مقالات سياسية

الشعوب الفاشلة تبحث عبثاً في صندوق الماضي لتعويض الفشل

خليل محمد سليمان

انت فاشل إذن انت سوداني..

توهمنا بأن ثورة ديسمبر ثورة وعي، و الاكيد ان ثورة الوعي لا يمكن بأي حال ان يتقدمها الجهلاء، و اصحاب الاغراض، و العواطلية، و المطبلاتية، و حارقي البخور.

دائماً الشعوب الفاشلة، و الامم المقهورة تبحث عبثاً في صندوق الماضي لتعويض الفشل، و مداراة التقصير.

في كل بلاد الدنيا التي قامت فيها ثورات وعي مدنية حقيقية انتجت نُظم ديمقراطية، و الاهم الشفافية، و معيار الكفاءة.

في الدول المحترمة تقصير الحاكم، او فشله سبب كافي للإستقالة، او الإقالة، و المحاسبة.

قبل ان تكرس ثورة الوعي اركان الحكم لابد لها ان تحرر الإنسان نفسه من الجهل، و التخلف، و العصبية، و حب الذات، و التغول علي حقوق الآخرين، و الوصاية.

اعلن نائب رئيس المجلس السيادي من قبل و قال : نحن فشلنا، و “جينا نكحلها عميناها” و ” إنبشقت” و كأنه لم يقل شيئ، و الكل يسبح بحمده.

اعلن بالامس وجدي صالح الناطق بإسم لجنة تفكيك التمكين و قال : اخطأنا، و إعتمدنا علي تقارير غير صحيحة من لجان اصلاً غير تابعة للجنة إزالة التمكين، و كأنه لم يقل شيئ، و ننتظر في لهفة، و شوق الحلقة القادمة لإعلان فشل جديد.

إعلان المسؤول عن الفشل، و تمسكه بالسلطة لا يمكن ان يُفسر إلا بجهل المجتمع، فالمجتمعات التي ينقصها الوعي لا تستطيع ان تمتلك ادوات الردع الكافية لصون الحقوق العامة، و لجم طموح، و طمع المتسلطين، و الاوصياء.

فرق كبير بين التوجيه، و القيادة، في المجتمعات الواعية الإعلام اداة توجيه، و لايقود، للعقل مساحة للتفكير، و الإختيار، اما المجتمعات التي ينقصها الوعي، فالإعلام فيها يقود، و بالضرورة خلف عجلة القيادة اصحاب الاجندة، و الاغراض، و المصالح..لنا في إعلام الثورة الدليل، و الحجة حيث “الياو ياو، و نعرسها ليك، و نطلقها ليك” لتصبح الثورة حلم، و امنيات، و نعود لذات محطة الامس التي غادرناها عبثاً، حيث الفشل،و التقصير.

إن اردنا ان نتحرر من هذا الضعف، و تحرير الثورة من قيودنا لابد ان لا نسمح للإعلام المضلل ان يقودنا بلا وعي، و اثبتت الايام ان كل تفاصيل ثورتنا إعتمدت علي الإعلام الكاذب، و التضليل، و الخداع، من الوثيقة الدستورية العار و حتى الآن.

الفشل والخطأ له ثمن، و فاتورة لابد ان تُدفع.

الشعوب التي تغفر، و تتصالح مع الخطأ و الفشل، فهي لديها مناعة ضد النهضة، و التطور، و غير جديرة بالإحترام.

المبدأ هو ايّ ثانية في عمر الشعوب، و الامم يجب ان تشهد نهضة، و تطور، فالفشل، و التقصير فرضية معدومة عند الشعوب الواعية، و بالضرورة الوقوف عند تفاصيلها، و النتيجة الحساب العسير!

عندما يرى الحاكم في نفسه الوصي، و المُخَلص المُنقذ هِبة السماء تصبح نتائج الفشل، والتقصير إبتلاءات بالضرورة هي عبادة، و طهور للنفس بالإحتساب، و الصبر، و الغفران.

شماعة الضعف، و الجهل، و التخلف، و الخنوع “ادوهو فرصة”.

انت فاشل مخطئ إذهب غير مأسوف عليك..

إن ظللت حاكماً برغم الفشل، و التقصير، إذن انت سوداني، و خليك سوداني.

خليل محمد سليمان
[email protected]

‫5 تعليقات

  1. ما هکذا تورد الابل یا خلیل, فالصورة لیست بهذا السوء ,فی موضوع الوعی هذا فالشعب السودانی شعب معلم!

    1. وهل هناك أسوأ من شعب يساق كقطيع من الخراف لحراميه وفشله لم نرى لهم أي نجاح لمدة عام ونيف لم نرى غير الفشل والفشل والفشل والفشل والأخطاء اللهم لانسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه

  2. هذا ما ظللنا نكرره ونقوله منذ أمد بعيد أننا كشعب لا يستحق أن يحكم بغير الكيزان الفاسدين لأننا شعب فاسد في المقام الأول وشعب مرتشي وشعب جاهل. من الذي جعل البشير يحكمنا طوال هذه الفترة غير فسادنا وتهيأت عقولننا بأن يصبح قمة طموحاتها أن تتوفر على وجبتين في اليوم (بحيث أصبحت العبارة الأكثر إهانة ومذلة كلمة قفة الملاح) هل هذا الشعب يستحق أن يضحى من أجله. أما كونه شعب مرتشي فهذه لا تحتاج لأي قدر من التفكير لآعرض على أي سوداني أي منصب وظيفي وأتحداك مهما تواضعب مؤهلاته وخبراته ومهاراته فمن المستحيل أن يعتذر ومن السمتحيل أن يستقيل أذا فشل. أما كونه جاهل فهذا وضاح بحيث أنك ممكن أن تبيعه أي كلام فارغ ويصدق مثلا ماذا يعرف 99% من الشعب السوداني عن حمدوك قبل أن يعرض عليه البشير منصب وزارة المالية فكيف تولي أمرك لشخص أنت لا تعرفه وهو لا يعرفك أصلا وآخر صلته بك كانت قبل 30 عاما. شعب يجيد الدسائس والإشاعات والشمارات ومتابعة الجهلة أنظر للمجتمع بكل طبقاته سوف تجد أن من يقود هذه الطبقات مهما كانت درجة وعيها هم الجهلة والفشلة. ويكفي أن دسيس مان كان أيقونة الثورة وكل ما عنده كلمات لا يربط بينها أي رابط.

  3. هذا ما ظللنا نكرره ونقوله منذ أمد بعيد أننا كشعب لا يستحق أن يحكم بغير الكيزان الفاسدين لأننا شعب فاسد في المقام الأول وشعب مرتشي وشعب جاهل. من الذي جعل البشير يحكمنا طوال هذه الفترة غير فسادنا وتهيأت عقولننا بأن يصبح قمة طموحاتها أن تتوفر على وجبتين في اليوم (بحيث أصبحت العبارة الأكثر إهانة ومذلة كلمة قفة الملاح) هل هذا الشعب يستحق أن يضحى من أجله. أما كونه شعب مرتشي فهذه لا تحتاج لأي قدر من التفكير لآعرض على أي سوداني أي منصب وظيفي وأتحداك مهما تواضعب مؤهلاته وخبراته ومهاراته فمن المستحيل أن يعتذر ومن السمتحيل أن يستقيل أذا فشل. أما كونه جاهل فهذا وضاح بحيث أنك ممكن أن تبيعه أي كلام فارغ ويصدق مثلا ماذا يعرف 99% من الشعب السوداني عن حمدوك قبل أن يعرض عليه البشير منصب وزارة المالية فكيف تولي أمرك لشخص أنت لا تعرفه وهو لا يعرفك أصلا وآخر صلته بك كانت قبل 30 عاما. شعب يجيد الدسائس والإشاعات والشمارات ومتابعة الجهلة أنظر للمجتمع بكل طبقاته سوف تجد أن من يقود هذه الطبقات مهما كانت درجة وعيها هم الجهلة والفشلة. ويكفي أن دسيس مان كان أيقونة الثورة وكل ما عنده كلمات لا يربط بينها أي رابط.

  4. إن الوطنية/حب الوطن، لهو الشعور الذي يدفع من يخطئ من المسؤولين إلي التنحي، بل ويدفع البعض من المسؤولين اليابانيين إلي الإقدام علي الإنتحار، إن هم كَذَبوا، أو شعروا بأنهم قد قصَّروا في أداء وأجباتهم، أو قصَّروا في حق أي مواطن عادي !!!!!!!!!!!!! وبدون هذا الشعور، يغيب الدافع الفعلي، للقيام بأي تضحية محتملة !!!!!!!!!!!!
    وبديهي، بدون هذا الشعور، يُصبح الحديث عن الديموقراطية، مجرد أضغاث أحلام، حيث يتم إختزالها، في إنتخابات، لاغير !!!!!!!!!!!!

    لقد عقدنا أمالاً عِراض علي جيل الثورة الفريدة/جيل الوطنية/جيل التضحيات،
    ولكن، ومع الأسف والحسرة، فقد حدث ما حدث، بتصدي النخب البالية والمتخلفة والمجرمة، للإنعتاق والتحرر والإنطلاق، حتي تظل طوائفهم وإقطاعهم وبورجوازيتهم الطفيلية، علي حالها !!!!!!!!!!! لعنهم اللّه أني يُؤفكون !!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..