أخبار السودان

وعود التغيير في الخرطوم تتبخر

عثمان ميرغني

يحتفل السودانيون اليوم بالذكرى التاسعة والخمسين لاستقلال بلادهم، لكن من دون إحساس بالفرحة أو التفاؤل بأن المستقبل القريب سيحمل لهم تغييرا حقيقيا في أوضاعهم السياسية أو الاقتصادية أو المعيشية. فكل وعود التغيير التي روجت خلال العام الماضي منذ إلقاء الرئيس عمر البشير في نهاية يناير (كانون الثاني) 2014 ما سمي بـ«خطاب الوثبة» الذي أطلق فيه الدعوة لحوار وطني شامل، تبخرت وعاد التوتر والإحباط ليخيما على الأجواء مع بداية العام الجديد الذي يتوقع أن يكون حاميا.

المعارضة التي سارع قسم منها لتلبية دعوة الحوار سرعان ما اكتشفت أن الأمر لا يعدو أن يكون تكتيكا لتجميل وجه النظام وإعطاء شرعية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية والولائية المقبلة، وأنه لن يحقق التغيير المنشود ولن يفكك النظام سلميا كما حلم البعض. هذا الأمر أقر به الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الأمة المعارض عندما قال في تصريحات نقلت عنه أخيرا إن حزبه أخطأ بدخول حوار الوثبة بسبب حسن الظن الذي أعماهم عن فحص عيوبه.

اليوم تبدو الخريطة السياسية في السودان كالتالي: في جانب يقف النظام ومن دار في فلكه من «أحزاب التوالي» الخارجة أصلا من رحمه والتي ما تزال ترتبط معه بـ«الحبل السري». في جانب آخر تقف القوى السياسية المعارضة التي وقعت على ما سمي بـ«نداء السودان» الشهر الماضي وتعهدت بتفكيك النظام سلميا أو إسقاطه بانتفاضة شعبية. بين الجانبين تقف غالبية الشعب السوداني التي تأمل في تغيير حقيقي ينقل البلد من حال التردي الراهن إلى حال أفضل، لكنها تتخوف من أن يبقى الوضع يراوح مكانه بين الإسلاميين المتشبثين بالحكم مهما كان الثمن، والمعارضين الذين فشلوا حتى الآن في هز كرسي النظام بسبب خلافاتهم المزمنة، واتساع الهوة بينهم وبين الشارع الذي أعياه الصبر.

العام الحالي قد يكون اختبارا لكل الأطراف. فالحكومة والمعارضة ترصان صفوفهما تحسبا لما قد يحدث قبل أو بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والولائية التي يصر النظام على إجرائها في أبريل (نيسان) المقبل، وتطالب المعارضة بتأجيلها مصرة على أن أي انتخابات حرة ونزيهة يجب أن تجرى تحت إشراف حكومة قومية جديدة، تشرف على مرحلة انتقالية يجري خلالها إعداد دستور جديد، وتوقف الحروب لضمان انتقال البلد نحو مرحلة ديمقراطية جديدة تستوعب كل الأطراف وتنهي النزاعات. في موازاة هذه المعركة السياسية، يتوقع أن تتصاعد الحرب المشتعلة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق بعد أن أعلن النظام عن حملة عسكرية أطلق عليها اسم «الصيف الحاسم» متوعدا بدحر الحركات المسلحة ومهددا أيضا دولة جنوب السودان التي اتهمها بدعم هذه الحركات.

هناك معركة ثالثة هي معركة الوضع الاقتصادي الذي يشهد ترديا مريعا انعكس على الأوضاع المعيشية للغالبية العظمى من الناس، بينما الفساد ينخر في الدولة. فوعود الحكومة بتعويض خسارتها من فقدان عائدات النفط التي ذهب أكثر من 80 في المائة منها مع الجنوب بعد انفصاله، لم تحقق شيئا. والكلام عن اكتشافات الذهب وتصدير أطنان منه لسد العجز في الميزانية، لم يعد يقنع الناس الذين يكادون يفقدون صوابهم مع الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الرئيسية وعجزهم عن تلبية احتياجاتهم المعيشية. فالخرطوم باتت تتناقل أخبارا عن مواطنين ينتحرون على طريقة محمد البوعزيزي في تونس، ورغم ذلك يدلي الرئيس السوداني بتصريحات يصر فيها على أن المعطيات التي أدت إلى الربيع العربي غير موجودة بالسودان.

الإحصائيات الصادرة عن جهات رسمية في الخرطوم تقول إن نحو 47 في المائة من السكان يعيشون تحت خط الفقر وإن النسبة ترتفع في بعض المناطق مثل دارفور وكردفان إلى 69 في المائة. وزارة العمل قدرت عدد العاطلين عن العمل بـ3 ملايين نسبة 48 في المائة منهم من خريجي الجامعات. لهذا لم يكن غريبا بل محزنا أن يتدافع آلاف من الشباب قبل أسابيع قليلة نحو السفارة القطرية في الخرطوم بعد الإعلان عن 6 فرص للعمل في الدوحة. فالسودانيون الآن ينتظرون أي فرصة للهجرة بحثا عن عمل.

«جهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج»، وهو هيئة رسمية، أعلن أخيرا أنه خلال 10 أشهر من العام الماضي هاجر أكثر من 68 ألف سوداني للعمل بالخارج. وأكد الأمين العام للجهاز الارتفاع المستمر في عدد السودانيين الموجودين خارج بلادهم، وقدر عددهم بنحو 4 ملايين، وإن كان هناك آخرون يرون أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير لأن هناك مهاجرين غير مسجلين، وآخرين اعتمدوا طرق اللجوء السياسي أو الهجرة غير الشرعية.

هذه هي الصورة مع بداية العام الجديد، وهي صورة توحي بأن الأوضاع في السودان حبلى بالتطورات.. وربما المفاجآت.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. اولا لادارة الراكوبة..وقراء الراكوبة ومن قبل لجموع الشعب السودانى..تحية الاستقلال وبداية العام الجديد..بعليقى على الصورة المرفقة عالية..الرئيس دا بضحك على شنو ..الا كان بضحك على رحو..فعلا مخو فاضى لك اللة يا بلد..اعز مكان عندى السودان..وسيظل..

  2. كل عام وأنتم بخير بمناسبة الإستقلال و رأس السنة و الميزانية الجديدة: و لكننا نعيش ونتذكرعصابة مافيا (أخوان) السودان الذين إستولوا على السلطة بليل بهيم حالك السواد في ليلة الجمعة 30يونيو 1989م وبعد التمكين باعوا نصف السودان لـ(سيلفا كير) ثم فرخت هذه العصابة عدة (مافيات) عصابات متخصصة في نهب وسرقة ثروات وخيرات البلاد الطبيعية و الصناعية فوق و تحت أرض السودان كل عصابة تخصصت في مجال بعينه حسب توجيهات و تقسيمات (البشير) كبيرهم و(عرابهم) BOSS زعيم عصابات المافيا (الكيزانية). حيث لم يتركوا نشاط (إقتصادي أو مالي أو ثروة طبيعية أو صناعية أو أراضي و عقارات أو أي مشروع يدر ربحا) إلا أنشأوا له عدة شركات (مافيات) لنهبه و سرقته ثم الإستيلاء عليه و بالتعاون و الدعم من كل الجهات (المافيات) الأخرى تحت مظلة الزعيم المطلوب و تطارده محكمة العدالة والجنائية الدولية على جرائم مافياته العسكرية في دارفور و جبال النوبة فأنظروا حولكم في كل موقع و مكان و مجال من (تجارة مواد البناء والأراضي و العقارات و المواد الغذائية و الزراعية و المبيدات و السماد و الدواء و العلاج و التعليم الخاص و البترول و الذهب و النقل و الترحيل…ألخ). تجدوا نهبهم و فسادهم ظاهراً في كل مكان تفوح روائحها الكريهة ملوثةً كل أجواء السودان. فإذا كانت هذه هي جرائمهم فكيف سيكون كشف حسابهم وميزانية نشاط عصاباتهم آخر السنة. أعلن مصدر مطلع أن حجم العجز في الموازنة الجديدة بلغ 6.434 مليار جنيه، فيما قدرت إجمالي ميزانية الأمن والدفاع والداخلية بـ13 مليار و736 مليون، مقابل 779 مليون جنيه لقطاع الصحة 919 مليون جنيه للقطاع المالي والاقتصادي و153 مليون جنيه لوزارة العدل. وأكد المصدر أن منصرفات رئاسة الجمهورية قدرت بـ 711 مليون جنيه، ديوان المراجعة القومي 67 مليون، والمحكمة الدستورية 10 مليون، مركز الدراسات الاستراتيجية 708 مليون، مجلس الولايات 13 مليون. وقدرت منصرفات وزارة الخارجية بـ 39 مليون والمفوضية القومية للانتخابات 6 مليون، والأمانة العامة للحكم اللامركزي 8 مليون والمجلس الوطني 81 مليون ومجمع الفقه 4 مليون فيما بلغت ميزانية وزارة الدفاع 6 مليار 830 مليون جنيه، وزارة الداخلية 3 مليار و440 مليون، جهاز الأمن 2 مليار و709 مليون جنيه، وبلغت تعويضات العاملين 18.685.8 والسلع والخدمات 6 مليون، دعم السلع الاستراتيجية 10 مليون، دعم المحروقات 7.800.0 مليون جنيه وتحويلات الولايات 16.564.5 مليون وقدرت الموزانة الجديدة إيرادات الضرائب بـ 39 مليون والمنح الأجنبية بـ 2.212.7 مليون. هذه ليست موازنة دولة بل ميزانية عصابات مافيا مجرمة تستحق القصاص العادل بتطبيق شرع الله وقانون الأرض عليهم أجمعين! متى هذا الوعد؟ نراه قريبا و يرونه بعيدا !!!

  3. لا تحلموا بعالم سعيد !!!!
    فالحال سيبقى الى اسوأ مما كان عليه لوقدر للمؤتمر الوطني الحكم 5 سنوات اخرى
    هذا النظام لا يؤمن الا بمنطق القوة ويعتمد القبضة الامنية اساسا للحكم ولا يؤمن ان يشاركه كائن من كان في السلطة والمال العام ويخشى ما يخشى هذا النظام السقوط وهو يعلم حجم الجرائم والفساد التي ارتكبها طيلة 25 عام بسبب سياسة التمكين البغيضة التي اطلقت العنان للفساد ودمرت كل شئ واي شئ
    استنادا الى بقاء الحال من المحال
    ولكن هذا النظام يعلم بانه لم يدع مجالا له لسقوط ناعم وهنالك ارتال من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها .. هنالك اولياء دم قتل ابنائهم .. هنالك من فقدوا وظائفهم وشردوا .. هنالك من اغتصبت اراضيهم وجرفت اراضيهم .. هنالك جرائم فساد دمرت كا ركائز الاقتصاد السوداني .. العديد والعديد من الجرائم التي لا يمكن تجاوزها بعفا الله عما سلف الا موغرة في الصدور وهنالك من يدعو صباحا ومساءا ان تاتي ساعة الحساب .. وظل سيدنا نبي الله موسى عليه السلام يدعو على فرعون 40 عاما ولكن استجاب الله دعوته اخيرا لدعواته فاخذ الظالم فرعون اخذ عزيز مقتدر ..

  4. انتبهوا ايها السادة تحزير شديد اللهجة انتبهوا ايها القادة السودانيين مدنيين و عسكريين ﻻ تضيعوا السودان واهله في سباقكم نحو السلطة تحت ادعاءات كثيرة اتفقوا على حل يجنب السودان دخول داعش والدولة الاسﻻمية على الخط السودان ليس كالدول التي دخلت فيها داعشة والدولة سوف ينتهي السودان الذي نعرفه وتعرفونه ﻻ تضيعوا السودان بخﻻفاتكم غير المبررة ﻻ تضيعوا السودان بحماقاتكم اتفقوا قبل ان ياتي يوما ﻻ تجدوا ما تختلفون عليه سيضيع السودان ويكون السبب انتم ولن يرحمكم التاريخ ولن يرحمكم الشعب السوداني ان بقي شعب سوداني ارحما السودان والشعب السوداني ايها القادة ارحموا العجزة والمساكين والاطفال الذين لن يجدوا طريقا للخروج من السودان للدولة المجاورة لا تتركوا الشعب السوداني للمنظمات العالمية يعطونا فتات الاغاثات والمخيمات على حدود دول هي نفسها احوج مننا للاغاثة ارحمونا ايها القادة ولن تندموا ….

  5. ( وعود التغيير في الخرطوم تتبخر ), باللهى عليك لا والف لا والفيى القدرة بجيبو المغراف. وياما بكرة تشوف

  6. الحل يكمن في مقاطعة الانتخابات بواسطة كل سوداني حر وسودانية وياليته يكون مصحوبا بالعصيان المدني المفتوح.
    نحن كأحزاب لن نقدم شيء تحت الظروف الحالية و لا نريد ان نخدع الشعب المجروح ونزيد جراحه. فالنظام قام بتدمير الأحزاب تدميرا كاملا وصل به الي احباط كللا القيادات وعلي كل المستويات بالمركز والولايات لدرجة أنها ترفض الدعوة للاجتماعات الراتبة. كان الله في عوننا وهو القاهر فوق عباده.

  7. انا ما بعرف عن السياسة الكثير
    بس بعرف انو البلد دى فى ظلم وانتهاكات كثيره بلد فيها فساد لمن ريحتو طلعت
    لا فيهو قانون ولا فيهو عداله
    بس كمان متاكد انو اذا مافى حلى سلمى وحوار ومناقشة لحلول سلميه والنظام ده يسلم السلطه للشعب والشعب يختار من يكون الحاكم
    بس كمان شوفو سوريه والعراق ومصر لليوم حاله سيئه
    يا جماعه الحل صعب صراحه النظام ده ما بنفع معانا ولا الحل العسكرى برضو بنفع

    قالو فى انتخابات انا شايف الانتخبات دى تكون تحت رعاية دوليه عشان ما يحصل تزوير

  8. ياستاذ لا نخاف من الغرق بعد الابتلال نحن ف انتظار السيل الجارف اموات اموات لا نخسر شئ بل فينا من يريد تصفية حسابات مؤجلة واخرين الكرسي والكراسي واخرين للمنجهة والشوفونية فلنغرق من فيهم يستطع التنفس من تحت الماء اتحسر اتحسر علي خروج الخواجات لم نحضر عهدهم بشره كما يزعمون لكن شاهدنا خيرهم ف جميع المشاريع حتي 69 مايوالذي امم وصادر ولعب فيها نحمد الله اكلنا من خيرهم تعليم صحة سكن ماعدا جيل 89 الذي لم ولن يذوق راحة حتي

  9. ويييييييييييييييييى غشيتكم

    والله انا لايوق زى الويكه . حسى فى زمتكم اقوم من الكرسى ده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..