كنيسة الجريف… عار الاختلاف

كيف لا
منى عبد الفتاح
ثورة مخرّبة أشعلها أهل الفتنة الدينية في الجريف غرب، مستغلين طوفان المشاعر بعودة هجليج إلى حضن الوطن. قد يكون خالج شعور هؤلاء فرصة الانشغال بالحدث للنجاة من تهمة الشغب والتخريب. وقبل أن يحلّ الله عقدة لسان وسائل الإعلام التي عجزت عن تسمية الأشياء بمسمياتها ينبغي العمل على وأد هذه الفتنة في مهدها. فما حدث من حرق وتخريب لممتلكات كنيسة يتبعها مجمع سكني كامل بمساكنه ومدراسه وبشره وأثاثاته التي رأينا في مقطع الفيديو المبثوث على الإنترنت كيف يتم إلقاؤها على النار بصلف وروح مدمّرة أمِنت العقاب أو حتى وخز الضمير، لهو شيء فظيع يجب استبشاعه قبل الشروع في خطوات جادة لمحاسبة المتهمين.
لم يكن مفاجئاً بعد الأحداث الأخيرة والتي تبعها انتهاء مدة الإقامة المسموح بها للجنوبيين أن تصدر أحداث هنا وهناك تتنافى مع أخلاق السودانيين التي عُرفوا بها. فالسودان الذي كان مفتوحاً لأهل الديانات السماوية يضيق الآن بالاختلاف ويمتليء بالتعصب ويشرعن فيه العنف لمحو الآخر المختلف دينياً بدلاً من التعامل معه وفقاً لرسالة الإسلام السامية .
إنّ هؤلاء الذين يحتكرون الإسلام والتحدث باسمه لا شك أنّهم لم يقرأوا قوله تعالى:»قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ «(سورة البقرة الآية 136). كما لم يدركوا أنّ الإسلام ينهي عن كراهية الأديان والحقد على أتباعها بل إنّ القرآن بيّن الحكمة من هذا الاختلاف في قوله تعالى: «وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ «(سورة يونس الآية 99).
سمح المتورطون في هذه الأحداث لسموم التحريض أن تسري في دمائهم. فلا يمكن الثأر والانتقام من حكومة الجنوب بمحاولات حرق رعاياها في الشمال. وهذه هي الحقيقة القاسية التي صمت كل من نقل الخبر عن قولها، فالذين يأتون للحرق ويقومون به فعلاً لا يأمرون بإخلاء الكنيسة ومساكن المجمّع ومدارسه أولاً. وإزاء هذا الحدث تغلّف العذر الرسمي لشرطة الدفاع المدني الذي هو أقبح من الذنب بوعورة أرض المجمع الذي تحيط به الأشجار والذي منعها من الوصول والقيام بمهمتها في الوقت المناسب. ولا أدري ما هي مهمة الدفاع المدني بالضبط إن لم تكن تذليل هذه الوعورة والصعاب لإنقاذ المجمع وضحاياه. كما أنّ المشهود لشرطة مكافحة الشغب أنها تصل إلى أرض الحدث قبل وقوعه إن كان الأمر يتعلق بمظاهرة أو احتجاج ما . وقد شهدت نفس المنطقة قبل فترة وجيزة تفريق الشرطة لاحتجاجات المواطنين على العطش فهل أعجزها الآن تفريقهم عن التخريب والحرق والهدم.
إنّ الإسلام ليس حكراً للذين غذوه بالأحقاد والثأر والعنصرية، فهو دين غالبية أهل السودان ولا يجب إدخاله في النزاع السياسي ليتحول الصراع القائم الآن بين السودان وجنوب السودان إلى صراع ديني. وإن لم يخش هؤلاء المتشددون من ترويع عشرات الآلاف من الجنوبيين الذين لم يتمكنوا من الرحيل إلى بلادهم جنوباً بهذه العمليات الوحشية ، فإنّ عليهم ألا يأمنوا على مواطنيهم الشماليين المسلمين المقيمين في الجنوب منذ عشرات السنين إن تمت معاملتهم بالمثل.
منذ الساعات الأولى تمت لملمة القضية وتم تحويلها إلى نزاع على ملكية أرض بين سكان الحي والمجمع، والمعلوم للكافة أن النزاعات القضائية على الأراضي أمرٌ وارد، ولكن اللوم على السكان الذين صمتوا دهراً ونطقوا كفراً بحقهم في دار عبادة ومأوى لإخوانهم في الإيمان .
إنّ ما حدث هو توظيف فقط للكنيسة والزج بها في هذا الصراع، فتزييف الحقيقة إلى نزاع حول ملكية أرض في هذا التوقيت بالذات هو مبرر واهٍ لإضفاء الشرعية على جُرم مشهود بدأ في الجريف غرب والله وحده يعلم أين سيستقر.
الاحداث
نعيمة أمزيل فتاة مسلمة محجبة تعمل في شركة مواد غذائية في مقاطعة فلاندز في بلجيكا، رئيس الشركة التي تعمل فيها ويدعى ريك ريميري يتلقى تهديدات بالقتل هو وأسرته من قبل جماعة عنصرية إرهابية تطالبه بطرد نعيمة أمزيل إن هي أصرت على ارتداء الحجاب أثناء العمل.
ورداً على ذلك عرضت نعيمة على مديرها الاستقالة فرفض رفضاً قاطعاً، وأصر على التمسك بها وقرر عدم الرضوخ، وفي الوقت نفسه يدعم سكان مقاطعة فلندرز بشكل متزايد موقف رئيس الشركة الشجاع، في حين تجمع إحدى منظمات المستخدمين توقيعات 17000 سبعة عشر ألف شخص تضامناً مع ريك ريميري رئيس الشركة.
كان هذا ملخصاً لخبر أوردته مجلة المجتمع .
واللافت في هذا الموضوع كيف اجتمع أهالي مقاطعة فلاندرز والذين يقدر عددهم ب6ملايين نسمة في تأييد موقف رئيس الشركة البلجيكي المتمسك بموظفته المسلمة وحريتها في ارتداء الحجاب.
ليس ذلك فقط، بل إن للخبر تتمة في نظري أغرب من الخيال، حيث وصلت هذه القضية إلى مسامع ملك بلجيكا ألبرت الثاني، فماذا فعل هذا الملك؟ هل أصم أذنيه وترك رئيس الشركة يواجه هذا الأمر بمفرده مع الموظفة المسلمة ضد هذه الجماعة الإرهابية؟ أم أمر بغض النظر عن مشكلة امرأة مسلمة ليس لها ثقل في المجتمع البلجيكي؟. أم اعتبر ذلك أمراً ليس ذي شأن وما هي إلا خرقة توضع على الرأس وضعها ونزعها سيان! بل إن هذا الملك كان له موقف نبيل ورائع مع هذه المسلمة المحجبة، حيث أبدى تضامنه مع رئيس الشركة وصدر بيان عن القصر الملكي جاء فيه أن الملك سيستقبل ريك ريميري الذي يترأس شركة المواد الغذائية مع موظفته نعيمة أمزيل.
وذكر البيان: أن الملك ألبرت الثاني يتابع عن كثب تطورات القضية، وقد تم هذا الاجتماع في يناير الماضي في القصر الملكي.
سبحان الله، خمس جهات تهب لنصرة هذه الموظفة المسلمة البسيطة في بلد كاثوليكي وعلى رأس هذه الجهات:
1 ملك البلاد.
2 مدير الشركة.
3 أوساط سكان مقاطعة فلاندز.
4 إحدى منظمات المستخدمين.
5 رابطة مدراء الأعمال التي قالت مخاطبة رئيس الشركة: لعل موقفكم الهادئ يصبح رمزاً للتسامح في مقاطعة فلاندرز.
ترى هل تنعم المرأة المسلمة المتمسكة بدينها بمثل هذا التأييد من مجتمعها وحكومتها في العديد من البلدان؟
ألبرت الثاني ملك بلجيكا يفوق عدد سكان مملكته 10 ملايين نسمة، وهي واحدة من أكبر البلدان الصناعية في أوروبا، وإحدى الدول المؤسسة للاتحاد الأوروبي، وهي قلب أوروبا النابض، فعاصمتها بروكسل مركز لمقرات منظمات عالمية عدة مثل الناتو.
كل ذلك لم يمنع هذا الملك العادل من الاهتمام بموضوع موظفة مسلمة متمسكة بحجابها، ولم يعتبرها رجعية أو متخلفة كما يروق للبعض أن يسميها، بل إن العدل والحرية كانا شعاره في موقفه النبيل هذا.
وما أشبه موقف ملك بلجيكا بموقف النجاشي ملك الحبشة قبل أكثر من 14 قرناً خلت في نصرته للمسلمين.
ألا ما أشبه اليوم بالبارحة، فكم من متكبر ومتجبر يسوم شعبه ألوان العذاب والهوان، وكم من نجاشي نصر المسلمين وعاشوا أحراراً على أرضه، فتعلموا وعملوا وأنشؤوا الجمعيات والمؤسسات وتمتع بعضهم حتى بحقوق المواطنة.
تحية إلى ملك بلجيكا ألبرت الثاني وتحية إلى كل نجاشي في العالم.
تحية الى ملك بلجيكا وتحية الى نجاشى الحبشه و تحية الى محبى السلم والسلام العالمى والعار لحكومة الانقاذ الوثنى و المهوسين السلفيين وتجار الدين الذين يتخذون الدين ستارا للاعمالهم الوحشية والاسلام برئ من افعالهم
الاستاذة منى انتي جميلة وتدافع عن الحق واشاعة ثقافة السلام والجمال والتعايش سلمتي وسلمت يداك وعقلك وكل جوارحك
أصبح المدعين العلم في السودان الهة تشرع للناس أحكام تخالف شرع الله
و المعلوم في دين الله لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق و الله تعالى يقول
أمر الله أن لا ياكل الناس من الأنعام التي لم يذكر إسم الله عليها و ذكر في القران إن من أطاع أحدا في أكل ما لم يذكر إسم الله عليه فهو مشرك لانه توجد فيه ضرورة إنتفاء الملزوم لانتفاء لازمه
و الشرط موجود في إن أطعتموهم إنكم لمشركون
قوله تعالى : ( ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون [ ص:138 ] اعلم أنه تعالى لما بين أنه يحل أكل ما ذبح على اسم الله ، ذكر بعده تحريم ما لم يذكر عليه اسم الله ، ويدخل فيه الميتة ، ويدخل فيه ما ذبح على ذكر الأصنام ، والمقصود منه إبطال ما ذكره المشركون . وفي الآية مسائل :
ثم قال : ( وإن أطعتموهم ) يعني في استحلال الميتة ( إنكم لمشركون ) قال الزجاج : وفيه دليل على أن كل من أهل شيئا مما حرم الله تعالى ، أو حرم شيئا مما أحل الله تعالى فهو مشرك ، وإنما سمي مشركا لأنه أثبت حاكما سوى الله تعالى ، وهذا هو الشرك .
( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ( 31 ) .
( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا ) أي : علماءهم وقراءهم ، والأحبار : العلماء ، واحدها حبر ، [ ص: 39 ] وحبر بكسر الحاء وفتحها ، والرهبان من النصارى أصحاب الصوامع فإن قيل : إنهم لم يعبدوا الأحبار والرهبان؟ قلنا : معناه أنهم أطاعوهم في معصية الله واستحلوا ما أحلوا وحرموا ما حرموا ، فاتخذوهم كالأرباب . روي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال لي : ” يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك ” ، فطرحته ثم انتهيت إليه وهو يقرأ : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) حتى فرغ منها ، قلت له : إنا لسنا نعبدهم ، فقال : ” أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه ” ؟ قال قلت : بلى ، قال : ” فتلك عبادتهم ” .
قال عبد الله بن المبارك :
وهل بدل الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها
لقد أصبح هولاء الدجالين الهة الموتمر الوثني اللتي يعبدونها من دون الله و لو كانوا يعبدون الله ما اطاعوهم في ألمعاصي و جرائم الأغتصاب و التعذيب فانهم احلوا الحرام و حرموا عليهم الحلال فاطاعوهم و لقد أصبح هولاء مشركين بالله
i think you have mosque belong to evil thinking but begain to destory chruch what will happen to others people
يتسم الإخوة المسيحيون بالتسامح والتواضع ويلتزمون تعاليم كتابهم المنزل في معاملاته العامة مع الآخر والخاصة بالسلوك الفردي . هذه حقيقة معاشة إنكارها لايضيف للدين الإسلامي شيئا والإعترافبه لايهدده . بل العكس هو الصحيح .
والمتابع لقضايا المسلمين في المجتمع المسيحي يجد الإنصاف هو الأوضح في المعاملة بل أن كبار الحركيين الإسلاميين والمفكرين المسلمين بصورة عامة ضاقت بهم بلدانهم في الوقت الذي إتسعت لهم رحابة المعاملة في الخارج المسيحي فانطلقوا من هناك سباشرون رسالاتهم
السلوك الفردي من هنا وهناك لايعتبر مقياسا سليما للحكم ، الأنظمة الغربية والمؤسسات المجتمعية هناك جميعها تحترم إنسانية الإنسان
MOHAMED ABDELAZIZ AND THE OEDIPUS COMPLEX
ندين بشدة حرق الكنائس .والشغب والتخريب … ولا بد من محاسبة كل من تسبب فى هذه الافعال علنا .. وبلاش زج الجامع والكنيسة في صراع الشمال والجنوب …
إبراهيم عيسى يكتب: شريعة بلا عدل
لا نسمع كلمة العدل إلا وتقفز إلى مخيلتنا سيرة عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، شئنا أم أبينا، فلا يوجد غيره، وأى شيخ أو واعظ أو داعية تليفزيونى حين يحدثك عن عدل الإسلام وعدالة الدولة الإسلامية لا يجد اسما لأى حاكم على مدى ألف وأربعمئة سنة إلا عمر بن الخطاب، والعشر سنوات وشوية التى حكم فيها،
بينما يخلو التاريخ الإسلامى على مدى هذه القرون الطويلة البعيدة من نموذج ومثال إلا عمر (ومعه عمر بن عبد العزيز الذى تمثَّل سياسة جده الفاروق واستمر حوالى عامين أو أكثر قليلا فى الحكم).
هل سمعتم يوما واعظا أو داعية يحكى عن عدل معاوية أو عن عدالة أبو العباس عبد الله السفاح (خليفة المسلمين فى العصر العباسى)؟
هل رأيتم شيخا أو مرشحا إخوانيا يتكلم عن عدالة الأمين أو المأمون مثلا، أو عن عدالة عبد الملك بن مروان؟
هل كلمكم الشيخ حازم أبو إسماعيل عن عدل محمد الفاتح أو سليم الأول أو عدالة السلطان عبد الحميد العثمانى؟
إطلاقا، إذن هل فكَّر السادة الدعاة والمرشحون الإسلاميون فى إجابة عن هذا السؤال لجمهورهم؟
أين عدل الشريعة الإسلامية إذا كانت تطبق على مدى ألف وأربعمئة وثلاثين عاما وليس لدينا مثل ونموذج إلا فى عشر سنوات فقط ولحاكم صحابى واحد فقط؟
لا يتوقع أحد أن تطبيق الشريعة فى مصر إذا ما نجح الإسلاميون فى السيطرة على البلد يعنى إقامة العدل، ربما يعنى إقامة حد قطع اليد، لكن ليس هذا العدل.. بل وليس العدل إطلاقا!
كثيرا ما تسمع مطالبات حارة ومتحمسة لتطبيق الشريعة الإسلامية، وترى فريقا واسعا من الناس يقول إن سبب بلائنا وأُس مشكلاتنا أننا بعدنا عن الله، إذن كيف نقترب من الله؟
بأن نطبق شرع الله؟
معظم هؤلاء الطيبين لا يعرف أساسا معنى الشريعة ولا موادها أو مقاصدها، ولكنه يسمعها هكذا ويراها تقربا من الله، فيطالب بها وينساق وراء هذه الدعوة من باب تدينه وتسليمه لله عز وجل «أو ادعائه ذلك»، دون أن يبحث عن الشرط الأهم فى تطبيق الشريعة، وهو العدل!
الشريعة الإسلامية أبعد من مجرد الحدود، وهذا الدمج من كثيرين حولنا بين الشريعة والحدود، كأن الشريعة حدود فقط، دمج متعمد ومقصود حتى لا يسأل المسلم عن حقيقة الشريعة، ثم تحقيق الشريعة لمقاصدها وأهدافها، ثم شرط تطبيقها،
وقد جزم العلَّامة ابن القيم بأن «الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد فى المعاش والمعاد. وهى عدلٌ كلها ورحمة كلها ومصالح كلها. فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث، ليست من الشريعة وإن أُدخلت فيها بالتأويل?».
أما التعمية والتغمية التى نحياها بتصورات زرعها فينا وعاظ السلاطين وفقهاء السلطة وشيوخ منصر إلباس الحق بالباطل فهى التى تسهم فى تخلفنا وانحدارنا ليس بسبب البعد عن الدين، بل البعد عن الدين الحقيقى،
فالحاصل أن العالم الإسلامى على مدى تاريخه يعيش بدينين وليس بدين واحد، الدين الحق من ناحية والدين السلطانى أو الملكى أو الرئاسى من ناحية أخرى، وهو الدين الذى يتم تفصيل شريعته ومفاهيمه وأهدافه، بل وشعائره لخدمة المستبدين الفسقة، بينما الدين الحق الذى خرج من قلب وجوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هو محفور فى قلوب البعض ومردوم عليه بسنوات القمع والطغيان،
وليس أدل على ذلك من وجود دول عربية تطبق الشريعة «التى هى عندهم الحدود فقط» وهى فاقدة أهلية التطبيق وينتشر فيها العدوان والبغى والظلم، كما حدث منذ مئات السنين على مدى تاريخ الأمة الإسلامية
(السودان مثالاً !)
فقد كانت الدول الأموية والعباسية والمملوكية والعثمانية تطبق الحدود وتجلد وتقطع اليد وترجم، ولكن هل كان فيها عدل وحرية؟ هل كانت فيها مساواة وعدالة؟
إطلاقا، بل تحولت حدود الله إلى حدود الملك وأمير المؤمنين، وامتلأت السجون بالمظلومين، والمدن بالمظالم، وقطعت رقاب المعارضين، وقطعت الأيدى بالبطش والعتوِّ، وتم رجم الشرفاء والأشراف، وحرقت بيوت، وهُدِّمت صوامعُ يُذكر فيها اسم الله، تحت شعار وعنوان تطبيق شرع الله!
العدل قبل تطبيق الشريعة،
والعدل شرط الشريعة،
بل العدل هو الشريعة حتى وإن خلت من قطع يد سارق أو جلد شارب خمر!
العدل هو شرع الله، فمَن ظلم فقد أسقط شرع الله، هذا ما نعرفه.
فليقطعوا أيدى من يشاؤون ويجلدوا من يريدون ويرجموا ويقتلوا هذا وذاك،
لكن لا يعنى كل هذا أنهم يطبقون شرعا أو شريعة!
http://www.youtube.com/watch?v=thRMn5v3wNQ&feature=bf_prev&list=UU9Kbm1zEwFdUZRxb-1_SG_A
الاخت الفاضله منى
ادام الله مداد قلمك لكتابة الحقيقه ونشر السلام والتنبيه للمسكوت عنه
والله ادين وبشده احداث إحراق كنيسه الجريف لما فيه من إيقاظ للفتنه الدينيه والطائيفيه علي إيدي بعض الجهال الذين لا يستخدمون عقولهم للتفكير فيما يفعلون .. بل هم من شاكلت الشئ الذي يعبأ ….
لا للطائفيه …لا للطائفيه …. لا للفتن الدينه كبعض الدول
ونحن رئيس دولتنا لم يستنكر حرق الكنائس في السودان ولم نجد من خرجوا الشوارع منددين ذلك. رغم وجود بيننا الكثيرين الذي يستنكرون ذلك دون الخروج الى الشارع. تذكر ماذا فعل الشعب السوداني في كل انحاء العالم عند صدور مذكرة أوكامبو من المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس واحمد هارون وعمنا عبدالرحيم خروج ونددوا ورفضوا المذكرة وهددوا الكثيرين من الابرياء. والان لاترى من يستنكر حرق الكنائس علنا.
سؤال لماذا يحرقون الكنيسه؟ وهل إذا حرق مسجد في الجنوب أو في اي دوله في الغرب نحنُ نرضى؟
لكي كل التحيه والتقدير الشي المؤسف جدا ان هولا يعتنقو الدين الاسلامي لاحظ اسلامي يعني مسالم يعني مسالم يعني مسامح يعني من الاخر رجعتونا لعصر الجاهليه لاول مره اسمع هذا الخبر داخل السودان ما انو الظاهره مؤسفه للدين ولكل عاقل الناس نفوسها اتبدلت با الحقد والكراهيه فكرة في تطهير الديانا المسيحيه وقهر كل من يعتنق المسيحيه ما انو الاسلام لا زكر ذالك فكيف فكرو هولا بي هذا التفكير المخذي اخ اخ
هدا هو فكر عنصري والانغلاق الانظمة الصحراوية
·نقلا من صفحة الشيخ عاى الفيس بوك
بيان فضيلة الشيخ د. محمد عبد الكريم حول حادثة الكنيسة!!
====================================
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وبعد:
فقد تنامى إلى أسماع كثيرين وتابعوا بأبصارهم ما تناقلته كثير من وسائل الإعلام؛ من حادثة “الكنيسة” التي أحرقت في منطقة الجريف، وعلى الرغم من وضوح القضية وظهور معطياتها على الصعيد المجتمعي والقانوني، إلا أن كثيرا من الجهات التي تناقلت هذا الخبر استطاعت أن تجعل منه عجينة سهلة التشكيل، وأن تطوعه لخدمة أغراضها، وتتوصل به إلى أرذل غاياتها؛ ودخل بعضهم من خلاله إلى الطعن في الإسلام نفسه، وآخرون إلى الطعن في بعض أهله، حتى نسبوا هذا الخبر إلى شخصي، وألصقوه باسمي؛وتسارع بعض الشيوعيين ليتخذوها مساغاً ومركباً لصرف الأنظار عن توحد الجبهة الداخلية ضد حليفتهم الحركة الشعبية التي لا يتحدثون قط عن جرائمها، فيلصقوا التهم جزافاً بالجماعات الإسلامية ،وأن دحر العدو في هجليج هو إيذان بالصراع الطائفي مع النصارى في السودان، وآخرون من دونهم ممن نما ضب ضغنهم علينا فذهبوا يسارعون فيهم، فقبلوا شهادات الزور والكذب من قساوسة في أناس من المسلمين، هذا ولما رأيت هذه المطامع الدنية من وراء هذا الخبر التي باحت بها البيانات ولاحت بها المنشورات، ولخوض الخائضين فيه، كان لا بد من تجلية الأمر وتوضيحه، والوقوف مع بعض مفرزاته، رغم أني ما كنت وراءه ولا أمامه من قريب ولا من بعيد، بل ما سمعت به إلا مع السامعين ولا وقفت عليه إلا مع الواقفين، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتمثل قول العبد الصالح: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)؛ وألخص كلامي حول هذه الحادثة في النقاط التالية إبراء للذمة وتوضيحا للحقائق ووضعا للأمور في أنصبتها:
أولاً: النزاع حول هذه الكنيسة، وحسبما أوضحته كثير من التحقيقات الصحفية وبعد سؤال كثير من مواطني المنطقة،لم يكن لأجل أنها كنيسة أو إرسالية؛ ولم يحمل بُعدا دينيا أو عقديًا سوى ما كان يحمله بعض المواطنين من حنق تجاه الحركة الشعبية ودولة الجنوب عقيب أحداث هجليج – رغم أنه نزاع قديم – وإنما من أجل أنها بنيت على أراض تتبع لعدد من مواطني الجريف، وكان على رأس المتابعين لهذه القضية اللجنة الشعبية التابعة للمنطقة؛ ومطالبتهم بأراضيهم حق مشروع لهم وقد سلكوا لأجلها المسلك القانوني حتى جاءت قرارت بإزالة هذه الكنيسة، ثم جاءت جهات حالت دون تنفيذ هذا القرار حتى تصاعد الأمر إلى اعتصام خاطبهم على إثره معتمد المحلية ثم انطلقوا بعده إلى الأرض محل النزاع ليقوموا بإنفاذ هذه القرارات، على مرأى ومسمع الجهات المسؤولة.
ثانيا: أما عن حكم بناء الكنائس في بلاد المسلمين فقد أجمع العلماء رحمهم الله على تحريم بناء الكنائس في البلاد الإسلامية، وعلى وجوب هدمها إذا أُحدثت، وقال السبكي أيضاً عند حكاية الإجماع في المسألة : ” فإن بناء الكنيسة حرام بالإجماع وكذا ترميمها ، وكذلك قال الفقهاء : لو وصَّى ببناء كنيسة فالوصية باطلة ، لأن بناء الكنسية معصية وكذلك ترميمها ، ولا فرق بين أن يكون الموصي مسلماً أو كافراً ، فبناؤها وإعادتها وترميمها معصية – مسلماً كان الفاعل لذلك أو كافراً – هذا شرع النبي صلى الله عليه وسلم ” .ا.هـ.
وقال المرداوي في ” الإنصاف ” : ” قوله ( ويمنعون من إحداث الكنائس والبيع ) . قال الشيخ تقي الدين رحمه الله : إجماعا ” .ا.هـ.
لأن إنشاء المعابد الكفرية مثل الكنائس أو تخصيص مكان لها في أي بلد من بلاد الإسلام من أعظم الإعانة على الكفر ، وإظهار شعائره ، والله عز شأنه يقول : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 نقل القرافي في الفروق (1/124)قال الشيخ أبو الحسن الأشعري :إرادة الكفر كفر وبناء كنيسة يكفر فيها بالله كفر لأنه إرادة الكفر) اهـ .وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى : ( من اعتقد أن الكنائس بيوت الله ، وأن الله يعبد فيها ، أو أن ما يفعله اليهود والنصارى عبادة لله وطاعة لرسوله ، أو أنه يحب ذلك أو يرضاه ، أو أعانهم على فتحها وإقامة دينهم ، وأن ذلك قربة أو طاعة – فهو كافر ) ، وقال أيضا : ( من اعتقد أن زيارة أهل الذمة كنائسهم قربة إلى الله فهو مرتد ، وإن جهل أن ذلك محرم عرف ذلك ، فإن أصر صار مرتدا ) انتهى . وقال ابن عابدين في حاشيته: (مطلب: لا يجوز إحداث كنيسة في القرى ومن أفتى بالجواز فهو مخطىء ويحجر عليه قوله ( ولو قرية في المختار ) نقل تصحيحه في الفتح عن شرح شمس الأئمة السرخسي في الإجارات ثم قال إنه المختار وفي الوهبانية إنه الصحيح من المذهب الذي عليه المحققون إلى أن قال فقد علم أنه لا يحل الإفتاء بالإحداث في القرى لأحد من أهل زماننا بعدما ذكرنا من التصحيح والاختيار للفتوى وأخذ عامة المشايخ ولا يلتفت إلى فتوى من أفتى بما يخالف هذا ولا يحل العمل به ولا الأخذ بفتواه ويحجر عليه في الفتوى ويمنع لأن ذلك منه مجرد اتباع هوى النفس وهو حرام)، ومعلوم أن ابن عابدين من المحققين في مذهب الحنفية، وسئل مالك عن الكنائس التي في الفسطاط المحدثة في خطط الإسلام ، إن أعطوهم العرض وأكروها منهم يبنون فيها الكنائس ، قال مالك : أرى أن تغير وتهدم ، و لا يتركوا ذلك ولا خير فيه .و قال المرداوي في الإنصاف : (قوله : ويمنعون من إحداث الكنائس والبيع ،قال الشيخ تقي الدين رحمه الله (إجماعا)وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح الممتع 8/77: ( قوله: «ويمنعون من إحداث كنائس، وبِيَعٍ، وبناء ما انهدم منها ولو ظلماً»
وأنظر كتب وكلام بعض العلماء المعاصرين :
1)حكم بناء الكنائس والمعابد الكفرية (“فتاوى اللجنة الدائمة” (1/268-471) .) http://islamqa.info/ar/ref/120185
2)حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية في بلاد المسلمين: إسماعيل بن محمد الأنصاري ، مراجعة : عبد العزيز بن عبد الله بن باز
http://www.islamhouse.com/p/107604
3)الدرر والنفائس في حكم بناء الكنائس
http://www.alukah.net/Sharia/0/32904/
4) “ستة كتب لكبار العلماء في حكم بناء الكنائس وحكم هدمها ” ،
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=241745
5)كتاب: (أحكام المعابد ـ دراسة فقهية مقارنةـ ) لمؤلفه عبد الرحمن بن دخيل العصيمي: http://www.waqfeya.com/book.php?bid=7005
6)رد الشيخ أبى اسحاق على من اباح بناء الكنائس
http://www.youtube.com/watch?v=72YUrFe2E-c
7)الددو : ما حكم بناء الكنائس في بلاد المسلمين ؟
http://www.youtube.com/watch?v=cml1XemKFZA
هذا وللعلامة ابن القيم -رحمه الله- في كتابه (أحكام أهل الذمة) كلام جيد في هذا الموضوع :نختصر منه ما يلي :(البلاد التي تفرق فيها أهل الذمة ثلاثة أقسام:
أحدها: بلاد أنشأها المسلمون في الإسلام.
الثاني: بلاد أنشئت قبل الإسلام، فافتتحها المسلمون عَنوة وملكوا أرضها وساكنيها.
الثالث: بلاد أنشئت قبل الإسلام وفتحها المسلمون صلحاً.
فأما القسم الأول: فهو مثل البصرة والكوفة وواسط وبغداد والقاهرة… وغيرها من الأمصار التي مصَّرَها المسلمون، فهذه البلاد صافية للإمام، إن أراد الإمام أن يقرَّ أهل الذمة فيها ببذل الجزية جاز، فلو أقرهم الإمام على أن يحدثوا فيها بيعة أو كنيسة أو يظهروا فيها خمراً أو خنزيراً أو ناقوساً لم يجز، وإن شرط ذلك وعقد عليه الذمة كان العقد والشرط فاسداً. وهو اتفاق من الأمة لا يعلم بينهم فيه نزاع.
فإن قيل: فما حكم هذه الكنائس التي في البلاد التي مصرها المسلمون؟ قيل: هي على نوعين:
أحدهما: أن تحدث الكنائس بعد تمصير المسلمين لمصر، فهذه تزال اتفاقاً.
الثاني: أن تكون موجودة بفلاة من الأرض ثم يمصر المسلمون حولها المصر، فهذه لا تزال.
وأما القسم الثاني: وهو الأرض التي أنشأها المشركون ومصروها، ثم فتحها المسلمون عنوة وقهراً بالسيف، فهذه لا يجوز أن يحدث فيها شيء من البيع والكنائس. وأما ما كان فيها من قبل الفتح فهل يجوز إبقاؤه أو يجب هدمه؟ فيه قولان في مذهب أحمد، وهما وجهان لأصحاب الشافعي وغيره:
أحدهما: يجب إزالته وتحرم تبقيته.
والثاني: يجوز بناؤها – أي بناء أهل الكتاب لها لا المسلمون، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: أيما مصر مصرته العجم، ففتحه الله على العرب فنزلوه، فإن للعجم ما في عهدهم، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر عنوة وأقرهم على معابدهم فيها ولم يهدمها، ولأن الصحابة رضي الله عنهم فتحوا كثيراً من البلاد عنوة فلم يهدموا شيئاً من الكنائس التي بها، ويشهد لصحة هذا وجود الكنائس والبيع في البلاد التي فتحت عنوة. ومعلوم قطعاً أنها ما أحدثت، بل كانت موجودة قبل الفتح… وفصل الخطاب أن يقال: إن الإمام يفعل في ذلك ما هو الأصلح للمسلمين، فإن كان أخذها منهم أو إزالتها هو المصلحة لكثرة الكنائس أو حاجة المسلمين إلى بعضها وقلة أهل الذمة، فله أخذها أو إزالتها بحسب المصلحة، وإن كان تركها أصلح لكثرتهم وحاجتهم إليها وغنى المسلمين عنها تركها، وهذا الترك تمكين لهم من الانتفاع بها لا تمليك لهم رقابها، فإنها قد صارت ملكاً للمسلمين فكيف يجوز أن يجعلها ملكاً للكفار، وإنما هو امتناع بحسب المصلحة، فللإمام انتزاعها متى رأى المصلحة في ذلك.
فبهذا التفصيل تجتمع الأدلة، وهو اختيار شيخنا، وعليه يدل فعل الخلفاء الراشدين ومن بعدهم من أئمة الهدى وعمر بن عبد العزيز هدم منها ما رأى المصلحة في هدمه وأقر ما رأى المصلحة في إقراره، وقد أفتى الإمام أحمد المتوكل بهدم كنائس السواد، وهي أرض العنوة.
وأما القسم الثالث وهو: ما فتح صلحاً، وهذا نوعان:
أحدهما: أن يصالحهم على أن الأرض لهم ولنا الخراج عليها أو يصالحهم على مال يبذلونه وهي الهدنة، فلا يمنعون من إحداث ما يختارونه فيها، لأن الدار لهم، كما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل نجران، ولم يشترط عليهم ألا يحدثوا كنيسة ولا ديراً.
النوع الثاني: أن يصالحهم على أن الدار للمسلمين ويؤدون الجزية إلينا، فالحكم في البيع والكنائس على ما يقع عليه الصلح معهم من تبقية وإحداث وعمارة، لأنه إذا جاز أن يقع الصلح معهم على أن الكل لهم جاز أن يصالحوا على أن يكون بعض البلد لهم، والواجب عند القدرة أن يصالحوا على ما صالحهم عليه عمر رضي الله عنه، ويشترط عليهم الشروط المكتوبة في كتاب عبد الرحمن بن غنم ألا يحدثوا بيعة ولا صومعة راهب ولا قلاية، فلو وقع الصلح مطلقاً من غير شرط حمل على ما وقع عليه صلح عمر وأخذوا بشروطه، لأنها صارت كالشرع فيحمل مطلق صلح الأئمة بعده عليها. ا.هـ بتصرف.
وخلاصة القول هو أن ما مصره المسلمون من مصر فإنه لا يجوز أن يقام فيه كنيسة أو بيعة أو معبد يشرك فيه بالله تعالى وأيما معبد كنيسة أو غيره بني في مصر مصره المسلمون فيجب هدمه ولو رخص لهم في بنائه من كان واليا على بلاد المسلمين سواء كانت ولايته عن رضا واختيار أو كان متغلبا لأن هدم الكنائس في البلاد المفتوحة عنوة أو التي مصرها المسلمون حكم شرعي ثابت بأدلته في كتب الفقه المعتمد .و ذكره العلماء من الأئمة الأربعة وغيرهم وفعله الخلفاء والحكام العادلون كعمر بن عبد العزيز وغيره .لكن الذي يقوم بذلك من الهدم والإزالة هي الدولة، أو من كان في مقام ولي الأمر، ومهمة العلماء هو مطالبة الدولة بذلك والاحتساب عليها، فالذي يقوم بذلك هو الحاكم أو من يقوم مقامه من أولي الأمر لا آحاد الرعية ، وليس هناك فتنة في ذلك ، بل الفتنة في ترك أحكام الشرع الحكيمة.
ثالثاً:ما ذكرناه من حكم الكنائس في بلاد المسلمين هو الذي ندين الله تعالى به، وما تعبدنا الله تعالى به لا نخفيه ولا نستحي من إعلانه والدعوة إليه، بل نفخر ونعتز ابتغاء رضوان الله كما قال تعالى: }وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62){(التوبه):
فليتك تحلو والحياة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب ترابُ
أما من يحاول ارضاء أعداء الله من اليهود والنصارى ،فإنهم لن يرضوا عنا أبداً، كما قال تعالى : }وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ {،ويقول عز وجل أيضاً: }أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13){ (التوبه).
لكن ثمة حكم آخر يجب التنبيه إليه؛ ألا وهو (عدم البغي عليهم والعدوان) ما داموا مسالمين غير معتدين كما قال الله رب العالمين : (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) ،ويدخل في هذا من عنده أمان من المسلمين أوبعضم، فإذا أقروا على بعض كنائسهم بالصلح وإن كان فيه نظر، إلا أنه لايجوز الاعتداء عليهم بإتلاف أموالهم أو حرق ممتلكاتهم لأنهم في أمان المسلمين، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:( المسلمون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم ) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه، قال البغوي في شرح السنة يسعى بذمتهم أدناهم أي أن واحدا من المسلمين إذا أمن كافرا حرم على عامة المسلمين دمه وإن كان هذا المجير أدناهم مثل أن يكون عبدا أو امرأة أو عينا تابعا أو نحو ذلك، فلا يخفر ذمته. وكل ذلك تحقيقا للصدق الذي جاء به الإسلام والوفاء بالعهد وتحريم الغدر فالإسلام ليس دين غدر ولاخيانة، وعليه فإنا لا ندين الله تعالى بحرق أو اتلاف ممتلكات النصارى الذين يقطنون معنا في السودان، ناهيك عن أن ندفع الناس إلى ذلك ونحرضهم عليه ثم نتوارى، فهذا -والحمد لله- ليس من شيمنا ولا أخلاقنا.
ثالثا: سنلاحق قانونيا وقضائيا كل من ثبت تورطه في نسبة هذه الحادثة إلينا عبر جميع الوسائل الإعلامية، وهم محصوورن عندنا مجموعة أسماؤهم وموثقة اتهاماتهم، وقد أسندنا متابعة ذلك إلى مجموعة من المحامين البارعين، حتى يكونوا بإذن الله عبرة لمن خلفهم ممن عشقوا الاصطياد في الماء العكر من تجار الأعراض وأصحاب الأغراض.
رابعا: لم يتأخر هذا البيان إلا لاستقصاء تداعيات الحادثة وتتبع أسبابها، ولعل الحكمة من تأخره أن يتذكر الناس هدي الإسلام في التعامل مع الأخبار وامتثال أمر الله فيها لما قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).
رابعا: نذكر كل من خاض في هذا الأمر مع الخائضين، ممن انطلت عليهم الأكاذيب وسرت فيهم الألاعيب بقول الله تعالى: (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) وقوله تعالى: (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ (16) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (17) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (18))، وقوله عليه الصلاة والسلام: (ومن قال فى مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال).
والله من وراء القصد وهو المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
وكتبه: د. محمد عبد الكريم الشيخ
بتاريخ6/جمادى الآخرة 1433 هـ والذي يوافقه: 27/4/2012م
الاخت الكريمة ارجوا منك ان تتقصي الحقائق ولاتنسبي هذا الموضوع لجماعة اسلامية او شيخ معين
هذا العمل قامت به اللجنة الشعبية الجريف غرب الحارة الثانية وسترجعو اراضيهم والحكومة صدقت لهم بالارض فارجو منك مرة اخرى ان لا تكتبي شيئا لستي متاكدة منه هداك الله.