدة” تكشف حقيقة “الشعارات الوهمية” https://www.palinfo.com/amp/news/2019/8/14/%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D9%88%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9
بكري الصائغ
[email protected]