معادلات
• لكي يتسنّى فهم الذي يجري من انفلات مخطط ، يستهدف إركاع الشعب أو إبادته جوعاً ، لكي يتسنّى فهم المسألة ، يجب الربط بين مجموعة أحداث توالت خلال الأسابيع القليلة الماضية ..
• بدءاً من خطاب رئيس الوزراء ، الذي أشار فيه ، مجرد إشارة ، إلى أن وزارة ماليته تتحكم في نسبة ضئيلة من اقتصاد البلاد / مروراً بالرد السريع الغاضب الذي اختتم بـ(طلب) تفويض من الشعب / انطلاقاً إلى رفض الشعب ، ممثلاً في العديد من كياناته و فاعلياته و نشطائه ، بل سخريته من الطلب الغريب/ عطفاً إلى نيّة تلقين الشعب درساً لا ينساه جرّاء تجاهله “اليد الممدودة إليه” / عروجاً إلى توقيع اتفاق سلام تغيب عنه أهم و أقوى حركتين مسلحتين / وصولاً إلى اجتماع رئيس الوزراء في أديس بالقائد عبدالعزيز الحلو (وهو إجراء يعتبره العديدون من أصحاب الأجندات الخاصّة خروجاً على النص) / ثم .. أخيراً (ردّ الفعل الانتقامي) المتمثل في الانفلات غير المسبوق في سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني ..
• وفق التسلسل أعلاه ينبغي أن تُفهم الأمور . و لكن السؤال الأخطر هو :
– كيف تمكنوا من التحكم في سعر الدولار بكل هذا اليُسر ، و قبلها ، كيف استطاعوا إثارة دهشة رئيس الوزراء بشراء الذهب بـ(أعلى من سعره العالمي)؟؟؟…
• حين طالب العديد من خبراء الاقتصاد المخلصين ، منذ أول يوم للحكومة المدنية و وزارة ماليتها ، حين طالبوا بتغيير فوري للعملة الموروثة من عهد حكومة اللصوص ، كانُوا في الحقيقة يعرفون تماماً أنّ تغيير العملة هو آخر إجراء يمكن أن يقبل به “مناديب الكيزان” في الحكومة.
• تغيير العملة هو السلاح الوحيد الذي كان بمقدوره ، آنذاك ، تحييد جميع أسلحتهم في ضرب الاقتصاد، و أهم تلك الأسلحة على الاطلاق هو قدرتهم على طباعة ما شاءوا من نقد ورقي ، فهم وحدهم من يملكون مخططات و تصاميم العملة ، و هم وحدهم القادرون على طباعتها في أي مكان من العالم ، و بأي قدر ، خصوصاً و أن العديد من الدول التي تتقاطع مصالحها مع مصالح الشعب السوداني ، تستطيع بطباعة العملة السودانية على أراضيها أن تحقق مصالحها المتجانسة مع مصالح عملائها داخل السودان .. و هذا هو ما يجري فعلياً ..
• قال رئيس الوزراء إنّ هنالك من يشترون الذهب بأعلى من سعره العالمي، و لكن الحقيقة هي أنهم يشترون الذهب بلا مقابل تقريباً .. بأوراق ملونة تسمى “عملة سودانية” ، لا أحد يعرف أين طبعت و من الذي يطبعها و كيف دخلت !!!.. و بذات الثمن المجاني يشترون الدولار ، لن يخسروا شيئاً و لو دفعوا ألف جنيه مقابل الدولار..
• على الشعب أن يدرك الآن أن المطلوب منه عاجلاً أحد أمرين : التفويض… أو الموت جوعاً
• و عليه أن يدرك أن كل هذا يجري بسبب (ثورته الناقصة).. الثورة الوحيدة التي قطعت ذيل الأفعى و تركت رأسها ، بل رؤوسها العديدة حية ، بل طليقة حرّة تفعل ما تريد .. الثورة الوحيدة التي مرّ على نجاحها أكثر من عام و بثمن يتمثل في دماء الآلاف من أبنائها ، دون أن تشهد إعدام واحد ، و لا واحد ، ممن قتلوا أبناء الأمّة و نهبوا ثرواتها و دمّروا اقتصادها و بنياتها الأساسية ..
*** *** ***
رسالة إلى رجلٍ يخاف الله وحده:
شيخنا و مولانا و ناصحنا ، الشيخ محمد الشيخ حمد النيل خليفة السجادة القادرية العركية ، حفظه الله و جزاهُ خيراً عن الإسلام الحق و المسلمين الحق.
لقد والله نصحت ، فأحسنت النصح ، و بلّغت ، فأوفيت البلاغ ، و أعدت لنا الأمل في عودة عهد افتقدناه طويلاً ، عهدٍ شهدنا فيه مشائخ التصوف في بلادنا لا يقفون بأبواب السلاطين، و لا يتهالكون على الدنيا ، و لا يكتمون كلمة الحق، و لا يخافون في الله لومة لائم و لا نقمة ناقم، عهدٍ شهدناهم فيه أشداء على الجبابرة و المنافقين رحماء على المساكين، يعرفون أن الإسلام الحق هو إسلام (لقمة في بطن جائع ، خيرٌ من بناء ألف جامع)، فكن على العهد ثبتك الله و سددك و هدى بك.
علي يس
[email protected]