الواقفون على الرصيف

الواقفون على الرصيف.

بعض السياسيين والصحفيين والمثقفين بلغ غضبهم على المعارضة ككل – وهم محسوبين عليها- مرحلة الكراهية، الشئ الذى جعلهم يباركون (ولو ضمنياً) للحكومة كثيراً من فعائلها، بل ، ويجدون تبريراً لذلك دون أن يطرف لهم رمش !

ضعف المعارضة وهوانها لايمكن أن يجعل المرء، ممن يملك قلباً سليما و عقلا صحيحاً ، يستكين لنظام يستند فى مرجعيته على: الانتهازية فى المقام الأول، و أفكار أصولية ،لا تمت (للعصر الحديث والإنسانية والعلم ) بصلة ، والتى يتعمد إستخدامها بغرض اكساء القدسية على تصرفاته وقراراته . تلك المرجعية لا هدف وطنى من ورائها، بل تطويل زمان البؤس هو المراد.

إن عدم الإقتناع بالمعارضة وفقدان الأمل فيها لايعنى إجازة ما يقوله ويفعله الطرف الطرف الآخر – ولو بالصمت- تحت مظلة ( ما باليد حيلة) ! هذا فى حد ذاته جريمة مكتملة الأركان.

أوجب واجبات المثقفين ومتعاطى الشأن السياسىِّ أن يتم عرض المشكل على السطح، و إقتراح حلول له، مع الإصرار على ذجر الحكومة و نصح المعارضة وتبصيرهما -بالقلم والفعل- نحو الطريق الصحيح والقرار السليم، والمشاركة الفاعلة ( كل فى تخصصه) فيما هو أنفع للبلاد وذلك بما يلبى مطالب الشعب ورغباته.

الركون إلى أن الحكومة يمكن أن يهبط عليها وحى أو قدر من السماء ليلهمها الصواب ويهديها إلى الطريق القويم لا يعدو كونه حيلة للعاجزين، فالسماء لاتخوض حروبا بالوكالة. وبذات القدر، فإن إلقاء عبء الخلاص على المعارضة كأحزاب سياسية وحركات مسلحة لايخرج عن معنى الإتكال.

الذين فرحوا بتباشير فك الحظر الإقتصادى جزئياً، وظنوا – زورا وبهتانا – بإنهمار النعيم والخير على البلاد جراء ذلك دون أن ينتبهوا لأس البلاء، لايختلفون كثيراً عن أولئك الذين لازالوا يحملون الإمام /الصادق المهدى كل مشاكل البلاد التاريخية واستمرارية النظام الحالى !

فجميعهم يقف على الرصيف.

محمود، ،

محمود دفع الله الشيــــــــخ
المحامى
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..