ثم ماذا بعد؟

سنعود لاحقاً للتعليق على نتائج الانتخابات بالتفصيل وسنكتب سلسلة من الحلقات في هذا الصدد، ولكن ثلاث وقفات مهمة يجب أن ننبه لها السادة صناع القرار في الحزب الحاكم والذي فاز لفترة رئاسية قادمة.
الوقفة الأولى هي ضرورة أن نلح في أن تعود الحكومة وتفتح ملف الحوار، وهذه المرة بذهنية مختلفة ونفسية أكثر انشراحًا وثباتاً وثقة.. الحوار الذي يقطع السنوات الخمس القادمة إلى مربعين، مربع السنوات الأولى حتى 2017 وهي الفترة التي تقضيها السلطة في إعادة إنتاج خطابها الحواري للقوى الأخرى ولأزمة الاستقطاب الحاد بين هذه القوى من جهة وبينها من جهة أخرى، وهو خطاب يجب أن يتسم بواقعية أكثر والأهم أن يتضمن تنازلات حقيقية وملموسة تنقل الميدان السياسي نقلات كبيرة تغير ملامحه المكرورة منذ ربع قرن وتدخله إلى نطاق جديد.. جديد جدة حقيقية وليس محض تجديد تتم فيه إعادة الطلاء والتلميع.
الوقفة الثانية يجب أن يقفها هؤلاء السادة في قيادة المؤتمر الوطني مع أنفسهم وحزبهم، فهل المؤتمر الوطني قبل 2005 هو ذاته المؤتمر الوطني في 2010؟، وهل هو المؤتمر الوطني في 2015؟ ولماذا هذا التراجع, الكمي والكيفي؟ وهل خروج بعض القيادات من دائرة الفعل والإدارة في عملية تجديد الدماء التي حدثت قبل فترة أثرت على عافية الحزب التنظيمية وصرامته وعافيته في الأداء؟ أم أن هنالك أسباب موضوعية أخرى مرتبطة بالخطاب العام أدى لنقص في وزن الحزب الحاكم كل هذه الكيلوجرامات؟ هل هو الانكفاء على الذات ونزيف الزعامات الشعبية التي غضبت أو أُغضبت؟ أم أين الخلل بالتحديد؟
ثم الوقفة الثالثة، يجب أن تكون مع حلفاء الحزب الحاكم؟ وقفة تجيب على الأسئلة.. هل هؤلاء حلفاء مفيدون أم إن دورهم لا يتجاوز دور أدوات الزينة “الصينيه”؟ هل هي أحزاب معينة؟ أم إنها محض عالة؟ هل البرود الذي لازم بعض الدوائر والأماكن سببه ومحله دوائر هؤلاء الحلفاء الذين فشلوا في تحريكها وإضفاء بعض الزخم عليها؟ وعلى رأس هؤلاء حزب مولانا الميرغني بالتحديد ثم بقية أحزاب الزينة التي لم تخرج للناس نجماً سياسياً أو انتخابييا واحدًا؟ وإلى متى ستستمر معادلة هذا التحالف المرهقة غير المنتجة بعيدًا من حدود التباهي والإعلامي.
في تقديري أن أصعب مرحلة ستواجه الحزب الحاكم هي هذه التي في وجهه الآن والتي تنام ملفاتها على طاولته عقب هذه الانتخابات لأنها عبارة عن تصحيح حقيقي لورقة امتحان حقيقية…

الصيحة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..