أخبار السودان

السودان… فرصة أخرى لرفع العقوبات الأميركية

الخرطوم: عاصم إسماعيل

دخل السودان جولة جديدة للعمل على رفع العقوبات الأميركية بشكل نهائي، عقب صدور قرار بمد رفع العقوبات بشكل جزئي لمدة 3 شهور أخرى، ما اعتبره محللون اقتصاديون فرصة أخرى للعمل على استكمال تنفيذ الطلبات الأميركية وإنهاء باقي العقوبات التي ما زالت مفروضة على البلاد، وسط ردود أفعال إيجابية من المؤسسات الرسمية في السودان.

وأصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أول من أمس، أمراً تنفيذياً مدد رفع العقوبات لمدة ثلاثة أشهر إضافية.

وكان أوباما قد أصدر، في الأيام الأخيرة من عهده، قراراً رفع بموجبه بعضاً من هذه العقوبات السارية منذ عقدين على السودان، ولكنه فرض فترة اختبارية مدتها ستة أشهر قبل إمكانية رفع العقوبات بشكل كامل عن هذا البلد.

وأكد وزير الدولة في وزارة الاستثمار السودانية، أسامة فيصل، أمس، على استمرار التعامل الإيجابي بين بلاده والإدارة الأميركية، بعد قرار تأجيل رفع العقوبات عن بلاده. وقال فيصل إن بلاده مستمرة في دعوة الشركات الأميركية للاستثمار في السودان، “إضافة إلى البحث عن أسواق جديدة ومستثمرين جدد”، حسب الأناضول.

وسمح رفع العقوبات جزئياً خلال الشهور الستة الماضية بعودة التحويلات المصرفية بين أميركا والسودان، إلى جانب استئناف عمليات التبادل التجاري، في الوقت الذي أبقى فيه البيت الأبيض على عقوبات أخرى مفروضة على الخرطوم باعتبار أنها مدرجة على قوائم الدول الراعية للإرهاب، كما استفادت العديد من القطاعات الإنتاجية برفع العقوبات الجزئي.

الخبير الاقتصادي ميرغني ابن عوف قال إن تأجيل رفع العقوبات نهائياً على السودان تداخلت فيه عوامل سياسية “ترضية اللوبي الداخلي وعدم قطع العشم في العلاقة مع الخرطوم” واقتصادية “شركات أميركية تضغط للاستثمار في السودان”، إضافة إلى تأثير ونفوذ اللوبيات (مؤسسات الضغط التي تسهم في صناعة القرار الأميركي)، ولكنه طالب الحكومة السودانية بمواصلة العمل في اتجاه رفع العقوبات نهائياً.

وأكد ابن عوف أن تمديد الفترة يعني وجود أمل كبير في استجابة رسمية أميركية المرة المقبلة، كما يعتبر القرار اختباراً لمصداقية الحكومة في التعامل بشكل جدي مع الطلبات الخمسة من واشنطن، ويرى أن السودان تعاون بما يكفي خلال الستة أشهر الماضية إلا أن عوامل عديدة أدت إلى تأجيل رفع العقوبات نهائياً منها ضغوط لوبيات أميركية.

ووصف القرار بالمؤسف حيث تهيأ الرأي العام السوداني بكامله لرفع العقوبات، وقال إن القرار يشير إلى حدوث اختراق في الملفات المهمة، مؤكداً أن التعامل مع الإدارة الأميركية يتطلب المزيد من المرونة والدبلوماسية والعمل السياسي المشترك والمنظم لحصد نتائج إيجابية خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة قد تضع شروطاً جديدة يمكن أن تسهم في زيادة معاناة الشعب السوداني وإيقافه عن استغلال موارده في ظل انتظار كثير من الاستثمارات الأجنبية معرفة الاتجاه الذي يمكن أن تسير عليه العلاقة بين الخرطوم وواشنطن.

العربي الجديد

تعليق واحد

  1. وهل معاناة الشعب السوداني ناتجة من هذه العقوبات المفترى عليها، وان كان لها بعض التاثيرر، أم من هذا النظام القمعي والفاسد والذي نهب أموال البلاد وكدسها في البنوك الماليزية والخليجية وحولها إلى بنايات شاهقة في الخرطوم. مالكم كيف تحكمون. انا من أنصار رفع العقوبات حتى ينكشف هذا النظام الفاسد وتسقط عنه ورقة التوت التي كان يتحجج بها بأنها سبب المعاناة.

  2. كيف يبني السودان الثقة مع الدول والحكومات؟
    السودان ظل معانداً ومعاديا لدول الغرب منذ أن حلت الانقاذ وظلت علاقاته تشهد مداً وجزراً بشكل لا ينظر فيه إلى وسائل اعلامه الرسمية بشكل موثوق وتعدى الأمر ذلك إلى أن يرخي الغرب الأذن لسماع معارضيه لا سيما ما تسرب عن المنظمات والمعارضات المسلحة وغير المسلحة. وهكذا قللت تلك المعاندة والمعاداة من فرص الالتفات إلى ترقيع وتصحيح مواقفه من الغرب كلما رغب. لذا يحتاج العطار إلى الكثير لاصلاح ما أفسدته سياسات السودان المعلنة في الاتجاه شرقاً وتحدي الغرب علناً بايدولوجية معلنة.
    الغرب لا يملك غير الاصطفاف مع أمريكا التي رجحت كفته تاريخياً وساعدته اقتصادياً بعد أن قضت حربان عالميتان على كل قواه الاقتصادية، بل وتنظيمياً حين ساعدته على تأسيس الأمم المتحدة ووضع الأسس التي كفلت التطور السريع الذي نراه في العالم الغربي الآن الذي تمكنت فيه ألمانيا عدو الأمس من النهوض. وحين أدرك النظام أن أمريكا هي المهيمن الحقيقي على العالم وأن الشرق لا يقوى على شيء ذي بال في مواجهتها بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وانحسار الحرب الباردة والمعسكر الشرقي، تحرك في اتجاههها ليجد تراكمات من عدم الثقة اتسعرض مداها لفترة عشرين عاماً هي الفترة منذ فرض أمريكاللعقوبات على السودان بذريعة دعم الارهاب وقضايا أخرى اضيفت كلما تجرأ السودان بعزة نفسه المعروفة على عدم الانصياع. هذا التوجه اضر بالسودان عندما أغري على فصل الجنوب والاتجاه غرباً ولم يكافئ بشيء يذكر لأن أجندة الغرب مستمدة من خوفه من التوجه الاسلامي (الخط الأحمر)للسياسة السودانية منذ تأسيسه.والسؤال هنا كيف تثق امريكا (الغرب) في نظام شرس وقوي امتلك كل أدوات بقائه وتحصينه ضد التغيير على مدى ثمانية وعشرين عاماً (أي سبعة فترات رئاسية أمريكية)لا سيما وأن السودان لم يكن ذيلاً أو تابعاً أو صنواً لأي من الأنظمة العربية أو الاسلامية أو الاقليمية التي تدور في فلكه الاقليمي أو الدولي. وعندما تحرك السودان الذي بدأت العقوبات تستهلك قواه التي ظل الغرب محركاً ديناميكياً لكل عوامل تآكلها نحو الغرب والاستعانة بقربه من الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية رفع الغرب (امريكا) من سقف مطالبه لإعادة الثقة وقبول السودان في منظومته الاقتصادية على الأقل. ومما زاد (تمطع) الغرب وتماديه في فرض الشروط هو أن ثقل السودان لم يعد مهماً في محيطه بفعل عداواته مع دول مركزيةوشريكة للغرب في المنطقة مثل مصر والسعودية واسرائيل والكويت وغيرها. لذا ليس من السهل تجاوز معضلة السودان في علاقاته وأوراقه المحروقة مع الغرب في الماضي وليس من السهل الرجوع إلى أوراقه الحالية مع الشرق لا سيما مع لهثه الواضح نحو الغرب. ما يحرك الأمل هو لجوء السودان إلى حضنه العربي (مركز مصالح الغرب في المنطقة)الذي ثبت أثره بتخفيف العقوبات الأخير، وهذا يستلزم اهتمامه بالعلاقات مع مصر وان لا يصبح اكثر عداوة لأسرائيل من الفلسطينين والعرب وأن يلتفت لعمقه الافريقي لا سيما استعادة لحمته مع اشقائه في جنوب السودان ورجوعه إلى مكانته الفريدة وثقله الافريقي وتأهله للعب دور اقليمي وعربي هادئ لينعم أهله بالسلام والتنمية.
    وفي الختام اعتقد أن من مصلحة النظام الحاكم البعد عن المحاور والمصالحة مع مكوناته والتماس صفحها عن اخطائه بمزيد من المشاركة في شؤونها السيادية وارخاء القبضة الفولاذية على السلطة والتصرف في مالها العام وقرارتها المصيرية وهكذا يسمح بتداول السلطة وبناءالثقة مع مكوناته أولاً وبعدها يستطيع حتماً نيل ثقة الدول والحكومات.

  3. وهل معاناة الشعب السوداني ناتجة من هذه العقوبات المفترى عليها، وان كان لها بعض التاثيرر، أم من هذا النظام القمعي والفاسد والذي نهب أموال البلاد وكدسها في البنوك الماليزية والخليجية وحولها إلى بنايات شاهقة في الخرطوم. مالكم كيف تحكمون. انا من أنصار رفع العقوبات حتى ينكشف هذا النظام الفاسد وتسقط عنه ورقة التوت التي كان يتحجج بها بأنها سبب المعاناة.

  4. كيف يبني السودان الثقة مع الدول والحكومات؟
    السودان ظل معانداً ومعاديا لدول الغرب منذ أن حلت الانقاذ وظلت علاقاته تشهد مداً وجزراً بشكل لا ينظر فيه إلى وسائل اعلامه الرسمية بشكل موثوق وتعدى الأمر ذلك إلى أن يرخي الغرب الأذن لسماع معارضيه لا سيما ما تسرب عن المنظمات والمعارضات المسلحة وغير المسلحة. وهكذا قللت تلك المعاندة والمعاداة من فرص الالتفات إلى ترقيع وتصحيح مواقفه من الغرب كلما رغب. لذا يحتاج العطار إلى الكثير لاصلاح ما أفسدته سياسات السودان المعلنة في الاتجاه شرقاً وتحدي الغرب علناً بايدولوجية معلنة.
    الغرب لا يملك غير الاصطفاف مع أمريكا التي رجحت كفته تاريخياً وساعدته اقتصادياً بعد أن قضت حربان عالميتان على كل قواه الاقتصادية، بل وتنظيمياً حين ساعدته على تأسيس الأمم المتحدة ووضع الأسس التي كفلت التطور السريع الذي نراه في العالم الغربي الآن الذي تمكنت فيه ألمانيا عدو الأمس من النهوض. وحين أدرك النظام أن أمريكا هي المهيمن الحقيقي على العالم وأن الشرق لا يقوى على شيء ذي بال في مواجهتها بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وانحسار الحرب الباردة والمعسكر الشرقي، تحرك في اتجاههها ليجد تراكمات من عدم الثقة اتسعرض مداها لفترة عشرين عاماً هي الفترة منذ فرض أمريكاللعقوبات على السودان بذريعة دعم الارهاب وقضايا أخرى اضيفت كلما تجرأ السودان بعزة نفسه المعروفة على عدم الانصياع. هذا التوجه اضر بالسودان عندما أغري على فصل الجنوب والاتجاه غرباً ولم يكافئ بشيء يذكر لأن أجندة الغرب مستمدة من خوفه من التوجه الاسلامي (الخط الأحمر)للسياسة السودانية منذ تأسيسه.والسؤال هنا كيف تثق امريكا (الغرب) في نظام شرس وقوي امتلك كل أدوات بقائه وتحصينه ضد التغيير على مدى ثمانية وعشرين عاماً (أي سبعة فترات رئاسية أمريكية)لا سيما وأن السودان لم يكن ذيلاً أو تابعاً أو صنواً لأي من الأنظمة العربية أو الاسلامية أو الاقليمية التي تدور في فلكه الاقليمي أو الدولي. وعندما تحرك السودان الذي بدأت العقوبات تستهلك قواه التي ظل الغرب محركاً ديناميكياً لكل عوامل تآكلها نحو الغرب والاستعانة بقربه من الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية رفع الغرب (امريكا) من سقف مطالبه لإعادة الثقة وقبول السودان في منظومته الاقتصادية على الأقل. ومما زاد (تمطع) الغرب وتماديه في فرض الشروط هو أن ثقل السودان لم يعد مهماً في محيطه بفعل عداواته مع دول مركزيةوشريكة للغرب في المنطقة مثل مصر والسعودية واسرائيل والكويت وغيرها. لذا ليس من السهل تجاوز معضلة السودان في علاقاته وأوراقه المحروقة مع الغرب في الماضي وليس من السهل الرجوع إلى أوراقه الحالية مع الشرق لا سيما مع لهثه الواضح نحو الغرب. ما يحرك الأمل هو لجوء السودان إلى حضنه العربي (مركز مصالح الغرب في المنطقة)الذي ثبت أثره بتخفيف العقوبات الأخير، وهذا يستلزم اهتمامه بالعلاقات مع مصر وان لا يصبح اكثر عداوة لأسرائيل من الفلسطينين والعرب وأن يلتفت لعمقه الافريقي لا سيما استعادة لحمته مع اشقائه في جنوب السودان ورجوعه إلى مكانته الفريدة وثقله الافريقي وتأهله للعب دور اقليمي وعربي هادئ لينعم أهله بالسلام والتنمية.
    وفي الختام اعتقد أن من مصلحة النظام الحاكم البعد عن المحاور والمصالحة مع مكوناته والتماس صفحها عن اخطائه بمزيد من المشاركة في شؤونها السيادية وارخاء القبضة الفولاذية على السلطة والتصرف في مالها العام وقرارتها المصيرية وهكذا يسمح بتداول السلطة وبناءالثقة مع مكوناته أولاً وبعدها يستطيع حتماً نيل ثقة الدول والحكومات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..