” هاشم صديق.. “يقطع نفس خيل القصايد”

الخرطوم ? عثمان الأسباط
اكتسب مهارة مغازلة المايكرفون، سلك طريق الأدب وفنون كتابة الشعر، وليس غريبا أن تفرض عوالم المسرح والدراما مفرداتها على عوالم قصائده؛ فهو مسرحي التخصص وكاتب مسرحيات وعالج وبحرفية عالية عددا من المسلسلات الإذاعية بمفردات تخص الدراما والمسرح مثل “فضاء المسرح، نجم الفصول، عقدة المشهد وذروة المسمع”.
إنه الشاعر والكاتب المسرحي والإذاعي والتلفزيوني هاشم صديق الذي ولد في حي بانت بأمدرمان، وتجسد تاريخ الميلاد في قصيدته “بين النيل وحمد النيل”.
كتب أجمل القصائد فكانت “عشة أم حجل، الهلافيت، الوداع الطويل، دنيا كبنقا، شقشقات وجدانية، ورد النزيف الجميل، المغارب، رمضان كريم، الوجع الخرافي، وطن مجروح، اضحكي، حاجة فيك، بين النيل وحمد النيل”، وغيرها من الدرر.
وحينما انحدرت القصيدة الغنائية في سنوات السبعينيات إلى حضيض الخيبة العاطفية كان هاشم صديق يصطاد كلماته المضيئة ويفتح بها مناطق غير مأهولة، يتحسس بأنامل عاطفته الشعرية تلك الأبواب والنوافذ التي تطل على ذلك الغناء العذب، تلك العذوبة التي لا تفتأ تحقق وجودها من خلال ذلك الانسجام بين المبنى والمعنى في القصيدة، حيث يملك مفرداته الخاصة ويتباهى بقدرته على اصطياد اللا مألوف من المعاني والموضوعات.
هاشم صديق مسكون بحب الوطن وإنسانه، وبرغم أنه شبَّ وترعرع في أم درمان، لكن أعماله اتسمت بالقومية الفارهة، ويتمثل هذا في استيعابه للتاريخ والفلكلور والإبداع الجماعي. وهو شاعر مجيد يريد ألا يعلو مراتب ودرجات على جماهيره فيبتعد عنها وعن تطلعاتها وهمومها بفعل غوايات العروش ونعيم السلطة والسلطان الرمزي، ولذلك فهاشم لا يعترف بالسمو الذي تريده له جماهيره بل يريد أن يكون مساويا لها في قهر الحياة والمعيشة ومصارعتها حتى التغلب عليها.
إن قريحة هاشم الابداعية تستطيع أن تكتب عن أي شيء يخص هم المواطن ويمس عصب حياته اليومية، وقد كتب الكثير من القصائد التي تصور ما يجري على المشهد الحياتي اليومي في بلادنا، ويستطيع بحرفيته العالية وأدواته الترميزية الخارقة تحويل الحدث بكامله كي يخدم مطالبه التي يريد أن يجعل لها مساسا مباشرا بمعيشة الناس.
تتلمذ على أيدي الأساتذة علي عبد الله يعقوب (عربي) وأبو بكر خالد ومبارك حسن الخليفة، وقد اكتشف الأخير موهبته الشعرية؛ فكتب هاشم صديق:
“صورتك معاي/ ألقاها في كل المطارات/ والمسارح والأغاني/ وفي القطارات البتلهث ديمه زي نبض الثواني/ في العمارات في الفنادق/ وفي المنافي وفي الخنادق

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..