مقالات وآراء

شلة المزرعة في الولاية الشمالية، تمكين السنابل

استبشر الناس خيرا بتعيين امرأة لتتولي امر الولاية الشمالية بالرغم ما شاب تعيينها من احن مقارنة بنظيرتها في الولاية المجاورة نهر النيل، فالاخيرة مشهود لها بمواقفها النضالية، بينما اظهرت مواقع التواصل ان موقعا للمؤسسة التي كانت علي رأسها آمال عزالدين قدمت تهنئة مدبجة للمخلوع، بالاضافة لخلو سجلها من اي عمل يوحي بانها كانت تمني نفسها بزوال النظام السابق وصمت مطبق حتي لمحاولات اغراق مسقط رأسها بسدود الشمال واغتيال شهداء عارضوا تلك السدود.
ظهر اسمها فجأة مع اعلان نية الحكومة عن تعيينها كوالية للشمالية، وكانت مجهولة حتي لمنسوبي حزب المؤتمر السوداني في الولاية واتضح ان انضمامها للحزب تم قبل التعيين بشهر.
رغم ما شاب سجل الوالي رضخ الجميع للامر الواقع لعدة اعتبارات اهمها الحوجة الماسة لازاحة العسكر من سدة حكم الولاية والبدء في طريق التغيير.
لا احد كان يأمل ان تتعامل الوالي بحيادية وتكون علي مسافة من الجميع فلا تأهيلها ولا تاريخها يسمحان بذلك، ولذلك كان تدثرها بالحاضنة الحزبية امرا متوقعا وتقريب اعضاء الحزب الذي انضمت اليه حديثا للضرورة مقبولا، ومن حقها تعيين طاقم مكتبها وحرسها من منسوبي الحزب، فقد استقدمت احد كوادر الحزب من السعودية علي عجل لشغل منصب مدير مكتب الوالي وهكذا الي هنا والامر مقبول.
الا ان المفاجأة تتمثل في ان الوالية بمساندة حزبها بدأت في ممارسة سياسة التمكين البغيضة بذات الطريقة الكيزانية، و شكلت الوالية شلة شبيهة بشلة المزرعة الشهيرة، فبالامس اصدرت الوالية القرار رقم 54 بالتعاقد مع محمد صالح محمد احمد (عضو حزب المؤتمر) لشغل منصب مدير الادارة العامة للشئون الاقتصادية بوزارة المالية، متجاوزة قوانين الخدمة المدنية و التدرج الوظيفي وفرض منسوبي الحزب بغرض تمكينهم.
وكانت الوالية قد تجاوزت الحاضنة السياسية( قوي الحرية والتغيير بالولاية) عند تعيين مدير عام وزارة الانتاج( ادارة مستحدثة تضم ادارات عديدة) من اعضاء حزب المؤتمر السوداني ضاربة بعرض الحائط الاسماء المقترحة من الحاضنة السياسية.
تاريخ الوالية المثير للشبهات، وضمها للمؤتمر السوداني بغرض تعيينها للمنصب كوالية ضرورة يجعلان منها العوبة في يد السنابل وبالتالي توجيه الولاية لفرض سياسة التمكين مما سيعجل بصدام حتمي بين مكونات الولاية السياسية و وصول حكومة الولاية الي طريق مسدود في فترة وجيزة.
رسالة في بريد الوالية: تدثري بثوب عموم الولاية بمختلف مشاربها، واعلمي ان سياسة التمكين ستنقلب وبالا علي الجميع والعاقل من اتعظ بما حدث.
رسالة للسنابل: لا تنهوا عن فعل وتأتوا مثله.
رسالة لقحت الشمالية: اهدوا للسنابل عيوبهم حتي لا نبكي علي مسكوب اللبن.

محمود سراج
[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..