د.غازي يكتب : الحوار الوطني تم “تلجينه” تلجينةً لا يقوم منها أبداً..لست أدري ما هي عاقبة الأمور، لكنني أشعر “بصنّة”

بسم الله الرحمن الرحيم

الدكتور غازي صلاح الدين يكتب عن :

” تلجين الحوار الوطني ”

هذه الأيام ما أنفك أذكر قصة أستاذنا الفكه في كلية الطب في السبعينات، إبّان عهد المرحوم نميري، وكانت أيام ندرة في الأسواق والخدمات والسلع. كان يطل علينا بابتسامته الساخرة ليعزينا في حرماننا بقوله: “أنتم دائما ترغبون في النظر إلى الجانب المظلم من القمر. لكننا في الحقيقة في فرحات لا حد لها: نجد البنزين بعد انقطاع، فنفرح؛ نفتح ماسورة المياه فتصب ماءً بعد ما شحّ أياماً عديدة، فنفرح؛ نسمع بأن بالمخابز رغيف، فنفرح؛ نعلم أن دفعة من أنابيب الغاز قد وصلت لوكلاء توزيع الغاز، فنجري إليها ونفرح؛ يتسرب إلينا خبر بأن كوتة من السكر ستوزع وفق بطاقات التموين، فنتسابق إليها ونفرح. إنتم فعلاً في حالة فرح مستمرة لكنكم لا تشكرون الله”.

أما في زمننا الراهن فنحن في حالة دهشة مستمرة. يقال لنا منذ العام الماضي إن السيد الرئيس بصدد إجراء إصلاحات سياسية مهمة، ثم لا يجري الرئيس تلك الإصلاحات، فندهش؛ ثم يستدركون فيقولون لنا إن الرئيس معتكف في العشر الأواخر من رمضان وأنه سيصدر قرارات بتلك الإصلاحات بعد رمضان، فيمر رمضان وشعبان، فلا يصدر شيء، فندهش؛ يقال لنا لا تغضبوا ما هذا التأخير إلا لأن هناك مفاجآت، فننتظر المفاجآت فيعلن الرئيس حزمة الإجراءات الاقتصادية القاسية التي أعلنها في سبتمبر الماضي، فننظر حولنا وندهش، على الأقل هذه المرة المفاجأة حقيقية وإن جاءت بالنتيجة الخطأ؛ يدعو الرئيس علية القوم وسراتهم في السابع والعشرين من يناير الماضي ليعلن انطلاق الحوار الوطني الذي يتطلع إليه الشعب السوداني ليكون سبيله إلى النجاة، فيلقي علينا الرئيس خطاباً مليئاً بالوثبات، فندهش، ونبقى شهرين آخرين في الانتظار وأفواهنا مفتوحة ببلاهة نترقب بيانا ينتشلنا من حالة الدهشة، فيقال لنا إن الرئيس سيلقي خطاباً في اجتماع طارئ لمجلس الوزراء، فنعزي النفس بأن لحظة الحقيقة أخيراً قد دنت، ونشد أحزمتنا للإقلاع، ثم نستمع إلى الخطاب، فندهش دهشة ما بعدها دهشة.

الدهشة هذه المرة ساقتني إلى طلب الفهم عند “ابن منظور” صاحب كتاب “لسان العرب”، لأنني أصبحت مستيقناً أن هناك حالة سوء فهم مستحكمة بين الشعب السوداني والحكومة. التمست معنى كلمة حوار فوجدت ما يلي عند ابن منظور:

“المحاورة: المجاوبة؛ والتحاور: التجاوب” وهو وصف صحيح لأن ما ورد من أفعال في اللغة العربية على صيغة “تفاعل” فهو يعني فعلاً من جانبين لا من جانب واحد. فيمكنك أن تقول برز، أو قتل، أو ضرب وأنت تعني فعلاً من جانب واحد، أما إذا أردت أن هذه الأفعال جرت بين أكثر من طرف واحد لزم عليك أن تقول: بارز، أو قاتل، أو ضارب. إذن حاور هي بالضرورة بين أكثر من طرفين، إلا إذا أردت معنىً سريالياً لطيفاً فتقول “حاور الرجل نفسه أو ذاته،” وأنت ترمي إلى أن تقول إن هذا الرجل قد انقسم افتراضياً إلى ذاتين تتحاوران. وحتى إذا استخدمت مثل هذا النوع من الخيال فالقاعدة تظل صحيحة وهي أن التحاور لا يكون إلا بين كينونتين، حقيقتين كانتا أم مجازيتين.

حاشا لله، حاشا لله، ومعاذ الله أن نقول إن الحكومة تحاور ذاتها، وإن كان ذلك يجوز في طرائق أهل الجذب، نحن فقط نريد أن نؤسس لقاعدة تقضي بأن الحوار هو بطبيعته بين أطراف. لذلك فإن القاعدة الأولى التي تؤهل حواراً كي ما يصبح حواراً وطنياً، هو أن يقوم على أكبر قاعدة سياسية ممكنة ويحقق أكبر قدر من التوافق الوطني. يعني أمام الحكومة أن تفترض وفاقاً وطنياً بنسبة 50% فهذا حقها، لكن الحكمة المتراكمة من تجارب البشرية تقول بأن الوفاق إذا بلغ 70% أو، لم لا؟ 90% فهو أجدر بأن يحقق غاياته.

أما إذا رأت الحكومة بأن يكون حوارها هو حوار مجازي مع ذاتها، فيمكن لها أن تحقق، مجازياً طبعاً، كل أحلامها في الاستقرار والازدهار، لكن هذا الفوز لن يكون أكثر واقعية من تلك القصة التي نقد فيها أحد البخلاء صليل نقوده مقابل رائحة شواء عند صاحب مطعم. شراء مجازي مقابل طعام مجازي. أو مثل العبارة العظيمة التي تفتقت عنها عبقرية الشعب الروسي إبّان العهد السوفيتي: “يتظاهرون بدفع رواتبنا، ونحن نتظاهر بأننا نعمل”. يمكن أن يقودنا المسار الحالي إلى ذلك: “يتظاهرون بالحوار معنا ونحن نتظاهر بالاستماع إليهم،” إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، ومن خدعنا في الدين انخدعنا له.

لو أنني قيل لي إن مجلس الوزراء البريطاني لديه اجتماع طارئ لتغلب لدي الظن بأن بريطانيا قررت إرسال قوات برية إلى أوكرانيا لدعمها مقابل روسيا، وبالمناسبة بريطانيا كانت لها معارك في القرم مشهورة في الأعوام 1854 و 1856. لا، لا، لاتبتسم، فأنا رغم فكّي المدلى بلاهة لم أتوقع أمراً عظيماً يخرج من اجتماع مجلس وزرائنا الطارئ. لكنني في أسوأ نوبات بلاهتي لم أتوقع أن يتحول مجلس الوزراء إلى مناظرة في فضائل ال “بي واي دي” على “اللاند كروزر”. وحتى الآن أبحث في جدوى تلك المناظرة وفي فهمها، وعندما أتمكن من ذلك سيكون بوسعي أن أوصي بتدريسها حصة نموذجية في التربية الوطنية لطلاب الأساس. المشكلة هي أن السيد الرئيس خطبنا قبل عامين في المجلس الوطني خطبة مثيلة عن التقشف، خطبة خشعت منها القلوب وذرفت الدموع، وقال إن مخصصات الوزراء ستقلص وأن المباني الحكومية ستتوقف، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث. ولم أدر حينها ما حكمة ذلك الوعد الموعود.

لكن مالي أتوقف عند تلك المناظرة وأتغافل عن حقيقة أن خطاب السيد الرئيس لم يكن سوى “قائمة أماني وشعارات”. يستحيل أن تجد من يعترض عليها. وكما قال الشاعر السوداني “البقوليك سمين قول يامين.” ومالو! ندعوا الله أن تتحقق تلك الأماني ويهنأ بها الشعب السوداني. ومالو! لم لا نتطلع إلى العد ل كما تمنى الرئيس في خطابه، ولم لا نسانده في دعوته لدستور أفضل من الدستور القائم. ولا ينبغي أن نلتفت إلى تشكيك المتشككين دعاة الفتنة الذين يسألون الرئيس عن ما ذا أنجز من العدل في رحلة السنوات الخمس والعشرين الماضية وكيف تتعامل الحكومة القائمة مع الدستور القائم وإلى أي مدى تحترمه.

لست أدري ما هي عاقبة الأمور، لكنني أشعر “بصنّة” لا أدري عاقبتها. ولا أدري هل سيقوم حوار وطني ينقذ البلاد وينقذ حكومتها من ورطتها. صرف الله فأل السوء فهو ما يزال يغمز إلي ويذكرني بكلمة أبدعها القاموس السوداني. هي كلمة “لجنة” المأخوذة من تراث الخدمة المدنية وتعني أنه إذا تراكمت أغراض قديمة ومتعددة فإنه تكون لها لجنة للتقرير بشأنها إما ببيعها بأسعار رمزية أو بالتخلص منه في النفايات. وعندئذ يقال إن تلك الأغراض قد “لجّنت”. ما يقلقني هو أن الاجتماع التاريخي العظيم الذي تم بالأمس في مجلس الوزراء قد قرر تشكيل لجنة عليا لمتابعة قرارات الاجتماع، وأن اللجنة العليا ستشكل لجاناً أصغر، وبالطبع لا أستبعد أن تتفرع تلك اللجان إلى لجان أصغر فأصغر إلى أن تصبح لجاناً لا ترى إلا بالمايكروسكوب، وعندئذ يمكننا القول إن الحوار الوطني قد تم “تلجينه” تلجينةً لا يقوم منها أبداً.

المشكلة ليست في المتفلسفين الصفوة من أمثالنا الذي يعرفون كيف يدبرون لأنفسهم المهارب. المشكلة هي أن هذا النهج لن يحل أزمات البلد المستفحلة التي تسحق الفقراء والبؤساء. لن يزيل من أمامهم البلاء الاقتصادي، ولن ينهي الحرب، ولن يعمر علاقاتنا الخارجية المأزومة، ولن يوحد صفنا الوطني المشعوب. وسنعود لنلتقي مرات ومرات ليس بيننا حوار وإنما محاورة، هذه المرة على طريقة كرة القدم، وهذا ما فات معناه على ابن منظور عندما وضع قاموسه قبل عدة قرون .

غازي صلاح الدين العتباني
25 مارس 2014
See Translation

تعليق واحد

  1. Wise after the event .. I am very sorry to say to Mr. Salahadeen that you have contributed in building the current regime since dawn of June 30 1989 , and you used to lie to the people .. you are responsible for many mistakes .. so no one can forgive you unless you appoligize publicly for what you used to do when you were in power you cannot wait the people of sudan to support your new ideas as long as you disdain from appology … You should be aware of one inevitable reality , you will be under trial one day when this game over and come to end accused of political and criminal charges for your effective participation in the most tyranic , totalitarian regime Sudan has ever witnessed in his ancient and present history .

  2. المشكله ليست فى الصفوه المتفلسفين امثالنا الذى يعرفون كيف يبدبرون المهارب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    عزيزى دكتور غازى :- اذا لاتحس بانك ابن هذا الشعب الاغبش الذى علمك وثقفك وقطع من قوته ودفع دم قلبه حتى تكون انت صفوه وفيلسوف ……فارجوك ارجوك لاتكتب عنه فقط اكتب عن امثالك من الصفوه المافونين الذين لا تعجزهم تدبير المهارب …………

  3. غازى دكتور ودرس فى افضل الجامعات ومع ذلك عامل ما فاهم .. وهو فاااااهم جدا . الرئيس الدائم البشير همه الخلود فى السلطة ولذلك هو يستخدم الدكاتره والفاهمين فى تحقيق رغباته . وبعد ان يستنفد اغراضه منهم يتلاعب بهم مثل كروت الكوتشينه.. فهو لا يهمه وطن ولا اقتصاد ولا زراعه ولا تعليم ولا صحه ولا رفاه اجتماعى .. تهمه نفسه فقط .استرتيجية الدولة الوحيده هى بقاء الرئيس فى سدة الحكم لتدوم مصالح الطفيليه الدينيه والراسماليه حوله ..ياغازى السودان الان هو رئيس وجهاز امن فقط .. وانت فاهم . ونحن فاهمين .سيبنا من حوار وتغيير . ودستور . اكتر حاجه انا بتغيظنى كلمة دستور لان النسخة الوحيده موجوده تحت جزمة الرئيس الخالد والمشير وخليفة المسلمين ..

  4. “المشكلة ليست في المتفلسفين الصفوة من أمثالنا الذي يعرفون كيف يدبرون لأنفسهم المهارب. المشكلة هي أن هذا النهج لن يحل أزمات البلد المستفحلة التي تسحق الفقراء والبؤساء.”

    لو بنيت موقفك السياسي على هذه العبارة يا دكتور غازي لكفرت عن كل الفترة التي قضيتها في الانقاذ

  5. مقال جميل يا اخ غازي ولكن
    يقول الله تعالى
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) ﴾
    ويقول النبي الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم يوصي ابن عباس( يا بني خذ ممن استقاموا ولا تأخذ ممن قالوا) فالان السودان على مفترق طرق واذا لم يصاحب قولك فعل فهو عليك رد وانت تعلم جيدا طبيعة هذا النظام وقد كنت احد دهاقنته والمتسببين في الاتيان به ونطلب منك ايضا الاعتذار لهذا الشعب علنا مما ارتكب في حقه وحق وطنه الغالي من ظلامات واهوال اودت به الى هذه الهلكة الماثلةوان تقف بوضوح ودون مواربة حيث يقف وانت تعرف جيدا مكان ذلك، بعدها يمكن العفو والصفح والا فسيكون كل ما تكتب بلا مصداقية ومن باب التزجية للوقت او العودة كما عاد الشيخ او كاد فلنرى منك قبل ان نسمع او نقرأ وليس للشعب حاجة فيما تقول والله الهادي الى سواء السبيل.

  6. بدوري أسألك يا دكتور ، كل من خرج منكم من هذا التنظيم أو عند تحور مسماه للهروب إلى دائرة اخرى ، لماذا لا تكون الشجاعة و الامانة صنوه في إن يعترف بأن مشروعكم المسمى بإسلامي قد فشل و فشل فشلا ذريعا ، و تاكد بأن هذا لن يجر عليكم تهمة سب الدين او الزندقة إذا لم توصم الدين في نفسه بالفشل و لكن يجب توصوفوا تصوركم في كيفية تطبيقه سياسيا و إقتصاديا أو لإدارة البلاد في شتى النواحي ، هذا التصور قد فشل .

  7. قال غاذي المشكله ليس في المتفلسفين من الصفوه امثالنا!
    ونحن نقول له فلسفتك دي الودتنا في خبر كان من زان ، وبعدين فلسفتك دي قبل 20 سنه كانت وين وشفنا منها شنو غير الدمار والخراب الاصاب البلاد من المتفلسفين امثالك من الاسلاموين الذين يدعو الصلح في البلاد انما هم اكبر مدمرين لها ، احتفظ بفلسفتك لنفسك ياغاذي ولا داعي للاحراج ، ياحثالت المجتمع والانغاذ . اذهب فانت من الطلقاء انت والنغاذ.

  8. والله أنا ذاتي مندهش من غازي .. أول مرة أعرف إنو شعبان بيجي بعد رمضان .. يبدو أن شوال تم إعتقاله في شركة سكر كنانة .. قلت لي يا غازي الإصلاحي ك: يمضي رمصان وشعبان ولا يصدر شئ!! .. يا أخي مرّ 25 رمضان .. و25 شعبان ولم يصدر عنكم شيئاً سوى مسرحياتكم السخبفة! .. قرف يقرفكم كلكم من رقاصكم لي آخر (عالمة) في تنظيمكم الضلالي!!.

  9. يا غازى يغزو ليك مسمار فى راسك انت يا اخوى بتضحك علينا ولا شنو؟ انت لحدى امس ما كنت فى اللجان الميكروسكوبيه دى ولا يا دوب بقيت بتشوف كنت عكدميان؟ عمى كباسه . انا لو منك اسلم كل اموالى والبيوت والعمارات والعربات وافضل استفرغ لمن اصاب بحاله من الهستيريا بعداك امشى اقعد فى مكه لانو انت واولادك كلكم اكلتو الحرام يا ترباية الحرام تف عليك وعلى وشك .

  10. الاعتذار للشعب السوداني يا غازي اولا عن دعمك للنظام
    والاعتراف بخطأ الانقلاب على الديمقراطية
    دي حاجة ضرورية جدا ان اردت لجزبك الجديد ان ينجح ويكتسب ثقة الناس
    اما الحوار مع هؤلاء فانت سيد العارفين لا فائدة منه
    خليلك مع الشعب واعلنها صراحة
    الشعب يريد اسقاط النظام
    وحتلقنا معاك
    (( الشعب السوداني الفضل))

  11. العقبة الكؤود التي واجهت مبادرة حوار الوثبة هي مسالة الحرية
    المؤتمر الوطني يعتقد ان منح الحرية للاحزاب والشعب السوداني بمثابة اسقاط لنظام الانقاذ
    المؤتمر الوطني يريد حوار بدون حريات ولا يمانع في دغمسة وجغمسة الموضوع مع اي حزب يقفز تلبية لمبادرة الوثبة للحوار الا موضوع الحريات هذا
    عرفت يادكتور غازي سبب الصنة

  12. المشكلة ليست في المتفلسفين الصفوة من أمثالنا الذي يعرفون كيف يدبرون لأنفسهم المهارب.
    المشكلة ليست في المتفلسفين الصفوة من أمثالنا الذي يعرفون كيف يدبرون لأنفسهم المهارب.
    المشكلة ليست في المتفلسفين الصفوة من أمثالنا الذي يعرفون كيف يدبرون لأنفسهم المهارب.
    المشكلة ليست في المتفلسفين الصفوة من أمثالنا الذي يعرفون كيف يدبرون لأنفسهم المهارب.
    المشكلة ليست في المتفلسفين الصفوة من أمثالنا الذي يعرفون كيف يدبرون لأنفسهم المهارب.
    —————-
    يقولون (ختامه مسك)، ولكن خاتمة هذا المقال كانت إعترافاً صريحاً من دكتور غازي بأنه (يعرف كيف يدبر الهروب لنفسه والنجاة بجلده في الوقت المناسب)، وإعترافه الإستعلائي بأنه من (المتفلسفين الصفوة) كما قال، ولا أعرف إنساناً سوياً يُكرم نفسه ويُثني عليها ويصفها بالصفوة سوي دكتور غازي.

    ما يهم هو إعتراف غازي الصريح بأنه (قادر علي الهروب في الوقت المناسب)، أما الإعتراف الضمني فهو أنه: حكم الشعب السوداني مع الإنقاذيين 20 عاماً في صمت مطلق ولم يري فيهم ما يُعيب إلأ مؤخراً، في أيام المظاهرات الشعبية الأخيرة، حيث ظن دكتور غازي أن الآوان قد حان للقفز من السفينة (ودبّر لنفسه مهرباً).

    أقول للدكتور غازي:
    للأسف هروبك لم يكن مهرباً كريماً – بل مهرب وهروب الجبناء وأصحاب الغرض والمصالح الذاتية، فلا داعي لأن تحدثنا الآن فقط عن النضال والثورة والفقراء والمساكين أيها الصفوي المُتفلسف (بإعترافك) الذي يعرف كيف يُدبر لنفسه المهارب (بإعترافك)!

    ورسالة أخيرة لدكتور غازي:
    هروبك وقفزك من سفينة الإنقاذ إبان مظاهرات سبتمبر لم يكن مبنياً علي دراية أو دراسة منك، بل خُيّل لك فقط – مجرد خيال- أنها آيلة للغرق وأنه الوقت المناسب للقفز. الوقت لم يكن مناسباً عزيزي غازي للقفز، وهاهي الأيام تثبت لك أن الحكومة باقية وأن شيخك الكبير الترابي يدخل رجليه فيها من جديد، أي أنك قفزت من هنا ودخل شيخك الكبير من هناك، وهذا يثبت لي ولك شئ واحد فقط لا غير، وهو أنك (لست صفوياً متفلسفاً ولست قادراً علي تدبير المهارب لنفسك).

    كانت غلطة!ّ
    :-)

  13. تعليقات القراء صحيحة مئة بالمئة ولكنهم نسوا شيئا واحدا وهو ان الفساد والظلم الموجود عندنا هو جزء من الفساد الاقليمى للدول والمجتمعات التى تحيط بنا ( الافريقية والعربية )!!!!
    ( كل ميسر لما خلق له )..يعنى اى حكومة تصل للسلطة سواء بطريقة ديمقراطية او بالسلاح ستمارس نفس الفساد والظلم..فلننظر بشجاعة وتجرد لحالنا منذ الاف السنين..ولننظر للدول من حولنا كلها فساد فى فساد..وظلامات حالكة السواد..ولم يسود العدل والمساواة الا فى عهد الانجليز (( للاسف ))
    المشكلة هى ان الفساد والظلم والقتل والعصبية العمياء واحتقار الاخرين الذين يختلفون معنا فى الراى او الشكل او طريقة ممارسة الحياة هو شىء موجود فى ثقافاتنا وموروثاتنا الشعبية..ولم يستطع الدين والتعليم اقتلاعها من دواخلنا..فلنكن واقعيين ونواجه انفسنا بشجاعة ..
    الحل ليس فى تغيير الحكومة الحالية فقط وانما بظهور مصلحيين اجتماعيين وحكماء يتحلون بالشجاعة يخرجوا من وسطنا ويقودوا مشاعل التغيير الفعلى داخل المجتمع لتغيير تلك المفاهيم المغلوطة..والا سيستمر الفساد والقتل والظلم الاف السنين القادمة ..
    ..

  14. (المتفلسفين الصفوة من أمثالنا )- صح لسانك في المقطع الاخير – ضيعتم البلد بتفسيرات فطيرة عن الحكم الاسلامي وسلمتم الراية للبشير الذي لا يفهم في الحكم الاسلامي الا انه انقلاب بخدعة وجعل منكم بيادق تكذبون وتكذبون الي ان ركزتم حكمه واصبحتم تقولون ليل ونهار ان لا بديل للبشير الا البشير والغيتم عقولكم ففلسفتكم هي التي ضيعت البلد وعجنكم هو الذي جعلكم اضحوكة العالم.

  15. رجاء ان يوضح لنا الدكتور غازي ماذا يعني بهذه العبارة:

    “المشكلة ليست في المتفلسفين الصفوة من أمثالنا الذي يعرفون كيف يدبرون لأنفسهم المهارب”

    المهارب = الهروب من سفينة الانقاذ في الوقت المناسب

    المهارب = سبل العيش الكريم

  16. نائب غازى قال فى تصريح ( موثق لصحيف الوان )
    (( نحن كنا جوة وعارفين الانتخابات بتتعمل كيف )) والكانوا جوة كتااااااار ليس اخرهم غازى صلاح الدين المطرود من الوطنى ..بالله الوطنى دا كل ما تسمع اسمو ساكت تشمئذ ويصيبك غثيان تلقى ناس غاز مكنكشين فى الوطنى ((العفن دا لامن يتم طردهم ) كمان

  17. والله يا دكتور غازى ، كلامك ده لو قلته ، خلال الخمسة سنين الأولى من عمر الانقاذ ، كنا صدقناك ، وايدناك ووقفنا بجانب حزبك الاصلاحى … ولكن بعد 25 سنة ، والله العظيم طفل صغير لا يصدق مثل محتوى مقالك .

    بالله المتشككين ودعاة الفتنة أنتم يا دكتور غازى ، أم الذين سألوا الرئيس عمر البشير عن ما ذا أنجز من العدل في رحلة السنوات الخمس والعشرين الماضية، وكيف تتعامل الحكومة القائمة مع الدستور القائم وإلى أي مدى تحترمه ؟ .

    دكتور غازى صلاح الدين العتبانى ، كفاكم خداعآ وغشا ، وقد كشفكم العالم أينما وجدتم . ما أنتم إلا إخوان شياطين .

  18. يجي ان تختفوا من الساحة جميعا , و نقصد بهم كل اعضاء الحركة الاسلامية و الفروع التي انبثقت عنها من وطني و شعبي و اصلااح و غيرهم فهم كالنبت الشيطاني لهم الف واجهة.
    ان رمتم السلامة الاسرية و المحاكمات العادلة يجب ان تغربوا عن وجوهنا فانتم من صنعطتم المعضلات و لا يمكن ان تكونوا جزاء من حلها.
    الحكومة الانتقالية التي تفكك الشمولية و توقف الحرب و تحاسب المجرمين و تسترد الاموال المنهوبة و تجبر الضرر وترد المظالم لكل ابناء السودان و تعيد المفصولين للصالح العام و تلغي التمكين في اجهزة الدولة التنفيذية و العسكرية و الشرطية و الامنيه هي مطالبنا و غايتنا التي لن نحيد عنها.

  19. يا اخواننا
    من يقود البلاد هو التنظيم الدولي للاخوان المسلمين وهو الذي قرر ابعاد علي عثمان ونافع من الواجهة واوكل لهم مهام اخرى هذا للتفاوض مع الاحزاب والهائها وتخديرها بالوعود والثاني للتحضير للانتخابات وايجاد الوسائل لتزويرها وهو الذي اعاد الترابي للواجهة مرة اخرى
    يا اخوانا البشير دا ما عنده اي دور وهو ايضا واجهه تم تلويثه واغراقه بالمال ةالثروة هو وعائلته ولو داير يعمل فيها راجل ويتخذ قرارات عنترية لوحوا له بكروت ضغط اولها الفساد وبالوثائق وثانيها تسليمه الي الجنائية الدولية .
    نحن مشكلتنا تتطلب تدخل دولي او انتفاضة لا تبقي ولا تذر وحتى غازي العتباني تم ابعاده بواسطة التنظيم العالمي للاخوان واوكل اليه بالتأكيد دور ولكنه لم يظهر حتى الان ويمكن ان يكون البديل للسير في نفس الطريق الجهنمي اذا سقط النظام باعتبار انه يظهر للناس كمعارض للنظام ويمكن ان يقبل كبديل للاصلاح .

  20. ما أدركه د.غازي صلاح الدين العتباني الآن أدركه راعي الضان قبل 20 سنة فعلا للسلطة سكرة ومغبة

  21. أخي غازي
    أحسب أنك من أبناء هذا الشعب الكريم وتريد له الخير كما تريد لنفسك . الفرق بينك وبين الذين كنت معهم بائن وواضح ومنذ زمن بعيد وليس الآن ويدل ذلك قيادتك للعشرة الكرام الذين أتو بالمذكرة الشهيرة وكنت تظن حينها بأنك تفعل خيراً ولكن أثبتت لك الايام ختل ما كنت تظن ولشجاعتك التي عرفت بها دوماً أيضاً سجلت موقفاً رائعاً حينما فقزت من سفينة الإنقاذ المثقوبة وسألت لنفسك الخلاص لكن يا عزيزي ( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين) وطالما أن هناك حية دائماً تلدغ فالمشكلة ليست في الحية ، المشكلة في الطريق إلي ذلك الجحر والذي لا تريد أن تسلك غيره . والغريب في الأمر أنك عشت في بيئة سودانية خالصة يدل عليها لغتك العامية العميقة والتي أخذت منها (صنة) ومن قبلها ( إرقمة) علي الرغم من أنك كتبتها ( إرجمة) كما يكتبها المصريين (حيث القاف السودانية تنطق كالجيم المصرية) … أبعد عن طريق هؤلاءالعنصريون الذين يتاجرون بالدين ويجعلونه في خدمة مصالحهم وستجدنا معك بدون أن نسألك إعتذاراً وإلا ( يفتح الله) .

  22. ** مقال فلسفي عميق***

    ** الصنّة دي يا دكتور..هي ان النظام يقبع الآن في غرفة العناية المكثفة.. وكلنا صانّين منتظرين الخبر !! طوّل في العناية زي آرل شارون !!!

  23. لاول مره اعرف ان الدكتور غازى يستطيع الكتابه باسلوب ساخر وبعبارات خفيفه.ولكن فات عليه ان القارئ دائما يكون فى ذهنه شحصية الكاتب لذلك كنت اتلولو خجلا وانا اقراء فى هذه الرشاقه والخفه واتزكر فى شخصيتك وماضيك وموقعك الحالى .من كان يصدق هذا.لن اناقشك فى الهراء الذى تكتبه فانت ادرى الناس بمواضع الزلل فيه ولن اطلب منك شيئا فانت ادرى بالمطلوب من شخص قام بما قمت به فقط اقول لك ليتك مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا

  24. الأخ الدكتور غازي ، أولا نرحب بك معارضا للنظام فهذا حقك كسوداني وحق مراجعة النفس مكفول لكل إنسان ، وحق التوبة مكفول ما أجتنبت الكبائر ، وأحسب أنك برئ منها، لكنك تعلم وكنت سيد العارفين وإمام المنظرين أن للتوبة شروط ،أولها الإقرار بالذنب والندم علي ما فات منه ثانيا الإعتزار للناس عما سلف ومعاهدتهم أن تبزل الجهد في محاولة إصلاح ماشاركت في إفساده ، ونحن نعلم إنك قد كنت من خيارهم ، فكن من خيارنا. وإني أعلم أنك تحفظ (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام) وجاهلية المعاملة والسياسة والإقتصاد لا تقل عن جاهلية العبادة فالأول ظلم الناس والثاني ظلم نفسه . والحق يادكتور قد تأخرت أوبتك وتوبتك ولكن كما يقال أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي . ونحفظ وتحفظ التائب من الذنب كمن لاذنب له ما أجتنبت الكبائر فمرحبا بك بيننا ماخلصت النوايا ، فأنت أعلم منا بسرائر رفاق الأمس ، فإن كان الوطن والمواطن هو همك الذي أخرجك عنهم وسعتك قلوبنا وحملتك الأعناق وحفظت جهدك العقول فأنت من أهل الرأي والفكر والبيان .

  25. لنبتة…السلام…وعلو المقام…ولبنيها…الكرام…التحية والاحترام…الشرفاء…
    الموشحين بالاستنارة والضياء….لها…دوما…ننشد ..القوافي.. لعل…بعض الشدو..
    يرضيها…ويسكن الجرح الأليم …

    د/غازي تحياتي ..ندرك يقينا ..أنك لم تكتب هذا ..المقال..ولست متابعا لردود الأفعال..لك دور ..مرسوم لن تحيد عنه ..لأنك تدرك ..ما هي الراكوبة ..روضتنا الغناء وارفة الظلال ..روادها ..موشحين بالمهابة والجلال
    يصنعون الإبداع..فكراً مستنير ..والكلمة تأتي أيها الدكتور الفاضل ..بنبض الحس والمعنى ..نحافظ على قدسية
    المنتدى ..أحيانا..تجد شراذم أمن نظامكم يدخلون حديقتنا ..محاولين العبث بأزهارها وورودها وأشجارها..نحن لهم بالمرصاد ..هيهات لهم ..هيهات ..دكتور غازي ..نكرمك لأنك ضيفنا في هايد بارك ..وعلمونا ونحن نلج
    شبيبة اليسار ..عفة اليد واللسان.. اقتحام الملاحم ..والعف عند المغانم ..والعجيب أن يكون محب نبتة هناك غريب ..هاشم صديق ..وكثيرون هناك فاطمة أم أحمد قديسة المعبد…والفيتوري و الخ ..الخ..
    وصلت الردود..لن أزيد.. هنا الكل راشد …هنا تصاغ حروف الكلمة..تزهر حكمة ..غدا ينزاح الظلام والإظلام
    أين بدر الدين إدريس ..حدث د/فاروق اغتصاب الرجال بأوكار..أمن.. نظامكم ..وبيوت الأشباح ..هل قلت لنافع
    كفى عيب ؟؟ والأستاذ الجامعي اغتصب طالبته ..حكم القضاء 10سنوات ..عفو رئاسي ..طردت المُغتصبة
    هل سجلت موقفا يحسب لك ..وصفية حسين ..الصالح العام ..التمكين ..نأمل ردك ..أيها الدكتور ..الموقر

    ربع قرن من الفساد والقهر والطغيان والحث على الرذيلة والشذوذ…والنهب المصفح…وعاشت نبتة أسوأ أيامها منذ فجر التاريخ. …ولا ادري لما يرتضي البعض أنثى أو ذكر..ابتذال ذاته فلقد فاحت رائحة المساكنة
    والزواج العرفي واستشرى …تعاطي المخدرات….والتعميم لا يجوز فما زال ..بعض بنو نبتة…..بخير

    أوردها الأستاذ/أبكر يوسف آدم… له تحيات… نبتة..وبنو نبتة…إناثاً..وذكور…على هذا الإشراق الفكري…
    وله عاطر الثناء… على هذا الضياء… من..عصارة علم الاجتماع ..التي ..تنطبق على حال ..الوطن المستلب
    (فإن تراكم الاستبداد ، يفرز مجتمعاً متخلفاً ، وقادة متخلفون رغماً عن مظاهر الترف ، والرقى الظاهري الزائف على كل من الهيئة والسلوك ، وتعد المخاطبات الخداعية التخذيلية ، المجانبة لمكامن العلل ، من المؤشرات المؤكدة على رسوخ هذا التخلف ، كما أن العناصر القائدة الملازمة لهذه العمليات ، هي عناصر التخلف الحقيقية ،)
    ( أبرز مظاهر إجتياف التبخيس والعدوانية ، تُفرض على الإنسان المقهور من قبل المتسلط ، هو الإعجاب به ، والاستسلام له في حالة من التبعية الكلية ،،، وبمقدار ما ينهار اعتباره لذاته ، يتضخم تقديره للمتسلط ، ويرى فيه نوعاً من الإنسان الفائق ، الذي له حق شبه إلهي في السيادة ، والتمتع بكل الامتيازات , وتلك علاقة رضوخ ” مازوشيه ” من خلال الاعتراف بحق المتسلط بفرض سيادته ، ومن هنا تبرز حالات الإستزلام والتزلف والتقرب)
    شاكرين لك …دكتور غازي هذه الزيارة لروضتنا …مع تحياتي

    المجد للشعب …المستنير..سلوكا..وفكرا…المجد للشهداء دوما…وأبدا..على مر العصور…المجد لرجال الجبهة الثورية …ولكم أنتم رفاق… دربنا يا من تزينون..(الراكوبة)… روضتنا بالإبداع …والفكر الثاقب..

    خاتمة ::-
    هرمنا…ما عاد..يؤرق نبض …الحروف
    لا نبتة.. تزهر خريفا…ولا نبت …الجروف
    ما عاد للشجرةِ سوقاً ولا للمال بيتاً…ولا أبوروف
    عاد.. كسالفُ… عهدهِ…..سمعُ……وشوف

  26. يا غازي انت كنت واحد منهم و تثعلبت وتخابثت وتامرت معهم اكثر من 24 سنة..استغرب لاستغرابك مما يكذبون..اسكت

  27. الإنقاذي (غازي) ..
    ليت (الحوار) هو الـ (إتلجّن) .. يا سيدي البلد هي الـ (إتلجّنت) تلجينةً لا تقوم منها أبداً .. شكر الله سعيكم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..