صالات إزعاج

صالات الأفراح واحدة من الاستثمارات التي ظهرت بكثرة في العقد الأخير وكل يوم نكتشف ان هناك صالة جديدة ظهرت في حي من الأحياء فانتشرت في الخرطوم بصور غريبة، ولا أعتقد ان عدد الصالات الموجودة الآن في الخرطوم موجودة في أية عاصمة أخرى في العالم، أي نعم وجود صالات للأفراح مطلوب في أية مدينة ولكن في حدود وبضوابط وشروط وليس من المعقول أن تسمح الحكومة (لأي زول) أن يستثمر في الصالات حتى ولو في أماكن تسبب الإزعاج للمواطنين وتشكل تعدياً على حقوقهم. سبب انتشار صالات الأفراح في الخرطوم هو انها أصبحت مصدر جبايات واستثمار مهم للحكومة، حتى انها لم يعد لديها مانع أن تمنح الإذن لأي شخص يريد الاستثمار فيها، ومستعدة أن تستغل كل الأراضي العامة لتُبنَى عليها صالات دون مراعاة لحرمة الأمكنة، لا يهم ان كانت تقع وسط الأحياء أو بالقرب من الجوامع أو من الوزارات أو حتى داخلها، وليس مهماً أن تخالف القانون أيضاً، المهم عندها الكسب المادي الذي خالفت من أجله الكثير وأهدرت كرامة المواطنين، فامتلأت الشوارع والأسواق بالعاملين في الأعمال الهامشية وأصبحت تطاردهم لتأخذ منهم ما تحصلوا عليه دون أن تراعي ظروفهم. لقد أصبح منظر المواطنين وهم ينفذون وقفات احتجاجية أو مظاهرات من اجل إيقاف الحكومة من الاعتداء والتغول على الأراضي المخصصة متنفساً للأحياء أمراً مألوفاً والغريبة دائماً ما تنتصر الحكومة ويفقد المواطنون حقهم فيضطر الشباب إلى البحث عن متنفسات أخرى دائماً ما تكون نتيجتها كارثية، بل بعض المواطنين رحلوا من منازلهم بسبب إزعاج الصالات. أول أمس نفذ سكان الثورة الحارة الأولى بأم درمان وقفة احتجاجية بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على تغول محلية كرري على منتزه واتهم المواطنون المحلية ببيع المنتزه لمستثمر لتشييد صالة أفراح، ونقلت صحيفة الجريدة أن المحلية صدقت بجزء من المنتزه نفسه لمستثمر شيد عليه ملعباً للخماسيات دون استشارة السكان، ونفت اللجنة الشعبية علمها بالأمر لا أدري حقيقية أم تستراً، وأن اللجنة كتبت خطاباً لمعتمد محلية كرري تعلن فيه رفضها إقامة الصالة داخل المنتزه الذي يقع وسط منازل سكنية ويجاور مسجد الشيخ أبو زيد المشهور بالحارة الأولى، الشرطة منعت المواطنين من تنفيذ الوقفة داخل المنتزه فوقفوا حوله، وحتى هذه اللحظة لم تقل المحلية شيئاً ولن تفعل، فهي تعودت أن تتجاهل احتجاجات المواطنين من أجل حقوقهم أو مارست معهم سياسة النفس الطويل أو قمعتهم، فهي تعلم أن الأمر فيه ضرر ورغم ذلك تنفذه رغم أنف الجميع. صالات الأفراح تقام من أجل أن تقدم خدمات للمجتمع بما يوفر الراحة والأمان للمواطنين وليس لتكون خصماً عليهم، وعليه مراعاة المكان المناسب أمر مهم، يجب أن تنتبه المحليات لما تسمح به من صالات تقام وسط الأحياء فتؤثر على السكن والسكان فالأمر فيه خطورة كبيرة وإزعاج غير مبرر للسكان ومن حق المواطنين الاعتراض والمقاومة بشتى السبل حتى تستجيب الحكومة.
التيار
بجانب اصوات الصالات ايضااصوات مايكرفونات الجوامع التي تقام داخل الاحياء ايضا الباعه الجائلين بمكبرات واصوات مسجله علي اشرطه تجوب الاحياء ساعات النهار
بجانب اصوات الصالات ايضااصوات مايكرفونات الجوامع التي تقام داخل الاحياء ايضا الباعه الجائلين بمكبرات واصوات مسجله علي اشرطه تجوب الاحياء ساعات النهار