إحالة مهندس زراعي لمحكمة تأديبية لتلاعبه في الحجر الزراعي

الخرطوم:
أحالت السلطات المصرية المختصة مهندسا زراعيا بإدارة الحجر الزراعي بميناء دمياط وعضو اللجنة المشكلة لفحص رسالة قمح في بلد المنشأ، فرنسا عن الإدارة المركزية للحجر الزراعي، إلى المحاكمة التأديبية، لأنه في شهر ديسمبر 2015 وإبان فحصه لشحنة القمح الفرنسي ببلد المنشأ فرنسا، لم يلتزم بأحكام القوانين واللوائح والقرارات والتعليمات المنفذة لها وخروجه على مقتضى الواجب في أعمال وظيفته وأتي ما من شأنه الإخلال بكرامة الوظيفة.
وكشفت تحقيقات المكتب الفني لرئاسة الهيئة أن المتهم أثبت، على خلاف الحقيقة بشهادة نتائج فحص رسالة قمح فرنسي، المؤرخة في 17 ديسمبر 2015 وبوصفه عضو اللجنة الثلاثية المشكلة لفحص تلك الرسالة في بلد المنشأ فرنسا، بعدم وجود نسبة من فطر الإرجوت بالرسالة على الرغم من كون الرسالة مصابة بفطر الإرجوت ،مع علمه بذلك، مما ترتب عليه الموافقة على شحن الرسالة واكتشاف وجود هذا الفطر عند وصول الشحنة إلى البلاد ورفض الشحنة.
التيار الزراعي
الحجر الزراعي : Quarantine Exclusion
هي تقنية تستخدم لضمان خلو النباتات من الأمراض والآفات عن طريق عزلها خلال مدة إجراء الاختبارات والفحوصات اللازمة بحثًا عن المشكلات. حيث تحدث حالات تسرب للآفات إلى منطقة ما من خلال وسائل الانتشار الطبيعية مثل الرياح و الطيور المهاجرة و الحشرات أو عبر مسارات من صنع الإنسان مثل دخول مواد نباتية بصحبة المسافرين أو استيراد السلع الزراعية سواء لغرض الاستهلاك أو لغرض الزراعة أو عبور سلع زراعية عبر أراضي دولة ما . وعقب دخول الآفة أو الممرض قد يتوطن إذا وجد عائل أو عوائل قابلة للإصابة بالإضافة إلى ملائمة الظروف البيئية، وقد لا يتوطن إذا لم يتوفر له أي من ذلك.
ويعرف الحجر الزراعي بأنه القوانين التي تحد من حركة الحيوان و النبات أو حتى الإنسان إذا كان حاملا لكائن ضار – آفة أو ممرض أو غيرها من الكائنات الضارة . هذ وقد طبق مبدأ الاستبعاد على الأمراض التي تصيب الإنسان قبل معرفة النظرية الجرثومية و كان ذلك عام 1800 ق. م حيث كان المسافرون يحتجزون على أبواب المدن لإجراء الفحص عليهم للتأكد من خلوهم من مرض الجذام وفى العصور الوسطى كان المسافرون يحتجزون على أبواب المدن و في الموانئ لمدة أربعون يوما قبل أن يسمح لهم بالدخول وهى فترة الحضانة لمرض الجدري و من ذلك جاءت الكلمة Quarantine و هي في اللاتينية بمعنى أربعون ومن وقتها استخدمت الكلمة بمدلول الحجر ، و استخدمت ذات الكلمة على الحجر الزراعي للنباتات. وكان أول تشريع للحجر الزراعي قد صدر في أوربا وذلك في ألمانيا سنة 1873 و ذلك بمنع استيراد البطاطس من العالم الجديد لمنع دخول خنفساء كلورادو ، تلتها في ذلك فرنسا بعد أن تسرب إليها مرض البياض الزغبى في العنب و قد سبب مشاكل كثيرة و بحلول سنة 1890 كانت جميع دول أوربا قد وضعت قوانين للحجر الزراعي. أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد وضعت تشريعات للحجر الزراعي على مستوى الولايات منذ أواخر القرن التاسع عشر و تم وضع أول قانون فيدرالي للحجر الزراعي سنة 1912. هذ وقد وقعت أول اتفاقية دولية لوقاية المزروعات في روما في 16 أبريل سنة 1929 . وتلى ذلك توقيع أول اتفاقية دولية لوقاية المزروعات تحت مظلة منظمة الأغذية و الزراعة في روما سنة 1951 و كان عدد الدول الموقعة 94 دولة وأدخل على هذه الاتفاقية عدة تعديلات كان أخرها سنة 1997 و أصبح عدد الدول الموقعة عليها 120 دولة بالإضافة إلى المنظمات الإقليمية و عددها ثمانية.
والآفة الحجرية Quarantine pest هي التي يحتمل أن تشكل خطورة لمنطقة ليست موجودة بها ، أو قد تكون موجودة و لكن ليس على نطاق واسع و تحت السيطرة. أما الآفة غير الحجرية Non-quarantine pest فهي الافة التي لا تشكل خطورة على منطقة معينة.
من مهام الحجر الزراعي:
1- فحص الإرساليات والمنتجات النباتية الواردة والصادرة والعابرة والقادمة بصحبة الركاب وكذا طرود البريد.
2- الاعلان عن الآفات الحجرية والآفات الغير حجريه الخاضعة للوائح.
3- منع دخول الآفات الحجرية من خارج البلاد من خلال تنظيم استيراد النباتات او منتجاتها والمواد الخاضعة للوائح الصحة النباتية
4- تنظيم تصدير النباتات ومنتجاتها والمواد الخاضعة للوائح الصحة النباتية لاستيفاء متطلبات الدول المستوردة وفق الاتفاقيات الدولية.
5- تحديد المناطق التي تستخدم كمناطق حجريه.
6- تطبيق اجراءات حجر ما بعد الدخول حسب ما تفتضيه الحاجه.
7- القيام بعمليات المراقبة للآفات الموجود بالبلاد.
8- التنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية والاجهزة والمعاهد العلمية المتخصصة المحلية والخارجية للاطلاع علي المستجدات في مجال الصحة النباتية.
من هنا يحق لنا ان نتسأل هل يتم ذلك عندنا في السودان على وجه الدقة ونحن بلد يعتمد على الزراعة بشقيها النباتي والحيواني في اقتصاده مما يتطلب منا ان نهتم بهذه الموارد ونحافظ عليها بشتى السبل ومن هنا نناشد الاخوة القائمين على هذا المرفق الهام جدا ان يضعوا نصب اعينهم مصلحة البلد العليا فوق كل اعتبارات وان يغلقوا الثغرات التي تجر الويل على البلاد والعباد وهنا اورد ثلاثة امثلة حدثت منها اثنين معروفة للجميع وموثقة والثالثة من مشاهداتي الشخصية وقد يكون قد شاهدها غيري. الاولى هي دخول الحشرة القشرية الخضراء Date palm green scale (Asterolecanuium phoenicis ) حيث تعتبر هذه الافة من اخطر الآفات التي يعاني منها مزارعـي نخيـل التمـر فـي السـودان فـي السـنوات الاخيـرة والتـي ظهـرت لأول مرة بمنطقة القولد ويعتقـد انهـا دخلـت مـع فسـيلة مسـتجلبة مـن خـارج الـبلاد فـي العـام 1989 Exotic pest) وموطنهــا الاصــلي اســيا الوســطى (ايــران) ومنهــا انتقلــت الــي الخلــيج العربــي ومنهــا الــي الســودان وتقــدر مســاحة انتشارها حاليا بحوالي 5 الف هكتار ويكمن سر انتشارها في انها تتمتـع بقـدرتها علـي قطـع مسـافات كبيـرة عبـر وسـائل كثيرة كالرياح والماء والملامسة. ومن المعروف ان هذه الحشرة قد دخلت عن طريق فسائل نخيل من صنف البرحي جلبها احد المغتربين من المملكة العربية السعودية وللأسف عدت من الحجر الزراعي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ واصبحت الآن كارثة على النخيل تنفق عليها ملايين الدولارات لمكافحتها كل موسم.
المثال الثاني والاكثر خطورة من حشرة النخيل حيث انها متخصصة ولا تصيب الا محصول النخيل اما آفتنا الحجرية الهامة والتي هي آفة عامة تصيب جميع المحاصيل من خضر ومحاصيل حقلية واشجار فاكهة ونباتات زينة واشجار ظل واشجار غابية وحتى الحشائش تصاب بهذه الآفة وهي حشرة البق الدقيقي Mealybug والتي اصبحت الآن الخطر الحقيقي على المحاصيل في جميع انحاء السودان وفي مشروع الجزيرة بصفة خاصة اذا لم نتدارك الأمر ونحد من انتشارها وللعلم وبالذات في مشروع الجزيرة وقد تجاوز عمري العقد السادس ومنذ ان كنت طالبا بكلية الزراعة جامعة الخرطوم في نهاية السبعينيات والتصاقي الدائم بالحواشات طوال عمري هذا حتى بعد الغربة فإنني لم افارق الحواشات في موسم الخريف طوال هذه المدة واتردد بعد ذلك عدة مرات في العام ولكنني لم ارى البق الدقيقي الا قبل عامين وعلى القطن المحور مما جعلني اكاد اجزم بان هذا البلاء قد دخل خلال بذرة القطن المحور الخام والذي استورد من الخارج مما يجعلنا نتسأل عن دور الحجر الزراعي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
المثال الثالث وهو مشاهدة شخصية وهنا أذكر أنه وفي أحد المرات التي كنت متواجد فيها بالقرية في فترة الخريف قبل عدة اعوام رأيت حشرة اسمها فراشة دودة ورق العنب ولمعرفتي التامة بها وهي كبيرة في الحجم مقارنة بمعظم الفراشات وهي من الحشرات التي أدرسها لطلابي في كل فصل دراسي ولكنها غير معروفة في السودان والجزيرة بصفة خاصة لغياب العائل بالذات في الجزيرة حيث لا توجد زراعة عنب وبالذات في المنطقة التي رأيتها فيها ولكنني لم استغرب وجودها وذلك لوجد ثمار العنب المستوردة طوال العام في أسواقنا وأرجح أن يكون دخولها عبر ذلك وتكون دخلت مع الثمار التي يغطيها المنتجون أحياناً ببعض اوراق النبات وأرجح كذلك دخولها في طور العمر اليرقي الأخير Last larval instar ثم تحولت الى طور العذراء Pupae قبل جفاف أوراق العائل وهي عادة تتعذر في التربة فقد يكون في هذا الوقت فعلا رمى المستهلك أوراق النبات على الأرض أو قد تكون قد اضطرت للتعذر في أي مكان بخلاف التربة من أجل الحفاظ على النوع (وهذه هي حكمة الله ) والعذراء خلاف اليرقة فهي طور ساكن لا يتحرك ولا يتغذى فقط يتنفس ثم بعد أن تكمل فترة التعذر حسب الظروف المحيطة بها تخرج كحشرة كاملة وهو ما رأيته والحشرة الكاملة في الفراشات لا ترتبط بوجود العائل من عدمه لأنها تتغذي على امتصاص رحيق الأزهار والأزهار متوفرة على الكثير من النباتات والكثير من الفراشات تفضل وضع البيض على الحشائش ولكنني لم أرى هذه الحشرة مرة آخرى في الجزيرة. وهذه من ضمن ثغرات الحجر الزراعي.
والمثال الأخير ما حدث مع فسائل النخيل الخاصة بشركة امطار وما ترتب على ذلك فلو ان الحجر الزراعي مارس عمله الصحيح من البداية لما حدث كل الذي حدث؟
الشامي الصديق آدم العنية مساعد تدريس بكلية علوم الاغذية والزراعة جامعة الملك سعود بالرياض المملكة العربية السعودية ومزارع بمشروع الجزيرة
الحجر الزراعي : Quarantine Exclusion
هي تقنية تستخدم لضمان خلو النباتات من الأمراض والآفات عن طريق عزلها خلال مدة إجراء الاختبارات والفحوصات اللازمة بحثًا عن المشكلات. حيث تحدث حالات تسرب للآفات إلى منطقة ما من خلال وسائل الانتشار الطبيعية مثل الرياح و الطيور المهاجرة و الحشرات أو عبر مسارات من صنع الإنسان مثل دخول مواد نباتية بصحبة المسافرين أو استيراد السلع الزراعية سواء لغرض الاستهلاك أو لغرض الزراعة أو عبور سلع زراعية عبر أراضي دولة ما . وعقب دخول الآفة أو الممرض قد يتوطن إذا وجد عائل أو عوائل قابلة للإصابة بالإضافة إلى ملائمة الظروف البيئية، وقد لا يتوطن إذا لم يتوفر له أي من ذلك.
ويعرف الحجر الزراعي بأنه القوانين التي تحد من حركة الحيوان و النبات أو حتى الإنسان إذا كان حاملا لكائن ضار – آفة أو ممرض أو غيرها من الكائنات الضارة . هذ وقد طبق مبدأ الاستبعاد على الأمراض التي تصيب الإنسان قبل معرفة النظرية الجرثومية و كان ذلك عام 1800 ق. م حيث كان المسافرون يحتجزون على أبواب المدن لإجراء الفحص عليهم للتأكد من خلوهم من مرض الجذام وفى العصور الوسطى كان المسافرون يحتجزون على أبواب المدن و في الموانئ لمدة أربعون يوما قبل أن يسمح لهم بالدخول وهى فترة الحضانة لمرض الجدري و من ذلك جاءت الكلمة Quarantine و هي في اللاتينية بمعنى أربعون ومن وقتها استخدمت الكلمة بمدلول الحجر ، و استخدمت ذات الكلمة على الحجر الزراعي للنباتات. وكان أول تشريع للحجر الزراعي قد صدر في أوربا وذلك في ألمانيا سنة 1873 و ذلك بمنع استيراد البطاطس من العالم الجديد لمنع دخول خنفساء كلورادو ، تلتها في ذلك فرنسا بعد أن تسرب إليها مرض البياض الزغبى في العنب و قد سبب مشاكل كثيرة و بحلول سنة 1890 كانت جميع دول أوربا قد وضعت قوانين للحجر الزراعي. أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقد وضعت تشريعات للحجر الزراعي على مستوى الولايات منذ أواخر القرن التاسع عشر و تم وضع أول قانون فيدرالي للحجر الزراعي سنة 1912. هذ وقد وقعت أول اتفاقية دولية لوقاية المزروعات في روما في 16 أبريل سنة 1929 . وتلى ذلك توقيع أول اتفاقية دولية لوقاية المزروعات تحت مظلة منظمة الأغذية و الزراعة في روما سنة 1951 و كان عدد الدول الموقعة 94 دولة وأدخل على هذه الاتفاقية عدة تعديلات كان أخرها سنة 1997 و أصبح عدد الدول الموقعة عليها 120 دولة بالإضافة إلى المنظمات الإقليمية و عددها ثمانية.
والآفة الحجرية Quarantine pest هي التي يحتمل أن تشكل خطورة لمنطقة ليست موجودة بها ، أو قد تكون موجودة و لكن ليس على نطاق واسع و تحت السيطرة. أما الآفة غير الحجرية Non-quarantine pest فهي الافة التي لا تشكل خطورة على منطقة معينة.
من مهام الحجر الزراعي:
1- فحص الإرساليات والمنتجات النباتية الواردة والصادرة والعابرة والقادمة بصحبة الركاب وكذا طرود البريد.
2- الاعلان عن الآفات الحجرية والآفات الغير حجريه الخاضعة للوائح.
3- منع دخول الآفات الحجرية من خارج البلاد من خلال تنظيم استيراد النباتات او منتجاتها والمواد الخاضعة للوائح الصحة النباتية
4- تنظيم تصدير النباتات ومنتجاتها والمواد الخاضعة للوائح الصحة النباتية لاستيفاء متطلبات الدول المستوردة وفق الاتفاقيات الدولية.
5- تحديد المناطق التي تستخدم كمناطق حجريه.
6- تطبيق اجراءات حجر ما بعد الدخول حسب ما تفتضيه الحاجه.
7- القيام بعمليات المراقبة للآفات الموجود بالبلاد.
8- التنسيق والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية والاجهزة والمعاهد العلمية المتخصصة المحلية والخارجية للاطلاع علي المستجدات في مجال الصحة النباتية.
من هنا يحق لنا ان نتسأل هل يتم ذلك عندنا في السودان على وجه الدقة ونحن بلد يعتمد على الزراعة بشقيها النباتي والحيواني في اقتصاده مما يتطلب منا ان نهتم بهذه الموارد ونحافظ عليها بشتى السبل ومن هنا نناشد الاخوة القائمين على هذا المرفق الهام جدا ان يضعوا نصب اعينهم مصلحة البلد العليا فوق كل اعتبارات وان يغلقوا الثغرات التي تجر الويل على البلاد والعباد وهنا اورد ثلاثة امثلة حدثت منها اثنين معروفة للجميع وموثقة والثالثة من مشاهداتي الشخصية وقد يكون قد شاهدها غيري. الاولى هي دخول الحشرة القشرية الخضراء Date palm green scale (Asterolecanuium phoenicis ) حيث تعتبر هذه الافة من اخطر الآفات التي يعاني منها مزارعـي نخيـل التمـر فـي السـودان فـي السـنوات الاخيـرة والتـي ظهـرت لأول مرة بمنطقة القولد ويعتقـد انهـا دخلـت مـع فسـيلة مسـتجلبة مـن خـارج الـبلاد فـي العـام 1989 Exotic pest) وموطنهــا الاصــلي اســيا الوســطى (ايــران) ومنهــا انتقلــت الــي الخلــيج العربــي ومنهــا الــي الســودان وتقــدر مســاحة انتشارها حاليا بحوالي 5 الف هكتار ويكمن سر انتشارها في انها تتمتـع بقـدرتها علـي قطـع مسـافات كبيـرة عبـر وسـائل كثيرة كالرياح والماء والملامسة. ومن المعروف ان هذه الحشرة قد دخلت عن طريق فسائل نخيل من صنف البرحي جلبها احد المغتربين من المملكة العربية السعودية وللأسف عدت من الحجر الزراعي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ واصبحت الآن كارثة على النخيل تنفق عليها ملايين الدولارات لمكافحتها كل موسم.
المثال الثاني والاكثر خطورة من حشرة النخيل حيث انها متخصصة ولا تصيب الا محصول النخيل اما آفتنا الحجرية الهامة والتي هي آفة عامة تصيب جميع المحاصيل من خضر ومحاصيل حقلية واشجار فاكهة ونباتات زينة واشجار ظل واشجار غابية وحتى الحشائش تصاب بهذه الآفة وهي حشرة البق الدقيقي Mealybug والتي اصبحت الآن الخطر الحقيقي على المحاصيل في جميع انحاء السودان وفي مشروع الجزيرة بصفة خاصة اذا لم نتدارك الأمر ونحد من انتشارها وللعلم وبالذات في مشروع الجزيرة وقد تجاوز عمري العقد السادس ومنذ ان كنت طالبا بكلية الزراعة جامعة الخرطوم في نهاية السبعينيات والتصاقي الدائم بالحواشات طوال عمري هذا حتى بعد الغربة فإنني لم افارق الحواشات في موسم الخريف طوال هذه المدة واتردد بعد ذلك عدة مرات في العام ولكنني لم ارى البق الدقيقي الا قبل عامين وعلى القطن المحور مما جعلني اكاد اجزم بان هذا البلاء قد دخل خلال بذرة القطن المحور الخام والذي استورد من الخارج مما يجعلنا نتسأل عن دور الحجر الزراعي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
المثال الثالث وهو مشاهدة شخصية وهنا أذكر أنه وفي أحد المرات التي كنت متواجد فيها بالقرية في فترة الخريف قبل عدة اعوام رأيت حشرة اسمها فراشة دودة ورق العنب ولمعرفتي التامة بها وهي كبيرة في الحجم مقارنة بمعظم الفراشات وهي من الحشرات التي أدرسها لطلابي في كل فصل دراسي ولكنها غير معروفة في السودان والجزيرة بصفة خاصة لغياب العائل بالذات في الجزيرة حيث لا توجد زراعة عنب وبالذات في المنطقة التي رأيتها فيها ولكنني لم استغرب وجودها وذلك لوجد ثمار العنب المستوردة طوال العام في أسواقنا وأرجح أن يكون دخولها عبر ذلك وتكون دخلت مع الثمار التي يغطيها المنتجون أحياناً ببعض اوراق النبات وأرجح كذلك دخولها في طور العمر اليرقي الأخير Last larval instar ثم تحولت الى طور العذراء Pupae قبل جفاف أوراق العائل وهي عادة تتعذر في التربة فقد يكون في هذا الوقت فعلا رمى المستهلك أوراق النبات على الأرض أو قد تكون قد اضطرت للتعذر في أي مكان بخلاف التربة من أجل الحفاظ على النوع (وهذه هي حكمة الله ) والعذراء خلاف اليرقة فهي طور ساكن لا يتحرك ولا يتغذى فقط يتنفس ثم بعد أن تكمل فترة التعذر حسب الظروف المحيطة بها تخرج كحشرة كاملة وهو ما رأيته والحشرة الكاملة في الفراشات لا ترتبط بوجود العائل من عدمه لأنها تتغذي على امتصاص رحيق الأزهار والأزهار متوفرة على الكثير من النباتات والكثير من الفراشات تفضل وضع البيض على الحشائش ولكنني لم أرى هذه الحشرة مرة آخرى في الجزيرة. وهذه من ضمن ثغرات الحجر الزراعي.
والمثال الأخير ما حدث مع فسائل النخيل الخاصة بشركة امطار وما ترتب على ذلك فلو ان الحجر الزراعي مارس عمله الصحيح من البداية لما حدث كل الذي حدث؟
الشامي الصديق آدم العنية مساعد تدريس بكلية علوم الاغذية والزراعة جامعة الملك سعود بالرياض المملكة العربية السعودية ومزارع بمشروع الجزيرة