غلاء وسيول

سبحان الله أن كل أعيادنا الدينية في الثلاث سنوات الأخيرة صاحبتها أحداث مشئومة أو كارثية سواء كانت هذه الأحداث محلية أو عالمية، وآخرها هذا العيد الذي هطلت فيه أمطار غزيرة جعلت مسطحات البلاد جميعها أودية، وأحدثت خسائر فادحة في الأرواح والمنازل، وهذه آيات للمتبصرين من أهل السلطة والحكم.
في ليلة وضحاها انهار (4718) منزلاً في ثاني أيام العيد، فيما بلغت جملة المنازل المنهارة بالخرطوم في أسبوع واحد (23823) منزلاً، أي أن (24) ألف أسرة فقيرة فقدت مأواها وزادت معاناتهم على التي يعيشونها، وتوفي في تلك الليلة (30) شخصاً، ولم تكن هي إحصاءات نهائية.
فالبلاد منكوبة أصلاً بالغلاء الفاحش، والمعاناة الاقتصادية، والصراع الدموي بالغرب والشرق والجنوب، وتحذيرات من وزير الزراعة من موجة جراد وطيور في نهاية الموسم الزراعي، وقد سبقها جراد قيل إنه قدم من إسرائيل إلى شمال البلاد، وغيرها من البلاوي.
من حكمة الله أن القرآن الكريم الذي يقول عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم )كتاب الله فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل…)، يبصرنا بشئون حياتنا، بالتالي فالذي يحدث لم يكن جديداً، بل روى القرآن قصصاً دلالية.. فقال تعالى (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ (136( سورة الأعراف، أحيلكم الى قراءة تفاسير هذه الآيات وقارنوها، ألم يكن هناك وجه شبه لما يحدث لنا في السودان.
[email][email protected][/email]
اهل السلطة والحكم يعيشون في ابراجهم وقصورهم العاليه التي شيدوها بعرق الكادحين وقوت الفقراء المساكين الذين اصابتهم تلك الكوارث وهم يلتحفون السماء ويفترشون الاسفلت ويتسودون الصخر.
اهلنا موحدين بالله ياهذا وما حدث هو اهمال من ولي الامر والمسؤلين,, كيف لك ان تشبههم بال فرعون؟؟؟؟!!!
اقتباس من عمود الهندى عزالدين فى صحيفته المجهر
{ هذه الكارثة الطبيعية – نحمده سبحانه عليها ونسأله خيرها – لا قبل للحكومة – وحدها – بها، فالنداء مرفوع إلى كل سوداني وطني غيور ليساهم بما يستطيع في نجدة أهله الغرقى والنازحين.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
دايرين يوسف (دي اربعه وعشرين عجاف )