أخبار السودان
هل يدخل السودان مرحلة التقسيم؟

يشهد السودان من جديد تطورات سياسية وعسكرية جديدة بالتصعيد الكبير في الجبهات وتغييرات في المشهد السياسي، حيث أصدر رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، قرارا بإجراء تعديلات على تشكيلة الحكومة السودانية، بتكليف دفع الله الحاج علي وزيرا لشؤون مجلس الوزراء ويستعد الدعم السريع لإعلان الحكومة الموازية.
هل دخلت مرحلة التقسيم في السودان مرحلة الخطر بعد إعلان تكليف قائم جديد بأعمال رئيس الوزراء في حكومة البرهان وإعلان الدعم السريع قرب الإعلان عن حكومة في المناطق التي يسيطر عليها؟
بداية، يقول الدكتور محمد مصطفى، رئيس المركز العربي/الأفريقي للسلام والتنمية بالسودان: “لن يستطيع أحد تحمل مسئولية تقسيم السودان ودفع الله الحاج تم تكليفه وليس تعيينه وذلك يعني أن رئيس الوزراء لم يعين بعد، رغم جهل الساسة وفشل السودانيين في إيجاد الحل الأمثل للأزمة السودانية وسيطرة شهوة السلطة على القابضين على الزناد، فإن تقسيم السودان يصبح كالوخزة التي تعيد الانتباه للمخمور”.
خطورة التقسيم
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “بالعودة إلى الوراء قليلا نجد أن فصل جنوب السودان، كان بسبب الذين يعتقدون جهلا أن فصله قد يحقق النقاء العرقي والديني كما تفضل بذلك رئيسهم المخلوع البشير، والآن هناك من يعتقد أن فصل دارفور قد يحقق السيطرة الأبدية لطبقة معينة ولكن ذلك مرفوض عند الأغلبية، خاصة أن الأغلبية يدركون أن فصل دارفور لن يتحقق دون فقدان أجزاء أخرى قد تمتد إلى البحر الأحمر”.
وأشار مصطفى، إلى أن “الحكومة الموازية ما لم تجد اعترافا من دول مؤثرة قد لا تضيف شيء، بل قد تجعل الدول الداعمة للجيش أكثر قدرة لتقديم دعم مباشر للحكومة”.
وقال مصطفى: “بعد التفوق الواضح للجيش في جبهات القتال، الحكمة تقتضي مبادرة مباشرة من الجيش والقوات المساندة له لحل الأزمة، فإذا حدث ذلك قد يجد الجيش استحسانا ودعما مباشرة من المجتمع الإقليمي والدولي”.
وتابع: “الحكومة الموازية قد تحول السودان إلى مسرح عمليات دولية، منها ما تسعى لتحقيق مصالحها في السودان ومنها ما تريد صرف انتباه خصومها عن شئونها الداخلية، ومنها ما تعمل لتأجيل أي تدخل في شئونها، وهكذا سوف يتطاول أمد الحرب ويعاني المواطن المسكين ويخسر السودان كثيرا”.

سابقة خطيرة
أما القيادي في جبهة المقاومة السودانية، محمد صالح رزق الله، فيقول: “لا يجب الاستهانة بالتحركات التي حدثت في نيروبي والتي تتطور تداعياتها يوما بعد يوم، بهذا التحرك الذي حدث في العاصمة الكينية نيروبي سوف يجعل كل الأبواب مشرعة على أعداء الوطن والقوى الخارجية التي لها أجندة وأهداف لزعزعة وعدم استقرار السودان، ولا يضيرها تفتيته إلى جزيئات دقيقة”.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “مهما تتفق أو تختلف الآراء، فإن وصول بعض قوى المعارضة السودانية، بغض النظر عن مدى ارتباطها بأجندة خارجية أم لا، تُعد سابقة خطيرة فى تاريخ السياسة السودانية”.
وطالب رزق الله، “كل الوطنيين و الحادبين على مصلحة السودان واستقلاليته ووحدته، أن لا يمروا على ما يجرى من قبل الدعم السريع (الجنجويد) وحلفائهم فى الداخل والخارج مرور الكرام، يجب السعي بكل ما يمتلكون من قوة لإيقاف وإبطال مفعول هذه السياسات، بغض النظر إن كانت ابتزاز أو ورقة ضغط أو غيره”.
وقال رزق الله: “يجب السعي والوصول لكل من يساعد فى إيقاف وإبطال هذا المشروع الخطر ليس على السودان وحده بل سيكون سابقة خطيرة فى الإقليم والمحيط الأفريقي والعربي، وعلينا عدم الاستهانة والسكوت على يفعله الخونة والسفهاء منا، فالوطن لا بديل له أبدا، فلا تلاعب بوحدته وتماسكه والعبث والتلاعب بمكوناته”.
وأعلن الاتحاد الأفريقي، منتصف مارس/آذار الماضي، “رفضه إعلان قوات الدعم السريع والقوى المتحالفة معها تشكيل حكومة موازية في السودان”.
وحذر الاتحاد الأفريقي، من خطر تقسيم السودان، مؤكدا أن “إعلان تشكيل حكومة موازية بالسودان يمثل تهديدا لوحدة البلاد ويفتح الباب أمام مخاطر التقسيم”.
وتواجه خطوة تشكيل حكومة موازية رفضا واسعا محليا ودوليا، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة وتقسيم البلاد، التي تعاني حربا مستمرة منذ قرابة عامين.
ووقّعت كيانات سياسية ومسلحة، إلى جانب قوات الدعم السريع، في العاصمة الكينية نيروبي، ميثاقا تأسيسيا يهدف إلى تشكيل حكومة موازية في السودان.
ومن بين الموقعين على الميثاق رئيس حزب “الأمة القومي”، فضل الله برمة ناصر، وقائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، ونائب رئيس الحركة الشعبية شمال جوزيف توكا.
كما وقّع عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي، ممثلًا للشخصيات المستقلة، وعلاء الدين نقد، ممثلًا لتنسيقية النقابات والمهنيين، إضافة إلى ممثل مؤتمر الـ”بجا” المعارض أسامة سعيد، وممثل حزب “الأسود الحرة” مبروك مبارك سليم، ورئيس حركة “تحرير السودان ـ الثورة الثانية” أبو القاسم إمام.
ويدعو الميثاق إلى تأسيس “دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، قائمة على الحرية والمساواة والعدالة، وغير منحازة لأي هوية ثقافية أو عرقية أو دينية أو جهوية”.
ويتحدث الميثاق عن تأسيس “جيش وطني جديد وموحد ومهني وقومي بعقيدة عسكرية جديدة، يعكس التعدد والتنوع اللذين تتسم بهما الدولة السودانية”، وتهدف الحكومة الموازية، وفق الميثاق، إلى إنهاء الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق، والحفاظ على وحدة السودان.
يذكر أنه منذ أبريل/ نيسان 2023، تسببت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، ما أدى إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم. وقد تأجل التوقيع على الميثاق مرات عدة قبل أن يتم أخيرًا في نيروبي خلف أبواب مغلقة.
وقبل أشهر، نشبت خلافات داخل “تنسيقية تقدم”، التي كانت تضم بعض الفصائل المسلحة والقوى السياسية، ما أدى إلى انقسامات وتبني بعض الفصائل موقفًا واضحًا بتشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، ومن الملاحظ غياب محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع، عن مراسم التوقيع، حيث مثله شقيقه عبد الرحيم دقلو.
الانفصال افضل من الحرب والاقتتال الحاصل ده ايه فايدة ضم اقاليم شعوبها لا تتجانس مع بقية شعب السودان دار فور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق شعوبها تختلف في كل شيء عن بقية اجزاء السودان ولم توقف حربها ضد المركز طوال عشرات السنين وعلى مدى حكم مختلف الحكومات ومختلف توجهاتها الفكرية لا اسلام سياسي حكم نفع معاهم لا شيوعيبن حكموا نفعوا معاهم لا طائفية واحزاب تقليدية حكمت نفعوا معاهم فهم هدفهم الاوحد يحكموا البلد وهذا حقهم لكنهم ماقادرين يصلوا للحكم وطريقتهم هذه لن توصلهم للحكم ولو بعد مليون سنة وسنظل ندور في فلك حروب لا تنتهي فكلما تم التسريع بانفصال هذه المناطق الثلاث كان افضل لهم قبل غيرهم لانهم قاعدين يموتوا وراء تحقيق فكرة لن تتحقق فالافضل هذه المناطق تحكم نفسها في ظل دول تتوافق معها مثل جن ب السودان وتشاد يتم ضم الاقاليم هذه اليهم او تكون دول مستقلة فهذا اقضل بدل الناس تموت بهذه الصورة الشنيعة وتجوع وتعرى وتتبهدل الانفصال حل اقل ضررا بدل الوضع المزري الذي نعيشه