ارفع رأسك عاليا أيها السوداني ( الامريكاني)

فحق لك دوما أن تفاخر بأنك سوداني حر منتوج حضارة انسانية تليدة راسخة في عمق التاريخ سمقت وذاع صيتها في حوض جغرافي محصور بين اثيوبيا شرقا وبحيرة تشاد غربا وقد أكدت الدراسات الاثرية الحديثة أنه كان مهد الانسان الأول حيث خلق الله الانسان فكان ادم (ادومة أدمو أبشر) سودانيا وحواء ( حواية أم الناس) سودانية ومن هنا كان مبتدأ الحياة ويؤرة صنع حضارات الانسان ولذا ما كان غريبا ان يذكر اسم (كوش )العظيمة في العهد القديم ( التوراة) …وأيضا ما كان غريبا علي كنداكات وملوك كوش حكام مصر والمدافعين عنها في وجه الغزاة كل تلكم العظمة والشموخ الذي ظل راسخا علي مر التاريخ يؤكد انهم صناع حضارة وادي النيل الحقيقيين وليس اولئك الذين أدمنوا ذل الاحتلالات الي ان جاءهم قبل قرن ونيف المحتل ( شامبليون) مفككا شفرة لغة زعموا انها وحدها لغة الحضارة الوهم الكبير والتي قالوا انها اندثرت بسبب كثرة الغزوات التي تعرضت لها ارض ( الفراعين) معشوقة الغزاة من كل حدب وصوب وهو زعم ساذج ولواخذنا به لما كانت هناك لغة عربية ولا عبرية ولما كانت هناك لغات في الشرق الاقصي والاوسط والادني بينما لغات (كوش )المتحضرة لا زالت حتي اليوم شاهدا حيا في ألسنة اهلها السمر الاف السنين وهي تعيش في ذات الجغرافيا التي تضم ذات (الفراعين) اهل الحضارة المزعومة حيث لا زالوا برغم فك شفرة ( حجر رشيد) يتحدثون بألسنة الفاتحين بلسان عربي مبين وليس بلسان ( هيروغلوفي مبين) وهو امر ينفي عنهم صفة التحضر لانه لا توجدحضارة بلا لغة بينما احفاد (رماة الحدق )لا زالوا يتحدثون لغات (كوش) القديمة قرابة ثلاثة الاف عام وهو الشاهد علي انها لم ولن تمت لانها لغات حضارة حية ممتدة من الجنوب الي الشمال في ذات اتجاه مجري النيل السوداني العظيم الممتد من الجنوب الي الشمال وهي لغةاجدادنا (رماة الحدق) الذين رفضوا بكل اباء دخول رسالة الاسلام بكل عظمتها فتحا بحد السيف لانهم بحكم قيم التحضر كانوا يدركون قيمة كرامتهم وادميتهم و ان الاديان تأتي لتعزز وتصون كرامة وادمية الانسان وليس قهره واذلاله ولذلك رفضوا الفتح ودخلوا الاسلام اقتناعا واختيارا لاخوفا وانكسارا وقد امتد منغرسا هذا التحضر في وجدان احفادهم من السلاطين الزرق في سنار وتقلي والمسبعات ودارفور و مرورا بالشامخين الكوشيين (المك النمر و الجدة مهيرة) ومن بعدهما تجسد الشموخ ممتدا في حفيدهما البطل المهدي الكوشي العظيم رائد القومية السودانية و محرر الوطن عبر أعظم ملاحم النضال الوطني التي انجزت تحريرا كاملا للتراب الوطني من الاحتلال وبلا هزيمة وفي زمن قياسي أجزم انه الاقصر في تاريخ ثورات التحرير الوطني اذا عقدت المقارنة حيث استطاع المهدي ان يبلور فيه شعورا قوميا عظيما برغم كل الصعاب والتحديات وانتصر به انتصارات باهرة في مواجهة غير متكافئة مع قوة عظمي استعاد من يراثنها الوطن المحتل ليبقي حرا مستقلا …وامتد ذات الغرس الحضاري الي ابطال اللواء الابيض ومرورا بجيل الاستقلال وانتهاء بالبطل الشهيد جون قرنق وارتال الشهداء الشباب الذين رووا بدمائهم الطاهرة ارض الوطن في مواجهة الدكتاتورية الراهنة وهو قمة العطاء والبذل والفداء.

ولذلك ان شعبا عظيما وبهذا الميراث الحضاري سيظل ابدا شعبا كبيرا يجسد هذا المخزون القيمي الحضاري سيرة وسريرة مهما تعرض لهزات ومحن واحن حتما سيتجاوزها بهذا المخزون الحضاري الجلاق وقد تجسد ايضا هذا الامر في صمود شعبنا في مواجهة الطغيان المحلي عبر هبات شعبية مشهودة في اكتوبر64 وابريل 85 وفي عديد من الهبات اللاحقة في مواجهة هذا الطغيان الراهن. ومن هنا جئت اذكر كل السودانيين ( الاميريكان) برغم الامهم واحباطاتهم والتي ندرك جذور اسبابها وقد جئت اذكرهم انهم ليسوا في منفي كما يتوهم الكثيرون بل ان وجودهم في هذه الديار الامريكية وجود مستحق راسخ كمواطنين ( اولاد بلد) وانهم ليسوا متلطعين ومتسولين ولاجئين في هذه الديار العظيمة بل ( اهل جلد وراس) بعد ان تأكدنا ووثقنا من حقيقة دورهم الحضاري التنويري الساطع والرائد في هذه الديار منذ ان كانت ترزح تحت وطأة العنصرية البيضاء الفاتكة باهل البلاد الاصليين والهاتكة لادمية اسلافنا السود المسترقين من افريقيا حيث كان مدخلنا لهذه الديار نحن ( السودانيين الاميريكان) مختلفا جدا بل اكثر تحضرا من هؤلاء لاننا مادخلناها في معية العنصريين البيض المحتلين كقوي احتلال وايضا ما دخلناها ارقاء في زمرة اسلافنا الافارقة المستعبدين عبيدا اذلاء بل دخلناها بكامل التحضر اهل تحرير واعمار وافكار حيث تجسدت تلكم الروح المتحضرة قبل اكثر من قرن من الزمان وفي قمة زمن العتصرية الامريكية البيضاء وقد تجسد تحضرنا في مواقف الداعية الاسلامي السوداني ( الشيخ ساتي ماجد) نصير السود الاميريكان والذي صار حينها بقوة مواقفه الاسلامية المناهضة للعنصرية مناضلا تحرريا بل شيخ الاسلام في عموم اميريكا وقد سار علي دربه الاف الاميريكان السود ومن بعده ايضا انتشرت بقوة افكار ودعوات بن جلدته السوداني الكاتب و المفكر ( دوس محمد علي) والذي كان واحدا من اهم رواد ( الافريقانية) في عموم اميريكا وقد تأثر بمواقفه كثير من القادة السود الاميريكان وغيرهم وقد كان ذلك في عشرينيات القرن المنصرم في غمرة زمن العنصرية والاسترقاق البشري…

ولكن مصدر فخري واعزازي الاكبر هذه المرة وما دفعني بكل خيلاء لبث هذه الرسالة العاجلة والمهنئة للسودانيين (الاميريكان) كي يستعيدوا الثقة في انفسهم لاعادة اكتشاف ذواتهم علي حقيقتها المتحضرة فقد اكتشفت من خلال بحث جغرافي سريع في الخارطة السكانية الامريكية ان وجودنا السوداني في هذه الديار راسخ جدا جدا وبشكل مدهش اي كان من الناحية الزمنية قبل مجيء (الشيخ ساتي ماجد والمفكر دوس محمد علي والموسيقار احمد عبد الملك والشيخ حسون) بل قبل مجيء كثير من الافارقة والعرب والاسيويين المهاجرين الذين كنا نعتقد انهم اقدم منا في هذه الديار بل اكتشفت ان وجودنا وجود حضاري فاعل ومساهم اسهاما مباشرا في البنيان الامريكي الديموغرافي الحديث وهو امر ينبغي ان يعزز في دواخلنا الفخر والاعتزاز بهويتنا الحضارية والتي اهلتنا للاسهام في صنع الحضارة الامريكية الراهنةحيث علينا الاهتمام بهذا الامر الحيوي العظيم ونحن نبحث فيه بحثا عميقا لترسيخ الاحساس في انفسنا كأصحاب يد عليا في بناء هذا الوطن الامريكي ونحن بعض من صناعه وبناته ليعيش عيالنا واحفادنا فيه بروح معنوية عالية من منطلق صاحب الحق وليس من منطلق اللاجيء المتسول لجنسية امريكية حيث نستحقها بجدارة اسهامنا الحضاري التاريخي الحقيقي عبر ماض مشرف لاسلافنا المساهمين في صنع الحضارة الامريكية الراهنة قبل اكثر من قرن وهو ماض مقترن باسهامات الاحفاد المهاجرين الجدد بعلمهم وخبراتهم العلمية والعملية ومواقفهم السياسية والانسانية التي وصلوا بها هذه الديار كمواطنين جدد يسهمون اليوم وغدا في صنع الحضارة الامريكية.
**فالذي شاد (سودان تكساس) سواء كان سودانيا او مجهولا فقد وضع في الخارطة الامريكية ايقونة موثقة ترمز الي حضارة السودان وطنا وشعبا كمساهم في صنع الحياة الامريكية وهو امر ينبغي ان يعلي في دواخلنا الزهو بأنفسنا بأننا بالفعل صناع حضارة و( امريكان اولاد بلد)

[url]http://en.wikipedia.org/wiki/Sudan,_Texas[/url]

** وكذلك الذي شاد سودان مينسوتا)
[url]http://en.wikipedia.org/wiki/Soudan,_Minnesota[/url]

** وكذلك الذي شاد (سودان اركنساس)
[url]http://www.mapquest.com/maps?city=Soudan&state=AR[/url]

** وكذلك الذي شاد ( سودان مونتانا)

[url]http://www.lat-long.com/Latitude-Longitude-802198-Montana-Soudan.html[/url]

** وكذلك الذي شاد ( سودان بنسلفانيا)
[url]http://www.mapquest.com/maps?city=Sudan&state=PA[/url]

**وكذلك الذي شاد ( دنقلا الينوي)
[url]http://en.wikipedia.org/wiki/Dongola,_Illinois[/url]

** وكذلك الذي شاد ( دنقلا كنتاكي)

[url]http://www.mapquest.com/maps?city=Dongola&state=KY[/url]

** وكذلك الذي شاد ( دنقلا اركنساس)
[url]http://www.mapquest.com/maps?city=Dongola&state=AR[/url]

** وكذلك الذي شاد ( حلفا ايوا)

[url]http://en.wikipedia.org/wiki/Halfa,_Iowa[/url]

اخيرا

انها دعوة خالصة لكل السودانيين الاميريكان بمختلف شرائحهم المهنية والعمرية والجنسية والثقافية والسياسية ان يهتموا بهذا الامر الهام وان يخصصوا يوما سنويا اسمه ( يوم السودان) يحتفي به السودانيون في كل هذه البقاع ( السودانية الامريكية) التسع تعبيرا عن وفاء وانتماء للوطن الام ومن منطلق مواطنة جديدة نحن جزء اصيل من هويتها بحكم اسهاماتنا الماضية في ترسيخها عبر اسلافنا وجهودنا الحالية واللاحقة عبرنا وعبر القادمين من احفادنا. ? with

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مرحبا بقلمك يا هبانى فى الراكوبة. نفتقد قلمك المصادم القوى منذ توقفت عن الكتابة فى النت. واصل مقالاتك الناقدة للزيف والقبح والطغيان.
    ودعوة لكل السودانيين الامريكان للتفاعل ايجابيا مع دعوتك هذه.

  2. طلب بسيط منكم أيها السودانيين الأمريكان- ممكن شوية كدا تساعودنا في قصة إنشاء القناة الفضائية دي .

  3. الناظر هباني لك التحية . وين الحي بيك . افتقدتك كثيرا . وكنت اسأل هل انت حردان التكريتي ولا مكسل ومعسل ؟؟ سعيد بأن اقرأ لك . السودانيون تركوا بصماتهم في كل مكان . والآن انتم تتركون بصماتكم في الاراضي الجديدة . لك التحية

  4. التحية و الشكر لك الاخ هشام هباني. هذا موضوع مهم جدا بالنسبة للسودانيين هنا في أمريكا. دائما أقول و أكرر القول بأن صراع الحقوق المدنية من أجل العدالة الاجتماعية و المساواة في أمريكا منذ أن قاده الدكتور مارتن لوثر كنج و روزا بارك و حتى اليوم تحت قيادة البروفسير كورنيل ويست و الإعلامي الرائع تيفيز إسمايلي و آخرين لهو صراع شبيه و ينطبق على صراعنا نحن كسودانيين من أجل الحريات و العدالة الاجتماعية. و دائما أرى من الضرورة القيام بتنسيق و لو على أدنى مستوي بيننا و بين هؤلاء القادة.

  5. نحن في الساحل الشرقي للولايات المتحدة الامريكية وفي مدينة نيوهيفن بولاية كونيكتيكت حيث تعيش جالية سودانية كبيرة تحتفل كل عام بيوم السودان ،،واحتفال يوم السوان يكون بحديقة جامعة ييل yale اعرق الجامعات الامريكية ،،في مشهد كبير ووسط حديقة جامعة ييل يرفع العلم السوداني و يحضر مئات السودانيين رجالا ونساء وظر الثوب السوداني والعمامة ويحضر الامريكان يلتقطون الصور مع السودانيين ويتناول الجميع الطعام السوداني فياله من يوم جميل ،،يوم يجمعنا ويذكرنا الوطن العزيز والسودان الجميل،،new haven ct 06516

  6. شكرا على المقال أخ هبانى. وأزيدك علما بأن هذه القارة حينما اكتشفها أهلنا النوبيون قبل ما يقارب الألف عام اذ أنهم كانوا أساطين البحار كانت أوروبا ترزح فى الجهل والظلام ولكنها عنصرية ذوى الاصول الاوروبية هى التى نسبت الاكتشاف لكولومبس.

  7. شكراً لك …

    سماحتنا نحن السودانيين ديل ما بعرفها المُستلبين أمثال الأخوان المسلمين.

    لأنه مهما عظمت أنت ..فأين أنت من فلان بن فلان الذي أمسك بخطام البعير ووو,,,,, إسلام المسلسلات الدينية ..وطمس الهوية

    الإمام المهدي عليه السلام لم يحرر الأرض فقط وإنما سودن الإسلام
    ونقله من ماض العروبة إلى واقع التدويل والشيوع

    من إنحصار المذاهب إلى سعة الإجتهاد

    حق لنا أن نفخر بالمهدي ونحمد الله عليه

  8. نحن في الساحل الشرقي للولايات المتحدة الامريكية وفي مدينة نيوهيفن بولاية كونيكتيكت حيث تعيش جالية سودانية كبيرة تحتفل كل عام بيوم السودان ،،واحتفال يوم السوان يكون بحديقة جامعة ييل yale اعرق الجامعات الامريكية ،،في مشهد كبير ووسط حديقة جامعة ييل يرفع العلم السوداني و يحضر مئات السودانيين رجالا ونساء وظر الثوب السوداني والعمامة ويحضر الامريكان يلتقطون الصور مع السودانيين ويتناول الجميع الطعام السوداني فياله من يوم جميل ،،يوم يجمعنا ويذكرنا الوطن العزيز والسودان الجميل،،new haven ct 06516

  9. وإني لك من الشاهدين يا ايها الرجل النقي المناضل. اراك قد هجرت الكتابة منذ مدة ليست بالقصيرة ونحن من قرائك الذين يعشقون كلماتكم فلا تحرمنا منها. مقالك الحالي يبعث فينا الأمل ويزكي روح الفخر كسودانيين جرفنا النظام لاميريكا وصار لنا فيها أبناء وموطن. أؤيد فكرة اليوم السوداني المفتوح ولكم محبتنا.

  10. والله ونورت الـراكـوبة يا هشـــام ..
    مــنذ زمــن طـويل ونحــن نلــح عـلـي تشــريفك للـراكــوبه !!.
    بصــراحـه .. ما كنت فاهــم إصــرارك عـلي الإقامــة والبقاء وســط كـومـة الـعـفـن ، مـع كــل هــؤلاء الأوغــاد الـعـمـلاء التافـهـين الـمـعـفنيين بكـل مـا تـعـنيه هـذه الـكلمـات مـن مـعـاني .
    عـمـومـا ( نحمـد الله الـذي أخــرج عنك الأذي وعـافاك )
    وأهــلا بك قـلـما ســيف بتار .. بين كـوكـبة فـرســان الـراكــوبه .. الـفـرســان الـنبلاء ..
    وإلـي الأمــام لإزاحـة كـومـة الـعـفـن ، وطـفـح الـمجــاري ، مـرة وإلـي الأبـد .
    قــرينات .

  11. لكم التحية ابناء السودان بالخارج وانتم تحملون هموم وطنكم. لقد قراءت فكرتك اخي هباني عن رحول جميع السودانيين الي مدينة سودان تكساس وقد اعجبتني كثيراُ. اين توقفت هذه الفكرة!؟ فنحن فعلاُ نحتاج الي وطن بديل يمكن ان نستخدمه كمنصة للمساعدة في بناء وطننا القديم برؤية جديدة علي الطريقة الامريكية الفريدة.

  12. ما هذا الهراء
    اول مرة اشوف لي عربي زي دا لا نقطة لا شولة

    وافكار مدغمسة تدل على خواء وراس فاضي
    قال ادم سوداني
    يا خي بطلو الوهم دا
    يا سودانيين هوييييي

    ضيغت خمس دقايق قيمة من زمني
    من انت حتى تنصح الناس
    اذا كان دا مستواك
    خليك في بيتك

    يا ناس هوي

  13. لكن ياشيخ هباني – السوداني الامريكاني : احفاد (المك النمر و الجدة مهيرة) مصرين على انهم احفاد بني العباس من الجزيرة العربية و ليسوا احفاد رماة الحق و بناة الاهرامات فما رايك .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..