توقيف أبوعيسى .. وهستيريا التخويف

توقيف أبوعيسى .. وهستيريا التخويف..
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]
كعادته في عدم تقدير أو حتي فهم حدود مسئوليات الناطق الرسمي القانونية تجاه ما يقوله ويتهكم به من اتهامات في حق الآخرين ، متخطيا انتهاء الجهات المختصة من تحقيقاتها فيما نسب اليهم ، ان كان أصلا في البلاد قانون تعمل بموجبه تلك الأجهزة..خرج علينا ربيع الانقاذ وفي غمره خوفه من نسمات الربيع العربي التي بدأت تملاء رئة الشارع السوداني وهو يكيل الاتهامات للأستاذ/ الكبير فاروق ابوعيسى على خلفية توقيفه لعدة ساعات في ضيافة أمن الانقاذ الراجف ..فقال ربيع عبد العاطي مستبقا نتائج التحقيق انهم رصدوا لقاءا لأبي عيسى مع السفارة الهولندية بالخرطوم ، وهو يطلب منها مد المعارضة بالمال لاسقاط النظام !
ومع اننا لم نستغرب مثل هذه السذاجة في اطلاق الكلام على عواهنه من مستشار وخبير اطلق عليه زعما واستخفافا بالوطني،وهو لا يعلم انه يناطح بقرونه اللينة ودماغه الأجوف ، رجلا سياسيا محنكا وقانونيا ضليعا تبوأ عن جدارة رئاسة المحامين العرب ردحا من الزمان وقد صقلته تجاربه الحياتية والسياسية والمهنية بالقدر الذي لا يوقعه في المنزلقات التي تعطي الفرصة لاعدائه ولو لمسه بكلمة تجرح تاريخه الوطني والقانوني ، فيذهب في وضح النهار متسولا السفارات ، التي يبيح له وضعه السياسي كأحد زعماء المعارضة البارزين حق التواصل معها ، اذ أن المعارضات في البلاد التي تحكمها الديمقراطية الحقة هي التي تسمى حكومة الظل ، ويمثل تواصل السفارات معها التعرف على الوجه الآخر للمشهد السياسي في البلد ،و ان كان ايضا خبيرنا الوطني يعلم في ابجديات ما يسمي بالدبلوماسية الشعبية ،التي تذهب فيها سفارات بلاد الأنظمة الحرة بعيدا حتي في لقاء المفكرين والفنانين وربما عامة ابناء الشعب .
طالما أن ذلك يتم في حدود النظم التي تحكم حركة الدبلوماسيين ، دون تخطي الخطوط الحمراء لسيادة البلد المضيف . على خلاف بعثات الأنظمة القمعية التي تتجسس على مواطنيها الذين تركوا لها البلد وفروا بجلدهم ، ويمارسون حقهم في التظاهر السلمي في الخارج احتجاجا على سياساتها ، فيقوم جواسيس الأنظمة الفاشلة وهم في لبوس الحصانة بتصوير جموعهم لتتصيدهم ، وتسكت اصواتهم على غرار ما يفعله نظام الأسد الشبل المترنح، فعكفت اجهزة الانقاذ وهي في هستريا رعبها مما يعانيه حليفهم العلماني العلوي في دمشق على اتباع ذات الأسلوب .. لتخويف المعارضة التي تسامت أخيرا وسدت انفها تأففا عن حمل جنازة البحر المهترئة التي فاحت رائحة تعفنها في زمن تحللها الأخير ، فعمدت الحكومة المصدومة في عدم تجاوب المعارضة ومشاركتها في رسم ديكور الخروج من مأزق قبح جدارها المتهالك ، الي الترهيب والاستدعاءات الى جحور جرذانها والاستبقاء لساعات دون مساءلة من قبيل اللعب بالأعصاب وحرق الأنفاس حتي لرجل مسن في قامة الأستاذ فاروق.. لتقول لبقية الفعاليات المؤثرة الأخري اليك أعني واسمعي ياجارة .
ولعل خروج الرجل من دون توجيه اتهامات بعينها . يدحض سخف التعجل الذي أندفع به ربيع عبد العاطي بالقدر الذي قد يحرج سادته من قادة حزبه وحكومته ، ان كان لا يزال فيهم جلد يشعر بطعنات دبابيس الاحراج .مع موقف السفارة الهولندية التي لن تفؤت حقها في الا حتجاج على ذلك الاتهام وفقا للأعراف الدبلوماسية ، التي يفتقر الى ابسط ابجدياتها الناطق الرسمي بالحزب الحاكم ، فضلا عن جهله بما يمكن أن يواجهه به الأستاذ ابوعيسى ، ان عاجلا أو آجلا.والذي من البديهي لم يكن لأجهزة أمن النظام ستطلق سراحة بهذه السرعة لو انها أمسكت بخيط مثل الذى سال من ريالة المستشار الاعلامي!
ولكنّ حقا من الجهل ما قتل صاحبه ..ان كان في جسده حقا حياة نناديها ..لتسمع ..!
ونحن في انتظار المؤتمر الصحفي لأستاذنا فاروق ابوعيسي ليقول كلمته ، ونقول له المجد عوفى اذ عوفيت و الكرم ، من تهمة التسول ، الذي اصبح نهجا لحكومة الآنقاذ وهي تستجدى الدول والأفراد ، أو العمالة التي ترقد شواهدها في أضابير المخابرات الأمريكية التي حملتها طائرة قوش المقال حينما باع النظام لأمريكا حلفائه من الاسلاميين والارهابين الذين احتضنهم في حنان قبل قراره بأن يبعد عنها العذاب ، ويحيله الى دنو للتمسح ببركاتها.
فحق لك أستاذنا ابوعيسى أن تنادي باسقاطها ومعك الشعب الذي قال .. كفاية ..ظلما ..فالله لم يرضاه حتي من ذاته العلية على عباده .. انه المستعان ..وهو من وراء القصد..
والله يا أستاذ/برقاوى كلما أطالع مثل هذه الانباء أتحسر لان المعارضة ما إنفكت تضيع الفرصة تلو الاخرى لعدم إستجابتها لدعوتنا بإطلاق قناة قضائية ومن خلالها يمكن فضح النظام ،ومن الصدف الغريبة اثناء بحثى فى القنوات الفضائية عثرة على قناة تتبع المعارضة السورية ،وفيما نعلم أن المعارضة الليبية لديها قناة فضائية وقد نلاحظ أن هذه المعارضات حديثة بالمقارنة لمثيلاتها فى الدول الاخرى ،والانظمة القمعية لاترعبها غير القنوات الفضائية لانها تفضحها بالصوت والصورة ،ولا أدرى ما الذى يعيق المعارضة السودانية لاطلاق قناة تضع الجميع فى الصورة سوى من هم بالداخل او الجاليات السودانية فى الخارج ،وتقاعس المعارضة فى النهوض بهذا الامر يدلل على أنها على دينها القديم وإذا كانت لديها الرغبة الاكيدة فى مساعدة الاخرين فى قبر هذا النظام فلابد لهم من توفير الادوات اللازمة لحفر القبر!!0
أخي محمد .. تحياتي
هؤلاء القوم ( شرطو عينا ) و نحن نتعلم و نعايش و نلمس لمس اليد و ننعم بنتائج و مآلات الفكر و النهج الديمقراطي الذي أصبح سلوكاً و ممارسة وعادة لحكومات و مجتمعات النصاري واللادينيين .. كما يطلق عليهم .. إحترام الفرد في رأيه و خصوصياته و اعتقاده و نيل حقوقه كاملة .. بل و تذكيره بحقه و الدفاع عنه و حمايته و امنه و أمن أطفاله و أسرته و مساعدته في العلاج و التعلم .. و تطبيق اللوائح و القوانين دون تمايز بين الناس .. و كل قوي ضعيف أمام الحكومة حتي يؤخذ الحق منه .. و كل ضعيف قوي امام الحكومة حتي يأخذ حقه .. عجبي .. ! كل المعاني السامية لحفظ كرامة الإنسان الذي كرم الله و كل مضمون و معاني ديننا الحنيف المتعلقة بأن الناس أحرار و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .. و أنهم سواسية كأسنان المشط .. و إعطاء العامل حقه قبل أن يجف عرقه و عدم التنابذ بالألقاب و عدم التجسس و التحسس و الصدق و الأمانة و إن عمل أحدكم عملاً فليتقنه و إحترام الكبير و العطف علي الصغير .. وكل السلوكيات المتطورة المتحضرة الراقية .. كل هذا يجعل المرء يتحسر و تمتلئ نفسه غبناً و إحباطا وهو يعلم أن كل ما هو جميل و طيب و حسن موجود في تعاليم الإسلام السمح و لا نستطيع جنيه و الإستفادة منه .. كل ذلك لأن من ملكناهم أمرنا يتصفون بالأنانية و النفاق .. و لا ينظر أحدهم أبعد من أخمصيه
الاخ محمد
تحياتي
تصحيح لم يرضه بدلا من لم يرضاه حتي من ذاته العلية لان لم جازمة كما تعلم
وفقك الله وتتحفناً دائماً بكتاباتكً الممبدعةً