من الصحافة.. إلى الصحافة

كلام الناس

من الصحافة.. إلى الصحافة

نور الدين مدني

*لم أعمل معه مباشرة في أي مرحلة من مراحل اشتغالي بالصحافة، ولكنني رافقته أكثر من مرة في زيارات ميدانية وفي لقاءات صحفية مع المسئولين فتعرفت عن قرب على بعض جوانب شخصيته الاجتماعية الانبساطية المرحة.
*إنه يمثل مدرسة صحفية مختلفة ليس بالضرورة الاتفاق معها، شق طريقه بعصامية وتفرد فرضت علينا احترامه وتقديره منذ أن سطع نجمه في جريدة “الصحافة” عبر تحقيقه الصحفي التاريخي عن أراضي الصحافة التى أخذت اسمها من اسم الصحيفة بسبب هذا العمل الصحفي الذي انجزه عزيزنا الراحل سيدأحمد خليفة.
*ترافقنا أكثر من مرة في الزيارات التي تدعونا لها وحدة السدود إلى سد مروي وفي كل مرة كان يستعيد ذكرياته ويحدثنا عن النقلة التي حدثت لهذه المنطقة التي كانت مهمشة ومظلومة، وكان يحرص على المشاركة الحية و”يعرض” قدر ما يستطيع بحيويته المعهودة.
*كان شجاعاً في مواقفه وصمد في مواجهة الاتهامات والافتراءات وكان قوياً حتى عند الاعتراف على الذات. دخل في معارك إعلامية شهيرة لم ينهزم أو ينكسر في مواجهة الرماح التى تكسرت على دروع شجاعته وجرأته.
*قاد الكثير من المعارك الصحفية تحت عنوان “صباح الخير” منبهاً إلى مواقع القصور والخلل ومتبنياً قضايا المواطن وهمومه في مواجهة المسؤولين، كما تبنى الكثير من القضايا الإنسانية ونجح في معالجتها مع السباقين إلى الخيرات وهم كثر والحمد لله في هذه الأرض الطيبة.
*لم يكن غريباً أن يتنادى له قادة العمل السياسي والتنفيذي والإعلامي والصحفي لمواراة جثمانه في مقابر الصحافة ظهر أمس الأول، وكان الجميع يعزون أنفسهم لأن الفقد فقد الجميع فقد كان صحفياً قحاً تسامى فوق الخلافات وتجاوز المطبات السياسية باقتدار.
*لم يكن غريباً أن يبدأ حياته بالصحافة وأن يهب عمره كله لـ”الصحافة” وأن يوارى جثمانه في الصحافة فهذا قدره ومصيره.
*نحن إذ نودعه عند الذي لا تضيع ودائعه الرحمن الرحيم ..نسأل الله أن يبارك له في ذريته وأن يوفقهم في إكمال رسالته الصحفية والإنسانية والاجتماعية وأن يلهمهم الصبر وحسن العزاء.

السوداني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..