جنوب السودان…صراعات تفترش القبيلة وتلتحف السياسة!!

جنوب السودان…صراعات تفترش القبيلة وتلتحف السياسة!!

تقرير…حسن بركية
[email protected]

في خلال أقل من 70 يوما سيرفع علم دولة جنوب السودان،الزمن يمضي والقضايا الشائكة تتمدد أمام حكومة الدولة الوليدة ولعل أبرز الملفات التي تقف أمام إنطلاق قطار الجنوب هو الملف الأمني وخاصة أن الأونة الأخيرة شهدت صراعات قبلية عنيفة في مناطق متفرقة من الجنوب بالإضافة للحركات والمليشيات التي ترفع رأية التمرد والعصيان في وجه حكومة الجنوب (أطور ?قديت…الخ) وكانت وسائل الإعلام المختلفة قد نقلت أخبار الصراعات العنيفة في الجنوب وركزت عليها بصورة كبيرة جدا (وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشئون السلام، اتول خاري أمام مجلس الأمن إن حكومة جنوب السودان الذي سيعلن استقلاله رسمياً في التاسع من يوليو/ تموز، تواجه تحديات جديدة مصدرها المتمردون والميليشيات على أراضيها. وأضاف أن «التوترات في الجنوب ازدادت، ولاسيما النزاعات بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والمتمردين والميليشيات» في ولايات جونقلي وأعالي النيل والوحدة.).
وتعمل حكومة الجنوب بصورة جادة علي مواجهة التفلتات الأمنية حتي لاتفسد عليها فرحة يوم التاسع من يوليو وتتهم حكومة الجنوب جهات في الشمال بدعم التمرد في الجنوب وتري أن هناك تهويل إعلامي غير مبرر للصراعات القبلية في الجنوب.وقال الناطق الرسمي بإسم الحركة الشعبية ين ماثيو في تصريحات صحفية تقوم وسائل الإعلام بتهويل الصراعات القلبية وهي صراعات قديمة وأسبابها قديمة ومعلومة.
وتقول بعض التقاريرالإعلامية إن منطقة البحيرات «وسط جنوبي السودان» تعتبر بؤرة الصراعات القبلية القائمة الآن في جنوب السودان. وتشير التقارير إلى أن الاشتباكات القبلية تتركز حول مناطق «جونقلي، والبيبور، اكوبو، وبروكاميل، وبور، وشيبان، وجيكول، وكوني، وابو، رويت وكيوشار».
وحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن سبع ميلشيات متمردة على الاقل تقاتل الجيش الشعبي لتحرير السودان في انحاء الجنوب حيث قتل اكثر من 800 شخص هذا العام في اشتباكات وصراعات قبلية تقليدية. و قال فيليب اقور المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان تقوم مليشيات متمردة تابعة لبيتر قديت الضابط السابق بالجيش الشعبي بشن هجمات لليوم الرابع علي التوالي علي مناطق في ولاية الوحدة. ويقول قير شوانق وزير الداخلية بحكومة الجنوب كل مايقال عبارة عن تفلتات معزولة ولن تؤثر علي مجمل الأوضاع الأمنية في الجنوب وستقوم الأجهزة الأمنية بملاحقة وهزيمة كل المليشيات المتمردة المدعومة من الخرطوم.
وتأخذ الصراعات القبلية أبعاد مختلفة وتتدثر بأسباب عديدة وتلتحف تبريرات كثيرة، الحركة الشعبية (الحزب الحاكم ) ترجع الأسباب إلي ذات القضايا والخلافات القديمة بين القبائل والصراع حول الأرض والأبقار وغيرها في حين تري بعض القيادات الجنوبية أن الأمر تطور وتعدي حدود الصراعات القبيلة القديمة وإقترب من حالة إلانفلات الأمني ووصف وزير السياحة جوزيف ملوال، الصدامات القبلية في الجنوب بأنها «انفلات أمني»،و قال: إنه ناتج عن فشل إداري للحركة الشعبية بعد توليها زمام الأمور في الجنوب.
ودخلت قضية البترول بأبعادها المختلفة وتعقيداتها المعروفة في خط الصراعات القبلية في الجنوب وتركزت العديد من الصراعات في ولاية الوحدة الغنية بالنفط وتطورت الأحداث بصورة دراماتيكية وكانت النتيجة طرد وإبعاد عدد من المهندسين الشمالين العاملين في مناطق البترول بالجنوب وقامت حكومة الجنوب بالتدخل والعمل علي إعادتهم إلي مناطق عملهم وعكست الخطوة مدي التداخل بين السياسة والنفط والأمن في السودان وعبور الصراعات للحدود الوهمية بين الشمال والجنوب.وخاصة أن توقف إنتاج البترول لن يفيد أيه طرف بل علي العكس من ذلك سيزيد من معاناة الطرفيين(الشمال والجنوب).
وتتباين المواقف والقراءات الخاصة بمستقبل الصراعات القلبية في جنوب السودان،هناك من يتوقع إستمرار الصراعات ودخولها مرحلة تهديد بقاء الدولة في الجنوب في حين تري حكومة الجنوب عكس دلك وتعتقد أن ما يقال في هذا الشأن محض توهمات وأحلام وأكد قير شوانق هذه الرؤية وقال :الجنوب لن يكون صومالا جديدا والذين ينتظرون فشلنا سيطول إنتظارهم. وبالمقابل يرسم الناطق الرسمي بإسم قوات الجنرال المنشق بيتر قديت صورة مختلفة للأوضاع الأمنية في الجنوب وقال لموقع (سودان تريبيون)أن قوات كبيرة من الجيش الشعبي إنضمت لقوات قديت وأنهم يسيطرون علي منطقتين في ولاية الوحدة.
ويري عدد المراقبين أن إحتمالات الفوضي في الدولة الوليدة القادمة تتزايد مع تجدد الصراعات والنزاعات في عدة مناطق بالجنوب وكان الإمام الصادق المهدي قد رجح إحتمالات الفوضي والفشل للدولة الجديدة وقال للعربية نت(ان اول مشاكل دولة الجنوب ستكون مشكلة امنية كما هو واقع الان الخلافات والصراعات داخل الجيش الشعبي والحركة الشعبية والقبائل ، فهي قضية امنية كبيرة جدا سيواجهها الجنوب بالاضافة لقضية التنمية ، وقال في ظل هذه المشكلات وارد ان تتحول دولة الجنوب الى دولة فاشلة بصورة سريعة جدا ).
ويقول فلبيب أقوير الناطق الرسمي بإسم الجيش الشعبي كل المليشيات المتمردة معها جيش الرب تتلقي التعليمات من إستخبارات القوات المسلحة التي تعلم كل تفاصيل تحرك هذه المليشيات ونحن لدينا تفاصيل كاملة عن هذا الموضوع.
وتؤكد حكومة الجنوب في كل مناسبة أن الأمر تحت السيطرة الكاملة وأن الجنوب لن يتحول دولة فاشلةمهما كانت التحديات ? علي أيه حال أيام ويرفرف علم دولة جنوب السودان جنبا إلي جنب مع دولة الشمال كإفراز لوطن تشظي بسوء التقدير وبؤس الإدارة وقصر النظر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..