مقالات وآراء

يا للمصيبة.. التبغ والسجائر سلعة أساسية وضرورية

 

وهل هناك مصيبة وكارثة ومحنة أكبر من منشور بنك السودان الذي قضى باعتبار التبغ والسجائر سلعة أساسية وحيوية وضرورية لا غنى للشعب السوداني عنها، وهل هناك استهتار بأرواح الناس أكثر من ان يوضع التبغ والسجائر في قائمة واحدة مع الخبز والدواء والوقود، وهل هناك لا مبالاة باحتياجات الناس الحياتية الأساسية عندما تساوي الحكومة بين قطعة الخبز والسيجارة وسفة التمباك وجيراك الشيشة، انها وأيم الحق فاجعة وفجيعة موجعة تلك التي اقدم عليها بنك السودان، تصوروا ان هذا البنك اصدر نهاية الاسبوع الماضي منشوراً أجرى فيه تعديلاً على ضوابط إستخدامات حصائل صادر الذهب والسلع الاخرى، وقرر البنك في هذا المنشور للعجب تضمين مدخلات إنتاج صناعة التبغ والسجائر ضمن السلع الضرورية الأساسية، وان تخصص للتبغ والسجائر نسبة من حصائل صادرات الذهب والسلع الأخرى مثله مثل القمح والدقيق والدواء.

والسلع الإستراتيجية الأخرى التي يتم استيرادها من حصائل الذهب والسلع الأخرى، ولو كان الحال يسمح باستيراد أي سلعة اضافية غير تلك الضرورية لكان الاولى مدخلات انتاج الصحف التي تشتغل على التنوير والتثقيف ورفع الوعي بدلاً عن التبغ القاتل الذي يتسبب في موت الملايين سنوياً، والله لقد كاد عقلنا ان يذهب مع هذا المنشور المريب والغريب الذي يعلي من شأن التبغ والسجائر في الوقت الذي ينخرط العالم كله في تنظيم حملات مستمرة واصدار تشريعات مستديمة لمكافحة التدخين والاستعمالات الأخرى للتبغ..

لا حاجة لنا هنا لتكرار الحديث عن الاضرار الصحية البالغة التي تنجم من استعمال التبغ بكل صنوفه، فذلك مما صار معلوما للكافة وأكثر من يعلمه هم متعاطي التبغ أنفسهم، ويقيني ان كل متعاط للتبغ يحاول جهده ان يتخلص من هذه العادة المهلكة صحياً ومادياً، واذا بالحكومة لا تساعده للتخلي عن التعاطي كما يفرض عليها واجب مسؤوليتها عن رعيتها، بل للأسف تسعى رغم ضيق ذات يدها بسوق الناس عمداً لحتفهم بتوفير التبغ وتيسير عملية الحصول عليه، ولكن من غباء الحكومة هنا ان تظن خاطئة ان التبغ بما تفرضه عليه من رسوم وضرائب سيرفد خزينتها بمبالغ مقدرة تحتاجها بشدة، ولكن فات عليها المسكينة ان تدرك انها تحتاج لصرف أضعاف اضعاف ما تجنيه من التبغ على علاج الامراض الخطيرة والمصاعب الصحية البالغة التي يتسبب فيها، كما ان مثل هذا الاجراء يعكس صورة سيئة للخارج عن تهافت الحكومة لجني الأموال من أي مصدر كان على حساب صحة مواطنيها وتبدو وكأنها تعلي قيمة التبغ على أرواح البشر، رغم ان الحكومة نفسها ملتزمة دولياً بمكافحة التبغ وموقعة على الاتفاقيات الدولية الخاصة بمكافحته، فهل يا ترى غابت عن الحكومة هذه التعهدات والالتزامات الدولية ام انها تجاهلتها عامدة..ان تلك الجزئية الكارثية في هذا المنشور والخاصة بالتبغ والسجائر تتطلب تحركاً عاجلاً ومن كل الجهات والجبهات لالغائها بأسرع ما يمكن واليوم قبل الغد لمحو هذا العار..

حيدر المكاشفي
الجريدة

‫5 تعليقات

  1. لو كان حمدوك حمدوكا كما ظنناه لما بقي مطبقا فمه لحظة بعد صدور هذا القرار. لكنه دمية جيء بها ليلعب بها ارباب المصالح.

  2. فى كل دول العالم يحارب التدخين ومنعت دول كثيرة إعلاناته على الاجهزة المرئية والمسموعة والمقروءة ومنعت كذلك عرضه فى المحلات التجارية وان يكون عند كاونتر البائع وليس ظاهرا للعيان ومنع بيعه للمراهقين والأطفال بل ان معظم دول العالم منع تعاطى التدخين بكل انواعه فى الأماكن العامة كالمطارات والمطاعم والاماكن المغلقة للجمهور والمواصلات والقطارات وبعضها سنت قوانين تعاقب من يتعاطى التدخين فى المنزل بحيث يتضرر الاطفال وزوجته بالتدخين السلبى ، اظن هناك صفقات تطبخ لتمرير هذا القرار ووراءه مافيا شركات التبغ العالمية ووراءه جهات لا تريد للسودان الصحة والعافية وتريده فى فقر وجهل ومرض وعلى الشباب والشعب السودانى مقاومة هذا القرار بل تفعيل كل القوانين الصادرة على التبغ كزيادة الضرائب ومنع اعلاناته وإلزام اصحاب التمباك كتابة تحذير وصور توضح خطر التبغ عموما على صحة الانسان… هل اتت الثورة من اجل هذه الامور ام اتت لتطور ورفاهية الشعب السودانى وتيسير سبل كسب العيش.

  3. أسألوا عن حجار ووضعه فى ادارة بنك السودان. اين انت يا صديقى صديق ام بدى وانت معهم

    1. اتحرمون ما احل الله 75 في المية من الاطباء دخنوا او يدخنون كيف عوادحم سيارتكم وشاحناتكم ومصانعكم اليست تدخين سلبي غير المناجم .ما تنظروا التبغ سلعة ضرورية ودعمه مناسب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..