قنص الساحرات

* (يبدو أننا سنشهد عملية اقتناص الساحرات في المرحلة المقبلة)، عبارة مثيرة، أدلى بها الدكتور غازي صلاح الدين في متن حوارٍ أجراه معه الزميل المتميز محمد الخاتم، ونشرته (اليوم التالي) في عدد الأمس.

* دفعت العبارة الغريبة كثيرين إلى (الغوغلة)، بعد أن غُم عليهم، ولم يستوعبوا حقيقة ما قصده غازي بها، وقد وردت العبارة في معرض إجابة عن سؤال يتعلق بما يشاع عن وجود تيار داخل الحزب الحاكم يرفض الحوار، فرد غازي مؤكداً أن ذلك وارد، وذكر أن المرشحين لاتخاذ الموقف المذكور كُثر، ولا ينبغي الاستهانة بنفوذهم، وتساءل: (هل هناك حملة أشد فاعلية في الحرب على الحوار الوطني مما تمارسه الحكومة الآن؟).

* الثابت الذي لا يختلف عليه اثنان أن مبادرة الحوار الوطني تمر بمخاضٍ عسيرٍ، بعد أن ضاق صدر الحكومة بالانتقادات التي وجهها الإمام الصادق المهدي لقوات الدعم السريع، فسارعت إلى مقاضاته وحبسه.

* ذات الأمر تكرر مع الأستاذ إبراهيم الشيخ، رئيس حزب المؤتمر السوداني، الذي حُبس في مدينة النهود.

* إذا جاز لنا أن نرسم حدود المشهد المحيط بمبادرة الحوار الوطني حالياً فسنجد أن أحد أبرز الداعين له يقبع داخل سجن كوبر، في انتظار محاكمة قد تؤدي إلى إعدامه، وقد أدى ذلك إلى تجميد مشاركة حزبه (الأمة القومي) في الحوار.

* الاتحاديون منقسمون.

* الحزبان المشاركان في الحكومة (الأصل والمسجل) ما زالا على العهد، مع أن موقفهما أثار حفيظة طائفة من الاتحاديين، اختارت أن تعبر عن رفضها لما أسمته (تبعية حزبها) للمؤتمر الوطني، وأعلنت رفضها للحوار.

* الشيوعيون والناصريون ومعظم قوى اليسار خارج الحلبة منذ البداية.

* حزب المؤتمر السوداني رافض، ورئيسه في السجن، تحت طائلة مواد قد تؤدي به إلى الإعدام.

* حركة (الإصلاح الآن) خرجت من دائرة الحوار، وأعلنت تجميدها له.

* الخلاصة تؤكد أن من بين كل الأحزاب المؤثرة في الساحة السياسية السودانية لم يتبق سوى المؤتمر الشعبي والاتحادي (بشقيه) وبعض الأحزاب والكيانات الصغيرة، وذلك أمر لا يبشر بالخير.

* علاوةً على ذلك فقد تعرض الوعد القاضي بتعزيز حرية الصحافة إلى انتكاسةٍ جعلت الصحافيين يصفون ما يحدث حالياً بأنه أسوأ مما كانت تعانيه صاحبة الجلالة على أيام الحظر والمصادرة.

* عندما ذكر الأخ الأستاذ ياسر يوسف (أمين أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني) أن إيقاف صحيفة واحدة عن الصدور بوجود (21) صحيفة تصدر بانتظام لا يعد تراجعاً عن حرية التعبير، أشرت له بإصبعين، مذكراً إياه بمصادرة صحيفة (الجريدة) في اليوم ذاته.

* وعندما ذكر أن صدور بعض قرارات حظر النشر لا يعني التضييق على الصحف رفعت له سبعة أصابع، لأذكره بعدد القرارات، وذلك لم يحدث للصحافة قبلاً.

* دخلت كل قضايا الرأي العام نطاق الحظر، وبذلك أصبح الحديث عن تعزيز حرية الإعلام مجرد (طق حنك)، والأدهى من ذلك أن حملة الأقلام وجدوا أنفسهم في مرمى نيران المادة (55) من القانون الجنائي، وأصبح كل من ينشر مستنداً حكومياً مهدداً بالسجن لمدة عامين، وذلك لم يحدث للصحافة قبلاً.

* الجو مكفهر، والاحتقان يسير إلى ازدياد.

* الخلاصة تفيد أن الساحة السياسية بحاجة إلى مبادرة جديدة، ترد الروح للمبادرة الأصلية.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. مزمل خليك في الزومة والسعودي والنفطي لأنو ده شعراً ماعندك ليهو رقبة – عمود فطير فطير فطير

  2. هسي العلاقة بين العنوان و كلامك المنقول دا شنو بعدين قوقلة بالقاف وليس بالغين هو دا صحفي شنو دا وقال رئيس تحرير كمان قوم لف بالله برا جمال الوالي برا الله اداني و شابكنا فرق يا ابراهيم

  3. هؤلاء الصحفيون يكتبون كلاما يمكن لرجل الشارع العادي كتابته،،، يدورون في فلك حركة الحكومة ،، لا تحليل اقتصادي لا رؤى ،،، ينتظرون الحوادث تقع ويجترونها ،،، تابعوا المهنية الصحفية لكتاب التايمز والاندبندت والديلي ميل والواشنطن بوست وشوفوا كيف تخشى السلطة والمسئولين في تلك الدول كتاب الاعمدة والرأي ،،،

  4. يا حبيبنا الودود اللدود رياضيا فعلا نحتاج لمبادره ولكن المبادرة تحتاج اول ما تحتاج لمفكر وفكرة مبلورة ولها احداثيات متقاطعة عند بؤرة الضوء ولابد في البؤرة ان تكون هناك ارادة وفكر وثقةوعوامل مساعدة وعدم ما نقول جعل الحوار الاول يكسر ركبة واصبح اخيرا كسر رقبه واكبر مشكلة تواجه اي مبادرة ان التجربه برهان حتي لو كان برهان تيه وهو ما موجود لذلك نرث هذا البوار وهذا الحاق لان الطرف الحاكم لا يقبل دفع التكاليف حتي لو كانت نقود من غير رصيد وهو ماتسير عليه الدولة وانت سيد العارفين والمحنة بكثير من قامة هؤلاء الرجال لسبب بسيط وجوهري هو قصر النزر عند ارنبة الانف او الجيب لا احساس بالوطن الذي يضيع !!!

  5. لا أعلم إن كان الاستاذ لا يعرف معنى “اقتناص الساحرات” أم أنه خائف من مصادرة صحيفته فرفض ذكر المعلومة، عموما وللفائدة نقول إن إقتناص الساحرات هي عملية بحث واضطهاد الأشخاص الذين يشتبه بكونهم يمارسون السحر أو الشعوذة من قبل الكنيسة الكاثوليكية بداية ثم البروتستانتية متحدتين في السلطة المؤقتة، وغالبا ما انطوت على ذعر أخلاقي وهستيريا جماعية وحتى إعدامات بدون محاكمة، والمحاكمات لم تكن سوى مهزلة، مغطاة بمظهر الاستجواب وفي الواقع كانت في اتجاه واحد.وقد حدثت الفترة الكلاسيكية لمطاردة الساحرات في أوروبا نهاية القرون الوسطى و أوائل العصر الحديث أو حوالي ما بين عام 1450 إلى 1700، مرورا باضطرابات الإصلاح وحرب الثلاثين عاما ما أسفر عن عشرات الآلاف من عمليات الإعدام.

  6. ورد في كتاب مطرقة الساحرات أنه ايام محاكم التفتيش في القرون الوسطى في اروبا كانت العقوبة لجريمة (السحر) هي الحرق دائماً ، حيث تجمع كمية كبيرة من (الحطب) و يجري صلب (الساحرة) ، ووسط حشد كبير من الناس يشمل الحاكم و القاضي و ممثل الكنيسة يقوم رجل ( مقنع ) بإلقاء جذوة من (النار) في (الحطب) و لابد أن تكون (الأخشاب مبللة قليلاٌ) حتى يكون (الإحراق) بطيئاً ممايمكن (النار) من إحراق كل (جسد الساحرة) حتى يتسنى إخراج (الروح الشيطانية) من الساحرة. و تترك (الساحرة) بعد احتراقها يومين كاملين مصلوبة ليصبح جسدها (عبرة لمن يعتبر) ، بعد ذلك يجرى دفنها بدون مراسم كنسية و في قبر لا يحتوي شاهد أو كتابة وبعيداٌ عن قبور الرعايا (الصالحين) للكنيسة الأبرشية، ومن أشهر الاختبارات التي كانت تجرى على الساحرات لمعرفة أنهن بريئات أم لا هو (اختبار الغرق) حيث يتم تصفيد يدي و رجلي الساحرة بالجنازير ، و يتم توصيل أصفادها بالأثقال و إلقاءها في (النهر) فإذا طفت (الساحرة) كانت بالتأكيد (ساحرة) و يجرى قتلها فوراٌ
    بالإحراق بالنار ، أما إذا ماتت (غرقاً) فستكون بريئة للأسف.

  7. المبادره هي الثوره المبادره هي قاصمة الظهر القناه الفضائيه التي ترعب الارهابيين ومن شايعهم

  8. بالله يا مزمل…

    كدي باللوال… أشرح لينا… الغوغلة دي…. يعني شنو؟

    حليل الصحافة… والا أقول ليك…. الله يخرب بيتنا احنا يا شيخ!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..