“نجوع وتحيا حركات المحاصصة”
عبدالدين سلامه
مثلما دأبت وزيرة ماليتنا المكلفة على أحباطنا في كل صباح بتصريح جديد ، طالعتنا وساطة وفد المحاصصات بصفعة قوية أشبه باللطمة ، بعدما أكد وزير الاستثمار بدولة جنوب السودان ومقرر الوساطة الجنوبية الدكتور ضيو مطوك حرص دولة شقنا الجنوبي على استقرار الشق الشمالي الذي يلينا من الوطن وتحقيق السلام فيه ، لكنه بكل أسف ربط النجاح باستقطاب 18 مليون دولار لابد لحكومتنا المسكينة من توفير نصفها بما يعادل مليون ونصف كل عام ، وتسولها لدى أصدقاءها لتقديم المساعدة لتنفيذ اتفاقية السلام
مالم يعلمه مطوك أن حكومتنا في الشمال تشكو خزينتها من إنعدام وليس قلة الفئران ، وأن حكومتنا الحالية ليست تلك الحكومة التي شاركها في الحكم من قبل ، وأن عقلية المواطن تغيرت تماما ، ومسألة التسول وإكمال احتياجاتنا من أصدقاء لم تعد خيارا سودانيا على الإطلاق ونحن ساعون بكل ارادة للتخلص منها ، وأصدقاؤنا ليسو مجبورين على مجاراة اتكاليتنا والانفاق علينا ، ولو كانت حكومته لاتستطيع الانفاق على السلام فلاداعي لاحتضانه من الأساس والخرطوم لاتنقصها القاعات ولم تعد غير مؤهلة لاحتضان التفاوض الذاتي .
حركات المحاصصة بدأت منذ البداية وقبل دخولها للبلاد بتكشير أنيابها ، فلو كانت المبالغ المذكورة تذهب للتنمية ماكنا سنعترض ، ولكن معظمها سيكون كالفصل الأول في رواتب الوزارات الذي يلتهم كل الميزانية ولايبقي شيئا لتسيير الأعمال والمخططات ، فمعظم المبلغ سيتم إنفاقه تنقلات ومخصصات وفنادق ، وماذنب الشعب السوداني الذي يكابد لقمة العيش ليدفع من أطلال خزنته مايعين الحركات على العودة وترميم وبناء قواعد ، لتستعد لانتخابات لا أدري ما الداعي لها لو كانت ذات هذه الحركات ستشارك في هذه الحكومة وتأمل لو خدمتها صناديق الانتخابات وكلنا يشك في ذلك ، بمواصلة الجلوس على الكراسي التي ظلت تقاتل من أجلها ووقودها كان أهلنا الطيبين الذين اقتلعتهم أنانية قادتها من منازلهم إلى معسكرات اللجوء وما يميزها من ضنك وإذلال ؟
على الشعب السوداني أن يقول كلمته ، فمايحدث لايرتضيه عاقل ، ويكفينا ما ألم بنا من إبتلاءات ليس أولها العسكر ولن تكون آخرها أطماع حركات التحاصص ، ولن تنتهي المصائب إلا بإرادة شعبية ، فاتفاق السلام خطوة نؤيدها بشدة ، ولكن وضع ديباجة تسعيرة لها يضعنا في موقف مغاير ، وعلى الشعب حراسة وطنه وإلا فإن الطوفان سيمور من كل الاتجاهات وعندها سنتحسر جميعا على فقدان أهم وأعظم وطن .
وقد بلغت
كرهونا تهميش تهميش ولما وصلوا السودان من فنادقهم الخارجية مشوا قعدوا في افخر فندق داخلي بدل النوم مع المهمشين في المعسكرات