العنف ضد المرأة … إنذار بالخطر..هالة : زوجي يضربني لأبسط الأسباب ولا أريد سوى الطلاق .. سيدة : زوجي على علاقة آثمة بسكرتيرته..واجهته فشوَّه جسدي بالضرب

بلدو: العنف ضد المرأة بدأ يتحول إلى الانتقام بتشويه الوجه والجسد
محامية : معظم النساء اللائي يتعرضن للعنف نساء متعلمات وعاملات

تلاحظ ، وبشكل لافت ،ازدياد حالات العنف ضد المرأة في الفترة الأخيرة وسط المجتمعات كافة ، ووصل العديد من قضايا العنف الذي يمارس على حواء السودانية من قبل الرجل إلى ساحات المحاكم وأقسام الشرطة،سيَّما وأن الرجل الشرقي يعدّ المرأة مثل سقط المتاع الذي لا فائدة منه، بالإضافة إلى الاضطهاد الذي ظلت تتلقاه من قبل الزوج أو الأخ ، حالات كثيرة وأحداث يقشعر لها البدن قابلتني أو سمعت بها ودفعني دفعاً لإجراء هذا التحقيق الصحفي الذي تجولت خلاله في العديد من ردهات المحاكم الشرعية وأقسام الشرطة لجهة رد الظلم عنك عزيزتي حواء، وفيما يلي نطالع حصيلة جولتنا بخصوص العنف ضد المرأة.
تحقيق : ضفاف محمود
هالة… سيدة في أواخر عشرينيات عمرها، يبدو أنها تحمل هم الدنيا كلها على عاتقها، لاحظت ذلك من خلال الحزن الظاهر في ملامحها،وجدتها تحمل أورنيك ” ثمانية ” في يدها، حاولت معرفة ما يجري لتلك السيدة وبذلت قصارى جهدي للوصول إليها، قلت لها ..سلامتك يا أخت.. حادث ولاشنو؟ردت فوراً وبلا تردد.. لا ما حادث، وصمتت .. وبعد برهة وجيزة قالت لي مشاكل مع زوجي، اعتدى علي بالضرب في أنحاء متفرقة من جسدي، دونت ضده بلاغا جنائيا وبعدها سيتم تحويل البلاغ إلى المحكمة الشرعية كما قال لي المحامي، ومن ثم يتم تعديل المادة إلى طلاق للضرر، وقالت لي إنني أريد الطلاق فقط ، وأنا لدي طفلتان صبرت كتيرا عليه عسى أن يتحسن حاله ولكنه ظل يتمادى وبعنف زايد، ويثور ويضربني لأبسط الأسباب، وفي هذه المرة قررت اللجوء إلى القانون لإنصافي من الظلم الذي ظل يقع عليّ.
تركتها وغادرت إلى جهة أخرى لمعرفة أسباب العنف وماهية القضايا التي تصب في إطاره، حيث علمت بقصة أقرب للخيال من الحقيقة، حيث إن سيدة ذكرت لي ان زوجها يقيم علاقة آثمة مع سكرتيرته الخاصة، والسكرتيرة تتصل علي الزوجة، وعندما واجهت الزوجة زوجها بالأمر أنكره تماماُ ومن ثم انهال عليها بالضرب والإساءة، هنا لم يكن أمامها سوى تحرير بلاغ جنائي ضده تحت المادة ” 139 ” الأذى الجسيم.
نموذج آخر تمثَّل في طبيبة علمت منها أنها تعمل بمستشفي حكومي شهير، وتعمل في وردية مرة واحدة في الأسبوع، إلا أن زوجها يرفض مسألة مبيتها في المستشفى باعتباره أمرا مخالفا للأعراف والتقاليد، كما ظل يقول لها، وعندما لم يجد الاستجابة منها احتد النقاش بينهما وضربها ضرباً مبرحاً وأعقبه بالإساءة اللفظية والطعن في شرفها، فدونت بلاغف بالواقعة تحت طائلة الأذى الجسيم .
المحامي عبد العظيم كشه قال إن قضايا العنف تبدأ بإجراءات جنائية، وإن أغلب العنف يمارس ضد الزوجة على وجه الخصوص من جانب الزوج ، ويظهر ذلك جلياً في دعاوى الطلاق للضرر.. في البدء تبدأ الدعوة جنائية وتتحول إلى شرعية، وأغلب قضايا العنف تنتج نتيجة لاختلاف الأزواج فيما بينهم بجانب الضغوط الاقتصادية، أو عدم التكافؤ، عندها يلجأ الزوج إلى استخدام العنف، ويبين أن أغلب الدعاوى تتركز حول العنف الجسدي واللفظي والتحرش بالمرأة،ويقول، هناك أيضاً عنف وخطف حقائب النساء الذي يندرج في طائلة العنف، ولفت إلى وجود سوابق قضائية سواء كان فعلا ماديا أو التفوه بألفاظ نابية أو الشك في سلوكيات الزوجة، ويضيف كشه: وكلما تطور العصر تطورت الوسائل،ويشير كشة إلى قضية حدثت بأمدرمان ويقول أنه تم تدوين بلاغ جنائي من قبل رجل بقسم الحتانة عندما وجد الزوج زوجته تستخدم التلفون فقام بضربها وهشّم التلفون، ودونت الزوجة بلاغا بقسم الحتانة تحت مادتي التلف والأذى الجسيم وتم تحويل الدعوى إلى المحكمة الشرعية، بجانب سابقة قضائية حدثت في أواخر السبعينيات، وكانت دعوي مرفوعة من قبل الزوجة ضد الزوج ، .. إساءة العشرة والضرب المتكرر والإساء ة الشديدة التي لاتطاق ولا تدوم معها الحياة الزوجية وفي الآخر ضربها بالعكاز ، وقطع شعرها واتهمها بالزنا مع رجل معين والسرقة بالقوة، إضافة إلى سابقة قضائية أخرى مسرح أحداثها محكمة جبل أولياء، وتتلخص في أنه عندما ذهب الزوج إلى دار الإفتاء وطلب الرجوع إليها، رفضت بحجة الضرب المتكرر، ويوم الحادثة جاء إلى منزل ذويها واستغل غيابهم وقام بضربها وتوثيقها بالحبال واغتصابها وأثناء الاغتصاب قام بخنقها حتى الموت.
وبسؤالنا في أقسام الشرطة عن حالات العنف ضد المرأة والبلاغات الواردة بشأنها، علمنا أنها ترد بواقع ثمانية إلى عشرة بلاغات يومياً، إن لم تزد، أي بواقع ثلثمائة بلاغ شهرياً، ثلاثة ألف وستمائة بلاغ عنف ضد المرأة في السنة.
وحول أسباب العنف ، يقول البروفيسور علي بلدو أستاذ الطب النفسي، أنه ومنذ إنجاب البنت في الولادة الأولى ، تبدو ملامح الامتعاض على الزوج وتقليل البقشيش للقابلة مثل عدم إظهار الفرحة واختصار طقوس السماية وإطلاق عبارات مثل ” بكَّرَت ببنت ” وذلك في حد ذاته يُعتبر مظهرا من مظاهر العنف ضد المرأة في المجتمع السوداني، والشعور بالخوف وختانها للعفة والطهارة تشويه نفسي وجسدي.
بلدو يقول أن كل ذلك يندرج في إطار إجبار المرأة للإنصياع للذكور، زد عليها زواج القاصر والذي يعتبر أيضاً عنفا خوفاً من الفضيحة، ونجد أيضاً البيت السوداني عنيفا من ناحية باب الرجال الذي يتميز بالكبر عكس باب النسوان، ودائماً نجد أن الرجال يمارسون الدونية على الرجل رقيق القلب ويشبهونه بالنساء، بل يقولون إنه تربية ” نسوان “،كما نجد أن بعض الأمثال الشعبية أيضا تندرج في خانة العنف، مثل ” جمل أم الحسن لا قيد لارسن “، و” المرا شاورا وخالِفا ” و” المرا كان بقت فاس ما بتكسر الراس “.
كما تعاني النساء .. ومازال الحديث لبلدو.. من التدقيق في نسب المرأة والتدقيق في أصولها، وذلك في حالة تقدم أحدهم للزواج منها، وكذلك التحرش بالمرأة، ويقولون ” الراجل بعيبو جيبو “، كما تعاني النساء من نظرة الاستهجان في حالة قيامها بأعمال يُعتقد أنها حكر للرجال، مثل قيادة التاكسي أو الشاحنة، زد على ذلك أننا نجد العنف المنزلي والتعنيف والضرب والتعدد في الزواج وتحميلها مسؤولية الإنجاب والجفاف العاطفي، وكذلك ظاهرة المطاعنة بـ” ياعاقر و يا بايرة “بجانب السخرية من المرأة وعدم أخذ رأيها وهضم حقوقها.
ويقول بلدو أنه توجد ثلاثون مادة في الأعراف السودانية تقنن للعنف ضد المرأة والتهكم على آراء النساء مثل حجوة أم ضبيبينة، وأمَّات طه ، والبصيرة أم حمد، فضلاً عن أننا نجد المرأة السودانية أكثر عرضة للأمراض النفسية من الرجال، حيث نجد ثلاثة نساء مقابل رجل واحد مصابين بالاكتئاب، ويلفت بلدو إلى خطر داهم بقوله، أن العنف ضد المرأة بدأ يتحول إلى الانتقام بتشويه الوجه والجسد ، وفي حالات كثيرة يصل إلى القتل.
فيما تقول الأستاذة فاطمة أبو القاسم ، المحامية التي تخصصت في الأحوال الشرعية ، إن العنف ضد المرأة صار أمراً شائعاً وأصبح بنسبة أكبر وأكثر من السابق، وأن معظم النساء اللائي يتعرضن للعنف هن النساء المتعلمات والعاملات، وتقول في الخصوص أنها ترافعت في عدد من قضايا العنف بكافة أشكاله، وأن معظم قضايا العنف تصب في إطار عدم التوافق في أشياء كثيرة من بينها الإختلاف حول موضوع ما، ومن هنا يثور الزوج ويبدأ الخلاف ويتحول إلى عنف، مثل العنف الجسدي أو العنف اللفظي والضرب، والتي تؤكد فاطمة أنها تندرج تحت أنواع العنف التي من الممكن أن ُيحرر بها بلاغ جنائي بموجب أورنيك ثمانية، ومن ثم يتم تحويل البلاغ إلى المحكمة ويعدل إلى طلاق للضرر.
من المحرر..
تلك حصيلة جولتنا التي قصدنا منها الوقوف على قضايا العنف ضد المرأة سواء في المحاكم وأقسام الشرطة أو غيرها، سمعنا منها الكثير المثير، والعنيف جداً الذي تضيق مساحات الصحيفة عن نشره، وماخُفيَ حقاً أخطر، ولعل ذلك يبين لنا ضعف الوازع الديني لدي معظم الذين يمارسون العنف ضد المرأة ونقصان العقل لديهم وقلة الحكمة كذلك، سيَّما وأن ديننا الحنيف أكرم المرأة أيما إكرام في كل مستحقاتها ومالها وما عليها من ميراث ووصايا بطاعة الزوج، فضلاً عن توصيته بعدم الإساءة إليهنَّ وغمطهنَّ حقوقهنَّ كافَّة، بجانب قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ” ما أكرمهن إلّا كريم، وما أهانهُنَّ إلَّا لئيم “.

تعليق واحد

  1. لاتضربوا النساء ،بل سخروا لهن انفسكم مااستطعتم لذلك سبيلا ، احلي غنوة المراءة احلي انشودة المراءة ، اعزب كائن المراءة،…لولا المراءة لما كنا ، الامل الحب الود البهاء الجمال ، الام الرووم ،الاخت ،الزوجة ،الحبيبة ،الخطيبة ،..

  2. موضوع مثير وتغطيه جميله ولكن يعيبها التحيز الي فئه دون الاخري . كان احري ان تاخذي نموزج او اثنان من هذه القضايا وتطرحيها كامله ليتبين من علي خطا ومن المظلوم ومن الظالم . فانت باظهارك للرجل وكأنه وحش كاسر مجرد من الادميه واظهار المراءه علي انها مكسورة الجناح ذلك يخل بكمال الموضوع .
    من المشاهدات الحياتيه العامه ان السواد الاعظم من الجيل الحالي من النساء وبالاخص المتعلمات يعيبهم السزاجه والانفصال عن الواقع وهذهجانب من اسباب الاختلافات .

  3. بعد تدنى الوضع الاقتصادى اصبحت المرأة محرومة و مكبوتة و مدفونة بالمشاعر الجياشة والعاطفة الرقيقة يقابلها الرجل السوداني للأسف لا يجيد الحب ولا يعرف معنى الحب … ويفتقد إلى الرومانسية . لأنه لا يحب إلا ليصل إلى غرض محدد وهو الزواج ..وبعده ينقلب الحال ويفتل عضلاته ويمد شاربيه …ويشمر عن ساعديه للأوامر والنواهي وبأنه هو رجل البيت هذه هى طبيعة كثير من الرجال

  4. ضرب الرجل لزوجته سببه الأول مركب نقص في نفسه وهذا يعود لواحد من عدة أسباب منها : أن الزوج أدنى من الزوجة تعليمياً أو إجتماعياً أو أن الزوج يعاني من عجز وقلة فحولة في الفراش يحاول مداراته بالضرب ونفش الريش !!
    الخلاصة أن أي زوج يضرب زوجته مهما كانت الأسباب فهو إنسان مريض ومتخلف .

  5. ضرب الرجل لزوجته سببه الأول مركب نقص في نفسه وهذا يعود لواحد من عدة أسباب منها : أن الزوج أدنى من الزوجة تعليمياً أو إجتماعياً أو أن الزوج يعاني من عجز وقلة فحولة في الفراش يحاول مداراته بالضرب ونفش الريش !!
    الخلاصة أن أي زوج يضرب زوجته مهما كانت الأسباب فهو إنسان مريض ومتخلف .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..