قضية و أربع عقوبات ..!!

الطاهر ساتي

:: للمرة الثانية على التوالي ، خلال هذا الشهر، تصدر لجنة الشكاوى بمجلس الصحافة قراراً بإيقاف هذه الصحيفة عن الصدور..قبل شهر، بخطاب من لجنة الشكاوى تم تعطيل صدور الصحيفة يومي (الجمعة والسبت)، بتهمة إجراء حوار مع (شخصية عامة) .. واليوم، تتلقى إدارة الصحيفة خطاباً آخر من ذات اللجنة يطالب بالتوقف عن الصدور يومين خلال (48 ساعة)، بتهمة إجراء تحقيق حول ( قضية عامة).. وبالمناسبة، لجنة الشكاوى بمجلس الصحافة يرأسها الدكتور فضل أحمد عبد الله، المعارض الثوري والناطق الرسمي لحركة غازي صلاح الدين المسماة ( حركة الإصلاح الآن)..ولذلك، نسأل أنفسنا والناس بكل دهشة، كيف يجمع قلب المرء – وعقله – بين الشئ وضده، بحيث يُصلح بالنهار و ( يُخرب بالليل)..؟؟

:: ومساء الأثنين الفائت، بقناة النيل الأزرق، كانت حلقة برنامج حتى تكتمل الصورة تناقش الوضع الراهن للصحافة، وفيها قلت بالنص : ( الصحافة السودانية هي المجرم الوحيد في العالم الذي تحاكمه أربع جهات بأربع عقوبات في قضية واحدة)..نعم، قد تجري الصحافة حواراً مع شخصية عامة أو تحقيقا حول قضية عامة أو تنشر خبراً يُخص عامة الناس والبلد، فتغضب لجنة فضل الله على النشر وتعاقبها بالإيقاف يوماً أو ثلاثة، ثم تغضب سُلطة الإجراءات الإثتثنائية – جهاز الأمن – وتعاقبها بالإيقاف عاماً أو أكثر، ثم تحال القضية إلى نيابة الصحافة فتعاقبها بحظر النشر لحين إكتمال التحري، وبعد كل هذه العقوبات تحال القضية إلى المحكمة فتعاقبها أيضاً..!!

:: ثلاث سلطات – من تلك الأربعة – تحاكم الصحافة بالإيقاف وحظر النشر رغم أنف دستور البلد والمحكمة الدستورية المناط بها مهام حماية دستور البلد من الإنتهاك ..لجنة فضل الله بمجلس الصحافة تعلم تماماً إنها غير مفوضة – دستوريا وقانونياً- بسلطة إيقاف الصحف، ولذلك دائما ما ترسل قرارها للصحيفة المستهدفة مساء الخميس، فالجمعة والسبت إجازة، ولن تتمكن الصحيفة من وقف تنفيذ القرار بحكم قضائي، أو كماحدث في أكثر من سابقة .. ورغم السوابق التي أثبتت عدم مشروعية قرارتها، لم تتعلم لجنة فضل الله من أخطاء نهجها، أو ربما تعلمت ولكنها تتمادي في الخطأ لتحلل حوافز عضويتها.. وعليه، نقترح لوزارة المالية دعم (حركة الإصلاح الآن)، بحيث تكون قادرة على تحفيز قيادتها، وبهذا نكون قد جنبنا الصحف عناء تحليل حوافز لجنة فضل الله أحمد عبد الله، المناضل الثوري و أحد دعاة الإصلاح ( بالنهار طبعاً).. !!

:: أما نيابة الصحافة، فهذه أمرها عجب .. خلال أسبوع فقط لا غير، حظرت النشر في قضية مكتب والي الخرطوم، وكذلك حظرت النشر في قضية أراضي وكيل وزارة العدل، ثم حظرت النشر في قضية توقيف الإمام الصادق المهدي.. وبالمناسبة، من أخبار البارحة، تسرب غاز ثلاجات فاسد إلى البلاد، وعليه نترقب اليوم أو غدا حظر النشر في ( حنك الغاز ده ).. بأي قانون تحظر النيابة؟، وما علاقة التحري بالنشر؟، وكيف يتأثر التحري بالنشر؟، أسئلة تطرح ذاتها منذ سنوات، ولا إجابة غير المزيد من (حظر النشر)..هكذا حال الصحافة في بلادنا، تحاكمها أربع سلطات بأربعة عقوبات في قضية واحدة، وهذا ما لم يحدث لكارلوس، أشهر إرهابي على وجه الأرض ..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تكرار العقوبة على نفس التهمة ياتي من باب تاكيد التاديب حتى تصبح كل الصحف و صحفييها في بيت طاعة النظام تغض الطرف عن الفساد و الفشل و الكوارث اليومية لحكومة النظام الفاسد .. و من فوائده الاخرى ان كل جهة تبادر بالعقاب حتى تؤكد لاولياء نعمتها في الحكومة انهم موجودين و مفتحين و جاهزين للبطش و في انتظار الحوافز و التعليمات! …. هذا اولا..
    كارلوس الذي ذكر عرضا في المقال هو لغز كبير … جاء به احدهم للسودان لغرض ما … و ظل عدة سنوات في السودان يعمل شيئا ما … ربما مجاهدا للمشروع الحضاري او مدربا للمجاهدين على اساليب الجهاد التي يتقنها… ثم تم بيعه و تسليمه لحكومات الغرب الكافرة بعد قبض الثمن طبعا ….. لماذا لا تتحرون عن كارلوس : كيف جاء و من احضره و لماذا و ماذا فعل؟

  2. والله تستاهلوا يا الطاهر هي وين صحافتكم دي؟؟
    الله أعلي وأجل…
    اللهم عليك بهبل وعابدي هبل ومطبلي هبل …

  3. رحم الله الصحافة في سودانا العزيز ورحم الله السودان في شخص من سحكمون بعصي المنع والكبت وتكميم الافواه وتعيم الصورة والتي هي اصلا يكتنفها الغموض . وثم رحم الله شعبنا الطيب العفوي الذي تنطلي عليه حيل الانقاذيون على سذاجتها وسوء اخراجها كما الافلام الهندية والتي يبتهج لهامن يشاهدها وهو يعلم خياليتها المفرطة ولكنه يتسلى ليس الا . فنحن نتسلى ونتضحك على قصص اهل الانقاذ عسى الله ان يهديهم ويفتح بصيرتهم ليعلموا اننا لا تنطلي علينا هذه الحيل والالاعيب فقط ننتظر فرج الله والذي هو اقرب من يتصوروا

  4. علينا الا نتجنى على كل الصحف والصحفيين فمازال هناك في بلادي صحفيين شرفاء قد يهادنوا الحكام لبعض الوقت لكن هذا لشدة بطش هؤلاء و استهتارهم بكل القيم حتى طال التعذيب النساء مهدرين كل ارث تربينا عليه.

    هناك صحفيين يستخدمهم جناح النظام للبطش باعدائه من جناح اخر ( على رأي المثل المصري دود المش منو فيه ) و هؤلاء ظاهرين للعيان ويمكن كشفهم بسهولة وهم للعلم مفيدين جدا ويزيدون في تصدع ودمار هذا النظام الغاصب.

    و هناك مطبلاتية او مخرجاتية لافعال وجلطات النظام وهؤلاء خطهم واضح لا تغيير فيه ومكشوفين تماما.
    اما حركة الاصلاح الان ومنبر السلام العادل والسائحون فلا فرق بينهم وبين ابوهم المؤتمر الوطني وامهم المؤتمر الشعبي.

  5. الطاهر ساتي كتب قبل فتره مهنيأ الحرامي غاسل الاموال القذره صلاح ادريس بمناسبة برأته من قضية النصب والاحتيال في السعوديه وصلاح ادريس حكم عليه بالسجن خمس سنوات قضاها وافرج عنه بعدها وكثيرون لاحظوا غيابه في السنوات الاخيره الا من كتابات صحفيه يبعث بها من داخل سجنه ليوهم الناس انه موجود في السودان فماهو الدافع يا مطبل الانقاذ ( مطبل مسموح له بالنقد ) ؟؟؟ اغبى كتاباتك حين طلبت ان يغادر الجنوبيون شمال السودان بعد الانفصال ثم كتبت متفاجئا ان الجنوبيين يسكونون العشوائيات ؟؟؟؟ يعني انت ما عارفهم انهم بيسكونوا العشوائيات والفلسطينيين والسوريين والمصريين ( تبع الاخوان )تؤجر لهم الدوله منازل في افضل احياء الخرطوم؟؟؟؟؟، مع ان من الجنوب ياتي النيل الابيض وكثير من صلات القربى والنسب ( في قبائل حبوباتهم جنوبيات عديل وناكرين الموضوع ) ومن فلسطين وسوريا ومصر لا ياتي سوى الهم والغم الاستهزاء والاستخفاف ؟؟؟؟ الطاهر ساتي طبل يا اخوي لكن ما تفتكر نفسك احسن كتير من المتخلفين وكوم العواره والعبط المسمين نفسهم صحفيين .

  6. نسبة لأن الصحافة هي السلطة الرابعة في اي دولة لذلك فهي تحاكم عندنا بواسطة اربعة سلطات وبعدين حكاية حزب الاصلاح هذا فهو اكذوبة كبرى قصد منها تخفيف الضغط على النظام بصرف نظر الناس والهائهم لبعض الوقت مثل عودة الاب الروحي وعراب النظام الان بعد فترة راحة حتى يشعر الناس بأن هناك تغييرا

  7. يا أخوانا شدوا الهمة لا يوجد حل سوى القناة الفضائية وتأثيرها أبلغ من الصحافة الاطباق الفضائية عمت القرى والحضر .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..