هل الماركسية اللينينية نظرية علمية؟ (2 -7)

صديق الزيلعي
الذين تعرفوا على الماركسية من الكتب السوفيتية ، خاصة مطبوعات دار التقدم ، ترسخت في عقولهم عبارات ومصطلحات ، من كثرة استخدامها وتكرارها. البعض يعتقد بصحة تلك المقولات والمصطلحات ، ويستخدمها في طرحه. وهذا مفهوم ، لان الدولة السوفيتية هي أول تطبيق لذلك النظام الذي حلمت به الشعوب ، لزمن طويل. فصارت انموذجا للنظام الاشتراكي ، الذي له بريق خلاب لكل الكادحين في العالم. ولعب الكومنتيرن (الأممية الشيوعية) دورا مؤثرا في التبشير لذلك النظام. الأمر الذي جعل التجربة وممارساتها وأساليب عملها واطروحاتها النظرية ، الحقيقة الوحيدة. كرر الزميل هشام عثمان بعض مقولات المدرسة الماركسية السوفيتية ، التي اصطكت مصلحات مثل : الاشتراكية العلمية ، الماركسية اللينينية نظرية علمية ، ولعب ستالين دورا محوريا في هذا. فكتبه عن المادية التاريخية والمادية الجدلية ، جعلت النظرية اكلشيهات جامدة ، ونصوص محنطة.
فلنقرأ الفقرة الثانية من نقده لطرحي:
“اتهم الزيلعي بعض كوادر الحزب بتقديس نصوص ماركس ولينين ، مدعيًا أنهم يتعاملون مع أفكار كتبت قبل قرنين كما لو كانت حلولًا جاهزة لكل قضية. هذا الاتهام يعكس فهمًا مشوهًا لطبيعة الماركسية ، التي هي ليست مجموعة نصوص مقدسة ، بل منهج علمي لتحليل الواقع وتغييره.
إن النصوص الكلاسيكية لماركس وإنجلز ولينين ليست جامدة ، بل تشكل أساسًا فكريًا يمكن تطويره. وهذا ما يفعله الحزب الشيوعي السوداني منذ نشأته ، حيث كان دائمًا في طليعة القوى التي تتفاعل مع خصوصية الواقع السوداني ، مما يتجلى في برامجه ونضالاته الشعبية”.
أقول وبإختصار :
• لم اتهم هؤلاء بتقديس النصوص الماركسية ، بل هي الحقيقة. ولقد عايشت ذلك لعقود طويلة من الزمن ، ولامسته ملامسة حقيقية. ولم أقرأ عن عبادة النصوص في الكتب، أو أخبرني بها أحد الأعداء.
• القول بأنها منهج علمي ونظرية علمية ، يتناقض مع مفهوم العلمية. فقد وصلت البشرية لقوانين علمية ، مثبتة ومؤكدة ، بأسس ومناهج البحث التجريبي ، وصارت قوانين علمية مجمع عليها ، في كل انحاء العالم. اما الماركسية فهي نظرية فلسفية سياسية ، واجتهاد فكري ، قابل للخلاف والاختلاف ، وليست قوانين علمية. ويمكن تقديم عشرات المقولات الماركسية الكلاسيكية التي اثبت الواقع والممارسة عدم صحتها ، بل في أحيان أخري فشلها. نؤمن بانها نظرية فلسفية اجتهدت لتقديم قراءة للواقع ، وتقديم برنامج لتغيير ذلك الواقع. بهذا الفهم فهي نظرية للتغيير الاجتماعي.
• نعم هي ليست مجموعة نصوص مقدسة. لذلك ظهرت عشرات التفسيرات لها. واجتهد المفكرون والفلاسفة على مر العصور لتقديم قراءاتهم لها. وهذا يطرح السؤال الجوهري: هل توجد ماركسية واحدة أم هناك ماركسيات متعددة؟ هل ماركسية قرامشي او لوكاش أو روزا هي ماركسية لينين. واقتطف هذه الفقرة من مقال للدكتور رفعت السعيد ، وهو أحد أشهر الماركسيين المصريين ، جاء في مقال نشرته مجلة الطريق اللبنانية ، وهو تعبير صادق ينطبق على معظم الماركسيين العرب: ” ما هي السلفية ، ان لم تكن بالضبط ما فعلناه بأنفسنا ، أو ما اجبرنا على فعله بأنفسنا ، عندما تصورنا ان اتقان الماركسية او بالدقة (التمركس) ، هو استعادة النص؟ ألم يكن الأفضل بيننا هو الاقدر على الالتحاق بالنصوص وانتزاع قصاصات منها ليلصقها باليسر أو بالإكراه على كل أسطر كتاباته؟ وهل تجاسر أحد منا ان يطرح رأيا ، أو فكرة ، أو موقفا ، او اجتهادا دون ان يجهد نفسه بحثا عن نص يصادق على ما يقول ، كي نستطيع نحن ان نصدقه؟ ” وأضاف: “كان التطوير ، أو التغيير ، أو التحوير ، أو التفسير ملكا خاصا للشقيق الاكبر” .
• نعم هي أساسا فكريا يمكن تطويره ، لذلك اجتهد الكثيرون من أجل تطويره ، وحتى في كثير من الأحيان الوصول لاستنتاجات مناقضة لما كتبه ماركس أو لينين. وهذا هو التحدي المطروح امام كل من ينتمي لليسار الماركسي السوداني. وهو تحدي يحتاج لجهود جماعية وكبيرة وشاقة.
• القاء على عواهنه سهل ، لكن اثباته يحتاج لجهد. الحديث المجرد الذي يقول بان الحزب الشيوعي السوداني ، يفعل هذا التطوير، لا يصح هنا. فقط المطلوب ابراز أمثلة محددة خالف فيها الحزب الشيوعي السوداني أطروحات الماركسية السوفيتية (التي اشتهرت باسم الماركسية اللينينية).
اثبتت نظرية الانفجار العظيم لنشاة الكون خطل التفسير الماركسى الاسبق لتكون الحياة بكوكب الارض والذى ربطت به الفلسفة مع قوانين دارون وجدول مندليف وتطابقها مع فلسفة الصراع اثباتا لعلمية الفلسفة الماركسية وهى حالة اختطاف عظيمة…وهى مناقضة لنوروثنا الثقافى الدينى فى مبتداها والذى تطابق مع نظرية الانفجار العظيم باية ان الارض والسماء ففتقناهما… والباس النظرية ثوبها العلمى ادخلنا فى صراعات واتهامات ليست معنية بقضيتنا الكبرى وهى ازمة الفقر والعدالة الاجتماعية فى خضم تعدد طبقى لازم لتطور التاريخ ليتم التفسير عبره كاساس ثابت ومحورى للنظرية فى مفاهيمها العامة ..وترتيب مراحلها.
وتجبى ذلك فى النقد النظرى لبرنامج حمدوك باعادة حركة الاقتصاد السودانى لمساره العلمى وحركته التاريخية ممايساهم فى انتاج قوى الثورة فيما يعرف مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية المنتجة بالتاكيد من نظام تطور اقتصادى راسمالى وكانما بهذا النقد ارادة بنيان قواعد اجتماعية لمرحلة ثورية مهمة على ركام نظام خارج اطر النظرية وهو نظام الانقاذ الطفيلى الذى لاينتج الاقوى اجتماعية ممثلة بقطاع عريض من السماسرة والوسطاء،وذوبان واضمحلال الطبقة الوسطى وتلاشى الطبقة العاملة…وهو مالايمثل الا قاعدة لانتاج مسخ مشوه من النظرية وبقيادات عاجزة عن المفاهيم السليمة والاجتهادات المبدعة المرتمزة على اسلس علمى من اسس النظرية الام
وتجلى ذ
اثبتت نظرية الانفجار العظيم لنشاة الكون خطل التفسير الماركسى الاسبق لتكون الحياة بكوكب الارض والذى ربطت به الفلسفة مع قوانين دارون وجدول مندليف وتطابقها مع فلسفة الصراع اثباتا لعلمية الفلسفة الماركسية وهى حالة اختطاف عظيمة…وهى مناقضة لنوروثنا الثقافى الدينى فى مبتداها والذى تطابق مع نظرية الانفجار العظيم باية ان الارض والسماء كانتا رتقا واحدا ففتقناهما… والباس النظرية ثوبها العلمى ادخلنا فى صراعات واتهامات ليست معنية بقضيتنا الكبرى وهى ازمة الفقر والعدالة الاجتماعية فى خضم تعدد طبقى لازم لتطور التاريخ ليتم التفسير عبره كاساس ثابت ومحورى للنظرية فى مفاهيمها العامة ..وترتيب مراحلها.
وتجبى ذلك فى النقد النظرى لبرنامج حمدوك باعادة حركة الاقتصاد السودانى لمساره العلمى وحركته التاريخية ممايساهم فى انتاج قوى الثورة فيما يعرف مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية المنتجة بالتاكيد من نظام تطور اقتصادى راسمالى وكانما بهذا النقد ارادة بنيان قواعد اجتماعية لمرحلة ثورية مهمة على ركام نظام خارج اطر النظرية وهو نظام الانقاذ الطفيلى الذى لاينتج الاقوى اجتماعية ممثلة بقطاع عريض من السماسرة والوسطاء،وذوبان واضمحلال الطبقة الوسطى وتلاشى الطبقة العاملة…وهو مالايمثل الا قاعدة لانتاج مسخ مشوه من النظرية وبقيادات عاجزة عن المفاهيم السليمة والاجتهادات المبدعة المرتمزة على اسلس علمى من اسس النظرية الام
وتجلى ذ
انت تحصر العلم بالتجربة اي كل ما لا يثبت في المختبر هو ليس علما فلماذا تكتب عدة حلقات لتقول أن الماركسية ليست نظرية علمية طالما أنك انطلقت من قالب نمطي جاهز. لذلك انصحك بالاهتمام بقضايا راهنة اي بمحنة الشعب وليس بالتفكير الخشبي الذي لا يصلح إلا لوضعه في مخازن المتاحف للاسف انت تقع خارج الزمن التي تعيش فيه وكانك على كوكب اخر
صدقت يا مدير متحف
هذا ليس وقت طرح مثل هذا
إيقاف الحرب يجب ان يكون الهدف الاول و الأخير
نحن الآن نعيد اختراع العجلة مرة أخرى بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية وكل الصفحات والوقت الذي قضيناه في النقاش بسبب الأغبياء الذين صادف أنهم كانوا في موقع قيادة الحزب الشيوعي في هذا الوقت الحرج من تاريخ السودان. لا يوجد وقت لتصحيح أخطائهم والشعب السوداني لن ينسى أبدا أخطائه الجسيمة. لقد حان الوقت لدفن الحزب الشيوعي السوداني. تأسس هذا الحزب خلال الحرب الباردة وانتصار الاتحاد السوفيتي عندما كانت شعارات الشيوعية والاشتراكية في كل مكان. والآن لا يوجد أي من هذا الهراء سواء في البلدان الرأسمالية المتقدمة أو في العالم الثالث.
دكتور صديق الزيلعي المُحترم،
تحية طيبة وبعد،
قرأتُ باهتمامٍ بالغٍ نقاشك المُعمّق مع الدكتور هشام علي حول مسألة تجديد الحزب الشيوعي السوداني، وقد لفت انتباهي طرحك القويّ والمُثير للتفكير حول ضرورة التجديد ومواكبة تحديات العصر.
أودُّ أن أُعرب عن تقديري لنقدك البنّاء وتحليلك الواقعي للوضع داخل الحزب، كما أُشيد بدعوتك الشُجاعة إلى فتح باب الحوار الداخلي ومناقشة القضايا المُلحة التي تُواجه الحزب في الوقت الراهن.
في ضوء نقاشك مع د. هشام، أعتقد أن هناك فرصة ثمينة للحزب الشيوعي السوداني ليُعيد النظر في مواقفه ويُطور أدواته ليُصبح أكثر فاعلية في الساحة السياسية والاجتماعية.
أُدرك أن الدعوة إلى التغيير والتجديد قد تُواجه بمُقاومة من بعض الجهات داخل الحزب، لكنني أُؤمن بأن الحوار البنّاء والمُنفتح يُمكن أن يُساهم في تجاوز هذه المُقاومة والتوصل إلى توافقات تخدم مصلحة الحزب والوطن.
أدعو سيادتكم إلى مُواصلة جهودكم في طرح الأفكار وإثراء النقاش داخل الحزب، وأن تُساهموا بدوركم في صياغة رؤية مُستقبلية للحزب تُواكب تحديات القرن الحادي والعشرين.
أُؤمن بأن الحزب الشيوعي السوداني يمتلك تاريخًا عريقًا ونضالًا مشرفًا، وأن تجديد فكره وتطوير أدواته سيُمكنه من مُواصلة دوره الريادي في الدفاع عن مصالح الجماهير والسعي نحو بناء سودان جديد ديمقراطي ومُزدهر.
مع خالص التقدير والاحترام،